الرئيسية » خطابات الرئيس محمود عباس »

خطاب السيد الرئيس في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الرئيس الخالد ياسر عرفات رام الله

11 تشرين الثاني 2005

خطاب السيد الرئيس في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الرئيس الخالد ياسر عرفات رام الله

 

11-11-2005

 

بسم الله الرحمن الرحيم

"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون"

صدق الله العظيم

 

السادة أعضاء السلك الدبلوماسي،

الإخوة قيادات القوى والفصائل الفلسطينية،

الإخوة الوزراء والنواب،

الأخوات والإخوة الكرام،

يا أبناء شعبنا العظيم في الوطن وفي الشتات،

 

ونحن نقف بين يدي الذكرى الأولى لرحيل القائد الخالد ياسر عرفات، تجددت لحظة الحزن، ورفرفت أجنحة الموت السوداء فوق عاصمة الأردن الشقيق، حين ارتكب المنحدرون من كهوف الماضي، أعداء الحياة والشمس والحرية، ذوو الضمائر الميتة جريمتَهم تحت جنح الظلام، فأوقع وباءُ إرهابهم الأعمى عشرات الضحايا، من شهداء وجرحى من الأبرياء، وانضم إلى قافلة شهداء شعبينا الفلسطيني والأردني العشرات منهم، ومن ضمنهم الأخ الشهيد بشير نافع، وجهاد فتوح وعبد علون وغيرهم.

 

إننا إذ نعلن تضامننا ومساندتنا لشعبنا في الأردن الحبيب، وقيادته وحكومته، نتقدم باسم شعبنا الفلسطيني وقيادته، إلى ذوي الضحايا بأحر التعازي، ونؤكد وقوفنا إلى جانب الأردن ملكاً وحكومة وشعباً في هذه المحنة، وكلنا ثقة بقدرتهم على التصدي لخطر الإرهاب، الذي استهدف أرواح الأبرياء، والنيل من أمن واستقرار الأردن.

 

أيتها الأخوات،

أيها الإخوة،

 

قبل عام مضى، وفي مثل هذا اليوم، وبالرغم من تواتر الأخبار عن تدهور صحة الرئيس الخالد ياسر عرفات من مشفاه الباريسي، لم يكن أحد يتصور مهما كانت واقعيته، أن الرجل الذي عاش طوال أربعة عقود في فم الموت يصارعه ويغلبه مرات عديدة بفضل العناية الإلهية، قد امتدت إليه يد القضاء والقدر ليموت كباقي البشر. منذ أربعين عاماً، ونحن نعايشه كما تُعايش الشجرة ظلها، ومنذ أربعين عاماً وهو يعمل على تكييف صورته مع صورة فلسطين نفسها، فتماهيا كل في واحد.

 

قصة ياسر عرفات لا تشبه أحداً سواه، قصةٌ استثنائية، صنعتها إرادته وتضحيات شعبه ومواقفه عند المنعطفات وقدرته السحرية على الإطلال من بين الركام، رافعاً شارة النصر قاطعاً الطريق على غيوم الهزيمة ووقائع الخسائر الفادحة هاتفاً: "سترفع زهرة من زهراتنا وشبل من أشبالنا علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس".

 

قبل عام من الآن، رحل واحد من أولئك الرجال الذين لا يتسع لهم الزمان أو المكان. نفوذهم أوسع من مواقعهم، أدوارهم أكبر من ألقابهم، جاذبيتهم غير قابلة للتطويق أو الاستنزاف، وأحلامهم بحجم وطن.

 

قبل عام من اليوم، عاد قائد ورمز شعب فلسطين إلى هذه الساحة من رحلته الأخيرة التي لا رحيل بعدها ولا منفى، عاد مرفوعاً على أكف بل على قلوب مئات الآلاف من أبناء شعبه، عاد ليعانق الأرض التي أحبها وأحبته، عناقاً أبدياً، ليذوب فيها، ويصير بعضاً منها.

