الرئيسية » خطابات الرئيس محمود عباس »

كلمة الرئيس محمود عباس خلال افتتاح معرض القدس في الذاكرة بتاريخ

04 كانون الأول 2015

بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاة والسلام على رسول والله

سعادة الأخ أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني،،،

سعادة الأخ مدير عام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية خالد آرن،،،

أصحاب المعالي والسعادة،،،

السيدات والسادة،،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أريد أن أقول كلمة مؤكدا على ما قاله معالي الأمين العام، لأنه بشخصه وبما يمثله من أطهر بلد في العالم، وبما يمثله من 57 دولة إسلامية يدعوا العالم كله لزيارة الأقصى والقدس، أعتقد أنه بكل هذه الصفا يتمتع بمصداقية أعلى بكثير من أصحاب الفتاوى الذين يمنعون الزيارة. ولا أريد أن أناقشهم بالمراجع الدينية والتاريخية وسبق أن ناقشتهم بها وأكدت لهم أن الله سبحانه وتعالى قال zzz*zسبحان الذي أسرىzzz*z، والرسول أسري به، وعبر التاريخ لم يحصل أن منعت الزيارات رغم وجود الاحتلالات الكثيرة في هذه البلد إلا أن الزيارات لم تنقطع فلا أدري من أين جاءت تلك الفتاوى الضالة المضللة لمنع زيارة القدس وحرمان أهالي القدس من دعم مئات ملاين المسلمين في العالم، لذلك أشكر معالي الأمين العام على هذه اللفتة وأتمنى أن يستمع إليها الجميع ليزوروا القدس، القدس تناديكم القدس عاصمتكم القدس أولى القبلين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، يدعوا جميع المسلمين والمسيحيين لزيارة الأقصى وكنيسة الأقصى والمهد، لنأمل أن يستمعوا إلى هذه الأصوات وأن يصموا آذانهم عن الأصوات المضللة.

 

السيدات والسادة،،،

 

إنه لمن دواعي سروري أن أستقبل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ومدير عام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية خالد آرن، وهما يحلان ضيفين عزيزين كريمين على فلسطين وشعبها وقيادتها.

ونحن إذ نثمن عاليا جهود منظمة التعاون الإسلامي والهيئات التابعة لها، وبخاصة مركز التاريخ والثقافة الإسلامية على جهودهم التي تبذل في الدفاع عن القدس وهويتها العربية والإسلامية، وموروثها الديني والتاريخي الرفيع، ونتطلع إلى المزيد من العمل المخلص والمشرف الذي عودتنا عليه، ومنظمة التعاون الإسلامي الذي جاء في أصل تأسيسها الدفاع عن القدس الشريف والأقصى ومقدساتها كافة ونسأل الله أن يحفظها على الدوام بعين رعايته وحفظه.

ونود هنا أن نؤكد أن القدس هي مفتاح السلام، وقد ظلت على مدى العصور مدينة التعايش روحي وديني ترحب بكل من أتاها مسالما وتنفظ كل من أتاها غازيا محتلا، وستنفظه وستنبذه. ونحن اليوم نريدها مدينة للسلام، كيف لا وهي بوابة السماء ومعراج محمد صلى الله عليه وسلم، وفي دروبها سار عيسى المسيح عليه السلام، وهما من نحتفل هذه الأيام بميلادهما عليهما السلام، صدفة غريبة عجيبة وجميلة في ذات الوقت أن نحتفل بميلاد المسيح وميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. هذا دليل التآخي بين المسلمين والمسيحيين.

 

مغتنمين هذه الفرصة لنتقدم لأبناء شعبنا الفلسطيني مسلمين ومسيحيين، ولأمتينا العربية والإسلامية بأحر التهاني والتبريكات داعين الله عز وجل أن يعيد علينا هذه المناسبات وأقمنا دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.

 

نحن نقول للأخ الأمين العام نعتذر عما بدر من البعض اليوم من تعطيل وتأخير وتلكؤ، لكن نقول له إن شاء الله في الزيارة المقبلة لن يجدهم على الحدود ولن يجدهم في القدس.

