الرئيسية » خطابات الرئيس محمود عباس »

خطاب السيد الرئيس أمام جلسة خاصة عقدها المجلس التشريعي في مركز رشاد الشوا الثقافي في مدينة غزة

09 آب 2005

خطاب السيد الرئيس أمام جلسة خاصة عقدها المجلس التشريعي في مركز رشاد الشوا الثقافي في مدينة غزة

9-8-2005

 

بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين

السيد الرئيس، الأخوة أعضاء اللجنة التنفيذية،

الإخوة أعضاء اللجنة المركزية،

الإخوة والأخوات، أعضاء المجلس التشريعي،

الإخوة الضيوف الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

نحن على عتبة إنجاز وتحقيق حلم من أحلام الشعب الفلسطيني، حلم كثيراً ما انتظرناه طويلاً، وهو أن يبدأ الاحتلال بالانسحاب عن أرضنا. وشاء القدر ألا يكون بيننا الأخ الرئيس الراحل أبو عمار ليرى بنفسه نتائج جهد شعبنا وجهده، جهد شعبنا على مدى قرن من الزمن، وجهده في قيادة هذا الشعب في مدة 40  عاماً ليرى هذا الإنجاز الذي نرجو الله سبحانه وتعالى أن يتحقق ليكون بداية وليكون مقدمة إنجازات أخرى تصل بنا إلى الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، ولذلك وبهذه المناسبة وقد مضى بضعة أيام على تاريخ ميلاد الأخ أبو عمار وهو الرابع من الجاري، أدعوكم لكي نقرأ الفاتحة لله تعالى على روح الرئيس أبو عمار وعلى أرواح الشهداء.

 

لا بد لنا ونحن نتحدث عما هو قادم في الأيام القليلة القادمة، ذلك الذي نعتبره فعلاً إنجازاً سيتحقق إن شاء الله، ولا يوجد خيار آخر لا بد لنا أن نعود إلى بداية الموضوع، كيف طرح هذا الموضوع؟ وكيف استقبله العالم؟ وكيف استقبلناه نحن؟

 

في 14-4-2004 فجرت قنبلة في واشنطن حيث ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى هناك واتفق مع الرئيس الأمريكي جورج بوش على صفقة سياسية نظر البعض إليها على أنها إنجاز عظيم، ونظر البعض الآخر على أنها مليئة بالألغام. والصفقة هي أن شارون قرر أن ينسحب من كل مستوطنات قطاع غزة ومن أربع مستوطنات في الضفة الغربية، ولكنه أراد أن يحصل على هذا الثمن أي أن توافق معه الولايات المتحدة، على أن "البلوكات" الاستيطانية الموجودة في الضفة الغربية تضم إلى إسرائيل لأنه كما قال: ليس من المعقول أن يتم الانسحاب عنها، وكذلك تحل مشكلة اللاجئين في إطار الدولة الفلسطينية.

 

كثير من العالم نظر إلى هذا الأمر على أنه خطوة إيجابية، ونحن نظرنا بكثير من التشكك بل الرفض، لأن المشروع الانسحاب اقترن بأثمان باهظة لا يمكن أن نقبل بها، لكن الأمور اختلطت، وقلنا لا نريد هذا ولا نريد ذاك، ما دامت إسرائيل تريد أن تنسحب وحدها، نحن ليس لنا علاقة بذلك، إنما نحن صممنا أن يكون هناك فصل ما بين الانسحاب من غزة والضفة الغربية، وما بين تلك الضمانات التي سميناها في ذلك الوقت وعد بلفور جديد، أي وعد لمن لا يستحق، وعد يجحف بمفاوضات المرحلة النهائية، وعد يجحف بحقوق الشعب الفلسطيني، فإذا أراد شارون أن ينسحب من غزة ومن بعض الضفة الغربية ثم يستكمل هذا فهذا شيء مفيد، ونحن نرحب به، ولكن شريطة ألا يكون مرتبطا بهذه القضية أو تلك، ومضت الأيام تجري، إلى أن جرى لقاء بيننا وبين الرئيس بوش في شهر يونيو الماضي، وتحدثنا بشكل مفصل عن مخاوفنا، وعن طلباتنا، مخاوفنا لا يجوز الإجحاف بمفاوضات المرحلة النهائية، كل شيء يخضع للمفاوضات، وخاصة ما يتعلق بقضايا المرحلة النهائية، ولا يجوز لأحد كائناً من كان أن يقول هذه لي وهذه لك، وتعال نتحاور ونتناقش على الباقي.

