الرئيسية » خطابات الرئيس محمود عباس »

كلمة الرئيس محمود عباس في الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات

11 تشرين الثاني 2014

بسم الله الرحمن الرحيم

"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".

صدق الله العظيم

على الرغم من كل الحواجز التي فرضوها هنا، والتي فرضوها هناك، تدفقت الجماهير هنا، وتدفقت هناك تحديا لإرادتهم، لكن ما الذي جمعهما مع بعض ليستعملوا نفس الأسلوب ضدنا، أهي صدفة؟، كلا ليست صدفة إنها تنسيق، وعمل مشترك مع الأسف ضد هذه الشعلة ولن يطفؤوها.

شعبنا الصامد المرابط، أيتها الأخوات أيها الأخوة والأشقاءzzz*z سلام لكم وعليكم أوجهه من جوار ضريح القائد الخالد والأب الروحي لانبعاث الهوية الوطنية الفلسطينية من تحت الركام، الأخ الشهيد أبو عمار في الذكرى العاشرة لرحيله عنا جسدا إنه حي باق في ضميرنا ووجداننا، نقف في حضرة من وهب حياته حتى آخر رمق من أجل قضية شعبه، أوصلنا ووصلنا معه لما كان يبدو مستحيلا بعودتنا لأرض وطننا فلسطين على طريق الاستقلال وإقامة دولتنا، وعاصمتها القدس، وهنا أؤكد على ما كان يردده الأخ أبو عمار ليس منا وليس فينا من يتنازل عن ذرة تراب من القدس وفلسطين.

أيها الإخوة والأخوات،،،

يخطئ قادة إسرائيل خطأ جسيما إذا اعتقدوا أن التاريخ يمكن أن يعود إلى الوراء، وأنهم يستطيعون اليوم فرض الأمر الواقع، وتقسيم المسجد الأقصى زمنيا ومكانيا، كما فعلوا في غفلة من الزمن بالحرم الإبراهيمي في الخليل، وسيتراجعون عن هذه الخطوة أيضا، لأنهم بأفعالهم هذه يقودون المنطقة والعالم إلى حرب دينية مدمرة، فلا العالم الإسلامي ولا العالم المسيحي سيقبل في يوم من الأيام المزاعم الإسرائيلية بأن القدس لهم، لن يقبل أحد مسلم كان أم مسيحي أن تكون القدس إلا عاصمة لدولة فلسطين، ولن نقبل بأي ادعاءات مهما كان ذلك القدس هي عاصمتنا، ولا تنازل عنها، القدس التي احتلت عام 67 هي قدسنا عاصمتنا، وسنحافظ عليها ونحمي مقدساتها، كلنا مرابطون مع أبناء القدس، أولئك الأبطال من مسلمين ومسيحيين في وجه الاقتحامات والاعتداءات اليومية لغلاة المتطرفين وحماتهم من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، يقولون من هم أولئك المرابطون؟ نقول لهم الذين يجلسون في الأقصى وفي كنيسة القيامة، ليصلوا وليحموها فإذا اعتدى عليهم من أي جهة كانت، من حقهم أن يدافعوا عن أنفسهم وأن يدافعوا عن مقدساتهم، نحن نطالبكم أن تبعدوا هؤلاء المستوطنين والمتطرفين وغيرهم من المسجد الأقصى، ومن مقدساتنا لن نسمح بأن تلوث مقدساتنا ابعدوهم عنا ونحن بعيدون عنهم وكفى الله المؤمنين القتال أما أن يدخلوا إلى الأقصى فهؤلاء سيحمون الأقصى ويحمون الكنيسة ويحمون البلد كلها.

أيتها الأخوات أيها الإخوة أيها الأبناء،،،

حركة فتح في مسيرتها الطويلة منذ الانطلاقة عام 65 انتهجت سياسة ترتكز أولا وأخيرا على المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، متجاوزة أي انتماء حزبي، فالانتماء بالنسبة لفتح هو الانتماء لفلسطين، ولذلك لم تضع فتح وقيادتها أي عائق أمام ظهور أي تنظيمات فلسطينية مختلفة عنها لها علاقاتها الخاصة وعقائدها أي كانت، لأن المعركة معركة الكل الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي، كل فلسطيني يريد أن يدافع عن قضيته مرحب به، ولذلك تجدون الائتلاف الوطني في منظمة التحرير الفلسطينية الائتلاف الواسع الذي يشمل الجميع خدمة لهدف الجميع وهو تحرير فلسطين.