 

السيدات والسادة،،،

إن فلسطين إذ تجدد ترحيبها اليوم بضيوفها الأعزاء، لتشكرهم من صميم القلب على مبادرتهم بتنظيم معرض من ذاكرة القدس، في عهد السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، والذي نعرف جميعا موقفه المشرف من فلسطين وأرضها في مطلق القرن الـ20 وتحديدا في العام 1901، الكل يعرف أن تيودور هيرتزل ذهب إلى السلطان عبد الحميد ليشتري بالمال مكانا في القدس، وماذا كان جواب عبد الحميد رحمه الله طرده شر طردة ولم يرجع إليه مرة أخرى، هذا الموقف العثماني التركي نحن نتركه لإخوتنا الأتراك لإخوتنا العثمانيين وللحكومة التركية، كما لا يفوتنا أن نشيد بقرار وزراء السياحة في الدول الإسلامية باختيار القدس عاصمة للسياحة الإسلامية عام 2015، ونثمن عليا جهودهم ونرحب بأشقائنا العرب والمسلمين وكافة أرجاء المعمورة، وندعوهم لزيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وارتياد كافة المقدسة بها، ونأمل أن نستمع جيدا لما قاله سيادة الأمين العام بأن وزارات السياحة تبدأ من الآن من أجل حث السائحين المسلمين والمسيحيين للزيارة، وخاصة المسلمين الذين كانوا فيما مضى يعتبرون أن حجتهم ناقصة قليلا بأنهم إذا زاروا مكة المكرمة والمدينة المنورة أنهم يجب أن يزوروا الأقصى الشريف، لذلك نأمل أن يعيدوا هذا الموروث ليأتوا من مكة والمدينة ليكملوا حجتهم بزيارة القدس الشريف.

إن القدس أيها الإخوة والأخوات، بحاجة إلى وقفة عز وشموخ من كافة أبناء أمتنا، وبدون القدس لا سلام ولا استقرار ولا أمن في المنطقة، ونعلم ويعلم المحتل هذه الحقيقة، لكنهم يماطلون ويسوفون، ويعملون ليل نهار لتهويد المدينة وطرد العرب والمسلمين الفلسطينيين منها، لكننا نقول لهم نحن باقون هنا على أرض آبائنا وأجدادنا ومقدساتنا، وسنظل ملح هذه الأرض وشجرها المتجذر فيها، ونبض الحياة في ثراها الطهور نعمل ونزرع ونبني حاضرنا ومستقبلنا، نصون موروثنا وتاريخنا ووجودنا عليها، ولا بديل عن فلسطين إلا فلسطين ولا بديل عن القدس إلا القدس، لن نقبل إلا القدس عاصمة فلسطين، ومن دون القدس لا يوجد دولة فلسطينية مستقلة.

نعلم أيها الإخوة والأخوات أن الطريق شاق، وقد يكون طويلا لكننا مصممون على استعادة حقوقنا بالعمل السياسي والدبلوماسي، وبدعم المجتمع الدولي ومحافله الدولية والتي أصحنا أساسا عضوا في العديد من محافلها الهامة كذلك العمل على الأرض مستمر في المقاومة الشعبية السلمية، هذا شعارنا نحن نقاوم ومن حقنا أن نقاوم مقاومة شعبية سلمية، التي يجسدها شعبنا بصموده وثباته بأكفه العارية في وجه الاحتلال الإسرائيلي آخر وأطول احتلال احلالي استيطاني في أرضنا. إن هذه المقاومة هي التي مارسها الشهيد زياد أبو عين، حمل شجرة زيتون ليزرعها في أرضنا فقتلوه، زرت ثاني يوم آلاف الشجر في نفس المكان وجاءت ابنته وزرت شجرة هنا لتقول نعم زياد موجود ونحن موجودون ونحن سنبني أرضنا مهما كلفنا من ثمن.

 

لكن هذا لم ولن يثنينا عن تصميمنا عن انتزاع حقوقنا وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، والقانون الدولي الإنساني، وكما يعلم العالم بأسره قبلنا حل الدولتين على أساس حدود 1967 وذلك منذ إعلان الاستقلال في الجزائر عام 1988، ومع ذلك فإن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين ما زالت تصر على الاستمرار في احتلالها وتقويض كل فرصة حل الدولتين التي تبناها المجتمع الدولي.

 

ومن هنا نجدد تأكيدا على تمسكنا في السلام العادل والشامل الذين يصون حقوق شعبنا وأمتنا في أرضه ومقدساته ويضع نهاية للاحتلال والاستيطان بما يفضي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.

منذ زمن ونحن نطالب بوقف الاستيطان، وجاءنا خبر أنه يمكن أن يتوقف الاستيطان في الضفة الغربية كاملة من دون القدس، قلنا لهم انسوا الموضوع لا يمكن أن نقبل بذلك، يجب أن يوقف أولا بالقدس ثم الضفة الغربية لأنها عاصمتنا الأبدية.

ونتقدم بالشكر لجميع الدول والبرلمانات التي اعترفت بفلسطين وندعو الحكومات التي لم تعترف بعد بأن تقوم بذلك، أنتم تلاحظن أن كثيرا من دول العالم وأولها السويد التي اعترفت حكومتها بالدولة الفلسطينية، وانتقالا إلى العديد من الدول خاصة الأوروبية بدأت برلماناتها تعترف بفلسطين حتى بريطانيا حزب العمال اعترف بفلسطين ونأمل أن تستمر هذه الاعترافات حتى تشمل دول أوروبا.

أوروبا في ما مضى كانت تأخذ جانب دولة إسرائيل وتأيد دولة إسرائيل، لكن منذ مدة قريبة بدأت ترى أن إسرائيل أوغلت في ضلالها وأوغلت في عدوانها، لذلك أول ما فعلته هذه الدول قالت إن الاستيطان غير شرعي، وأتبعت ذلك بقرار وهو الامتناع عن استيراد منتجات المستوطنات لأنها غير شرعية، وطبق القرار ابتداء من 1/1/2014، الآن بدأت موجة أخرى من هذه الدول برلماناتها تعترف بفلسطين وإن شاء الله تستمر هذه الاعترافات، ومن المهم جدا لأوروبا التي مؤيدا جدا لإسرائيل في احتلالها وعدوانها أن ترى أنه لا بدمن وجود دولتين دولة فلسطين وإسرائيل تعيشان جنبا إلى جنب، هذا التطور مهم جدا بالنسبة إلينا، لذلك نشكر البرلمانات ونشكر الدول التي اعترفت وندعو الجميع أن يعترف بدولة فلسطين.

إن ذهابنا إلى مجلس الأمن وتقديم مشروع القرار الفلسطيني العربي يأتي في إطار حقوق شعبنا وتحديد سقف زمني بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وفق قرارات الشرعية الدولية، ذهبنا إلى مجلس الأمن وأبلغنا العالم نحن حصلنا على هذا في الجمعية العامة عام 2012 كما يعلم الجميع، حصلنا على دولة وحدود 67 وأصبحنا عضوا مراقبا في الجمعية العامة، رغم أننا كنا نطالب أن نكون عضوا كاملا لكن تصدى لنا الفيتو عام 2011، وفي السنة التالية ذهبنا إلى الجمعية العامة وحصلنا على الدولة المراقب، وهذا أتاح لنا الانضمام إلى جميع المؤسسات والمنظمات الدولية، وكان أول هذه المنظمات التي حصلنا على عضويتها اليونسكو، والآن ذهبنا مرة أخرى لمجلس الأمن وأبلغنا العالم أننا نريد أن تعترفوا بما اعترف به جل العالم في 29/11/2012 بدولة فلسطينية على حدود 67 ونحدد المفاوضات إلى متى والاحتلال إلى متى، ويتوقف الاستيطان في ذلك الوقت، عملنا كل جهدنا للحصول على 9 أصوات لأنه وقتها إما أن يصوت عليه أو يعطي عليه zzz*zفيتوzzz*z ومن المعروف من هي الدولة التي ستعطي zzz*zفيتوzzz*z، في اللحظة الأخيرة كنا ضامنين الأصوات التسعة لكن حصلنا على 8 أصوات، بعض الإخوة والصحافة والإعلام قالوا فشلت فلسطين، نحن لم نفشل في مجلس الأمن بل مجلس الأمن فشل، وبالنتيجة إما أن يخسر القرار بوجود 8 أصوات فقط أو يخسر بفيتو، فقلنا لهم مسبقا ولم يكن مفاجئ لأحد، أنه تحت كافة الظروف سننضم لجميع المنظمات الدولية وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية، ووقعنا على 20 ميثاقا على رأسها محكمة الجنايات.