 

ومخاوفنا الأخرى أن تكون غزة أولاً وأخيراً، وألا يكون هناك ربط بين الضفة وغزة، وأن تنفصل فيما بعد وهذا هو الخوف الأكبر غزة عن الضفة لتشكلا كيانين منفصلين، واستمع بوش لنا واتفقنا على النقاط التالية:

 

قال: لابد من ربط مصير الضفة الغربية بغزة، ولا بد أن تكون غزة أولاً وليس آخراً، أي أن الوضع يجب أن ينتقل مباشرة إلى قضايا أخرى ولا بد أن يتم الانسحاب من حدود 28 سبتمبر كنقطة مرحلية، ولا يجوز تغيير حدود 49 وليس 67 إلا باتفاق الطرفين، وهذا شيء طبيعي، فنحن نعرف ما نريد، والإسرائيليون يعرفون ماذا يريدون، ونحن متفقون تماماً على أن قضايا المرحلة النهائية يجب أن توضع على الطاولة لتبحث كقضية الحدود والمستوطنات والقدس واللاجئين وغيرها، إذاً لا يجوز لأحد أن يستبعد نقطة من هذه النقاط، لكن الأمر يخضع للمفاوضات، ونحن جربنا هذه المفاوضات في كامب ديفيد، وأعتقد أن الجميع مطل على ما جرى في كامب ديفيد، وأن الموقف الفلسطيني الذي جرى في ذلك الوقت والذي كان مفهوماً حتى للطرف الآخر، ولكن بالنتيجة حملنا نحن الفشل وإن كنا لا نحمل الفشل إطلاقاً، ولا أريد أن ادخل في هذا الموضوع.

 

من النقاط الأخرى التي بحثت مع بوش موضوع الأسرى، وشرحنا ما معنى الأسرى، وما معنى الاستيطان والحائط والقدس، وذكرت معظم هذه الأشياء باستثناء الأسرى، إلا أننا نحن دائماً وأبداً نصر على أن الأسرى يجب ألا يبقوا وراء القضبان، وإنما لا بد من إخراجهم، ونحن بدأنا التنسيق مع الإسرائيليين لمعرفة كيف سينسحبون ومتى، وحصلنا على معلومات ولم نحصل على الكثير، بمعنى نحن بدأنا نعرف تماماً أن الانسحاب سيتم في 15-8، أي بعد 7 أيام، وانه سيستمر 5 أسابيع، وان الجيش الإسرائيلي سيستمر بعده بشهر ثم سينسحب، وفي هذه الأثناء يتم الانسحاب من جنين هذه نقطة، الأمور الأخرى الميناء، متفقون على البدء في بنائه، وهناك اتفاقات حول المعابر، إلى أن يبنى ما نسميه المعبر الآمن بين الضفة وغزة، بالنسبة للمطار لم يتم اتفاق حتى الآن، ولكن بعد الانسحاب لنا الحق في إعادة بنائه في اليوم التالي، أما التشغيل يحتاج إلى اتفاقيات دولية وإقليمية مع مصر وإسرائيل والأردن وغيرها، هذه قضية طبيعية غير قابلة للنقاش.

 

الاستعدادات من طرفنا بدأت من الناحية الأمنية ومن الناحية المدنية، الأمنية نحن نبذل جهوداً كثيرة لكي تكون الأجهزة الأمنية على مستوى المسؤولية ونتلقى دعماً حقيقياً من أشقائنا في مصر، وهم موجودون بيننا من أجل أن نطور أداءنا الأمني لنكون على قدر المسؤولية، عندما يتم الانسحاب من المناطق والمستعمرات التي سيخليها الإسرائيليون.