 

في مثل هذا اليوم قبل عام، ثاب حارس الحلم الفلسطيني من رحلته الأخيرة، وغادر صحراء التيه عائداً إلى بلاده، وإلى المكان الذي شهد آخر فصول حياته، محاصراً بالتهديد بالنفي والموت فاختار بإرادة الأحرار، وجسارة العمالقة، الموت على أرض الرسالات السماوية، ووطن الأنبياء. في مثل هذا اليوم عاد إلى فلسطين رافُع رايتها، وباعث اسمها، ليرقد في ثراها بعدما سافر طويلاً وناور طويلاً، قاتل طويلاً وفاوض طويلاً، لم يرتح ولم يستكن، قرع كل باب واغتنم كل فرصة، تسلل إلى كل تجمع ومحفل ليرفع في وجه النسيان الشاسع خارطة وطن كاد أن يشطب عن الخريطة. في معاندته الموت صدى لمعاندته المديدة التي واجه بها كل الأعداء والخصوم، فكانت أيامه الأخيرة اختزالاً لحياة استثنائية تأرجحت دوماً بين شبح الموت وإرادة الحياة. فما من فلسطيني ارتبط اسمه بفلسطين مثل ياسر عرفات. وما من قائد معاصر ملأ الدنيا وشغل الناس على امتداد أربعة عقود مثله، لم يعرف التاريخ الفلسطيني شخصية لها ما له من كاريزما، ورمزيه.

 

 فمؤسس الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، قاد صواريها وسط الأمواج العاتية، وعرف كيف يصل بها إلى تخوم أسوار القدس. رحل ولم يغب، باعث الهوية الوطنية الفلسطينية، ومنقذها من اقتراحات الغياب والتغييب. رحل رافع راية ومكرس منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً، بعد مخاضات قاسية ودامية لصيانة القرار الوطني المستقل في مواجهة محاولات السيطرة والاحتواء والإقصاء والإلغاء. رحل ياسر عرفات، وفي رحيله أيضاً كان استثنائياً،ً رئيس بلا دولة، وزعيم بلا حرية، ومواطن ليس له سوى القليل من الأرض، ومع ذلك كان رحيله مجلجلاً، رحيل يليق بموقعه ومكانته كواحد من كبار القرن العشرين، الذين ساهموا في صنع تاريخ شعب وأمة، وشاركوا في كتابة تاريخ العالم.

 

ضيوفنا الأعزاء،الأخوات والإخوة،

 

منذ رحيل الرئيس الخالد أبو عمار، جرت مياه كثيرة في الأنهر، وتحت الجسور، فقد أينعت أول بذور الحرية والاستقلال التي زرعها ياسر عرفات، وانحسر الاحتلال الإسرائيلي عن قطاع غزة بعد ليل طويل، وجاء ثمرة طيبة من ثمار نضال وصمود شعبنا على امتداد نحو أربعة عقود من الزمن، ولم يكن منًة أو صدقةً أو تقدمةً مجانية، غير أن ذلك، لا يعني بأي حال من الأحوال نهاية للاحتلال التي لن تكتمل إلا بتحقيق أهداف شعبنا، وإنجاز الحل الشامل والعادل بقيام دولة فلسطين على كامل أرضنا التي احتُلت عام 1967م، وعاصمتها القدس الشريف، من خلال مفاوضات جادة وذات مصداقية، وليس من خلال إجراءات وقرارات وممارسات أحادية الجانب.

 

فهذا الانسحاب من جزء من أرضنا الطاهرة، يعكس وجها آخر لشتى أنواع الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية المخالفة للأسس التي نهضت عليها عملية السلام، فهو يعكس إصرار الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ حلٍ أحادي الجانب يقوم على تغييب الشريك الفلسطيني، ويكشف عن الإمعان في إدارة الظهر للشرعية الدولية وقراراتها، وللمبدأ الذي جعل عملية السلام ممكنةً، عندما انطلقت في مؤتمر مدريد على أساس الأرض مقابل السلام.

 

إن الممارسات والإجراءات الإسرائيلية، التي سبقت وواكبت وتلت الانسحاب من غزة، تشير بما لا يدع مجالاً للشك، أن إسرائيل التي نفذت هذا الانسحاب هي ذاتها التي تقيم أوهاماً على الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية، تعتبرها واقعاً ونعتبرها فعلاً من أفعال الاحتلال يجب أن ينتهي مع نهايته، فالبناء في جدار الضم والفصل العنصري يجري على قدم وساق، ويلتهم المزيد من ممتلكات الشعب الفلسطيني، سرقة الأراضي والتوسع الاستيطاني، لم يقف يوماً واحداً، والقدس عاصمة فلسطين، باتت معزولة عن باقي الأرض الفلسطينية، ومحاطة بالجدران من كل جانب، ويجري تغيير معالمها، وإغلاق مؤسساتها، وتسلب هوية أهلها باسم شتى الذرائع..

 

وفي أرجاء الأرض الفلسطينية تهدم البيوت، ويشرد أهلها، والأشجار تُقتلع وتُباد، وتُقطع معها سبل العيش ومصادر الرزق، وآلاف الأسرى ما زالوا يقبعون في السجون، وحملات الاعتقال تتواصل في طول الأراضي الفلسطينية وعرضها، والحصار والحواجز والإغلاقات وكل إجراءات العقوبات الجماعية ما زالت من ثوابت السياسة الإسرائيلية.

