الرئيسية » خطابات الرئيس محمود عباس »

كلمة الرئيس محمود عباس خلال ترؤسه للمجلس الاستشاري لحركة "فتح" بتاريخ

10 كانون الأول 2018

بسم الله الرحمن الرحيم

نحن سعداء جدًا بالاجتماع هذا للمجلس الاستشاري، وأقول: تأخرنا كثير لأن الفكرة الأساس من إنشاء هذا المجلس هي الاستفادة من خبرات وتاريخ كثير من قيادات الحركة الذين لم تتح لهم الفرصة من أجل أن ينتخبوا، سواء في اللجنة المركزية أو في المجلس الثوري. وكانت الفكرة منذ ذلك التاريخ أننا بحاجة إلى العقلاء؛ بحاجة إلى الحكماء؛ بحاجة إلى هذه الطاقات أن تؤطر، وأن تكون موجودة في الصورة  دائمًا؛ إذ إنه لا يمكن إذا لم ينجح شخص في الانتخابات أنه انتهى من الحركة. ومع الأسف تأخرنا. وألوم الكل، بما فيهم شخصي، أننا تأخرنا كثيرًا في عقد هذا المجلس. على كل حال، اليوم نجتمع في الذكرى الواحدة والثلاثين لانتفاضة أطفال الحجارة؛ وهي مناسبة، إن شاء الله، فال خير أن نجتمع في هذه المناسبة. كذلك لابد ان نتذكر الأخ زياد أبو عين؛ حيث إنها الذكرى الرابعة لاستشهاده.

قبل أن أبدا كلمتي فيما يتعلق بالأوضاع العامة والسياسية وغيرها، أقول: يجب أن نعدل النظام. وهذا رأيي الشخصي. لا افرضه على اللجنة المركزية، ولا أفرضه عليكم؛ ولكن أرى من الواجب ان تتسع رقعة العضوية لهذا المجلس من كفاءات موازية أو مساوية لأعضاء المجلس الثوري السابقين؛ أو أعضاء اللجنة المركزية السابقين؛ لأن الفكرة هي أن يكون هؤلاء في إطار أن يستمعوا ويسمعوا؛ أن يستمعوا لنا ويسمعونا رأيهم؛ وأن يبقوا في الصورة على الأقل بين الفينة والأخرى؛ أما أن يكونوا انتهوا من الحياة السياسية والحركية، فنحن ليس لدينا فكرة التقاعد من الحركة؛ ممكن أن يكون موظفًا فيتقاعد؛ إنما في هذه الحركة الكل مفيد وخاصة الشيوخ الكبار. أقول: أنا اقترح على الإخوة أولا "لجنة القانون"؛ لا ادري اللجنة المركزية؛ ثم انتم عندما تجتمعون وعندما تبدؤون عملكم أن تفكروا بأنه ما الذي يمنع أن يضم إلى المجلس الوزراء السابقون من "فتح" واحد كان وزير لم يكن لا في اللجنة المركزية ولا في المجلس الثوري أن يضم إلى هذا المجلس! كذلك السفراء السابقون؛ كذلك أعضاء اللجنة التنفيذية السابقون -أنا أريد أن اوسع القاعدة- ثم كبار الضباط المتقاعدين الذي يصل إلى لواء أو عميد؛ ويجلس بعدها في البيت! لماذا لا يأتي إلينا، ويعطينا خبرته، ثم ليستمع! ومن حقه أن يعيش الصورة كاملة في كل ما يتعلق بمناحي الحياة السياسية التي نعيشها. كبار الموظفين المتقاعدين وكلاء الوزارات أو شخصيات مدراء المؤسسات؛ هؤلاء لم يكونوا لا في المجلس الثوري ولا في اللجنة المركزية؛ لكن من حقهم علينا أن نأتي بهم لكي يكونوا هنا في هذا المجلس؛ ثم أعضاء المجلس المركزي السابقين؛ فاذا أنا اعطي أمثلة لإضافة هؤلاء الناس جميعًا.