 

بالنسبة للمواضيع المدنية الأخرى، نحن ندرسها بالتفاصيل الكاملة لأننا نريد بصراحة أن نحافظ على ثروة الوطن، الانسحاب سيتم من مستوطنات 97%  منها ملك عام، وهذه ستبقى ملكاً عاماً ولن يمسها أحد، ولن يستفيد منها فلان أو فلان، وإنما ستكون مصلحة وطنية حيوية فلسطينية، و3% الأخرى، من يدعي ملكية عليها منذ ما قبل 67 فليتفضل ونحن عندئذ إما أن نعوضه وإما أن سنتملكها وندفع له، وإما أن نقول له هي بعيدة عن الحدود، فنقول له خذ ملكك وهي فقط 3%. إنما كيف يمكن أن نحافظ على هذه الأملاك فهذه قضية مهمة وأساسية، وهي ليست مسؤولية السلطة فقط، وإنما الشعب بكامله، كلنا يجب أن نكون مسؤولين للحفاظ على هذه الأرض والممتلكات وهذه المنشآت، وكلنا يجب أن نكون مسؤولين عن الأمن، لأنه النقطة الوحيدة والحساسة والأساسية التي تجعل الانسحاب مقبولاً هادئاً حضارياً يعطي الانتباه للعالم ولأنفسنا أننا أناس حضاريون ونستحق دولة، ولابد أن ننتقل إلى مرحلة ثانية ولا هناك خيارات أخرى يجب أن نحمي الأمن جميعاً، ليس مسؤولية فقط جهاز الأمن والسلطة والتنظيمات، وإنما أيضاً مسؤولية الشعب بكامله، من أجل أن يتم هذا الوضع خلال شهرين بحضارة وبموضوعية وبشافية ليطمئن العالم إلينا، لنؤكد للعالم أنا جديرون بدولة، وأن هذه هي البداية وليس النهاية.

 

وعندما أتكلم عن الأراضي، نحن بدأنا منذ بضعة أشهر بإزالة الاعتداءات على أراضي الدولة في غزة والضفة الغربية وقطعنا شوطاً كاملاً، ولكن ينقصنا الكثير، سوف نتابع هذا الشوط ولن نسمح لأي كان اعتدى على سنتيمتر واحد من أراضي الدولة أو أراضي الوقف أن يحتفظ به، لا بد لنا أن نزيل كل الاعتداءات على الأراضي، لأنها النموذج، وبالتالي يجب أن يكون هناك الشعب يراقب من خلال الشعب هناك المؤسسات واللجنة المتابعة، كل يلعب دوره ومن حقه أن يطلع وأن يرى وأن يراقب وأن يناقش ويتساءل، كلنا حريصون على أن تسير هذه العملية بالاتجاه الصحيح الواضح لا لبس ولا غموض ولا شيء تحت الطاولة، ويجب أن ننتبه إلى هذا، وهذا الامتحان الصعب، ليس فقط أن يخرج الإسرائيليون بطريقة آمنة، وهذا ما ندعو إليه وإنما أيضاً، كيف نحافظ في المستقبل على هذه الأملاك وكيف نستخدمها ويستفيد منها كل الشعب، ليس الحق لأحد يقول أنا سأستفيد أو أن يقوم بأشياء ممكن أن تسيء إلى سمعتنا والى ضميرنا الإنساني.

 

ومن هنا أقول: هناك تصرفات كثيرة لا نريدها الآن المبالغة في الاحتفالات، ليس وقت الحديث عن الاحتفالات نحن نريدهم أن يخرجوا ثم نحتفل لا أن نبدأ بالاحتفال والإسرائيليون لا زالوا على أرضنا، علينا أن نعمل ونخطط ونفكر لا أن نحتفل ونطلق الصواريخ وأن نطلق الرصاص وهذا عمل غير حضاري، ويجب أن نوقف هذه الأشياء، وكل التصرفات الاستفزازية لا نريدها، يريد الإسرائيليون أن يخرجوا، فليخرجوا، هم جلسوا على أعناقنا 38 سنة منذ 67، و57 سنة منذ 48، والآن يريدون أن يخرجوا فليخرجوا، ويذهبوا حيث شاءوا، وإن كنا نعترض ولا زلنا نعترض أنهم لا يذهبون من الضفة الغربية، لأن ما هو موجود من استيطان في الضفة الغربية غير شرعي، أول حجر بني في أرضنا غير شرعي، ومن هنا مطالبتنا هذه المستوطنات بنيت على أرضنا وهي غير شرعية من أولها إلى آخرها، وبالتالي لا يجوز أن نقبل أو أن نسمح أن ينتقل هؤلاء من هنا إلى هناك.

