كلمة السيد الرئيس القاها بالنيابة عنه الطيب عبد الرحيم في احتفال جماهيري فوق ما كان يعرف بمستعمرة نفيه دكاليم
كلمة السيد الرئيس القاها بالنيابة عنه الطيب عبد الرحيم في احتفال جماهيري فوق ما كان يعرف بمستعمرة نفيه دكاليم
14/ 9 / 2005
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة، في قيادة فصائل العمل الوطني والإسلامي،
أيتها الأخوات والإخوة، من كافة الأطياف السياسية لشعبنا العظيم،
من حق شعبنا أن يفرح ويبتهج بزوال الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي البغيض عن أرضه، وفي خضم هذا الفرحة علينا أن نستذكر أرواح شهداءنا الأبرار الذين رفعوا هاماتنا رفعوا رؤوسنا وحققوا أهدافنا, من حقنا أن نتوجه إلى جرحانا البواسل ونقول لهم: إن دماءكم العطرة كانت خير ماء وخير غذاء لأرضنا الطاهرة. من حقنا أن نتوجه إلى أسرانا البواسل خلف قضبان الاحتلال، ونقول: لهم كلنا معكم. وقضيتكم تقف على رأس أولويات السلطة الوطنية، أولويات شعبنا الفلسطيني. من حقنا أن نوجه التحية لكافة الأخوة والقوى في الفصائل الوطنية والإسلامية التي وقفت موقفاً مسؤولاً لأنها جميعها حركات مسؤولة، تضع نصب أعينها مصلحة شعبنا وأهدافه، وقفت موقفاً مسؤولاً أثناء إندحار الاستيطان من فوق أرضنا واندثار الاحتلال من على ترابنا المقدس، جميعكم يستحقون التحية والتكريم شهداؤنا جرحانا أسرانا قواتنا وأطيافنا السياسية.
لقد ضرب شعبنا مثلاً للعالم كله أننا شعب حي ورأسه ينطح السحاب لا يركع إلا لله وحده، لقد اثبتوا جميعاً إننا شعب يستحق أن يكون له مكان تحت الشمس في دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. إننا شعب عظيم كل العالم يرقبنا.
أيها الإخوة والأخوات،
كل العالم يرقب أداءنا، وقد راهنوا على اختلافنا، وخسئت مناوراتهم ومؤامراتهم، لقد راهنوا على أن الشعب الفلسطيني سيقتل وأن الضفة ستذوب في صفوفه، ولكن كان الحوار الأخوي الذي وصلنا من خلاله إلى اتفاقات، هذا هو طريقنا الحوار وليسس غير الحوار، طريقنا الديمقراطية وليس غير الديمقراطية، الانتخابات المحلية قادمة، والانتخابات التشريعية قادمة، وصندوق الاقتراع هو الحكم، ومن ينجح يكون الله في عونه وسنبارك له.
باسم السيد الرئيس أقول لكم بعد أن أنقل تحياته: أن طريقنا فقط وليس هناك طريق أخر إلا الحوار لأننا أخوة كلنا رفاق درب، كنا كلنا رفاق الشهداء، كلنا أبناء قضية واحدة. المشوار أمامنا طويل أيها الإخوة، ولن تكتمل فرحتنا إلا بتحرير أرضنا في الضفة الغربية وعاصمتنا الأبدية القدس الشريف.
المشوار أمامنا طويل، ولكننا سجلنا هنا في غزة إن الاستيطان لن يكون أبداً حقيقة واقعة، وهو باطل ولابد أن يزول. قالوا عن "كفار داروم" ذات يوم أن أمنها من الأمن القومي الإسرائيلي ومن أمن تل أبيب، واضطروا أمام صمود وإصرار وتلاحم شعبنا، أن يهجروا "نتساريم"، وها نحن نحتفل الآن في قلب الاستيطان في "نفيه دقاليم" لنقول أن "معالي ادوميم" ستزول و"كفارعتسيون" ، وارئيل ستزول بإذنه تعالى، وبهمتكم.
أيها الإخوة والأخوات،
أقول: إذا كان من حقنا أن نفرح فعلينا أن نستنفر كل قوانا، أن لا ننام على حرير، لان المشوار طويل، الضفة الغربية تناديكم، والقدس تستصرخكم من حقنا أن نفرح، ولكن من حقنا أن نقلق، زعماء إسرائيل يقولون إنهم سيتفردون بالضفة الغربية، نرفض هذا الكلام جملة وتفصيلاً، الضفة الغربية والقدس هي ملك للشعب الفلسطيني كما أقرات ذلك كل الشرائع والقرارات الدولية.
ومن هنا فان نضالنا وصمودنا عادل إلى أن تقوم دولتنا على أرضنا، لسنا هواة قتل ولسنا هواة اقتتال، ولكن عليهم أن يدركوا أن شعبنا الفلسطيني في غزة الصمود والبسالة وفي الضفة الغربية والقدس هو من طينة واحدة، من عجينة واحدة، جبلها الله بالإرادة والتصميم، جبلها الله بالأيمان، جبلها الله بالتمسك بعقيدتنا وبأهدافنا وبقيمنا وبقيم مجتمعنا النبيلة، هذه هي طبيعة شعبنا من جنين حتى رفح ، فلن يراهنوا على إنهم يستطيعون أن يستفردوا بالضفة، أو يستفردوا بالقدس.
هنيئاً لكم ولنا ولكل شعبنا ولكل محبي السلام في هذا العالم، ولا يعرف هذا الهناء إلا لمن اكتوى بنيران الاستيطان والاستعمار، هنيئاً لشعبنا على وقفته الموحدة هذه، هنيئاً ومبارك لفصائل شعبنا وقواه وأطيافه السياسية الوطنية والإسلامية، جنباً إلى جنب وكتفاً إلى كتف و يداً بيد.
وأحذركم وأحذر نفسي من أي فتنة تعم أو يخطط لها أو تعم هذا الوطن لا سمح الله، إننا شعب أصيل، شعب طيب، شعب يستحق الحياة، شعب قدم الشهداء منذ عشرات بل مئات السنين، شعب يستحق أن يكون له مكان تحت الشمس يليق به يليق بنضاله يليق بشهدائه، انبذوا الخلاف والفتنة وأجعلوا من قنوات الحوار بين كل القوى والفصائل هي القناة الوحيدة والمعتمدة، والقواسم المشتركة بيننا كثيرة وكثيرة جداً.
إياكم أن يتسلى البعض من غيرنا بنا، هم ينظرون لنا يحاولون أن يتسلوا بنا، ولكننا حريصون على أمن هذا الوطن، حريصون على القانون في هذا الوطن، حريصون على سيادة القانون في هذا الوطن، بلا استثناء. ومن حمل السلاح دفاعاً عن شعبه وأطفاله عن إيمان حجو لا يمكن أن يرفع السلاح في وجه أخيه، هذا هو إيماننا، هذه هي عقيدتنا، هذا هو نهجنا.
ونعاهدكم باسم الأخ الرئيس، وباسم السلطة الوطنية الفلسطينية، أن نبقى على عهد الشهداء والمعتقلين والجرحى حتى ترفرف هذه الرايات وراية فلسطين فوق المسجد الأقصى، فوق كنيسة القيامة، وأسوار القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية الأبدية بإذنه تعالى.