وما الذي يمنع أن يكون هذا المجلس 300 او 400! ما الذي يمنع المؤتمر الحركي 1800، والمجلس الثوري كذا، والمجلس المركزي كذا! لماذا لا يكون هذا المجلس 300 شخص، يأتون هنا ويناقشون ويدلون بآرائهم ويدلون بمواقفهم ويستمعون ويسمعون؟ أنا اقترح هذا الاقتراح على الإخوة المعنيين، سواء في اللجنة المركزية أو في المجلس الثوري، الذين يضعون النظام الآن بدلًا من أن نقول: العدد 50؛ ليش 50! قال هدول اللي بس كانوا أعضاء لجنة مركزية وأعضاء مجلس ثوري. طيب الباقي بنفعش! الذي لم يمر على هاتين المؤسستين وإنما أمضى حياته في هذه الثورة، سواء في "فتح" أو في المنظمة، أو غيرها. لماذا لا يكون وهو ابن الحركة! لماذا لا يكون هنا! لذلك أنا اقترح، وبشدة، عليكم جميعًا، وفي هذه الجلسة، أن تقدموا الاقتراحات حسب الأصول؛ يعني المجلس يقترح اللجنة المركزية تدرس؛ المجلس الثوري يغير؛ كلها بجرة قلم ممكن أن تغيرها وتستدعي هؤلاء الناس؛ ثم من لا يستطيع بسبب المرض، يجب أن يبقى اسمه في المجلس؛ من لا يستطيع، لأي سبب، يجب أن يبقى اسمه في المجلس؛ لأن هذا من حقه أن يكون هنا. الآن مرض ما عاد ينفع؛ بأي لحظة بتعافى يأتي إلى هنا، ويبقى عضوا في هذا المجلس. إذًا أنا بقول: علينا أن نعطي أهمية أكثر مما نعطيها الآن للمجلس الاستشاري. وأنا سميته من البداية. وكنتم تذكرون مجلس الحكماء؛ وفعلا حكماء هؤلاء اللذين مروا ستين سنة أو خمسين سنة أو اكثر، ربما على هذه الحركة. هؤلاء لهم تجربة؛ ويجب علينا أن نستفيد من هذه التجربة، وأن نكرمهم باسم النضال ليكونوا في إطار ما، يجلسون فيه، ويشعرون أنهم بعد هذا العمر الطويل نبذو تركوا أهملوا من هذه الحركة! لذلك رجائي لكم من الآن بعد هذه الجلسة. وبعد ان تختاروا وتناقشوا وتنتخبوا وغيره تبدا فعاليات المجلس لتدرس هذه القضايا إن رايتم انها مفيدة. وأعتقد انها مفيدة؛ ممكن أن تضعوها في الأنظمة والقوانين؛ حتى في الجلسة القادمة يستدعى كل هؤلاء ويكونوا أعضاء في المجلس الاستشاري.

 قبل أن أتحدث عن الوضع السياسي العام أريد أن أمر على عدد من النقاط الهامة التي يمكن أن نناقشها سويًا، أو تناقشوها بعد ذلك: اقترحت أمس على رجال الأعمال أن ننشئ بنكًا من أجل تشغيل الناس؛ أنتم تعلمون أن لدينا البطالة تزيد عن 30-40 بالمئة.  كيف يمكن أن نشغل شبابنا؟ يعني هو لازم يكون موظف في مكان ما! ممكن أن يعمل هو لوحده، وينتج لوحده، ويصير رجل أعمال؛ بس كيف، وإذا ما عنده فلوس؟ فهذا المشروع أنا اقترحته، وأرجو أن يوضع موضع التنفيذ.