 

الوجود المسلح في الشوارع يجب أن ينتهي، ويجب أن تبقى السلطة وحدها، هذا هو المظهر الحضاري ومظهر الدولة، وعندما نقول سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد، ليس تعددية سياسيةّّ، لا نقول هذا الشعار للرفاهية وإنما نقول بأن كل بلاد الدنيا تتبعه، ولا أعتقد في بلد من بلاد الدنيا جميعها يقبل بسلطتين أو ثلاث أو أربع أو بسلاحين أو ثلاث أو أربع، ربما ظروف المقاومة احتاجت أن نكون على ما نحن عليه، ولكن حينما تصبح الأرض خالية من الاحتلال يجب أن تنتهي مظاهر السلاح بالكامل.

 

وأيضاً مظهر من أسوأ المظاهر وتوجت باسوأ النتائج "الصواريخ"، لا أريد أن أتحدث عن أهمية أو عدم أهميتها، ولكن نحن نتحدث عن النتائج، هناك نتيجة حصلت قبل أسبوع، الأخ المناضل هشام عبد الرازق، الذي قضى في السجن 20 عاماً كمناضل، خرج وتزوج وجاءه بنات ثم جاءه ولد، حيث سقط صاروخ على عائلته فأضاع يد الولد وقدمه وهو الوحيد لأسرته، أنا أريد أن أتصور من المسؤول عن هذا ولماذا يحصل هذا لماذا تحصل مثل هذه المآسي؟ من الذي سيكفكف جراح هشام عبد الرازق؟ إضافة إلى أن اثنين توفيا من نفس العائلة، أي العائلة كلها في مأساة إنسانية حقيقية، أنا أستطيع افهم أن صاروخاً إسرائيلياً سقط، نحمل الإسرائيليين المسؤولية عنه، لكن أن نخرب بيوتنا بأيدنا ونقتل إخواننا بأيدينا، نرجو أن تكون هذه القضية عبرة لنا جميعاً، هذا العمل يضرنا ويخرب بيوتنا ومثل هذا الحدث أحداث كثيرة، قذيفة تنزل على هذا البيت وعلى مسجد ومدرسة، ومن المفارقات أن قذيفة نزلت على مستوطنة إسرائيلية فقتلت اثنين فلسطينيين. هذه المواضيع أرجو أن نتحمل جميعاً مسؤوليتنا، هذا موقف شعبي لتوقف مثل هذه الأمور، حتى نلتفت إلى الأمن، وإلى الاقتصاد، إلى الحياة الاجتماعية والمدارس والجامعات، لنعطي نموذجاً أننا عندما ينسحب الإسرائيليون نكون قادرين على العيش بأحسن الظروف.

 

الكل يتحدث عن الفساد، نعم هناك فساد، ولكننا لدينا الإرادة والرغبة والجهد في إنهائه، نحن أقفلنا كثيراً من أبواب الصرف غير المشروع، ومنهم من أحيل للنيابة والرقابة، وهناك أناس لا زالوا مخالفين لا بد أن يأتوا من أجل أن يقال لهم من أين لك هذا؟ وهذا ما جعلنا أن نتحدث عن الكسب غير المشروع، وتأسيس دائرة للكسب الغير المشروع لتسأل أي كان دون تمييز من أين لك هذا؟ ولكن نريد أن لا نقول في الهواء فلان حرامي، يجب علينا أن نثبت أو أن نقدم دلائل وأن نثبت ونقدم وسائل، أنا قلت لكم في المجلس التشريعي أكثر من مرة نحن مستعدون لتحويل أي قضية للنائب العام فوراً، ولو كانت من رئيس السلطة.

