الرئيسية » المجلس الوطني الفلسطيني »

الدورة العاشرة للمجلس الوطني الفلسطيني

التاريخ من:12 نيسان 1972 - إلى: 06 كانون الأول 1973

الدورة العاشرة الاستثنائية للمجلس الوطني الفلسطيني 1972- 1973

تاريخ انعقاد الدورة

مكان الانعقاد

رئيس المجلس الوطني

رئيس اللجنة التنفيذية

شعار الدورة

عدد أعضاء المجلس الوطني

عمر الدورة بالأشهر

06 نيسان 1972- 12 نيسان 1972

القاهرة

ياسرعرفات

خالد الفاهوم

 

154

12 نيسان 1972- 6 كانون ثاني 1973

 

 

المحتويات

  1. المقدمة
  2. تشكيل المؤتمر الشعبي الفلسطيني
  3. افتتاح المجلس الوطني والمؤتمر الشعبي
  4. رئاسة المؤتمر الشعبي الفلسطيني
  5. كلمات الوفود المشاركة في المؤتمر
  6. رسائل وبرقيات واردة للمؤتمر
  7. إقرار جدول أعمال المؤتمر .
  8. المناقشة العامة
  9. لجان المؤتمر الشعبي
  10. توصيات المؤتمر الشعبي
  11. اختتام أعمال المؤتمر الشعبي
  12. المجلس الوطني الفلسطيني
  13. أعضاء المؤتمر الشعبي الفلسطيني
  14. أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني

 

المقدمة

عقد المجلس الوطني دورته العادية الأخيرة في شهر تموز (يوليو) ۱۹۷۱، وكان المفروض أن يعقد المجلس دورته الاعتيادية التالية في شهر تموز (يوليو) ۱۹۷۲، ولكن الأحداث الجسام التي مرت بالقضية والثورة الفلسطينية خلال الشهور العشرة الأخيرة، دعت اللجنة التنفيذية إلى دعوة المجلس لعقد دورة استثنائية يرافقها مؤتمر شعبي يضم أبناء فلسطين في كافة أماكن تجمعهم، بما في ذلك إخوتنا في الوطن المحتل والضفة الشرقية من الأردن؛ ليشتركوا مع المجلس الوطني واللجنة التنفيذية في إحباط المؤامرات والمشاريع التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وطمس الشخصية العربية الفلسطينية لصالح الإمبرياليالإمبريالية والصهيونية العالمية وقاعدتهما إسرائيل.

لقد كان طبيعيًا أن يدعى لحضور هذا المؤتمر المديد من ممثلي الدول العربية والصديقة والأحزاب وحركات التحرر العربية والعالمية على اعتبار أن منظمة التحرير الفلسطينية تؤمن إيمانًا جازمًا أنها تقود حركة تحرر وطني وهي بذلك جزء لا يتجزأ من حركة التحرر الوطني العربي وهذه بالتالي جزء من حركة التحرر الوطني العالمية.

إن الشعور بضرورة المحافظة على الشخصية الفلسطينية يملأ قلوب أبناء فلسطين رغم جميع الظروف والأوضاع التي أحاطت بهم، والتمسك بالشخصية الفلسطينية غير قائم على أساس نزعة إقليمية؛ فأبناء فلسطين دعاة وحدة، يؤمنون بها إيمانًا لا يتزعزع، إلا أنهم يعتقدون أن الشخصية الفلسطينية هي القاعدة الحقيقية للتحرير، والإرادة الشرعية للوقوف في وجه المطامع الصهيونية الاستعمارية، والمنطلق الأساسي للمحافظة واسترداد الوطن الفلسطيني .

وفي ظروف صعبة وقاسية تواجه ثورتنا ونضالنا، وفي وقت برزت فيه المشاريع التصفوية إلى حيز العلن، ابتداء بمؤامرة الانتخابات البلدية في مدن وقرى فلسطين المحتلة تحت ضغط العدو المحتل، وانتهاء بمشروع ملك الأردن المسمى بمشروع المملكة العربية المتحدة، هذا المشروع الهادف إلى تصفية قضية فلسطين وانتزاع الصفة التمثيلية وحق تقرير المصير من هذا الشعب، في ظل كل هذه الظروف عقد المؤتمر الشعبي الفلسطيني اجتماعاته في القاهرة في ٦،٤،١٩٧٢.