النقطة الثانية التي أحببت أن أطرحها هي قانون الضمان الاجتماعي. إخواننا، احنا عملنا قانون اسمه "قانون الضمان الاجتماعي". هذا القانون فيه ميت غلطة؛ لكنه قانون. هلا كيف يصحح القانون: بالنقاش؛ بالحوار؛ بإبداء الملاحظات؛ ويعدل تعديلًا كاملًا من الألف إلى الياء؛ لأنه مفيش قانون وضع بين البشر مقدس؛ أي قانون بتقدر تغيره. هذا القانون وضعناه؛ لكن لمصلحة الناس، لمصلحة العامل. هنا أريد أن أقول وبمرارة: إن هناك من يحاول أن يستغل هذه المشكلة لأغراض خاصة. وهناك بعض الكبار الذين لا يستفيدون منه، يحرضون على إلغائه؛ واحنا بنعرف كيف تحرك ما يسمى "الربيع العربي"، ومن الذي حركه. أنا لا أريد أن أسعى وأركض وراء نظرية المؤامرة. لا؛ ولكن أرجوا أن ننتبه أن هذا القانون موجود عال في أخطاء، عال؛ بس الأبواب مفتوحة للتصحيح وللتغير وللتبديل. أين الغلط إذا عندما اقولك هذا القانون تعال انت صلحه! ويصحح بأثر رجعي حتى ما حد يتضرر! إذا أين الخطأ! أنا بقول بصراحة: قانون طلع غلط؛ بنصلحه. وين المشكلة! هذه القضية أرجوا أن تنتبهوا لها. عندنا هيئة التقاعد، هيئة التقاعد التي تعمل بشكل جدي تحقق أرباحاً هائلة من سنوات إلى الآن. مؤسسة من أروع المؤسسات؛ تحقق أرباحاً في كل مكان. طيب لنعمل أيضا "قانون الضمان الاجتماعي"؛ اولًا يستفيد العمال، ويستفيد الناس، وناخذ أموالنا المتراكمة لدى الإسرائيليين. وإن كنتم لا تعلمون، فإن إسرائيل تحتجز ما بين ثلاثة وعشرة مليارات شيكل استحقاقات العمال عندها؛ بسبب قال عدم وجود قانون! هل يا ترى لها مصلحة أن لا يكون هناك قانون؟ كمان لا أريد أن أركض وراء المؤامرة؛ إنما لننتبه إلى هذا. هناك انجازات جيدة وماشية من هذه الانجازات "قانون محاربة الفساد"، هذا القانون موجود عندنا، الآن يتعلم منا الكثيرون. وببساطة قلنا: هذا القانون (وين رفيق النتشه هون) تعال يا رفيق استلم واشتغل، واتحدى أي واحد، اتحدى أي واحد موجود أو برة، لديه قضية على فساد أرسلها ولم تعالج؛ اتحدى على مين ما كان. والحمد لله، الأمور ماشية في هذا الاتجاه الصحيح؛ بالمقابل انشأنا ما يسمى "التميز والإبداع"؛ لأننا بدانا نهتم بالمدارس، بالأجيال؛ لأنه إحنا بلد فقير؛ ليس لدينا بترول، وليس لدينا غاز؛ لكن لدينا عقل؛ فخلينا نربي هذا العقل، ننمي هذا العقل؛ فاهتمينا في المدرسة، واهتمينا بالصحة. والآن نهتم أكثر؛ بالإضافة إلى هذا في الاقتصاد الوطني وإن شاء الله، سترون على الأقل عشر مدن صناعية في فلسطين تصدر. تصدر؛ المهم أني أرى التصدير؛ مش احنا دايما نستورد ونوكل، ومفيش اشي، نعتمد على الله وعلى هالخييرين اللي ببعتولنا فلوس. بدناش نعتمد على حدا؛ فهذه من الأمور أيضًا اللي ماشية؛ ولذلك عم نهتم بقضية الإقراض؛ في مؤسسات إقراض موجودة؛ لكن رح نعمل البنك اللي حكيت عنه في البداية؛ لذلك من أجل أن نقرض للمشاريع المتوسطة والمشاريع الصغيرة والمشاريع المتناهية في الصغر. وجربنا هذا في لبنان واللي جاي من لبنان منكم بعرف أن صندوق الاستثمار يمارس هذا بشكل جيد في المخيمات؛ إضافة إلى التعليم. تجربة التعليم في لبنان كل طالب، بصرف النظر عن الهوية وبصرف النظر عن الانتماء وغيره، تخرج من الثانوية، يذهب للجامعة ونعلمه. والان الدفعة الخامسة او السادسة التي تخرجت من الجامعات على حساب هذا البلد الفقير؛ فاذا بإمكاننا أن نعمل كل شيء، هون، برة، في أي مكان؛ مثلًا من الاشياء المهمة أنه مخيم اليرموك مين اللي دمره؟ والله ما احنا دمرناه، واحنا ما دخلنا بالحرب. بالمناسبة ولا كنا طرفًا في كل هذه القضايا التي تجري في العالم العربي؛ وبالذات في سوريا أو في العراق أو في ليبيا أو في مصر؛ لكن دمروا أكبر تجمع فلسطيني اسمه "مخيم اليرموك". نحن كنا الطرف الثالث الآن الذي يعيد إعمار مخيم اليرموك؛ لنعيد أهلنا إلى هناك. يعني في الحكومة السورية وفي الأونروا نحنا شركاء في إعمار او إعادة إعمار مخيم اليرموك، ومن ثم المخيمات الأخرى الموجودة في سوريا. من حسن الحظ أنه شعبنا شعب واعي، وشعب نشيط، وشعب جدي في عمله. كنا زمان مليون إنسان في الخليج؛ بيوم وليلة المليون طلعوا بره لسبب أي كان- وإن شاء الله أن لا يتكرر- فبدأوا يطلبون هلا من الكويت وقطر؛ بدأوا يطلبون معلمين، ثم بعد ذلك -إن شاء الله- مهندسين وأطباء وغيره وغيره؛ لكن بدأوا يطلبون المعلمين. وقالوها لي بالمكشوف: احنا جيلنا الكبير تعلم على ايديكم؛ فأولادكم هم اللذين علمونا. هذا الباب يجب أن نفتحه؛ لأنه باب مهم؛ باب مهم انه أولادنا يروحوا يشتغلوا في الخليج؛ عنا كمية من التعليم؛ عنا جامعيين كتير، وعنا ومعلمين كتير، ومهندسين، وعنا وكل شيء. احنا عنا وزارة الخارجية تقدم مساعدات لعشرات الدول التي تنكب. ما في دولة تنكب إلا في مجموعة عندنا في الخارجية تذهب لتساعدهم؛ إذًا عنا الإمكانيات. بدنا يستفاد من هذه الإمكانيات؛ بالذات من المعلمين والمهندسين وغيرهم؛ إحنا كتير بنهتم بالمرأة وبالشباب بكل المجالات. يجب أن نهتم بالمرأة والشباب؛ لأنه ثبت لنا بما لا يقبل الشك بأن المرأة أشطر من الرجال، والبنت أشطر من الشب. والآن المدارس 50% 50% بنات وشباب؛ وفي كل سنة بشوف الأوائل في الثانوية للعشرة الأوائل بنات؛ فبقول: أنه يجب أن يكون في قوانين رعاية لإنعاش دور المرأة، وإنعاش دور الشباب. وهذا يجب كلنا أن نعمل به. كل المؤسسات، ومنها "المجلس الاستشاري" يجب أن يلعب دورًا في هذا.