 

لا أحد فوق القانون، القانون لخدمة الناس وفي مصلحتهم، ويجب علينا أن نتعامل معه على هذا الأساس. كيف يتم الانسحاب وكيف نتعاون جميعاً لأن ينتهي هذا وأن نتعاون ليكون أولاً وليس أخيراً، غزة مرتبطة بالضفة إلى الأبد، كلاهما جسم واحد يجب أن تتصلاً، وهذا متفق عليه منذ البداية، هما جزءان متكاملان علينا أن نعمل على استمرار هذا التكامل.

 

لابد من التوضيح في القاهرة اتفقنا على ثلاثة أمور، الأمر الأول هو التهدئة، والأمر الثاني تطوير منظمة التحرير الفلسطينية، والثالث الانتخابات التشريعية.

 

بالنسبة للتهدئة أحب أن أقول: عندما اتفقنا لم نقدم منحة لأحد من أحد، لأنها مصلحة لنا جميعاً، ونحن سعينا إليها، ونحن جميعاً التزمنا بها، ونحن يجب أن نستمر بها ونحافظ عليها، وإذا شعرنا أن هذه التهدئة لم تعد فاعلة وفعّالة، نلتقي ونتفق ونقول الإسرائيليون لا يريدون لنتخذ قراراً، لكن لا أحد أن يأخذ القرار بيده والدفاع عن الشعب الفلسطيني، السلطة مسؤولة على الدفاع الوطني، فلنجتمع ونأخذ قرار، لا أحد يستطيع أن يقول أنا منعت، وأنا قلت: أن الهدنة هي المصلحة الوطنية للجميع، ووافق عليها الجميع برغبته الكاملة وإرادته، وبالتالي يجب علينا أن نحافظ عليها أو أن نتركها معا.

 

أما الانتخابات التشريعية اتفقنا على الموعد الذي أعلنه الأخ روحي فتوح، رئيس المجلس التشريعي، عندما كان رئيساً للسلطة بأن 17-7 وذهبنا إلى القاهرة وصمم المجتمعون على أن يغير قانون الانتخابات وأن يكون 50% نسبي و50% دوائر، ووعدنا أن أبذل قصارى جهدي ولا سلطة لي على المجلس التشريعي هو له الحق في أن يقرر، لكن وكلما التقيت بلجنة المتابعة أو في اللجنة التنفيذي اسأل ماذا جرى؟ وأحدهم يقول لا تؤثر على المجلس التشريعي؟ الحقيقية غير ذلك، المجلس التشريعي كان يغير القانون، وفوجئنا بقراره ثلثين دوائر وثلث نسبي.

 

وفي 2/6 وصلني القرار أن الثلثين نسبي، وهذا مخالف لإعلان القاهرة، في نفس اليوم وصلتني رسالة من اللجنة المركزية لم يعد لدينا وقت لإجراء انتخابات في 17-7 فكنت أمام أمرين، إما أن نذهب لانتخابات على القانون القديم، ويفتح باب الترشيح إجبارياً في 5/6 وإما تأجيل الانتخابات، وفضلت تأجيل الانتخابات، فقامت الدنيا ولم تقعد، وقيل أنتم خالفتم إعلان القاهرة، قلت: أن عدلتم القانون وليس لي سلطة على تعديله، ونحتاج إلى قانون لنلبي، وهو 50% نسبي و50% دوائر. سكتت الحملة ولكن لا زالت تعسعس، لأن قانون الانتخابات عدل بعد أن استعملت صلاحيات دستورية، وكان المجلس مقرر أن يصوت بأكثر من ثلثين فلا يستطيع أن يصوت، وبقي 50% وبقي القانون الأساسي، يحتاج إلى تعديل، عدد أعضاء المجلس سيزيد، اليوم أو غداً يأتي النص النهائي للقانون، وأرسله إلى الجريدة الرسمية بعد أن أوقعه، لا حجة من الناحية القانونية، الآن جاهز من أجل التطبيق، كما يقول الفقهاء يحتاج إلى 3 أشهر من أجل التطبيق، ونحن في هذا الوقت رغم انشغالنا بعملية الانسحاب ولذلك قلت سأصدر مرسوماً على أن تكون الانتخابات بعد توقيعه في شهر يناير القادم، سنختار اليوم ولكن في نفس الشهر يناير القادم.

 

تطوير منظمة التحرير، اتفقنا على أن يذهب إلى دمشق حدث تأخر للأخ أبو أديب، والبعض قال انه تماطل، ونحن فعلاً نريد أن نعمل على تطوير المنظمة، وهي خيمتنا الأساسية ومظلتنا ومرجعيتنا القانونية والشعبية والدستورية والسياسية، ولا نستطيع أن نسمح بإهمالها، ولذلك عندما حصل التأخير التقيت في دمشق بكل الفصائل وطمأنتهم أن الأخ أبو أديب سيذهب إليهم، وذهب فعلاً وجرت نقاشات معمقة، وسيعود من أجل اللقاء مرة أخرى.

 

في هذه المناسبة كانت لدينا قضايا معلقة عند إخواننا السوريين واللبنانيين. قضية الاتصالات الهاتفية، نحن نتصل وهم لا يتصلون وعدوا بحله. الجواز الفلسطيني نحن نصدره، ونحن مسؤولون عنه، ونحن الضامنون له، وعد السوريون أن هذه المشكلة ستحل. ثالثا المنح الدراسية التي كانت تقدم من البعض، وقال الرئيس الأسد: إن هذه المنح ستستمر. إضافة إلى ذلك فتح السفارة، وبحثت مع الرئيس اللبناني وأبلغناه بشكل صريح نحن ضيوف مؤقتون عندك ولا نتدخل بشؤونكم وسنبقى بعيداً عن أي خلافات أي كانت، نريد أن يعيش الفلسطيني حياة كريمة ولا يحرم من المهن، فوافقوا على هذه النقطة وصدر قرار من مدير العمل اللبناني، أما بالنسبة للسفارة فقالوا عندما تشكل الحكومة الجديدة، وشكلت وهم في دراستها.هذه القضايا التي طرحت في القاهرة للتهدئة وتطوير المنظمة والانتخابات وهذه هي الصورة.

 

هناك قضايا مهمة جداً لنا قانونية، أمام المجلس التشريعي بعضها اعتمد وبعضها بانتظار الاعتماد والذي اعتمد قانون الخدمة المدنية، والكسب الغير مشروع وغيرها، ويجب أن ينظر لقانون القضاء وهو مهم، وقانون الأحزاب لنبني الانتخابات على الأحزاب الموجودة في كثير من دول العالم، نحن نطالب المجلس التشريعي أن ينهي هذا الموضوع إضافة إلى قانون الانتخابات لمحلية، هناك طلب من كل الفئات أن تكون الانتخابات المحلية نسبية، وأرسلنا للتشريعي من اجل هذا، ونأمل أن يتم ذلك في أقرب فرصة ممكنة.

 

هناك قصة أثيرت مؤخراً، وهي قضية منح الفلسطينيين جوازات سفر، أنا قلت في مقابلة تلفزيونية لا مانع لدي أن يحصل الفلسطيني على جواز آخر، لأنه لا يوجد عندنا في القانون تحريم جنسيتين، وفسر هذا على انه حرمان وتوطين للاجئ والناس، إذا حصل الفلسطيني على جواز آخر انه يتوطن، أغلب المواطنين في الضفة معهم جواز أردني، وكثير معهم جوازات أمريكية، لا اعتقد ممن يحمل جواز آخر ينسى الوطن، ليس الجواز يعني الوطن. كثير من الأطفال الفلسطينيين في تشيلي يغنون أغان فلسطينية وكلهم يغنون أغان للوطن، مع أنه لم يهاجر أحد منهم هل نسوا ؟.

