خطاب السيد الرئيس محمود عباس، أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ- بفرنسا
خطاب السيد الرئيس محمود عباس، أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ- بفرنسا
4/2/2009
السيد هانس – غيرت بوترنغ رئيس البرلمان
السيدات والسادة أعضاء البرلمان
بداية يسعدني أن أتوجه للسيد بوترنغ رئيس هذا البرلمان ولكم جميعاً بالشكر العميق لإتاحتكم الفرصة لي مرة أخرى لمخاطبة مجلسكم الكريم.
لقد جئتكم من فلسطين، التي يرزح شعبها تحت أطول احتلال عسكري في التاريخ المعاصر، فلسطين المثخنة بجراح أشرس وأعنف وأفظع عدوان عسكري، استهدف حياة الأطفال والنساء والشيوخ، كما استهدف بيوتهم وأرزاقهم ومزارعهم ومصانعهم ومدارسهم. استهدف مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء كما استهدف المستشفيات والمنشآت والطرق والجسور.
أيها السيدات والسادة،
نعم، لقد استهدفت الحرب الإسرائيلية أولاً وقبل كل شيء، حياة الشعب وبنيته التحتية ومستقبله، بل ومستقبل دولته الفلسطينية التي طالما عملنا معا ولازلنا من أجل تحقيقها.
لقد شاهدتم وشاهد العالم معنا أشلاء الأطفال المبعثرة والمحروقة، كما سمعتم نداءات الرجال، واستغاثة الأطفال والنساء الذين فقدوا معظم أفراد عائلاتهم.
نعم لقد شاهدتم الأم التي قتلت مع طفليها وهي تحتضنهم بين ذراعيها، والأب الذي أخذت الصواريخ أرواح أطفاله الخمسة، والطفلة بعلوشة التي نامت مع شقيقاتها، واستيقظت على صوت الانفجارات التي قضت عليهم جميعاً، ومئات الأطفال الذين دمرت منازلهم على رؤوسهم.
كما شاهدتم مدرسة الفخورة التي اعتقد أهل جباليا أنها آمنة من الموت فلجئوا إليها، وكيف حصدت القذائف أرواح الأبرياء النازحين للمدرسة، فسقط جراء ذلك ما يزيد عن أربعين إنساناً كان لهم أهل وأسماء وقصص وحكايات وطموح وأمل، إضافة إلى ما يزيد عن المائة جريح لتسقط وللأسف الشديد مع أرواح هؤلاء الضحايا قيم الضمير الإنساني، ومبادئ الأمم المتحدة وواجباتها في حماية الأمن والسلم الدوليين.
وأنتم تذكرون أن مقرات الأمم المتحدة ومدارسها وعياداتها ومستودعاتها الغذائية والدوائية، لم تسلم من تلك الحرب المجنونة على شعبنا الأعزل الصامد في قطاع غزة.
جئتكم أيها السيدات والسادة من فلسطين، أحمل سؤال الطفل لؤي الذي فقد عينيه من القنابل الفسفورية.
من الذي سيعيد لعيني نور الحياة ولشعبي الحرية والسلام؟؟.
نعم أيها السيدات والسادة،
صور ومشاهد فظيعة، خلفتها تلك الحرب، وأدت إلى سقوط ما يزيد عن 1360 شهيدا، وأكثر من 5000 جريح، أغلبيتهم الساحقة من المدنيين الأبرياء، ونسبة عالية هم من الأطفال والنساء والمسنين وحوالي 500 من الجرحى لا زالوا في مرحلة الخطر الشديد يستشهد بعضهم يومياً هذا بالإضافة إلى التدمير الكامل لحوالي 4000 منزل وعمارة سكنية وما يقارب 20000 منزل آخر، وما يعنيه ذلك من تشرد أكثر من 90000 إنسان باتوا بلا مأوى ناهيك عن التدمير الواسع النطاق في شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والطرق والمنشآت الحيوية والمقرات الرسمية والأهلية.
لقد دمرت تلك الحرب الإسرائيلية على شعبنا ثمرة شقاء وعرق مئات الآلاف من الفلسطينيين طوال حياتهم، تماماً كما دمرت ما أنشأته السلطة الوطنية على مدار خمسة عشر عاماً من منشآت وبنية تحتية، كثير منها كانت مساهمات بلدانكم والبلدان الصديقة الأخرى.
هذا هو أيها السيدات والسادة مشهد ما خلفته الحرب على شعبنا، والذي يتوازى مع شكل آخر من العدوان على أرضنا ومزارعينا واقتصادنا الوطني يومياً في الضفة الغربية.