فتح حريصة كل الحرص على أن يكون كل الفلسطينيين في بيت واحد وتحت مظلة واحدة، هي منظمة التحرير الفلسطينية، التي حاولوا منذ زمن طويل أن يمزقوها، ونذكر بعضهم من قال لا بد أن نمزق هذه الخيمة المهترئة ولكن إرادة الشعب أن تسمح لهؤلاء كي يدمروا المنظمة، المنظمة باقية من أجل تحرير فلسطين في القريب العاجل.

منذ البداية لا بد لنا أن نذكر بكل الفخر والاعتزاز أن الذي أسس المنظمة هو المرحوم أحمد الشقيري، ولذلك على شعبنا أن يخلده في الذاكرة لأنه لولاه لما قام هذا الكيان الفلسطيني، ثم جاء بعده الأخ حمودة، ثم جاء بعده إلى أن استشهد ياسر عرفات الذي قاد المنظمة في أحلك ظروفها، وهو الذي انتقل بقضيتنا من رمزية المخيم الفلسطيني اللاجئ، إلى الفلسطيني المناضل في حركة تحرر وطني، أعادتنا إلى أرض الوطن، فأقمنا هنا مؤسسات السلطة وواصلنا مشوارنا على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، فأنجبنا الاعتراف بدولة فلسطين من قبل الأكثرية الساحقة من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر 2012.

وها نحن الآن نعد العدة للحصول على قرار من مجلس الأمن، يضع سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال، كما نعمل للانضمام لمختلف المنظمات الدولية، وبدأنا التوقيع يمينا وشمالا لكن بكل عقلانية بدأنا بالذهاب للجمعية العامة، وهذا الشهر قررنا أن نذهب إلى مجلس الأمن، وإذا لم يحصل فإن جميع المنظمات الدولية الأممية من معاهدة روما من محكمة الجنايات الدولية إلى أقصى أنواع المنظمات سنوقع عليها لنحمي شعبنا ولن نسأل عن الضغوط الكثيرة الهائلة التي خضعنا ونخضع وسنخضع لها وسيبقى القلم مجردا من غمده إن شاء الله.

لم تعد أرضنا الفلسطينية التي احتلت عام 67 بموجب قرار الأمم المتحدة الذي حصلنا عليه أرضا متنازع عليها، لأن إسرائيل تحاول في كل وقت تحاول أن تفرض الأمر الواقع بالاستيطان غير الشرعي، منذ 67 إلى يومنا هذا يعني لو جاءت إسرائيل وأوقفت الاستيطان هذه ليست منة نحن لانقبل إطلاقا أن الاستيطان منذ أول حجر بني في أرضنا حتى اليوم لن نقبل به ونعتبره غير شرعي وغير قانوني وعلى إسرائيل أن تجتثه لتبقى أرض فلسطين خالية من هذا الاستيطان هذا هو موقفنا وهذا ما جاء في قرار الأمم المتحدة في 29-11-2012، عندما قال إن الأراضي التي احتلت عام 67 هي أراضي دولة فلسطين تحت الاحتلال وهذه ينطبق عليها اتفاقيات جنيف الأولى والثانية والثالثة والرابعة أي أن على حكومة الاحتلال أن لا تنقل سكانها كما تفعل الآن إلى الأراضي المحتلة وأن لا تطرد السكان الأصليين خارج أرضهم هذا هو القانون وهذا هو المرسوم الذي حصلنا عليه نحن متمسكون به وسائرون للحصول على قرار من مجلس الأمن لكن نعرف للوصول إلى مجلس الأمن هناك عقبات وهناك تعطيلات وشد إلى الوراء نعرف كل هذا إن لم نحصل فالطريق الآخر أمامنا بداية بالمنظمات الدولية ومرورا بكثير من الإجراءات التي سنقصدها إن شاء الله في هذا الشهر.

كنت أتمنى أن يكون المهرجان المركزي لإحياء الذكرى العاشرة في غزة، كما كان مقررا ولا أدري ما هو المبرر والمسوغات التي يقدمونها ليمنعوا هذه الاحتفالات في هذا اليوم العزيز على شعبنا، ما هي المبررات لتفجير 15 من منازل لرجال فتح الذي ارتكب الجريمة هم قيادة حماس، وهم المسؤولون عن ذلك، يقولون هذه مجموعة خارجة عن الإرادة والقانون 15 انفجار في 5 دقائق جماعة منفلتة.