 

وعملية السلام وخطة "خارطة الطريق" ورؤية الرئيس الأمريكي جورج بوش بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة وقابلة للحياة إلى جانب إسرائيل، ومفاوضات الوضع الدائم، كلها ما زالت هي الأخرى أسيرة للإرادة الإسرائيلية، التي تدير الظهر للعودة إلى طاولة المفاوضات وكسر دائرة العنف من أجل الوصول إلى الحل الشامل والعادل الكفيل بإنهاء الصراع، والقادر على توفير الأمن والاستقرار والسلام لجميع شعوب المنطقة، وإنهاء عقود من الحروب والعذابات والآلام، وسفك الدماء.

 

أيتها الأخوات أيها الإخوة ،

 

إن جميع وقائع يوميات الاحتلال الإسرائيلي تحمل على الجزم بأن الوجه الآخر للانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة هو وضع اليد بقوة الاحتلال الغاشمة على معظم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، ومحاولة فرض خطة فك الارتباط فيها من خلال ما يسمى بحل الدولة ذات الحدود المؤقتة، أو حل مؤقت طويل الأمد، يحذف من جدول أعماله جميع ملفات مفاوضات الحل النهائي كالقدس، واللاجئين، والمستوطنات، والحدود، وغيرها من ملفات لا يستقيم السلام بدون حلها حلاً عادلاً وشاملاً ونهائياً، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية.

 

إن وضوح رؤية السياق الذي جاء فيه الانسحاب الإسرائيلي من جزء عزيز من بلادنا، والأهداف المعلنة والمضمرة التي تقف خلفه، ودون أية أوهام أو ادعاءات، لم تقعدنا أبداً عن بذل كل ما بوسعنا لتحويل انحسار الاحتلال عن غزة إلى مدخل لإنهاء الاحتلال من جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967م، وفي القلب منها القدس.

 

لذلك، فإن جميع الخطوات، والإجراءات التي اتخذناها سواء تلك المتعلقة بتأمين انسحاب هادئ، أو بإرساء دعائم الأمن والاستقرار وسيادة القانون والنظام، وعودة الهـدوء إلى شوارع مـدن الضـفة والقطاع، وضبط حالة الفلتان الأمني، وفوضى السلاح، وكذلك إصرارنا على أن يكون هذا الانسحاب بمثابة نهاية لاحتلال قطاع غزة، وتصفية جميع مظاهره وأشكاله المباشرة وغير المباشرة، وفتح معابر غزة، ووصلها بباقي الوطن الفلسطيني وفي العالم الخارجي، وأيضاً ترسيخ التهدئة التي توافقنا عليها مع جميع الفصائل والقوى الفلسطينية في القاهرة، باعتبارها مصلحة فلسطينية أولاً وقبل أي شيء آخر، وعليه، فإن أمر الالتزام بها وعدم جواز خرقها، وفق أجندات وجداول أعمال فئوية، لا يمكن القبول به أو التسامح معه، وتكريس سلطة القانون، وسيادته على الجميع، ووضع حد فاصل لكل مظاهر أخذ القانون باليد، والاعتداء على حياة وممتلكات وحرمات الشعب، لا يمكن التساهل حيالها، لقد فعلنا ذلك ومستعدون لفعل ما هو أكثر لإسقاط جميع الرهانات التي عقدت على انفجار الوضع الداخلي الفلسطيني بعد الانسحاب، لإسقاط حقنا الطبيعي في الحرية والاستقلال.

 

إن خطوة الانسحاب من غزة، فتحت عيون العالم لمراقبة الكفاءة والجدارة الفلسطينية، وقدرة الشعب الفلسطيني على تطوير وتعميق بناء نظامنا السياسي على أسس واضحة من الديمقراطية، والتعددية والشفافية، واحترام حقوق الإنسان، وحماية الحريات العامة والخاصة، وحق الاختيار، لذلك كان قرارنا الذي لا رجعة عنه، بإجراء الانتخابات التشريعية في موعدها المقرر وبمشاركة كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني على أساس قانون الانتخابات المعدل، ولا شيء سواه، ورفض أية اشتراطات أو إملاءات، من أية جهة كانت، تنتقص من ديمقراطيتنا، وتقيد إرادة شعبنا، لنخطو خطوة جديدة على طريق توسيع وتعزيز المشاركة السياسية، ولنبني مدماكاً آخر في بناء صرح سلطة القانون ونظام المؤسسات، النابعة من إرادة الشعب ومشاركته، وحقه المقدس في اختيار ممثليه، عبر صناديق الاقتراع، حيث تسقط من بعدها أية ادعاءات بأية شرعيات مهما اتخذت من أسماء، ومسميات لا تعبر عن الإرادة الشعبية ولا تمت لها بصلة..