لقد جاء انعقاد المؤتمر الشعبي بمثابة رد واضح وصريح على كل هذه المؤامرات والمخططات، مؤكدًا استمرار الكفاح الفلسطيني المسلح، ومركزًا على تجسيد الشخصية العربية الفلسطينية كطليعة للنضال العربي التحرري، ومقررًا بصورة لا تقبل الشك بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب العربي الفلسطيني، كما أكد المؤتمر على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية منطلقًا لتصعيد الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني، حتى يتحول هذا الكفاح إلى حرب تحرير شعبية شاملة، تحقق آمال شعبنا الفلسطيني، وأمتنا العربية، في تحرير كامل التراب الفلسطيني.

تشكيل المؤتمر الشعبي الفلسطيني

لقد جاء تشكيل ودعوة المؤتمر الشعبي الفلسطيني بناء على قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، المتخذ في جلستها المنعقدة بتاريخ ۱۹۷۲-۲-۱۹، بعقد دورة استثنائية للمجلس الوطني الفلسطيني، يرافقه مؤتمر شعبي لمجابهة مخططات العدو لتصفية القضية الفلسطينية، مبتدئًا بإجراء انتخابات المجالس البلدية للتوصل إلى كيان سياسي عميل للأعداء، ينتحل تمثيل الشعب، ويعترف بشرعية الاحتلال الصهيوني، ولمجابهة مشروع ملك الأردن، بإنشاء ما يسمی بالمملكة العربية المتحدة

وقد شكلت اللجنة التنفيذية لجنة تحضيرية، لتسمية أعضاء المؤتمر الشعبي من كافة أبناء الشعب العربي الفلسطيني في مختلف أماكن تجمعاتهم وتواجدهم، وقامت اللجنة التحضيرية بتشكيل بعض اللجان الفرعية؛ تحقيقًا لهذه الغاية وتسمية أعضاء المؤتمر، وبعد أن أجرت اللجان عديدًا من الاتصالات، قامت بتسمية أعضاء المؤتمر كما هو مبين في الجدول الملحق .

هذا وقد وجهت الدعوة لعقد المؤتمر بتاريخ ٦،٤،١٩٧٢ في قاعة الاجتماعات الكبرى بجامعة الدول العربية في القاهرة.

ولأهمية هذا المؤتمر الذي ضم ممثلين عن أبناء الشعب العربي الفلسطيني، فقد وجهت الدعوة الحضور المؤتمر إلى ممثلي الرؤساء العرب والدول الصديقة والأحزاب وحركات التحرر العربية والعالمية .

افتتاح المجلس الوطني والمؤتمر الشعبي

افتتح المجلس الوطني والمؤتمر الشعبي بحضور سيادة الرئيس محمد أنور السادات-رئيس جمهورية مصر العربية-والسيد عبد الخالق حسونة-الأمين العام لجامعة الدول العربية-وبعض السادة: وزراء جمهورية مصر العربية وممثلي الرؤساء العرب والدول الصديقة والأحزاب وحركات التحرر العربية والعالمية، في تمام الساعة السادسة من مساء يوم ٦،٤،١٩٧٢ بقاعة الاجتماعات الكبرى بجامعة الدول العربية في القاهرة، وقد بدأت الجلسة بكلمة الأستاذ عبد الخالق حسونة-الأمين العام لجامعة الدول العربية-الذي رحب بالمؤتمر الفلسطيني على أرض جامعة الدول العربية، وفيما يلي نص كلمته :

 كلمة الأستاذ عبد الخالق حسونة الأمين العام الجامعة الدول العربية :

السيد الرئيس

 أرجو أن تسمحوا لي بأن أرحب بكم في داركم، وأن أحيي نضالكم لإزالة آثار العدوان واستعادة الحق المغتصب، والتزامكم والتزام أمتكم جمعاء يحمل مسؤولية التحرير وأداء واجبها، انتصارًا لكرامتنا ووجودنا وبقائنا، وإعلاء لكلمة الحرية والسلام العادل، ولا ريب أن هذا اللقاء مع قادة الفداء الفلسطيني، مواجهة للتحديات العدوانية المتصاعدة، إنما هو تأکید جدید لإرادة البذل والتضحية والفداء وإشهاد لأمتنا وللعالم أجمع على أننا نقدر واجبنا القومي حق قدره، وأننا لا نرضى عن التحرير الكامل والنصر بديلًا.

السيد الرئيس

إخواني، ممثلي الشعب الفلسطيني .

إن وحدة العمل العربي الفعال، في هذه المرحلة بالغة الخطورة، أمر لا مناص منه لتقريب النصر، وإن وحدة الفداء الفلسطيني لهي من ألزم القواعد لوحدة النضال القومي، ولهذا استبشرت الأم العربية، واستبشر المناضلون للحرية في كل مكان، بما أعلن عن اتفاق المناضلين الفلسطينيين على كفالة وحدتهم عسكريًا وسياسيًا وماليًا؛ فخطورة المرحلة الراهنة في نضالنا القومي، واستشراء الأعمال العدوانية في الأرض العربية المحتلة، و إمعان إسرائيل في التحدي لجميع القيم والمبادئ والقرارات الدولية، كل ذلك يحتم وحدة فلسطينية عاجلة كاملة، وعملًا عربيًا فوريًا جماعيًا.

وإن تجارب الماضي ومسؤولية الحاضر وأمانة المستقبل، لتفرض علينا أن نسقط جميع محاولات العدو لتفريق صفوفنا، وإضعاف ريحنا من داخلنا، فلنكن جميعًا يدًا واحدة، وقلبًا واحدًا، ونضالًا واحدًا ضد عدو غاشم واحد،

 وفقكم الله لتحقيق رجاء فلسطين ورجاء وطنكم الكبير فيكم، وأيد أمتنا الخالدة بعزه ونصره.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد ذلك ألقى خالد الفاهوم (رئيس المجلس الوطني الفلسطيني) الكلمة التالية :

كلمة خالد الفاهوم رئيس المجلس الوطني الفلسطيني :

يا صاحب السيادة

 باسم المجلس الوطني الفلسطيني، أرحب بسيادتكم أجمل ترحيب، وأشكر لكم تفضلكم بالحضور لافتتاح هذا المجلس، الذي نعقده اليوم، باسم الشعب العربي الفلسطيني في مختلف أماكن أقامته؛ لنستعرض فيه قضية فلسطين وما آلت أليه، بوصفها قضية المصير العربي بكل معانيه، وقضية الوجود العربي بجميع أبعاده، وقضية الأمة العربية على امتداد أقطارها وأمصارها.

ولأننا دعونا لعقد هذا المؤتمر في القاهرة، فإنما أردنا بذلك أن نؤكد الرابطة النضالية التي تشدنا إليها، لا لأنها عاصمة جمهورية مصر العربية فحسب، وإنما لأنها في الوقت ذاته قاعدة النضال العربي، التي شاء لها القدر أن يجعل منها وفيها قسوة العرب الأولى، وأن يلقى على عاتق جيشها وشعبها القسط الأوفر من أعباء معركة المصير والتحرير.

ولأننا دعونا للمشاركة في افتتاح هذا المؤتمر، هذه الوفود الكريمة، التي تمثل الشعوب والدول العربية والصديقة، وحركات التحرر في العالم قائمًا، أردنا بذلك أن نؤكد الرابطة النضالية التي ينضوي تحت لوائها أبناء أمتنا العربية جمعاء والتي نلتقي من خلالها بجميع الأحرار والمناضلين والشرفاء في العالم.

يا سيادة الرئيس لقد كان طبيعيًا بعد الأحداث الخطيرة التي توالت على المسيرة الفلسطينية، أن يدعى المجلس الوطني الفلسطيني لعقد هذه الدورة الطارئة لنستعرض فيها الأوضاع الراهنة، ولنتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية.

إن الكيان الصهيوني القائم في فلسطين والذي امتد عدوانه الاستيطاني الاستعماري إلى الأراضي السورية والمصرية، إنما قام بمنطق القوة العدوانية الاستعمارية، وعلى أساس سياسة الأمر الواقع المحمية بحراب الاستعمار والصهيونية العالمية، إلا أن هذا الكيان بالرغم من الاعتراف الواقعي الذي حصل عليه، لا يمكن له أن يستمر إلا إذا أرادت المنطقة العربية جماهير وحكومات لهذا الكيان أن يستمر، ولذلك ينطلق العدو الصهيوني لأخذ شرعية وجوده بالقوة من خلال شرعية عربية، ثم شرعية فلسطينية.

وعندما أيقن العدو الصهيوني أن الجماهير العربية والجماهير الفلسطينية ترفض إعطاءه شرعية الوجود، لجأ إلى لعبة الانتخابات البلدية، في الضفة الغربية وغزة، كما لجأ إلى الملك حسين ليساعد على تحقيق ذلك، ولم يعد خافيًا على أحد مدى الإسهام الذي باشره الملك حسين لإجراء الانتخابات البلدية، عن طريق مشروعه المسمى بمشروع المملكة المتحدة، وعن طريق تصريحاته المتوالية التي تجعل القدس والضفة الغربية وغزة، مناطق مفتوحة تحت سيطرة العدو الصهيوني، ومعبرًا لكل أحلام هذا العدو في التوسع والسيطرة على الوطن العربي من المحيط التي الخليج .

إن التاريخ بأحداثه المتوالية، والقوانين الدولية كلها، لم يعط أي صفة قانونية شرعية، لأية انتخابات تجري تحت الاحتلال، من هنا فإن أحدًا لا يمكن أن يعترف بشرعية الانتخابات البلدية التي جرت في فلسطين المحتلة، ولا بأية صفة تمثيلية لها .

إن مشروع ملك الأردن وتصريحاته المتوالية، التي توضح أكثر فأكثر معالم المؤامرة على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، في نضاله ووطنه وحقه الطبيعي في تقرير مصيره فوق أرضه المحررة، ينبغي أن تواجه بكل حزم وإصرار، وإن هذا المشروع بتصفيته القضية الفلسطينية، إنما يصفي حركة التحرر العربية ويفقدها أهم عناصر التفجير القومي ضد الصهيونية والإمبريالية.

إن هذا المشروع سيمزق الصف العربي والإرادة العربية، ويحول الجهد العربي من مواجهته للاحتلال إلى معارك أخرى جانبية بين العرب أنفسهم، إنه يريد أن يمنح العدو الصهيوني شرعية الوجود لتحقيق السلم الإسرائيلي باتجاه السيطرة على الأمة العربية، إن هذا المشروع يريد أن يقتل الإرادة الفلسطينية الثورية النضالية التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ليخلق بديلًا عنها اسمه: (حكومة موقنة للقطر الفلسطيني المشترك) من خلال الحكومة المركزية لما يسمى بالمملكة العربية المتحدة، في التوقيع على تصفية القضية الفلسطينية .

إننا نلاحظ الآن رفضًا عربيًا لمشروع الملك حسين، ولكن المطلوب ليس إعلان الرفض فقط، إنما ممارسة هذا الرفض ومجابهة كل خطوات الملك وإفشالها لإجهاض المشروع قبل أن يقتل الأمة العربية، ويجهض نضالها .

لقد منع العدو الصهيوني أبناءنا وإخواننا في الضفة الغربية وفرة من حضور هذا المؤتمر، ولم يكن عجيبًا أن تقف السلطات الأردنية نفس الموقف، فتمنع إخواننا في الضفة الشرقية من فلسطينيين وأردنيين من حضور هذا المؤتمر، إن هذا الموقف في حد ذاته يعطي لمؤتمرنا قوة خاصة، كما أنه يعطيه شمولية التمثيل، ولو غاب عنه بالقهر في الوطن المحتل وفي الضفة الشرقية.

 إن واجبنا أن نتوجه إلى إخواننا هؤلاء، نحيي فيهم صمودهم أمام الإرهاب، نعدهم بأننا لن توقف نضالنا، ولن نرمي سلاحنا حتى تتحقق إرادة شعبنا في الداخل والخارج بالتحرر الوطني، وحق تقرير المصير الحر، بالإرادة الحرة وفوق أرض الوطن الحر، ثم إن منظمة التحرير الفلسطينية الممثلة الوحيدة الشعب الفلسطيني لن تكتفي برفضها لمشروع الملك حسين، ولن تكتفي بإعلان عدم شرعية الانتخابات البلدية أو بأية صفة تمثيلية لها، وإنما ستعمل بكل جهدها لتحقيق وحدة وطنية فلسطينية كاملة تعمل في جبهة أردنية عربية مريضة، لمواجهة المؤامرة الجديدة .