الوضع السياسي عندنا وضعه صعب؛ عندما جاء الرئيس ترمب إلى السلطة التقيت معه أربع مرات: مرة في البيت الأبيض، ومرة في السعودية، ومرة في بيت لحم، ومرة في نيويورك؛ المرة الأخيرة اللي شفته فيها في نيويورك؛ كنا وفد أمريكي ووفد فلسطيني؛ تحدثنا بالسياسة لمدة نصف ساعة، حلينا المشكلة الفلسطينية. صدقوني حليناها؛ لأنه بدأنا أنه قلتله: سيادة الرئيس، أنت قلت: دولتين أو دولة. شو بتقصد؟ قلي: على رايكم، على راحتكم، دولتين أو دولة. قلتله: طيب خليني أفسرلك دولة؛ يعني (Apartheid) متل ما هو ماشي عنا الآن؛ أو دولة (one man one vote) لمواطنيها. وهذا لا يمكن إسرائيل تسويه؛  واحنا لا يمكن نقبل ال(Apartheid)؛ فبالتالي أمامنا حل واحد هو "الدولتين". قلي: أنا مع "حل الدولتين". احنا أرضنا احتلت عام 67، ومستعدين لصواب بسيط بالقيمة والمثل. قال لي: عظيم، إحنا ،إذا الإسرائيليين خايفين من أمن إحنا مستعدين نقبل قوة ثالثة في العالم وليكن ... ييجي يقعد  بينا وبين الإسرائيليين. قال: عظيم جدًا، شوفولي كم جندي عندك يا مسؤول الأمن القومي، موضوع اللاجئين نحطه على الطاولة. وشرحتله شو معنى اللاجئين، وشو معنى المبادرة العربية للسلام؛ فخرجت من عنده ونحن متفقون تمامًا. وبتصل فيه جاهز؟ أنا حاضر. بعد أسبوعين سكر مكتبنا في واشنطن، وأعلن نقل السفارة إلى القدس، وأن القدس هي العاصمة لدولة إسرائيل، والغى مساعدات الأونروا، وسفيره اللي هون عنا بقول: أن الاستيطان حق من حقوق إسرائيل، لأنه هذه أرضها؛ وكانه ما في شي! فكان جوابنا: نحن نقطع العلاقة مع أمريكيا. شو تقطع العلاقة، انت مين؟ يعني شو بتمثل! والله، بمثل أنا حقي؛ هذا انت عم تعتدي على حقي؛ أنت بتبيع حقي؛ انت عم بتتنازل على أهم شي مش من حقك؛ هي القدس أن تكون عاصمة لإسرائيل، وهي أرض محتلة، وهي عاصمة دولتنا. إحنا ما في كلام بينا وبينكم. وقطعنا العلاقة معهم. يا شباب ما حد يحكي مع الأمريكان، انه يعني يجرؤوا ويقولولي: احنا بنحكيش مع أمريكا. قالوا: انتو طولوا بالكم علينا؛ احنا في عندنا "صفقة العصر" بس أسبوعين ثلاثة، شهر -بدنا نطلعها- فاصبروا علينا شوي. احكوا معنا. قلتله: أي صفقة عصر ما طلعته. صفقة العصر ما انتهت. شو ضل منها إذا القدس راحت، والأرض راحت، والحدود راحت، واللاجئين راحوا، والمساعدات راحت، ما ضل اشي؛ وين هي صفقة العصر اللي بتحكي فيها! بدك تضحك علي! لا احنا لا نعترف إنه في صفقة عصر، ولا اصلًا نعترف بصفقة العصر كلها؛ لكن ما تضحكوا علينا. نحن مستمرون في القطيعة ولا زلنا حتى اليوم لا نتكلم معهم.