الجماهير تزحف في قطاع غزة رغم أنفهم إن الذي يقوم بهذه الأعمال ترى هل يريد مصالحة أو وحدة؟.

اتفقنا أكثر من مرة أننا سائرون في طريق المصالحة، وشكلنا الحكومة، وفي 12-6 خطفوا ثلاثة إسرائيليين في الضفة لتخريب المشروع الوطني، من هم ضحية هذا العدوان 2200 فلسطيني وبيوت للمساكين والفقراء لماذا حصل هذا؟ لتدمير أهلنا في غزة وتدمير المشروع الوطني الفلسطينية.

مثل هذه اتلصرفات لا توحي أنهم يريدون مصالحة ووحدة، نحن حريصون على المصالحة بين من هم في غزة والضفة، ليبقى شعبنا موحدا وهذا لا أناقش فيه، إن مثل هذه الإجراءات تعطل إعادة الإعمار، ونقل 100 ألف إنسان من الشوارع قبل الشتاء، لمصلحة من تعطيل هذا واتفقتم سريا مع روبرت سيري مندوب الأمم المتحدة لماذا التخريب والتعطيل، الخاسر الوحيد هو الشعب وأنتم جالسون في بيوتكم ومخابئكم لا هم لكم.

كنا نعتقد أن هناك من تعلم من أخطاء الماضي وتعلموا تغيير نهجهم واستيعاب الوحدة وإنهاء الانقسام، تصريحاتهم كما تصريحات إسرائيل، الذي يريد إخراجنا من أرضنا ومنازلنا، تجاهلنا أيضا التشكيك ونذكركم كانوا يتكلمون عن عرفات ونعتوه بالمستسلم، وفلان وفلان قباضايات ورجال، وين كانوا أيام الاعتداء، إن حماس تتحمل مسؤولية كاملة عن الجريمة في غزة.

همنا الأول إعادة الإعمار وليس لدي أي أجندة أخرى، أريد أن تدخل الأموال للتخفيف عن هؤلاء الناس لإيجاد المأوى والملبس والماء، هذا همنا، أتمنى أن يكون هذا في بالهم ولكن لا أعتقد.

وهنا أوجه كلماتي لإخوتي في قطاع غزة، الأخوات والإخوة الاحبة في قطاع غزة الصابر، إنني معكم بقلبي وعقلي ووجداني، فمعاناتكم لا تغيب عن بالي لحظة واحدة، نحن وإياكم جسد واحد وسنظل نعمل دون كلل، ونبذل أقصى الجهود لإخراج قطاع غزة وأهله من هذا الحصار الظالم، وإعادة البناء والإعمار وقبل وبعد ذلك إنهاء الانقسام، سنستمر في المساعي لإنهاء الانقسام، نحن قلنا للعالم أجمع عندما كانوا ينتقدوننا لماذا هذا الحوار مع حماس وهم كذا وكذا، كنا نقول لهم هؤلاء جزء من شعبنا وجزء من أهلنا، لا بد أن نكون معا، اختلفنا في السياسية أو اختلفنا في المنهج أو أي شيء فهم إخوتنا ولن نتنازل عنهم ولن ننبذهم سيبقون جزءا من الشعب ونقول الله يهديهم.

أيتها الأخوات أيها الإخوة يا أبناء وبنات فلسطين،،،

تحية وفاء وعرفان لروح أخي أبو عمار في ذكراه، تحية لروح رفاق دربه، وجميع الشهداء الذين رحلوا عنا لا بد أن نتذكر رفاق الدرب الذين ناضلوا مع أبو عمار سواء من فتح أو من باقي التنظيمات جميعها، من أولها لأخرها كلهم رفاق درب وكلهم شهداء، تحية للشعب الذي أحبه تحية للقدس التي لن نتنازل عنها، تحية لأهلها الصامدين تحية لأهلنا في الضفة الغربية المنزرعين في أرضهم كأشجار الزيتون، وتحية لشعبنا في المخيمات والمهاجر الذي لا زال يشعل قناديل الأمل والشوق إلى فلسطين، نتوجه إليهم في كل مكان في سوريا ولبنان والمهجر وغير ذلك ونقول لهم صبرا آل ياسر، وألف تحية للأبطال الرابضين في سجون الاحتلال، هؤلاء الذين عطل نتنياهو إطلاق سراحهم، ولكن سيطلق سراحهم رغم أنفه، وتحية للأصدقاء من الناطوري كارتا، من اليهود الذي يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني الذين يجسدون أن الأديان لله وأننا مؤمنون جميعا باله واحد وأننا لا نفرق بين الرسل، لا نفرق بين الانبياء لا نفرق بين الديانات وأننا مستعدون وهذا الدليل على أنه يمكننا العيش في الأرض المقدسة إخوة متصالحين كل يذهب إلى مسجده أو كنيسته أو كنيسه أو معبده، وكل يعبد الله تحية لكل الأصدقاء تحية لكم جميعا واشد على أياديكم، وتحية لأسرانا وجرحانا وصبرا آل ياسر.