 إنه ليسعدني-يا صاحب السيادةـأن أدعوكم لافتتاح هذا المؤتمر وإلقاء كلمتكم فيه، في هذه المحطات التاريخية، وفي هذه الظروف الحاسمة.

 وبعد انتهاء الفاهوم من إلقاء كلمته دعا سيادة الرئيس محمد أنور السادات-رئيس جمهورية مصر العربية-لافتتاح المؤتمر وإلقاء كلمته :

كلمة سيادة الرئيس محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية :

بسم الله.

أيها الأخوة، مرة أخرى ألتقي بكم في مؤتمر من مؤتمراتكم الكبيرة، التي تختارون لها القاهرة عادة مقرًا وبيتًا، ولا أظن أن ذلك يجيء بمحض مصادفة، كما أني لا أعتبره قصدًا مقصودًا، وإنما هي طبيعة الأشياء .

إن نضال الشعب الفلسطيني ونضال الشعب المصري كانا دائمًا عبر قرون ممتدة من التاريخ نضالين ًامتصلين، ثم جاء القرن العشرين لجعل هذين النضالين قضية مشتركة بل قضية واحدة.

أنتم ونحن لا سبيل أمامنا غير القتال

والمشهد الذي يراه العالم أمام عيونه الآن أكبر دلیل، أنتم ونحن طلائع الخط الأول من وقفة أمتنا أمام أعدائنا.

أنتم ونحن الأكثر تعرضًا لشراسة العدو وهو يحاول تنفيذ مخططاته العدوانية.

 أنتم ونحن كتب علينا أن نتحمل وأن نصمد وأن نعيش أصعب الظروف .

أنتم ونحن مسؤولون عن اجتياز هذه الظروف الصعبة والخروج منها إلى الأفاق الواسعة للآمال الوطنية والقومية، أنتم ونحن لا سبيل أمامنا غير القتال، أنتم ونحن ليس أمامنا إلا طريق منفرد، طريق شعب مصر هو نفس طريق شعب فلسطين، وطريق شعب فلسطين هو طريق شعب مصر، كان تاريخنا مشتركًا، وكان نضالنا متصلًا، وأقدارنا اليوم واحدة .

أخطر طرف واجهنا في تاريخنا

أيها الأخوة :

لقد رحبت بفرصة أن أحضر هذا المؤتمر لأتحدث معكم عن هذه الرابطة العضوية والحيوية التي تجمع بيننا والتي تضم معنا أكثر ما تضم دول اتحاد الجمهوريات العربية، الجمهورية العربية الليبية والجمهورية العربية السورية، وتجمع من حولنا قوى عربية أخرى من قوى هذه الأمة الواحدة، تاريخًا ونضالًا ومصيرًا. رحبت بهذه الفرصة لكي الحدث معكم فيما نواجهه .

وأعتقد أن ما نواجهه اليوم هو ظرف من أخطر ما واجهنا في تاريخنا، إننا لا نواجه موقفًا بالغ الصعوبة فحسب، ولكننا نواجه مع الموقف الصعب حملة نفسية تحاول أن تحقق في أعصابنا ما لم تستطع أن تحققه على أرضنا، حملة نفسية تحاول أن تشكك العربي في العربي، والصديق في الصديق، بل والإنسان في نفسه.

وفي اعتقادي إن هذا أخطر ما يواجهنا في هذه المرحلة، لذلك فإنني رحبت بهذه الفرصة لكي نتذاكر معًا في ما يواجهنا ولكي نعيد التحديد والتأكيد مرة أخرى.

سوف نقاتل من بيت لبيت

وإذا أذنتم لي فإنني أريد أن أطرح أمامكم النقاط الآتية:

أولًا: لنكن جميعًا على بينة من أننا سوف نقاتل دفاعًا عن حقوقنا وحقوقكم، إن هذا البلد الذي لي شرف التحدث باسمه سوف يقاتل، سوف يقاتل، سوف يقاتل في البر والبحر والجو، سوف يقاتل على الجبهة من بيت لبيت إذا أدى الأمر، سوف يدفع الضريبة كاملة بالدم والنار، وفاء لحق الحرية وتكريمًا لشرف الأرض.

 إننا سوف نقاتل وإنكم سوف تقاتلون، ولتعرف الدنيا كلها ذلك، وليعرفه الصديق والعدو .