رحنا أمريكيا: أنا رحت على مجلس الأمن وحكيت في مجلس الأمن؛ حكيت كلمتي، وضليت ماشي. والآن نحن هذه موقفنا؛ ولكن نحن مش دقمة ولا مقفلين. قال: طيب انت شو بدك من الأمريكان؟ يعني يجي واحد مثلا من الوسطاء -وما أكثرهم-: طب شو بدك من الأمريكان؟ شوفوا: أول وحدة على أمريكا أن تتراجع عن موضوع القدس، وأن تتراجع عن موضوع الأونروا. وعلى الكونجرس -اللي عامل (بالمناسبة الكونجرس سبعة وعشرين قرار أصدرهم على اننا إرهابيون) خليلي إياها على جنب شوي بس. وبناء عليه اتصرفت الإدارة. قلت له: الكونجرس يقول لي ليش إحنا ارهابيين؛ علما بانه احنا بنتعاون معهم في محاربة الإرهاب؛ ومش بس لحال أمريكا؛ إحنا في عنا ثلاثة وثمانين بروتوكول مع ثلاثة وثمانين دولة لمحاربة الإرهاب؛ قول لي من وين أنا إرهابي، فاعطيني جواب. طبعًا ما أعطاني جواب. واحنا واقفين على موقفنا، ونرفض الحديث مع الأمريكان؛ فاذا قبلوا وتراجعوا عن هالنقط احنا بنحكي معهم، إذا الكونجرس إجا قعد معنا إحنا بنحكي معه لأنه بالأخير إحنا مش دقمة. وللآن لا يوجد اي شيء.