كلمة الرئيس محمود عباس في مستهل جلسة اللجنة التنفيذية بتاريخ 2 تشرين الثاني 2014

تجتمع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لطرح مجموعة من القضايا الأساس والهامة التي نحتاج إلى أن نستبينها، وأن نأخذ بها مواقف وقرارات. لدينا مجموعة من القضايا، أو لدينا ثلاث قضايا: أولها إعادة إعمار غزة، كما تعلمون أننا بعد أن ذهبنا إلى القاهرة بناء على دعوة كل من مصر والنرويج، تم تبرعات كثيرة؛ وهذه التبرعات إن شاء الله سيوفي أصحابها بها؛ لكن من حيث الإعمار، بدأنا بما لدينا من إمكانيات جاءتنا من هنا ومن هناك فعلاً. بدأت الحكومة بعمليات إعمار بسيطة؛ ولكن هذا لن يكون مهما إذا لم تأتي الأموال من الدول المانحة، والتي تقدر بأكثر من 5 مليارات دولار.

ننحن اقترحنا، وتمت الموافقة على تشكيل لجنة متابعة تضم: مصر، والنرويج، وفلسطين، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي؛ وبعض الدول كالكويت بصفتها رئيسة الجامعة العربية، وغيرها، تجتمع كل شهر لحث الدول المانحة على الإيفاء بالتزاماتها وتسيير الأمور كما ينبغي لها.

الحكومة هي المسؤولة بشكل كلي عن عملية إعادة الإعمار، بالتعاون مع الأمم المتحدة، ونرجو أن يتم هذا سريعًا حتى نستطيع مساعدة أبناء شعبنا الذين ما زالوا يعيشون في العراء.

القضية الثانية هي قضية القدس والمسجد الأقصى وما جرى في الأسابيع الماضية من توتر عال وإشتباكات ومن صدامات وفي الأقصى نفسه؛ وهذا يحزننا ويؤلمنا أن تصل الأمور إلى داخل المسجد الأقصى؛ ونحن قلنا أكثر من مرة: أن المسجد الأقصى المبارك مكان مقدس بالنسبة لنا؛ فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ولن نقبل أن يعتدي عليه أحد.

اليوم جاء بيان من رئيس الحكومة الإسرائيلية بالتهدئة، ونحن مع التهدئة بالأساس؛ فنحن لا نريد تصعيد الأمور، وأن تصل إلى مدى لا يستطيع أن يتحمله بشر؛ لا نريد هذا إطلاقا؛ وإنما نريد التهدئة؛ واليوم ما سمعناه، لا يوجد عندنا أي مانع، هذا هو موقفنا بالأساس، ونحن ندعو إلى التهدئة، ونرجو أن تتم هذه التهدئة، ويحافظ على الوضع كما هو عليه في المسجد الأقصى.

النقطة الثالثة والأخيرة، هي أننا نحن منذ 26 سبتمبر/أيلول الماضي قدمنا مشروعًا لمجلس الأمن، وهو يناقش الآن من قبل الدول والهيئات المعنية، وعندما تنضج هذه المداولات سيتم تقديمه إلى مجلس الأمن.

عندنا وفد الآن في واشنطن للحوار مع الإدارة الأميركية حول مضمون هذا القرار؛ نأمل أن نتفق على صيغة مفيدة، وهذه الصيغة التي تفيدنا هي أن يشمل القرار بأن الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس، هي أرض دولة فلسطين، ولا بد من تحديد زمن ووقت لإنهاء الاحتلال.

شكرًا لكم