كلمة السيد الرئيس إلى جماهير شعبنا بالذكرى الـ "57" للنكبة
كلمة السيد الرئيس إلى جماهير شعبنا بالذكرى الـ "57" للنكبة
رام الله 15-5-2005
يا جماهيرنا الفلسطينية الصامدة في الوطن والمخيمات والشتات
أيها اللاجئون الفلسطينيون خارج وطنهم وفي وطنهم
أيتها الأخوات أيها الأخوة،
يصادف اليوم الذكرى السابعة والخمسين للنكبة الكبرى التي أصابت وطننا وشعبنا في عام 48، إن يوم الخامس عشر من أيار من كل عام هو يوم النكبة، الذي لن ينساه شعبنا ولن تنساه الأجيال، لأنه يوم لا مثيل له في التاريخ المعاصر، ففيه تمت جريمة اقتلاع شعب من وطنه، وتدمير كيانه، وتشريده في كل بقاع الدنيا، وفرضت النكبة والكارثة على شعبنا أن يعيش في المخيمات، وسط الإحباط والبؤس والفقر والمرض، وأن يفقد اللاجئ هويته الوطنية.
أيها الصامدون في مخيمات اللجوء والمنفى، إن قضية فلسطين، قضيتنا المقدسة، هي قضية وطن وشعب وأرض ولاجئين، ولا بد للأسرة الدولية أن تدرك خطورة بقاء ملايين اللاجئين الفلسطينيين مشردين خارج وطنهم فلسطين بلا أمل وبلا مستقبل.
إن الفلسطينيين لهم وطن اسمه فلسطين، يحمل تاريخ آبائهم وأجدادهم، ورغم مرور الزمن فالفلسطيني لا ينسى وطنه، ولا شيء في هذه الدنيا يعدل الوطن، ففلسطين وطننا الذي لا وطن لنا سواه.
أيتها الأخوات أيها الإخوة،
في كل مكان،
إن شعبنا الفلسطيني لم يرضخ للظلم والقهر والاضطهاد الذي لحق بنا في عام 48، بل عرف العالم أن هذا الشعب الأبي لا يمكن أن يقبل بهذا الظلم التاريخي الذي أصابه، وبسبب صلابة هذا الشعب وصموده في وجه مؤامرات التوطين والاحتواء والقهر وطمس الهوية وشطب شعبنا من خارطة الشرق الأوسط، لم يسقط وطننا، ولم تسقط قضيتنا كما أراد لها الطامعون والتوسعيون.
إن أكثر من خمسين عاماً قد مرت، والأجيال الفلسطينية تسلم الراية المرفوعة جيلاً بعد جيل، واليوم تحتل قضيتنا "قضية الوطن وقضية الشعب وقضية اللاجئين" مركز الاهتمام العربي والدولي، فالسلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط رهن بإيجاد الحل العادل لقضيتنا العادلة، الحل الذي يقوم على قرارات الشرعية الدولية، التي أكدت على حق شعبنا في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وعلى إيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الدولي 194، وكما نصت مبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت، وتم التأكيد عليها في قمة الجزائر الأخيرة.
إن منظمة التحرير الفلسطينية متمسكة بالحقوق الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرف لشعبنا الفلسطيني، ولا بد أن يعلم الجميع أن شعبنا وأهلنا في المخيمات يرفضون اليوم كما رفضوا بالأمس البعيد والقريب التوطين بكافة أشكاله، ولهذا نؤكد للدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين، أن وجود اللاجئين في هذه الأقطار هو وجود مؤقت، إلى أن يحين الوقت الذي يجري فيه تطبيق قرارات الشرعية الدولية.
إننا نتوجه بالشكر والتقدير لكافة الدول والحكومات التي تستضيف أبناء شعبنا في أراضيها وضمن قوانينها المرعية وسيادتها الوطنية، وما نأمله أن يتمتع اللاجئون الفلسطينيون بحقوقهم المدنية، وفي مقدمتها حق العمل والتنقل، من أجل تأمين لقمة العيش الكريم لأهلنا.
إن منظمة التحرير الفلسطينية تعمل حثيثاً لتوفير الخدمات التعليمية والصحية والحياتية لأهلنا في المخيمات، وخاصة لأسر الشهداء والجرحى والأسرى، والمنظمة تعمل على إحياء وتفعيل الدوائر العاملة في خدمة اللاجئين الفلسطينيين، ولهذا الغرض يقوم الأخ أبو الأديب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني بصفته رئيس اللجنة العليا لتفعيل المنظمة ودوائرها بإجراء الاتصالات واللقاءات مع كافة القوى والفصائل ومع شرائح شعبنا المختلفة في المخيمات والشتات لوضع الخطط والبرامج الكفيلة بالنهوض بمنظمة التحرير الفلسطينية، لمواصلة دورها في قيادة شعبنا، وتأمين الخدمات الحيوية لأهلنا. وسوف ندعو المجلس المركزي الفلسطيني في أقرب وقت للمصادقة على خطة تفعيل المنظمة ودوائرها، وبعد ذلك بإذن الله سندعو المجلس الوطني الفلسطيني إلى عقد دورة جديدة للتأكيد على حقوقنا الوطنية.
أيتها الأخوات أيها الإخوة،
في كل مكان في الوطن والشتات،
في يوم ذكرى النكبة نجدد العهد والقسم لكل أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات والمخيمات، إننا على العهد والقسم، عهد الوفاء لجميع حقوقنا الوطنية الثابتة.
المجد والخلود للشهداء الذين رووا بدمائهم أرض الوطن في سبيل الحرية والاستقلال.
وتحية لأسرانا خلف قضبان السجون.
بسم الله الرحمن الرحيم
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.