فالاستيطان الإسرائيلي لم يتوقف لحظة واحدة، بل استمر ببناء حائط الفصل العنصري، كما لم تتقلص الحواجز التي تحاصر مدن وقرى وبلدات ومخيمات الضفة الغربية بما فيها القدس، التي لا تزال مؤسساتها مغلقة حتى الآن منذ عام 2000.
بل على العكس من ذلك، فإن عطاءات الوحدات الاستيطانية تضاعفت سبعة عشر مرة في العام الماضي مقارنة مع العام الذي سبق عقد أنا بولس، كما زادت الحواجز العسكرية من 580 حاجزاً إلى 670 حاجزاً.
ولم تتوقف الاجتياحات العسكرية للمناطق الفلسطينية وما يرافقها من اعتقالات يومية واغتيالات للمواطنين في بعض الأحيان.
ذلك كله بالإضافة إلى إرهاب المستوطنين واعتداءاتهم المسلحة وحرقهم للمنازل كما حدث في مدينة الخليل ونابلس وغيرها من المناطق. وهجماتهم الإرهابية على الفلاحين في موسم الزيتون الذي يمثل لشعبنا رمز السلام والحياة وليس فقط مصدر الرزق الوحيد لعشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية.
إن هذا المشهد المأساوي للعدوان الاستيطاني في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، يؤكد لنا وللعالم أجمع أن ما جرى ويجري هو عدوان على الشعب الفلسطيني بأسره، وعلى مستقبله وحقوقه الوطنية المشروعة، إنه عدوان وحرب على مستقبل السلام والجهود الدولية المخلصة التي بذلت وتبذل من أجل تحقيقه...
فالحصار الظالم على شعبنا في قطاع غزة وما استهدفته تلك الحرب، لم يكن سوى حلقة في سلسلة متواصلة لفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتكريس إقصائها عن الهدف الرئيسي لكل شعبنا والذي يتمثل في إنهاء الاحتلال بأكمله، ونيل الحرية وتقرير المصير، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي التي احتلت في العام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
وهذا ما تؤكده السياسة الاستيطانية المتصاعدة يومياً، رغم كل الجهود والاتفاقات والتفاهمات والتي تضمنها تقرير جورج ميتشل في عام 2001 والتي كان آخرها تفاهمات أنا بولس، التي وعدت الشعب الفلسطيني بدولة في نهاية عام 2008، ولم يكن ختام حصادها سوى حرب تدميرية لقطاع غزة وأخرى استيطانية في الضفة الغربية بما فيها القدس.
لقد أعلن العالم في أنا بولس فشل الحلول الأحادية والعسكرية، كما أعلن ضرورة التزام إسرائيل بوقف الأنشطة الاستيطانية ليمهد الطريق نحو عملية سياسية تنهي الاحتلال وتحقق وعد حل الدولتين فلسطين وإسرائيل، ولكن التجربة الواقعية تظهر لنا أن إسرائيل لا زالت أسيرة العقلية العسكرية والاستيطانية، وإن تحدث قادتها عن حل الدولتين.
لابد من وقف التعامل مع إسرائيل وكأنها دولة فوق القانون أو المساءلة القانونية، أو دولة فوق القانون الدولي. لا بد من وضع حد لذلك، ولا بد من مساءلة قادة إسرائيل عن انتهاكاتهم للقانون الدولي والإنساني.
وفي نفس الوقت فإننا نؤكد أن ضمان نجاح عمليات الإغاثة العاجلة، والإيواء السريع للعائلات التي دمرت منازلهم، يتطلب رفع الحصار وفتح المعابر، وإلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاقية المرور والحركة لعام 2005، وبما يضمن تدفق المواد الإغاثية والمعدات اللازمة لإعادة الإعمار، وكذلك حركة البضائع والأفراد بشكل طبيعي.
وهذا ينطبق على معابر قطاع غزة كافة، وليس فقط معبر رفح، كما ينطبق على حرية الحركة في الضفة الغربية والممر الآمن بين الضفة والقطاع، لتأكيد وحدة الأراضي الفلسطينية، ووحدة اقتصادها.
وهنا أود أن أتوجه بالتحية الخاصة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونوروا على عملها المتواصل بالرغم من كل المعوقات من أجل مساعدة شعبنا، وأدعوكم وباقي المنظمات الدولية لدعمها في كافة المجالات.