 

نحن لا نقول أن تبقى المخيمات كما هي حتى لا ينسى اللاجئ قضيته، يعني إذا نظفنا المخيم ينسى أنه لاجئ، هذه القضية لا نريد أن نتاجر بها، نحن نريد أن نحسن حياة اللاجئ في المخيم من النواحي الصحية والاقتصادية، لا يوجد مياه عندهم ولا كهرباء ولا غيره.

 

يجب علينا الاهتمام بموضوع اللاجئين عندما كانت تدرس المبادرة العربية وضع موضوع اللاجئين ولا احد يتذكر أو يعرف أو يقتنع أنه لأول مرة يوضع قرار 194 في وثيقة عربية ثم تصبح جزءاً من خارطة الطريق، ثم من قرار مجلس الأمن، رغم أن إسرائيل ترفضه رفضاً قاطعاً، وهذا القرار يقول على التعويض، من حقنا بل من واجبنا أن نضعه على الطاولة ونبحث مصير اللاجئين.

 

هو لا يتم بالتجنس، والمستغرب الذي كان يهاجم هذه المسألة هو فلسطيني في بريطانيا ويحمل جنسية بريطانية! كيف تقول انه ينسى الفلسطيني بلده وأنت تحمل جنسية بريطانية؟.

 

أنا يهمني نعم الفلسطيني الذي يستطيع أن يعيش ويحسن حياته في جواز سفر، نعم لذلك النقطة المهمة من  يقول لا نجنس لأن هناك قرار يحرم تجنيس الفلسطينيين، هذا الكلام لا صحة له اطلاقاً، هناك توصية من جامعة الدول العربية وبالتالي لا نريد حجة، الفلسطيني في أي بلد مثله مثل غيره، نحن نقول من أراد ليحسن هذا وهذا غير محرم، كثير من الفلسطينيين موجودون ، كلهم حاصلون على جنسيات ليبية هل نقول أنهم نسوا حقوقهم؟؟

 

النقطة التي جئنا من أجلها: منذ بضعة أشهر اقترحت إنشاء منصب نائب الرئيس، ولم أرى اعتراضات، والتقيت مع المجلس التشريعي ولم أرى اعتراضات، الفكرة من ورائها نريد استمرارية المؤسسة وعدم الزلازل والهزة، وأنا اعرف أن الحياة هي دالة والأعمال هي دالة ويجب أن ننظر إلى المستقبل لا ننظر إلى أنفسنا، يجب أن نظر إلى أولادنا، كيف تكون الأمور مستمرة ومستقرة حتى لا نتعرض إلى زلازل لا يعلم نتائجها إلا الله.

 

أنا اقترحت على التشريعي أن أقدم أسماء ولكن المجلس التشريعي له الحق في أن يعتمد هذا، في الانتخابات التي ستأتي، أعتقد أنه سيكون بعد أربع سنوات سيكون الرئيس والنائب في انتخابات واحدة. هذه الفكرة طرأت لي لأنني أخشى الطوارئ، والأعمار بيد الله، لحماية المؤسسة من الزلازل والهزات.

 

أخيراً، أريد ن أتوجه إلى الأمة العربية إخواننا وأشقائنا لأقول لهم: إن الفلسطينيين جادون في الحصول على دولة فلسطينية مستقلة، وجادون بأن يسيروا في المسار الديمقراطي الذي بدأناه، ونحن نشكرهم على المساعدات ونمن لهم و نريد المزيد، لا نريد أن نحدد، نريد قلوبكم معنا وكل شيء ما أمكن عندكم معنا، لأننا نريد أن ننهض في ارض الوطن. ونشكر العالم أيضاً الذي وقف إلى جانبنا، وقدم مبالغ كبيرة لمدة ثلاث سنوات ولكن الأهم من هذا بعث لنا برجل عظيم ذي خبرة وهو ولفنسون، الذي يعتبر مبعوثاً للجنة الرباعية، وهو مقيم عندنا ويتابع كل القضايا المدينة والاقتصادية والمالية وغيرها، ونحن نوجه الشكر له لوجوده بيننا، نحن نطمع في المزيد.