الرئيسية » خطابات الرئيس محمود عباس »

كلمة السيد الرئيس أمام القمة العربية- الأمريكية اللاتينية في البرازيل

10 أيار 0005

كلمة السيد الرئيس أمام القمة العربية- الأمريكية اللاتينية في البرازيل

10-5-2005

 

فخامة الرئيس لويس ايناسيو لولا داسيلفا، رئيس القمة ورئيس جمهورية البرازيل،

أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو،

قادة الدول الأميركية الجنوبية والعربية،

السيدات والسادة الحضور الكرام،

 

إن هذه القمة العتيدة هي حدث تاريخي في العلاقات الدولية، بفضل المبادرة الكريمة من الرئيس لولا داسيلفا للدعوة لهذه القمة، والجهود المخلصة التي بذلها لالتئامها في العاصمة برازيليا. إننا نعبر عن عميق شكرنا وامتنانا للرئيس لولا وحكومته وشعب البرازيل على احتضان هذه القمة الأميركية الجنوبية-العربية، التي نحرص جميعاً على أن تخرج بقرارات وبرامج وخطط تعزز علاقاتنا في مختلف المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

 

فخامة الرئيس لولا،

القادة والرؤساء،

 

إن مشاركتنا باسم وطننا فلسطين في هذه القمة، إنما تجسد عمق العلاقات والروابط بين وطننا فلسطين وكافة بلدان أميركا الجنوبية وفي المقدمة جمهورية البرازيل، واسمحوا لي هنا أن أتوجه بالشكر والتقدير والامتنان لكافة دول وشعوب أمريكا الجنوبية، التي وقفت دائماً وأبداً على المستوى الدولي مع القضية العادلة للشعب الفلسطيني، ومع حقه المشروع في التخلص من الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.

 

فخامة الرئيس لولا،

القادة والرؤساء،

 

إن الشرق الأوسط وبؤرته قضية فلسطين لازال يعاني من عدم الاستقرار، وفقدان الأمن، والعنف من جراء عدم الانصياع الإسرائيلي لقرارات الشرعية الدولية التي وقفت دولكم الصديقة إلى جانبها على مدى عقود.

 

إن الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا الفلسطينية يشكل أكبر تهديد للأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، وقد حان الوقت للشرعية الدولية وقراراتها أن تأخذ طريقها إلى التطبيق، وتأمين الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، التي نصت عليها وأكدتها المرة تلو المرة القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي.

 

لقد بادرنا كما تعلمون إلى اتخاذ قرارات هامة لتهيئة الظروف لاستئناف عملية السلام، فأعلنا وقف إطلاق النار، واتفاق التهدئة والهدنة، ووافقنا على تفاهمات شرم الشيخ وباشرنا تنفيذها، ولابد للجانب الإسرائيلي أن ينفذ بدوره الاستحقاقات المترتبة عليه، بوقف الاستيطان، وبناء الجدار، والانسحاب من المدن، وإطلاق سراح الأسرى من السجون الإسرائيلية. وقد أبلغنا الجانب الإسرائيلي واللجنة الرباعية المسؤولة عن تنفيذ خطة خارطة الطريق استعدادنا للتنسيق المشترك للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وأجزاء من شمال الضفة في إطار التنفيذ الإسرائيلي لخطة خارطة الطريق، وبإشراف السيد جيمس ولفنسون ممثل اللجنة الرباعية.

 

إننا جادون في التوصل إلى السلام العادل، وإلى الأمن والتعايش مع إسرائيل، على أساس الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة عام 67. وقد تبنت القمة العربية الأخيرة في الجزائر مبادرة السلام الشامل العربية التي أصدرتها قمة بيروت.

 

وكما ترون فإن الظروف مهيأة والفرصة سانحة لإحلال الأمن والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، بعيداً عن الاحتلال والأطماع التوسعية التي لن تجلب لإسرائيل الأمن والسلام.

 

وأتوجه باسم الشعب الفلسطيني لقمتكم العتيدة للعمل على المستويات كافة لدفع عملية السلام إلى الأمام، وإنهاء هذا الصراع المرير في فلسطين والشرق الأوسط على أساس حل الدولتين، دولة فلسطين، ودولة إسرائيل، لتعيشا معاً في أمن وسلام وجوار حسن.

 

فخامة الرئيس لولا،

القادة والرؤساء،

 

إننا نثمن عالياً المبادرة الشجاعة التي أطلقها الرئيس لولا لمحاربة الجوع، بالاشتراك مع المملكة الإسبانية وجمهورية تشيلي، ونعتبرها جديرة باهتمام هذه القمة لمتابعتها على المستوى الدولي للقضاء على الفقر والجوع والمرض في العالم كله وخاصة لدى شعوب ودول الجنوب، ولابد لحوار الشمال والجنوب أن يولي هذه القضية اهتماماً خاصاً لوضع حد للمجاعة التي يسببها الجفاف في مناطق كثيرة في الجنوب.

 

واسمحوا لي أن أعبر عن اعتزازنا بالتقدم العلمي والتكنولوجي في البرازيل والدول الأميركية الجنوبية، وكذلك الدور المتنامي والقيادي الذي تضطلع به جمهورية البرازيل على المستوى الإقليمي والدولي، والذي يعزز التعاون الدولي في مختلف المجالات وقضية الأمن والسلام الدوليين.

 

أشكركم على حسن استقبالكم، وضيافتكم الكريمة، وأتمنى المزيد من التقدم لشعب البرازيل وشعوب القارة الأميركية-الجنوبية.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.