خطاب الرئيس محمود عباس أمام مجلس اللوردات والعموم البريطاني البرلمان
سيداتي سادتي،
لي الشرف مرة أخرى أن أكون في هذا المجلس مع أعضاء مجلسي اللوردات والعموم البريطاني، حيث استؤنفت في الشهر الماضي المفاوضات حول كل القضايا الأساسية، وما كان هذا ليحدث بدون الجهود النشطة والبناءة التي قام بها الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، وكذلك جهود أوروبا وروسيا والأمم المتحدة، وآمل أن تكون الولايات المتحدة الأميركية واللجنة الرباعية شريكًا كاملًا في هذه المفاوضات.
إننا سنتحدث عن كل قضايا الحل النهائي: القدس، الحدود، المستوطنات، اللاجئين، الأمن، الأسرى. وقد تحددت فترة 9 شهور للوصول إلى اتفاق شامل يتضمن كل المطالب، وينهي الصراع، وإذا احترم الإسرائيليون التزامهم بإطلاق سراح الـ104 أسرى الذين اعتقلوا قبل عام 1993، فإنني ألتزم بعدم الذهاب إلى وكالات الأمم المتحدة في الفترة من 6-9 شهور.
اتفقنا كذلك على مواصلة تلبية التزاماتنا الأمنية خلال هذه الفترة، وإننا سنتحمل مسؤولية كل الالتزامات الصادرة من الاتفاقات الموقعة، وخارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية عام 2002. وإذا انسحبت إسرائيل من كل الأراضي التي احتلتها عام 1967، فإن هناك 57 دولة عربية وإسلامية ستطبع علاقاتها مع إسرائيل. وفي منطقة تشهد فترة من عدم الاستقرار، فإن ذلك سيكون التطور الأفضل، ونأمل أن تأخذ الحكومة الإسرائيلية هذا الأمر بجدية.
سيداتي سادتي،
نأمل أن تحترم الحكومة الإسرائيلية التزاماتها، بما في ذلك وقف النشاطات الاستيطانية التي تسارعت على نحو كبير خلال الأسابيع الستة الماضية، ويجب الإشارة إلى أن هناك إعلان ببناء 4019 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنات منذ بداية المفاوضات في واشنطن في 30 تموز الماضي. وأود أن أنتهز هذه المناسبة لأعبر عن تقديري العميق للخطوط العامة حول المستوطنات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي، حيث تقدم هذه الخطوة التي تعزز حدود 67، جوًا بناءً للمفاوضات.
وآمل أن تدخل هذه الخطوط العامة إلى حيز التنفيذ في كانون الثاني/ يناير 2014، كما أُعلن.
إلى ذلك، نأمل منكم كبريطانيا وأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تواصلوا اتخاذ الخطوات الهادفة إلى تحقيق حل الدولتين، والتي هي ترجمة طبيعية لسياستكم الواضحة على منظومة الاستيطان التي تنتهجها إسرائيل، والتي ستساعدنا في النهاية على تحقيق السلام من أجل الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
سيداتي وسادتي،
في العام الماضي صوتت 138 دولة لصالح فلسطين كدولة غير عضو في الأمم المتحدة، وآمل أن يأتي اليوم الذي نشهد فيه قريبًا بريطانيا العظمى وهي تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
سيداتي وسادتي،
وفيما يتعلق بموضوع التحريض: اقترح إحياء اللجنة الثلاثية ضد التحريض والمؤلفة من: الولايات المتحدة الأميركية، والفلسطينيين، والإسرائيليين.
وفيما يتعلق بالمصالحة: فإننا سننجزها عندما توافق حماس على الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ولن تشكل المصالحة عبئا على المفاوضات، إذ إن حماس وافقت على أنه في حال الوصول إلى اتفاقية سلام وطرحها على الاستفتاء فإنها ستقبل الاتفاقية.
وفي هذه الاثناء سنواصل بناء مؤسسات دولة فلسطين، وأشكر بريطانيا على مساهماتها السخية في هذا الإطار.
إنني أؤكد لكم أن دولة فلسطين تأخذ مسؤولياتها بكل جدية على المسرح الدولي، وستواصل العمل في حقوق الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والمحاسبة والشفافية وحكم القانون.
وحول التغيرات في العالم العربي: الديمقراطية والسلام هما أساسيان، ونتخذ موقفًا حياديًا فيما يتعلق بمصر وسوريا ولبنان وأي مكان آخر.
سيداتي وسادتي:
ربما لديكم الكثير من الأسئلة تودون طرحها، وسأوزع عليكم كتيبًا أعددته حول اللقاءات التي تمت في الولايات المتحدة وأوروبا وأميركا اللاتينية وفلسطين مع عدد لا يحصى من الزعماء الإسرائيليين واليهود.
نريد دعمكم الفعال لضمان نتيجة ناجحة لمفاوضات السلام بحيث تستطيع دولة فلسطين أن تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل بسلام وأمن على حدود 1967.