كلمة الرئيس محمود عباس في اجتماع القيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة في رام الله
أيتها الأخوات، أيها الإخوة،
تجتمع القيادة الفلسطينية للمرة الثانية؛ لبحث القضايا الراهنة المتعلقة بالاتفاقيتين اللتين اتفقنا فيهما مع الإدارة الأمريكية، ومن خلالها مع إسرائيل، وهما: موضوع استئناف المفاوضات في شهر 7 الماضي؛ وتنتهي في شهر 9؛ وإضافة إلى ذلك، بإطلاق سراح 104 أسرى من الذين تنطبق عليهم المواصفات قبل عام 1993.
ونحن نعرف أنه أطلق سراح ثلاث دفعات؛ أما الدفعة الرابعة، فكان من المفروض أن يطلق سراحها يوم 29 الشهر الماضي. ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا، وعدنا بإطلاق سراح هؤلاء الإخوة العزيزين على قلوبنا، الأحبة، الذين قدمنا من أجلهم الامتناع عن الذهاب إلى الأمم المتحدة لمدة تسعة أشهر؛ ولكن -مع الأسف الشديد- بعد أن وعدنا تسع مرات؛ في كل مرة يقال لنا: الحكومة الإسرائيلية ستجتمع من أجل إطلاق السراح، ستجتمع؛ ولكن لحتى هذه اللحظة، وكان آخر موعد هو اليوم ظهرًا، أن تجتمع الحكومة الإسرائيلية لهذا الغرض؛ وبالتالي لم يحصل هذا على الإطلاق؛ فأنا عرضت الأمر على القيادة فيما يتعلق بموضوع الأسرى؛ لأننا قلنا: إذا لم يطلق سراحهم، فإننا سنبدأ بالذهاب والانتماء إلى 63 منظمة دولية واتفاقية ومعاهدة.
القيادة قدمت لها هذا الرأي؛ وكان موقفها (أن .. أن ماذا؟ ارفعوا أيديكم. اللي بدو يوافق يرفع إيدو ... المعترض... الممتنع...) القيادة وافقت بالإجماع على أن نوقع عدد من الاتفاقيات أو المنظمات أو المعاهدات؛ وهذه ستكون حوالي 12 منظمة واتفاقية ومعاهدة؛ والآن سأوقع إحداهم.
الكل خمسة عشر منظمة واتفاقية ومعاهدة؛ هذه سترسل فورًا من أجل...؛ لا اعتقد أننا بحاجة إلى جواب في معظمها؛ وإنما -إن شاء الله- سنكون أعضاء في هذه المنظمة.
نحن –بالمناسبة- لا نريد استعمال هذا الحق ضد أحد ولا في مواجهة أحد؛ ولا نريد اصطدما –بالذات- مع الإدارة الأمريكية؛ نحن نريد علاقة طيبة وجيدة مع أمريكيا؛ لأن أمريكيا تساعدنا، وبذلت جهودا كبيرة؛ والجهد الذي بذله وزير الخارجية جهد خارق خارق؛ بمعنى أنه منذ بدأنا إلى اليوم التقينا معه 39 مرة؛ فنحن لا نعمل هذا ضد أمريكا؛ ولكن ما دام أننا لم نجد طرق أخرى -علمًا بأنه هذا من حقنا، وعلما بأن أولا على آخراً؛ مثل ما قال أحد الإخوة: إحنا من حقنا.
إحنا فقط وافقنا على أن نؤجل نؤجل تسعة أشهر؛ يعني لم نوافق على إلغاء هذا الحق؛ وإنما نؤجل تمهيدًا ومساعدة وتسهيلًا للمفاوضات؛ لكن ما نراه الآن هو مماطلة ومماطلة ومماطلة؛ وبالتالي لم نجد أي مناص من أن نذهب ونوقع هذه الاتفاقيات؛ علما بأننا مصرون على الوصول إلى تسوية من خلال المفاوضات، ومن خلال المقاومة السلمية الشعبية؛ ونرفض غير ذلك؛ وسنستمر في مساعينا للوصول إلى الحل السلمي من خلال المفاوضات؛ الحل الذي يعطينا دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين حسب القرار 194.
هذا بالضبط ما نريده، ولتعيش أو لتنشأ دولة فلسطين لتعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل بأمن وأمان. لن تتغير سياستنا. لن يتبدل سلوكنا. هذا هو موقفنا، برضو نحيي جهود أمريكا، ونشكرهم؛ وسنستمر في هذه الجهود اعتبارًا من الليلة. لا مانع لدينا سنستمر في هذه الجهود؛ لأنه لا مناص أمامنا إلا هذا.
شكرًا للجميع