 هذا أيضا يا اخوان مشان نكمل المسيرة ينطبق على اسرائيل؛ إسرائيل لم تترك لنا شيئا بيننا وبينها إلا تجاوزته، من أوسلوا بما فيها. طبعًا في ناس بحبوش أوسلوا: سكروا أوسلوا ألغوا اوسلو بكل ما فيها، بما في ذلك اتفاق باريس وغيره وغيره. فقلنا: طيب ما دام هيك احنا أيضا سنوقف أي علاقات مع إسرائيل؛ ولكن حتى ما نسكر الباب كله، وحتى ما نكون دقمة؛ قلنا: نحنا في عدة قضايا بينا وبينهم: نبدء بأول قضية، قبلوا فيها أهلا وسهلًا؛ ما قبلوا بنروح للثانية، للثالثة ... إلى أن نغلي كل ما بيننا وبينهم، وليكن ما يكون، بما في ذلك التنسيق الأمني، بس نمشي خطوة خطوة.  فبدانا باتفاق باريس قلنالهم: يا بتعدلوه يا بنلغيه. قالوا بنعطيكم جواب هاد الكلام قبل أسبوع عشر أيام. قلنالهم: حاضر. الأمريكان في بينا وبينهم منظمات لا نذهب إليها؛ لا ننتمي إليها. شو معنى هذا الحكي؟ احنا وقت ما صرنا أعضاء مراقبين في الأمم المتحدة طبعًا في كثير ناس تمسخروا علينا، قالوا: عضو مراقب اش يعني عضو مراقب! المهم عندما أصبحنا أعضاء مراقبين في الأمم المتحدة؛ أصبح من حقنا أن ننتمي إلى خمسمئة واثنان وعشرين منظمة دولية. هذا حق. فبدينا بدينا بدينا لوصلنا تقريبًا تسعين اتفاقية، الان مئة وخمسة عشر. بس لو وصلنا تسعين مسكني اوباما قال لي: أبو مازن، هاد كان عنده رسبشن. أخدني على جنب. كان معي دكتور صائب، قال لي: وين راحين؟ قلت له: شو؟ قال: انتو عم تنتسبوا للمنظمات كلها. قلت له: اه. قال: بس في منظمات بتئذونا. شو هي؟ قال: في 22 منظمة. قلت له: كويس؛ يعني ما بدك نروح عليها؟ قال: لا. قلت له: طيب سفارتنا لا تقتربوا منها. قال: حاضر. سفارتكم ما تنقلوها. قال: حاضر. المساعدات اللي بتقدمولنا إياها لا تمس. قال: حاضر. اكتب هذا. كتب هذا. قلت: عال؛ وقفنا. 22 منظمة لاحق عليهم؛ لانه في عندي 522. المهم مشينا يوم ما تقاتلنا احنا وياهم مشينا مشينا؛ بعدين اللي هي الانتربول. أتاري الإنتربول من 22، وأنا مش عارف إنه هي من 22؛ فرحت قدمت طلب إلها ونجحنا. ورح نجيب أول خمسة منهم: واحد بدأنا نقول للدولة المضيفة: هاي الكرت الأحمر من الانتربول؛ جيبولنا اياه. ان شاء الله بنجيبه، أو برجعلي فلوسي اللي  سرقها. فيوم ما صارت القصة بينا وبينهم هيك قلنالهم: رح ننتمي لوحدة. مردوش علينا. انتمينا لوحدة علنًا وهي البريد. سمعتوها؟ البريد. قبل أسبوعين. وأخدنا معها عشرة من الخمسمئة. عنا كتير. طيب انجنوا الأمريكان. قلنالهم: طيب ما انتو متفقين؛ معكم يا بترجعوا عن قراراتكم يا إما احنا بنمشي.نفس الشي عملنا مع إسرائيل. هي تنين؛ هلا الثالث (مع حماس). "حماس" عملنا معهم كذا اتفاق؛ وانتو بتعرفوا آخر الاتفاقات في 12/10/2017. فجأة بتصلوا فينا إخواننا المصريين، وبقولوا: يا عمي بنا نعمل مصالحة. مع مين؟  قالوا: مع حماس. قلنالهم: حاضرين؛ شو اللي بدكم اياه؟ قلنالهم: سجلوا اولًا- بلغوا الحكومة تبعهم هاي اللي عاملينها (اللجنة الادارية). حكومتنا اللي شكلناها احنا وإياهم اللي هي حكومة الوفاق الوطني تذهب إلى غزة وتستلم كل شيء وتمارس كل ما تمارسه في الضفة الغربية. ثلاثة- بنروح على انتخابات تشريعية ورئاسية واللي بدهم اياه موافقين. قال: موافقين فورًا فورًا.  قلت: عزام مش معقول، روح  يا ابني شوفهم. قال: موافقين. قلت: مدام موافقين خلص.

طبعًا كانت نتيجة هذه الموافقة والذهاب إلى غزة إنه حطوا متفجرات لرئيس الوزراء ولماجد فرج! ايش هذا بدنا نعمل مصالحة، ولا بدنا نقتل رؤساء الوزارات! قال: لا هاي اللي حطها ماجد فرج! شوف ماجد فرج حط على حاله مشان ينسف حاله! قلنالهم: طيب إذا احنا مش حنحكي معكم. إجوا المصريين مرة تانية وقالوا: احنا مستعدين نبذل جهد، ومستعدين. قلنالهم: طيب بس المرة، يا بتطبق وبنتحمل مسؤولية كل شي، يا هم بتحملوا مسؤولية كل شي، واضح؟ (أما أو) وصارت شعار عنا (أما أو). طبعًا لم يطبق شيء؛ ولذلك نحن قررنا أن نبدأ أيضًا بالتدريج معهم. كنا ندفع مئة وشوي مليون دولار؛ مئة وستة؛ مئة وسبعة؛ مئة وعشرة مليون دولار شهريًا؛ الآن بندفع قديش يا روحي؟ ستة وتسعين مليون دولار شهريًا. وهذا قرار او قرارات من المجلس المركزي الأخير الذي اتخذها. وشكل لجنة من عشرين واحد أو اثنان وعشرين واحد من أجل متابعة تنفيذ هذه القرارات. طبعًا بتستغربوا إنه أمريكيا كانت تضغط علينا أنه ندفع فلوس لحماس. أمريكا وإسرائيل: يا أخي ادفعوا. طب ما عم ندفع! لا ادفعوا كمان؛ طيب ما عم ندفع! شو بدكم منا أمريكا وإسرائيل بدون ما نحكي بالمؤامرات؟ فكروا شو معناها هاي بس. باختصار، أنا بقولكم شو معناها: إبقاء الحال على ما هو عليه (أي دولة في غزة؛ وحكم ذاتي في الضفة الغربية إلى الأبد؛ تنفيذًا لمشروع قرار وعد بلفور) اللي بقرأ وعد بلفور بقرأ الآن نفس الشيء بعد مئة وسنة من وعد بلفور، يطبق الآن هنا هكذا. وهذا الكلام نسمعه الآن من المسؤولين الإسرائيليين (إنه تحلموش بدولة؛ هون حكم ذاتي (توخدوا حقوق مدنية ودينية، والسلام عليكم) فش حدود فش سيادة، فش اشي، غزة ممكن تصير دولة). هذا هو المشروع الآن؛ بتطبق الآن مثل ما قلت. هذا اللي عم بصير. اجت أمريكا فجأة وقالت: إنه بدنا نقدم مشروع باتهام أو بإدانة "حماس" بالإرهاب. سألوني الإخوان في الأمم المتحدة: شو نسوي؟ قلت لهم: شوفوا، هدول جزء من شعبنا؛ بس أنا بسمحش لحد يقول عنهم شي. وأنا ميت مرة قلت: يوم يقولولي انه هل "حماس" ارهابيين؟ اقلهم لا، "حماس" جزء من شعبنا. فانا لا أقبل؛ لذلك تحركوا يا شباب. فتحركوا ولعبوا اللعبة الهامة. قالوا هذا القرار بمشيش إلا بالثلثين. تمام؟ فصوت عليه، فسقط؛ بينما الحقيقة أنه العالم كان ناوي ومصمم على أن يدين "حماس" بالإرهاب؛ لأنه أخدوا سبعة وثمانين صوت؛ ومئة وعشرين صوت؛ فصار التصويت. سقط القرار الأمريكي.  

إيرلندا سوت قرار إلنا إنه حقوق الشعب الفلسطيني دولتين و..و..و..و. المهم احنا أخدنا 156 صوت. إذا العالم معنا كشعب وله حقوق؛ وفي نفس الوقت ضد "حماس"؛ ولكن مفهموش. بس أقلكم؟ احنا حمينا شعبنا إحنا بنحبش حد يسمي واحد من شعبنا إرهابي.

لقدام ماشين في الاشياء الثلاثة اللي هي: مع أمريكا، ومع إسرائيل، ومع "حماس"؛ دون تراجع؛ يعني إسرائيل، إذا ما جاوبتنا على اتفاق باريس نحنا رح نمشي على الخطوة التانية: أولا نلغي اتفاق باريس؛ وبعدين نمشي على الخطوة الثانية؛ إلى أن نصل إلى اتفاق أوسلوا اللي أنا مضيته وانا بعتز فيه، وأخي أبو علاء بعتز أيضًا؛ لأنه هو اللي كان يشتغل فيه؛ لكن لا حول ولا قوة الا بالله، اذا بدكش، لا وأنا بديش؛ إذا بدكش تمشي كويس بلا كل هالعلاقة. احنا بدنا نمشي هيك. احنا عنا بإيدنا ما نستطيع أن نفعله اولا؛ وعنا عدالة قضيتنا، وعنا شيء في منتهى الأهمية.

 يا إخوان، على مدى تاريخ مئة سنة كان هناك تغييب كامل، تغييب كامل للشخصية الفلسطينية وللقيادة الفلسطينية؛ تغييب كامل، يعني الفلسطينيين ما الهم تمثيل؛ هم شويت لاجئين، والذي يتكلم عنهم باعتبار فلسطين قضية قومية. شوفوا هلامية أي واحد غير فلسطيني؛ فصار أي واحد يحكي بالنيابة عنا؛ ولذلك لم نستطع أن نفعل شيئا. وتذكرون -إن كنتم تذكرون- أنه في عام 48، عندما صارت النكبة، واحنا مكناش طرفًا فيها، وأطعونا؛ وقالوا أسبوع بس واحنا بنرجعكم. وهذا يوم وهذاك يوم؛ إلى ان جاء احمد شقيري وعمل منظمة تحرير؛ لكن إجا ابو عمار وعمل القرار التاريخي (الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني)؛ ولذلك إحنا بخير؛ في عنا تمثيل؟ صحيح. احنا دولة تحت الاحتلال؟ صحيح. احنا نعيش على المعونات والمساعدات؛ لكن الشخصية الفلسطينية قائمة ومستمرة.

 آخر نقطة بدي أحكي فيها هي أنه: رغم كل هذا اللي احنا فيه 83 دولة في العالم تحتاج لنا في مسالة نحن مقتنعون بها؛ ما بنشتغلش مستأجرين، وهي: محاربة الإرهاب، ليش؟ لأنه احنا شعب نشيط وشعب شاطر ومقتنع. ترى لو احنا مش مقتنعين بمحاربة الإرهاب الدولي نقول: لعنة الله على كل هؤلاء الذين يعني يعملون، وبالذات اللي خربوا الدول العربية كلها، وبدو فينا بما يسمى "الربيع العربي". احنا نحارب الإرهاب، ومستعدين نستمر في محاربة الإرهاب؛ لكن كل الدول هذه الـ 83 تشكر تشكر تشكر السلطة الفلسطينية على جهودها. نحن مستمرون في هذا ما دمنا قادرين على ذلك، وما دمنا لا نفرط بحقنا؛ فعندما نتعاون مع الأمريكان بهذا، أوكيه؛ لكن عندما يبيعوا القدس! القدس ليست للبيع؛ ولن نسمح ببيعها.