خطاب السيد الرئيس بمناسبة إعلان الاستقلال رام الله
خطاب السيد الرئيس بمناسبة إعلان الاستقلال رام الله
15-11-2006
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء شعبنا في الوطن والمخيمات والشتات، قبل ثمانية عشرة عاما وقف الشهيد ياسر عرفات أمام المجلس الوطني الفلسطيني ليعلن باسم الشعب الفلسطيني قيام دولة فلسطين على أرض الوطن فلسطين، ومنذ ذلك اليوم الخالد في تاريخنا الوطني يواصل شعبنا الفلسطيني كفاحه ونضاله في مختلف الساحات في الوطن وخارجه من أجل تجسيد قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة على أرض وطننا فلسطين، ففي ارض الوطن اندلعت الانتفاضة الجماهيرية الأولى التي سجل شعبنا فيها بسواعد ودماء وأرواح أبنائه، أن الاحتلال الإسرائيلي زائل لا محالة، وأن حق شعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره يحظى بالتأييد والتضامن والدعم على المستويين العربي والدولي ومختلف الساحات.
لم يكن أمام حكومة إسرائيل بفضل صمود شعبنا في انتفاضته التاريخية ووحدة فصائلنا الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية إلا التراجع عن سياسة إنكار وتغييب حق شعبنا في وطنه، وصدرت القرارات العربية والدولية التي تدين الاحتلال الإسرائيلي وتعلن اعتراف الأسرة الدولية بحقوقنا الوطنية.
وفي مؤتمر مدريد للسلام فرض شعبنا بقيادة الرئيس الشهيد ياسر عرفات قضيتنا العادلة على الأجندة الدولية ومن مؤتمر مدريد إلى مفاوضات واشنطن وأوسلو حقق شعبنا انجازه التاريخي الأول بقيام السلطة الوطنية الفلسطينية نواة وقاعدة الانطلاق لدولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
أيتها الأخوات، أيها الإخوة
وفي هذا اليوم الوطني، يوم إعلان الاستقلال، أؤكد باسم شعبنا الصابر الصامد، وباسم لاجئينا، أسرانا ومعتقلينا، أطفالنا وزهراتنا، بأن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء، وان الدولة الفلسطينية ستقوم وترى النور، فالأرض أرضنا، ومن حق شعبنا أن يعيش حرا وسيدا في أرضه بدون احتلال و استيطان، مسلحا ببرنامج الإجماع الوطني، برنامج الاستقلال وإعلان الدولة المستقلة.
وبإصرار هذا الشعب على نيل حريته واستقلاله وبوحدة فصائله وقواه الوطنية لا بد له من أن يتغلب على كافة الصعوبات التي تضعها إسرائيل لمنعه من إنجاز وتحقيق الحرية والاستقلال، فالقوة العسكرية لم ولن تفرض علينا التنازل عن أي من حقوقنا، فشعبنا كباقي شعوب الأرض جدير بتقرير مصيره، وأن يحكم نفسه بنفسه و هو يواصل رغم الاحتلال وقسوته تعزيز ديمقراطيته ووحدته الوطنية.
لقد أعلنت لشعبنا قبل عدت أيام و بمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد القائد الرمز أبو عمار بأننا حققنا تقدماً كبيراً على طريق إقامة حكومة الوحدة الوطنية،وإنني من هنا وفي يوم إعلان الاستقلال أتوجه للإسرائيليين لا تضيعوا فرصة السلام، ويكفي إراقة دماء أبنائنا و أبنائكم فإن الطريق للأمن والسلام طريق واحد لا بديل عنه، هو اعترافكم بحقوقنا الوطنية وانسحابكم من أرضنا ومن قدسنا الشريف وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين وفق القرار 194.
وبهذه المناسبة التاريخية أتوجه بالتحية والتقدير لشهدائنا الأبرار ولأسرانا البواسل متطلعاً إلى يوم قريب لنعانقهم أحراراً بيننا.
إخواني، إخوتي
إننا ندعو الأسرة الدولية واللجنة الرباعية لتحمل مسؤولياتها ورعاية المفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين مشاركة تتضمن الوساطة والتحكيم تقديم الضمانات، فالأمن والسلام في الشرق الأوسط يبدأ من فلسطين.
وهذه ساعة الحقيقة بأن السلام في هذه المنطقة لن يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية و الفلسطينية التي احتلت عام 1967.
إنني أعلن باسم شعبنا الفلسطيني استعدادنا الكامل لمفاوضات جادة ونهائية تضع حدا لعقود من الصراع والدماء.
في هذا اليوم أجدد تحياتي إلى أبناء شعبي في الوطن والشتات وأرجو الله عز وجل أن نحتفل بهذه المناسبة في العام القادم في قدسنا الشريف عاصمة دولتنا المستقلة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته