الرئيسية » خطابات الرئيس محمود عباس »

كلمة الرئيس محمود عباس خلال مشاركته في حفل لمؤسسة محمود عباس لصالح تنفيذ وتوسيع برامج المؤسسة في المخيمات الفلسطينية في لبنان

21 نيسان 2015

بسم الله الرحمن الرحيم

هاتان الشابتان هما نتيجة مؤازرتكم ومعاملتكم وجهدكم لإنشاء المؤسسة التي ترعى أهلنا في لبنان.

قبل 5 سنوات أو أقل كانت المؤسسة فكرة، واليوم بنتيجة ملموسة نرى أبناءنا الذين لم يكونوا ليتمكنوا من التعليم بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها، فنهضتم أنتم بهم وتحملتم مسؤوليتهم وكان ما كان، أكثر من 2500 طالب وطالبة يدرسون ويتعلمون. يتمتعون بالعلم ويتخرجون ويبدؤون حياتهم الجديدة التي لم يكونوا يرونها لولا هذا الدعم الذي جاء منكم ومن غيركم الكثير.

كما تعلمون، فكرة المؤسسة بدأت لأن أهلنا في لبنان لا تتاح لهم فرص التعليم الجامعي ولا حتى الثانوي، وكان لا بد أن نفكر كيف يمكن أن نساعد الإخوان ودعمهم، لم تكن هناك طريقة إلا أن نؤسس مؤسسة لتعليمهم وكان هناك شرطان، الأول من يحصل على الثانوية يتعلم بصرف النظر عن انتمائه وولائه، إنما هو فلسطيني يتعلم، والثاني ألا يعيد ما صرف عليه، وأعتقد أن فيه الخير عندما يكبر ويشتغل ويصبح رجل أعمال أن يعلم غيره كما علمه الآخرون.

وانتقلنا لفكرة أخرى وهي المشاريع الصغيرة وكانت ناجحة، ثم التكافل الأسري الذي كان يحبو ويمشي ببطء لم ينجح كما نجح التعليم الجامعي مع أنه الأسهل والأيسر. لأنك تستطيع من خلال تسهيل ذلك من المؤسسة الاتصال بأي عائلة وترتبط بها وتصبح العلاقة بينكم فقط مباشرة، وهذا ما يسمى التكافل الأسري، هنا نثبت أننا شعب يتكافل مع بعضه البعض بكافة النواحي، تكون علاقة إنسانية وأسرية وحميمية بينكم وبين هذه العائلات التي تعيش الظروف الصعبة، وأتمنى أن يخطو هذا البرنامج خطوات أكثر فعالية ليحس الناس به وخاصة المنكوبين.

الآن كثر عصر المنكوبين، كنا نتحدث عن لبنان ومخيماتها الآن مخيمات سوريا خاصة مخيم اليرموك الذي كان يسكنه مليون شخص فلسطيني وسوري وغيرهم، كان يوجد فيه 200 ألف فلسطيني الآن لا يوجد به أحد رحلوا وهجروا كلهم، كل منهم ذهب لمكان، ليتخلص من داعش والنصرة وغيرها من هذه التنظيمات المتطرفة.

منذ الأحداث العربية أخذنا قرارا، لا نريد التدخل في أي شأن عربي وغير عربي داخلي يكفينا مشاكلنا ومآسينا، لا نريد التدخل بأي شيء، كذلك في مصر وسوريا وليبيا لا نريد أن نكون طرفا بأي نزاع داخلي، وأبلغنا كل الناس والأطراف.

ما حصل لنا في سوريا نكبة، لأن التنظيمات المعادية للنظام، أو النظام يصطدمون مع بعضهم البعض وتكون الطامة الكبرى على أهل المخيم، وما حصل مؤخرا للمخيم، بعد أن دخل داعش وبدأ يصطدم مع الحكومة ومن يواليها، وكان شعبنا الضحية، من هنا تقذف القنابل ومن هناك أيضا تنزل القنابل وتدمر الناس ولا ندري ماذا ستكون النتيجة لباقي المخيمات، نريد أن نساعدهم بما يمكن لنا أن نساعدهم وقمنا به، فقرر الجميع تقديم التبرعات من رواتب وغيرها وهي الآن في طريقها لأهلنا في اليرموك.

أتمنى على المؤسسة أن تشمل الآن أبناء مخيم اليرموك، لأن أغلبهم هاجر للبنان وغيرها، يجب أن يكون لهم حصة في التعليم وتقديم الدعم والمساعدة، ولن تقتصر المساعدات على اللبنانيين وهم يستحقون طبعا، لكن علينا أن نشمل الجميع فالمشروع التعليمي جامعي.

هناك مشكلة أخرى، وهي مخيمات غزة التي تعاني الكثير، بسبب الحروب المتتالية وكل ما يبنون يتم هدمه، الجميع يعلم السبب، لكن مع الأسف الشديد.

نريد لأهلنا العيش بحياة كريمة، لا نريد حروبا ونرفضها، أنا لا أريد أن يكون هنا حرب وهناك حرب وأنا لا أخضع لأي ابتزازات، نريد لشعبنا العيش بأمان واستقرار، لكن هذا ما حصل ويجب أن نلملم جراحنا.

نحن في عام 2011 طلبنا أن نكون أعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن أقفل في وجهنا، وقررنا التوجه للجمعية العامة وبالفعل حصلنا على دولة مراقب بـ183 صوتا، لم يكن أحد يعرف أنه بإمكاننا أن نصل لذلك أو أن هذا العدد يشد من أزرنا، هناك 42 دولة كانت على الحياد خجلا لم يتكلموا، و8 دول فقط وقفت ضدنا، 4 دول منها لا نعرفها ولم نسمع بها.

كنا أيضا في طريقنا نحو الدولة، وطالبنا بوقف الاستيطان، لم يسمعوا لنا ولم يأبهوا بكلامنا تدخل الأميركان ولم يتمكنوا من شيء، ذهبنا في 30/12/2014 لمجلس الأمن وحصلنا على 9 أصوات حتى الساعة 8:55 دقيقة وفي التاسعة تماما ذهب صوت وحصلنا على 8 فقط، وفي 31/12 توجهنا إلى منظمات دولية ووقعنا عليا وكان منها الجنائية الدولية لأن كل الأبواب أغلقت أمامنا، وقبلنا فيها في الأول من نيسان، هناك 520 منظمة دولية، انضممنا أيضا إلى اتفاقيات جنيف، ونحن في طريقنا إلى الانضمام إلى بقية المنظمات.

عانينا في الأشهر الأربعة الماضية من نقص في الأموال بعد حجز أموالنا، وشعبنا صبر وصمد معنا، الأساس في كل شيء إذا الشعب صمد يمكن أن نحقق كل شيء، وبعد أربعة أشهر حولت لنا كل الأموال وقررنا تشكيل لجنة احتكام حول لماذا يخصم هذا أو ذاك، الحمد لله الآن انتهى ذلك.

نحن شعب لا نملك ثروات لا يوجد لدينا بترول ولا غاز ولا ذهب، حتى الأراضي الزراعية مصادرة خاصة في نهر الأردن، لا يوجد لدينا شيء سوى الاحتلال فقط، وعندنا شيء آخر هو العقل علينا تشغيله، بالعلم فقط بعد الله نستطيع أن نصل لمبتغانا وأن نصل للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.