السيدات والسادة،
أن المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة وفاق وطني تشكل إحدى أولوياتنا، لقد فتحنا الباب أمام تلك المصالحة التي تنهي الانقسام والانقلاب وتداعيات الفصل بين غزة والضفة الغربية، وحذرنا من الوقوع في هذا الفخ الذي تسعى إسرائيل إلى إيقاعنا فيه.
ولذلك بادرنا في بداية حزيران من العام الماضي إلى الدعوة للدخول في حوار دون شروط، وقبلنا ورقة العمل المصرية، ولا زال الباب مفتوحاً أمام ذلك، ولن نسمح بتجزئة مصير شعبنا أو وحدته الجغرافية، وسنواصل سعينا الدؤوب من أجل معالجة كل خروج على الوحدة، والتصدي لكل محاولة تستهدف الانفصال، فنحن ندرك نوايا وخطط القوى والتيارات الإقليمية التي تدعم الانفصال وتشجع عليه.
فهذه القوى وللأسف لا تمارس سوى ما يعطل الحل المصري للخلاف الداخلي، وهو الحل المدعوم عربياً من قبل جامعة الدول العربية، وقرار مجلس الأمن رقم 1860 والذي شاركت فيه مع العديد من الوزراء العرب والأوروبيين.
وأؤكد إننا سنواصل جهدنا الأكبر نحو هدفنا الأسمى لحل قضيتنا الوطنية، لأن بقاء الوضع الراهن يضع أمن واستقرار شعوب المنطقة أمام مصير مجهول، ويترك شعوبنا فريسة لسياسة الحرب والاحتلال والعدوان والتطرف.
وعندما نتوصل إلى حكومة وحدة وطنية وفقاً لبرنامج مستند إلى المرجعيات العربية والدولية، بما يُمَكِن هذه الحكومة من الإشراف الفوري على المعابر، وعمليات الإغاثة وإعادة الإعمار، وترسيخ الأمن والاستقرار والنظام العام، لما فيه مصلحة شعبنا والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة، عند ذلك آمل أن تقوموا بدعمها والتعامل معها.
والمساعدة على تنظيم تلك الانتخابات ومراقبتها مثلما فعلتم في انتخابات عام 1996 وعام 2006، وكذلك مساعدتنا على إطلاق سراح رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، وجميع النواب المعتقلين لدى إسرائيل فوراً.
السيدات والسادة،
إن جوهر الصراع الدائر في منطقتنا يتمثل بالاحتلال الإسرائيلي، وهو صراع يدور بين طموحات وتطلعات شعبنا ونضاله للخلاص من هذا الاحتلال، وبين محاولات إسرائيل للقضاء على هذه التطلعات وكذلك تعطيل الجهود الدولية التي تبذل لتحقيق ذلك بالطرق السلمية..
إن شعبي يتطلع إليكم وإلى كل الدول والشعوب المحبة للعدل والسلام، ويسألكم أما آن الأوان كي يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية من أجل توفير الحماية الدولية له وتمكينه من الخلاص من هذا الاحتلال والعيش بحرية وسلام؟.
وهنا أريد أن أؤكد مجدداً على مطلبنا ومطلبكم بإرسال قوات حماية دولية لحماية شعبنا.
السيدات والسادة،
يجري الحديث عن جهد عربي ودولي لإعادة أعمار قطاع غزه. وهنا ومع تأكيدنا على ضرورة إنجاز ذلك وبأقصى سرعة ممكنة، كي نعيد الأمل والثقة لشعبنا بأنه ليس وحيداً، ولكننا نتساءل إلى متى ستظل إسرائيل طليقة اليدين، لتدمير مقدرات وممتلكات شعبنا وبنيته التحتية؟
لذلك يتوجب على المجتمع الدولي منع تكرار ما حدث، وإلزام إسرائيل بوقف سياساتها التدميرية.
وفي هذا المجال أتقدم بالشكر لدعم البرلمان الأوروبي للمفوضية الأوروبية، التي تقوم بمساعدتنا لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية القادمة.
ونؤكد هنا على أن استئناف مفاوضات جادة وشاملة، لا يمكن القبول بها دون الوقف الكامل للاستيطان بما في ذلك ما يسمى بالنمو الطبيعي وإزالة البؤر الاستيطانية، والرفع الكامل لكل أشكال الحصار.
وهنا فإنني أؤكد لكم أن ما حققته الحكومة الفلسطينية من إنجازات ملموسة على صعيد استعادة الأمن والنظام العام والاستقرار، لا يمكن القفز عنه أو تجاهله من أي كان، وأن على إسرائيل الالتزام بالاستحقاقات المطلوبة منها، والتوقف عن تقويض جهود الحكومة الفلسطينية عبر الاجتياحات والاعتقالات واحترام المكانة القانونية والأمنية للسلطة الفلسطينية، وتمكين الحكومة من تنفيذ المشاريع الحيوية للاقتصاد الوطني دون خلق ذرائع من نوع ما يسمى بمناطق "ج" أو غيرها من العراقيل.
لم يعد بالإمكان التفاوض على مبدأ إنهاء الاحتلال، فالمطلوب ضمان أن تفضي أي عملية تفاوضية إلى الخلاص الكامل من الاحتلال، عن الأراضي المحتلة منذ 5 حزيران1967 كافة كما نصت على ذلك خطة خارطة الطريق.
كما أنه لا يمكن أن نعود إلى التفاوض حول القضايا الجزئية والفرعية بينما القضية الرئيسة وهي قضية إنهاء الاحتلال غائبة، بل ويتم التوسع الاستيطاني بشكل محموم لتكريس الاحتلال وتثبيته، وكذلك يستمر أيضا اعتقال 11 ألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
إن ذلك وذلك فقط هو الذي يعيد لعملية السلام والسلام برمته المصداقية لدى شعبنا وكل شعوب المنطقة إن ما هو مطلوب أيها السيدات والسادة ليس فقط إعادة إعمار قطاع غزة بل وكذلك إعادة إعمار عملية السلام ذاتها وهذه مسؤوليتنا جميعاً...
وإن على أوروبا التي وقفت وتقف إلى جانب مبادئ العدل والسلام في منطقتنا والعالم، اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن تؤكد دورها هذا بشراكة واضحة وكاملة مع إدارة الرئيس أوباما وباقي أطراف اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي.
فمجيء الرئيس أوباما ومواقفه التي أعلن عنها، بما فيها مبادرته منذ اليوم الأول بتعيين السيد جورج ميتشل كمبعوث خاص، هي أمور مشجعة لكي نصوب مسار المفاوضات والعملية السياسية برمتها.
وأود القول بكل صراحة أن قرارنا العربي هو عرض مبادرة السلام العربية التي أصبحت مبادرة سلام إسلامية لا بد من تطبيقها بالكامل، التي هي جزء من خطة خارطة الطريق، تلك الخطة التي اعتمدت في مجلس الأمن وفق القرار 1515، وليس للانتقاء منها أو التفاوض حول أسسها المستندة إلى الشرعية الدولية، إن هذا العرض هو آخر فرصة جدية للسلام الحقيقي والعادل في منطقتنا. وعلى جميع الأطراف وخاصة إسرائيل واللجنة الرباعية الدولية أن تقول كلمتها الواضحة في هذا الشأن.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن مبادرة السلام العربية، أصبحت مبادرة سلام إسلامية وملخصها الأرض مقابل السلام، أول مبدأ قيل في مدريد الأرض مقابل السلام، عندما تنسحب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة سيكون هناك 57 دولة إسلامية وعربية مستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وهي فرصة تاريخية يجب أن لا تفوت.
السيدات والسادة،
لقد هزت مشاهد القتل والدمار مشاعر وضمير الملايين من شعوب العالم بما في ذلك الشعوب الأوروبية الصديقة، وإذ نقدر ويقدر شعبنا لها وقفة الضمير الإنساني الحي فإننا نؤكد لهم جميعاً أن شعب فلسطين لن تُكسر إرادته في الحرية والحياة، وهو يتطلع إلى وقوفكم معه في نضاله، من أجل تأمين حقه في الحرية والاستقلال، ليكون قادراً على بناء مستقبله وترميم ما لحق من تنكيل بأطفاله الذين لهم الحق كما كل أطفال العالم، في حياة آمنة ومدارس متقدمة وآمنة، ومستقبل مشرق وآمن، في أرض وطنهم الذي يستحق الحياة والأمن.
أيها السيدات والسادة،
طالما ردد شاعرنا الكبير محمود درويش على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وفي هذه المناسبة لا يفوتني أن أتقدم لكم بجزيل الشكر والتقدير من شعب هذا الشاعر العظيم على احتضان برلمانكم لفعاليات تكريمه وتخليده.
إنه رمز الوطنية الفلسطينية وشاعر الإنسانية محمود درويش. ولمحمود أقول قصيدته التي لم تكتب بعد عن أطفال غزة وعذابهم وآمالهم سيكتبها شاعر من هؤلاء الأطفال الذين حملوا رايته كما حمل هو قضيتهم وأحلامهم الصغيرة.
أشكر لكم مرة أخرى حسن استماعكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته