كلمة الرئيس محمود عباس لمناسبة وضع حجر الأساس لمستشفى "هوغو تشافيز" لجراحة وطب العيون في بلدة ترمسعيا
بسم الله الرحمن الرحيم
"الأرض جاهزة، المخططات جاهزة، الأموال جاهزة، ماذا ينقص؟ أن نرى هذا المستشفى، ليس كما قال لي الأخ محمد اشتية خلال سنة ونصف، وإنما أهل ترمسعيا يريدونه أن ينتهي خلال سنة على الأكثر، لأنهم يريدون أن يروا هذا الصرح الطبي الصحي يعمل في كل الاتجاهات ومن كل الجهات، يريد هذا المستشفى أن يستقبل كل من يحتاج أو كل من تحتاج عيونه لعلاج، سواء في قلب الوطن، أو حتى من خارج الوطن، حلمنا أن نستقبل الناس من الخارج إلى الداخل للعلاج؛ حلمنا أن تتوقف التحويلات الطبية كلها، وأن يصبح العلاج هنا في أرض الوطن، وما الذي ينقصنا؟ لا ينقصنا شيء؛ لا تنقصنا الكفاءات، ولا الهمة، ولا العزيمة، ولا الأمل". "ففي خلال هذا الأسبوع، رأينا أن همة هذا الشعب أدت إلى وضع حجر الأساس لمستشفى معالجة السرطان، هذا المرض الشرس، الذي نتمنى الشفاء لكل الناس منه؛ ولكن في نفس الوقت سنعالج كل الناس منه. ثم زرنا المستشفى العربي الاستشاري، وهو صرح طبي هائل وعظيم، ولديه كل الإمكانات وكل الكفاءات، بالمناسبة موجودة فيه". "واليوم هذا هو مستشفى العيون، الذي قدمه لنا صديقنا العزيز المرحوم القائد البوليفاري هوغو تشافير. هذا الرجل هو الذي قدمه لنا؛ قال: ماذا تحتاجون؟ ماذا تريدون؟ وهو بالمناسبة صديق حميم للمرحوم الرئيس الشهيد ياسر عرفات. وعندما زرته شعرت كأننا أصدقاء؛ لأننا نتوارث الصداقة أيضًا من كادر إلى كادر، ومن جيل إلى جيل؛ فقال لي: ماذا تريدون، قلت له: مستشفى للعيون. بعد أسبوعين كانت الأموال قد أرسلت، وبدأت المخططات، وبدأنا. الأرض كانت معروفة هنا، واخترنا هذه الأرض أن تكون هنا؛ لكي تكون في قلب الوطن في الوسط". "والآن هذا المستشفى يجب أن يبدأ العمل في بنائه غدًا، وينتهي في يوم الواحد والعشرين من آذار 2017، هذا طلب أهل ترمسعيا".
إخوتنا الأعزاء،
لا يكفي أن نذهب إلى الأمم المتحدة لنحصل على دولة مراقب، وإن كان أمرًا ليس سهلا وليس بسيطا، هناك بعض الدول التي تقف أمامنا في مجلس الأمن؛ وقدمنا الطلب، وأخذنا دولة مراقب، واستفدنا من هذا، بأننا ذهبنا إلى جنيف وأصبحنا أعضاء في اتفاقية جنيف وعدد من المنظمات الدولية؛ لأننا كدولة مراقب، وإن كنا مراقب، يحق لنا أن ننتمي إلى 520 منظمة ومؤسسة دولية. وبدأنا وحصلنا؛ والآن نحن في طريقنا، أخذنا قبل أيام التحكيم، أعضاء في منظمة التحكيم، صرنا نحكم في العالم. أي خلاف عالمي نحن سنحكم؛ لكن نتمنى أن يحكموا في قضيتنا. نتمنى أن يبادروا في الحكم في قضيتنا. تلك الدول العظمى على الأقل ليقولوا كلمة حق؛ هل الاحتلال حق! هل الاستيطان حق! كلمة واحدة، نريد منهم أن يقولوا: هل رؤية الدولتين صحيح، أو غير صحيح؟ لا نريد أكثر، نحن لدينا الصبر، ولدينا الصمود، ولدينا الأمل، ولدينا العمل". "لا يكفي أن نصبر، لا يكفي أن نصمد، لا يكفي أن نأمل، وإنما يجب أن نعمل. وهذا هو ما يبرر عملنا، وهذا هو ما يبرر وجودنا اليوم هنا، مؤسساتنا جاهزة كلها؛ ولكن هذا لا يمنع أن تكون لدينا أرقى الجامعات، وأرقى المدارس، وأرقى المؤسسات، وأرقى المستشفيات. والآن عندنا هذا. أنا أحلم باليوم الذي تتوقف به التحويلات، وتأتي التحويلات من الخارج. ممكن؟ ممكن نعم. نحن كلنا لدينا هذا الأمل، ولدينا هذه الثقة بأننا سنصل إلى الاستقلال. قد لا يحصل اليوم، قد لا يحصل غدًا. لا نيأس؛ المهم أن لا يتسرب اليأس إلى قلوبنا. نحن أصحاب حق، أصحاب قضية، ونناضل من أجل هذه القضية على كل المستويات الدولية والعالمية والإقليمية؛ والحمد لله سمعة فلسطين في العالم محترمة، والكل يحترمنا، والكل أصبح يقدرنا باستثناء البعض الذين سيقتنعون لاحقًا، وسيأتي الوقت الذي يقبلون فيه أن هذه البلد بلدنا؛ هنا ولدنا، وهنا حضارتنا، وهنا سنبقى، نحن هنا في هذا البلد قبل سيدنا إبراهيم، كما تقول التوراة التي تؤكد أن الفلسطينيين هنا قبل سيدنا إبراهيم، المهم أن لا نيأس وأن نصبر وأن نتحمل، متأكد سيأتي الوقت الذي نقيم فيه دولتنا". "تشافيز وهو على فراش الموت، زرته في أيامه الأخيرة، قال لي: أين أصبح المستشفى؟ ثم جاء خلفه مادورو، وآخر مرة رأيته فيها في نيويورك أيضًا، سألني عن المستشفى. هم قدموا كل شيء، الخبرات موجودة، الأموال موجودة". "يجب أن يكون بجانب هذا المستشفى نزل للعائلات التي ترافق أبناءها، وهذا أمر يجب على المستثمرين العمل فيه، ونحن نشجع الاستثمار؛ فكل الظروف مهيأة لنجاحه. وهنا أتوجه إلى المستثمرين ليقوموا بهذا العمل؛ لأننا نريد القطاع الخاص أيضًا أن يعمل كما عمل في المستشفى الاستشاري، ونحن نشجع الاستثمار في أي منحى من مناحي الحياة، ونهيئ له كل الظروف القانونية والإدارية واللوجستية اللازمة لكي يأتي وينجح ويعمل، لا نريد فقط أن الحكومة هي التي تعمل؛ الحكومة غير قادرة، ولا تستطيع أن تحيط بكل احتياجات الشعب، وإنما على القطاع الخاص أن يأتي إلى هنا ليمارس عمله ويكسب ويربح. لا نقول له: تعال جمعية خيرية، لا. تعال اكسب، تعال اربح؛ بس بمنتهى الشفافية، وبمنتهى الوضوح، وحسب القانون". "نحن نحيي فنزويلا البوليفارية الصديقة التي قدمت لنا هذا، ونحيي أخونا ماهر طه سفيرها الفنزويلي الفلسطيني، ونحيي الرئيس مادورو، وأرسل عبرك تحية لابنتي وزيرة الخارجية. وشكرًا لكم".