الآن في عقوبات وتصعيد، ويمكن تأخير الأمين العام جملة من هذه التصعيدات zzz*zمناكفةzzz*z، لكننا مصممون لم نجد مكان في العالم نشتكي فيه أمرنا في هذا العالم، كل يوم هناك اعتداء وقتل واستيطان لمن نشكي، يوجد محكمة تدعى الجنايات الدولية سنشتكي إليها، إذا ذهبنا لنشتكي تزعلون لماذا؟ بدلا من أن تزعلوا لا تعتدوا علينا ولن نشتكي، وهذا فعلا ما قلناه لبعض المسؤولين، نحن لسنا غاوين الذهاب إلى المحاكم، ذهبنا ومستمرون هناك ضغوط كثيرة واتخذنا القرار في القيادة ونفذناه وسنسير به إلى النهاية، والـ20 ربما يصبحون 100 و150 و300، يوجد 500 منظمة من حقنا الانتماء إليها ولن نحرم شعبنا من الانتماء إليها.

 

أمس عندما فشل مجلس الأمن سنذهب مرة أخرى لمجلس الأمن، ربما بعد أسبوع، وندرس ذلك مع أشقائنا خاصة في الأردن لأنهم أكثر التصاقا بنا والأقرب إلينا، وهم الأعضاء العرب الوحيدون في مجلس الأمن في دورته الحالية، وسنتشاور معهم للذهاب مرة ثانية وربما ثالثة ورابعة، ولن نتعب ولن نكل حتى يعترف بنا مجلس الأمن، وفي النهاية غصبا عنه سيعترف بنا، لأنه ما ضاع حق وراؤه مطالب.

الصين الشعبية استمر منذ عام 1950-1972 في الذهاب لمجلس الأمن، لا يريدون إعطاءها المجلس الدائم، إيطاليا واليابان وكثر في العالم رفض قرارتها في الأمم المتحدة ولم تكل ولم تمل ولم تتعب، ونحن أيضا لن نكل ولن نمل ولن نتعب وكل أسبوع سنقدم طلبا، ونقول لرياض منصور سجل الطلب يفشل مجلس الأمن نعود مرة أخرى.

حصلنا في الجمعية العامة على 139 دولة، وفقط 9 دول هي من كانت ضدنا، وهذا يؤكد أن العالم معنا يقف إلى جانبنا، بالرغم من الضغوط الكثيرة التي تعرضنا إليها، قرارات جنيف نأخذها بالإجماع ناقص واحد.

في نفس الوقت نحن متمسكون ومصممون على استعادة وحدتنا الوطنية، وحدة غزة والضفة وحدة الشعب الفلسطيني أرضا وشعبا، لن نتراجع ولن نتوقف سنستمر في مساعينا من أجل تحقيق هذه الوحدة. إذا فشلنا عدة مرات سنستمر من أجل استعادة الوحدة.

وفي هذه المناسبة، هناك أمر صعب وهو عادة الإعمار، في الحرب الثالثة وحدها يوجد 2200 شهيد و10 آلاف جريح و80 ألف بيت بين مدمر جزئيا وكليا، ولذلك سعينا إلى مؤتمر إعادة الإعمار ونجحنا بذلك، الآن نريد أن نطبق هذا، أقول بصراحة تم الاتفاق من البداية أن الذي يتولى هذه المسؤولية هو حكومة الوفاق المتفق عليها التي تستلم المعونات والمساعدات، وهي برعاية الأمم المتحدة توصلها إلى العناوين الصحيحة إلى الناس المحتاجين، لكن مع الأسف إلى الآن لم نستطع تطبيق ذلك والسؤال لماذا، هكذا الاتفاق يوجد 5 مليار تبرع العالم فيه، ويتساءلون ندفع لمن للحكومة أين الحكومة موجودة على الحدود. هذه هي المشكلة الحقيقية أقولها بصراحة هذا هو العائق الوحيد لإعادة الإعمار ومازال أكثر من 30 ألف عائلة في العراء تعيش في المدارس والشوارع، هذا همنا الأول نريد أن نعيد بناء قطاع غزة الذي دمرته الحرب خلال الأيام الخمسين، 50 يوما على شريط 7كم بـ40 كم.

نؤكد أيضا لأهلنا في الشتات ومخيمات اللجوء في كل مكان ولأسرانا الأبطال فسجون الاحتلال الإسرائيلية أن فجر الحرية آت، ونحن متمسكون بحقوق شعبنا التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية بما فيها استعادة القدس الشرقية التي احتلت عام 1967 لتكون عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.

مرة أخرى نجدد الترحيب بكم سيادة الأمين والإخوان، ونثمن دعمكم ونضالكم ومواقفكم النبيلة معنا وأهلا وسهلا بكم دائما في بلدكم فلسطين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.