 

وعلى ذات الخطى فإننا عاقدو العزم على مواصلة ما بدأناه من تفعيل وإصلاح لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، كي تنهض بدورها في قيادة نضال شعبنا داخل فلسطين وفي الشتات، وبمشاركة جميع ألوان الطيف السياسي الفلسطيني..

 

أيتها الأخوات أيها الإخوة،

 

لا يستقيم الحديث عن إقامة نظام ديمقراطي، دون بناء نظام متكامل من النزاهة والشفافية والمساءلة، وسلطة قضائية مستقلة، لذلك فإننا مصممون، وبإرادة صلبة على مواصلة عملية الإصلاح والتنمية، ومحاربة الفساد بكافة أشكاله الإدارية والمالية والأمنية والسياسية في جميع مجالات عملنا، ولن تثنينا عن عزمنا هذا أية صعوبات مهما تعددت وكبرت، كائناً من كان مصدرها، سواء تلك الناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي وتداعياته أو من صعوبات الوضع الداخلي وتعقيداته.

 

ضيوفنا الأعزاء،

أخواتي وإخوتي،

 

في فلسطين وفي الشتات، في مختلف أرجاء المعمورة، لقد ألقت الأقدار بعد استشهاد الرئيس الخالد ياسر عرفات، على كاهلي حفظ الأمانة، وحملني شعبي أثقالها، لنكمل المسيرة معاً محافظين على الثوابت التي استشهد من أجلها أبو عمار، وإنني من هنا من جوار المرقد المؤقت لقائدنا الخالد، ومن عرينه الذي صمد فيه صمود الأبطال، دفاعاً عن حقوق شعبنا الوطنية كاملة غير منقوصة في الحرية والاستقلال وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، أجدد العهد والقسم على مواصلة الطريق الذي بدأه، وبذل الغالي والرخيص من أجل بلوغه، حتى ترتفع راية فلسطين عالية خفاقة فوق أسوار ومآذن وكنائس القدس، وأن يبقى شعبنا واحداً موحداً خلف ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية.

 

في مثل هذا اليوم، رحل حارس الحلم الفلسطيني على مرمى حجر من الموعد الآتي وإن تأخر، لم يحلم "أبو عمار" بقصر في فلسطين، حلم بقبر في القدس وسيدفن في القدس إن شاء الله . وسنحقق حلمه،  الرحمة لشهيدنا الخالد أبو عمار ولجميع من سبقوه على درب الشهادة: عبد الفتاح حمود، و أبو علي إياد، وكمال عدوان، وأبو يوسف النجار، وكمال ناصر، وأبو صبري، وماجد أبو شرار، وأبو الوليد، وأبو جهاد، وأبو إياد، وأبو الهول، وأبو المنذر، وأبو السعيد، وفيصل الحسيني، وغسان كنفاني، وأبو علي مصطفى، والشيخ أحمد ياسين، وإسماعيل أبو شنب، وعبد العزيز الرنتيسي، وفتحي الشقاقي، وعمر القاسم، وعبد الرحيم أحمد، وآلاف مؤلفة من الشهداء رحمهم الله.

 

وفي الختام اسمحوا لي أن أقول لزعيمنا الراحل ياسر عرفات من هنا من جوار ضريحه الطاهر وأقول لجميع إخوانه وأبنائه الشهداء وأثق أنهم يسمعوننا الآن ويراقبوننا، أقول لهم باسمنا وباسم شعبنا كله إننا على العهد باقون متمسكون بحقوقنا المعترف بها لنا دولياً وفق قرارات الشرعية الدولية، ومتمسكون بالقدس عاصمة لفلسطين أبدية للروح والوطن الفلسطيني لا بديل عنها مهما كانت الطريق صعبة، ونردد ما كان يردده دائماً شهيدنا أبو عمار "ليس منا، وليس معنا، وليس فينا من يفرط بحبة تراب من القدس الشريف عاصمتنا الأبدية".

 

رحم الله جميع شهداء شعبنا، والمجد والخلود لهم، وكل التحية والتقدير لأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، ولشعبنا البطل في صموده وتضحياته، وتحية خاصة لنصفنا الأحلى المرأة الفلسطينية المناضلة التي تبحث عن حقوقها ونؤيدها في الوصول إلى حقوقها حتى النصر إن شاء الله.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.