فلسطين لن تضيع

ثانيًا : إن هذا الوطن المصري لن يسمح لأي من كان بالتفريط في حقوق شعب فلسطين، وحقوق شعب فلسطين جانبان :

  • الحق التاريخي للشعب الفلسطيني .
  • والحقوق السياسية الراهنة للشعب الفلسطيني.

إن فلسطين لن تضيع، ثم إن الحقوق السياسية الراهنة للشعب الفلسطيني لن تكون موضع مساومة، وإن الحق التاريخي لشعب فلسطين يكمن في شرعية أن يكون لهذا الشعب حق تقرير مصيره، والحقوق السياسية الراهنة تكمن في ضرورة إزالة العدوان من الأرض التي احتلها العدو بعد سنة ١٩٦٧ في الضفة الغربية، والقدس وغزة.

التمثيل الشرعي لحملة السلاح دفاعًا عن وجوده، وحريته، وحياته، و إرادته .

تابعت الأمة العربية قتالكم، إن مجرد استمراركم في حمل البندقية تجسيد صحيح وسليم للشعب فلسطين، وليس لكم أن تعبؤوا بالذين يحاولون التقليل من قيمة مجرد التواجد المسلح لشعب فلسطين.

 إن هذا التواجد المسلح في حد ذاته بصرف النظر عن أية أعمال تقومون بها هو رمز يجب أن تحرصوا عليه وأن نحرص عليه جميعًا.

 ومع ذلك فإنكم لا تحملون السلاح كمجرد رمز وإنما تقاتلون به فعلًا، ولقد تابعت الأمة العربية كلها قتالكم على الأرض اللبنانية أخيرًا، وهي إذ تقدر لكم وقفتكم لا تنسى الإشادة بالوعي اللبناني الذي لم يسمح لمخطط العدو وكان يستهدف الوقيعة بين الشعب اللبناني وبينكم أن يحقق هدفه .

أيها الأخوة :

إن تحديات كل يوم تفرض علينا وعليكم وليس لنا أن نترك ذرة من شك تدخل قلوبنا أو عقولنا، أننا واجهنا جميعًا في الفترة الأخيرة ذلك المشروع الذي يحمل اسم الملك حسين وهو في الحقيقة من وضع الجنرال (ألون)، إن ذلك المشروع قصد به أن تنسف القضية الفلسطينية من أساسها، ولكن ذلك السهم سوف يطيش كما طاشت سهام أخرى وجهت إلى الأمة العربية من أعدائها، لكننا إزاء هذه السهام لا يجب أن نقف ساكنين .

 

مسؤوليتكم دائمًا كبيرة

إن مسؤوليتكم قد تضاعفت، وكانت مسؤوليتكم دائمًا كبيرة، ولكنها اليوم أكبر عشرات المرات حتى تستطيعوا أن تواجهوا وأن تحيطوا وأن تفرضوا الحق الـذي لا حق سواه.

وأول مسؤولياتكم اليوم الوحدة فيما بينكم، وأكبر مسؤولياتكم اليوم صلة لا بد أن تتوثق مع أهلكم في الأرض المحتلة، وأبرز مسؤولياتكم اليوم محاولة الانسجام الأكبر مع العمل العربي الموحد.

بغير الوحدة فيما بينكم سوف يظل أعداؤكم يركزون لعبتهم في خلافات سطحية لا قيمة لها، وبغير صلة عريضة وعميقة مع أهلكم في الأرض المحتلة في القدس وفي الضفة الغربية وغزة التي يحمل لها شعب مصر مسئولية خاصة ومحددة، فإن صوتكم يفقد كثيرًا من قوته، وبغير انسجامكم مع العمل العربي الموحد، شرط التزامه الصريح بأهداف النضال، فإنكم في خطر العزلة.

  مشروع الملك لا يمكن قبوله

أيها الأخوة :

إن أمتنا العربية يجب أن تحدد لنفسها موقفًا صريحًا تجاه ما يسمى بمشروع الملك حسين، ونحن نرى أن ذلك المشروع، الذي قصد به إفراغ القضية الفلسطينية من مضمونها، خروج عن الخط العربي لا يمكن قبوله، وإذا كنا سنقابله بمجرد الكلمات فمعنى ذلك أن أشرف أهداف نضالنا معروضة للبيع والشراء كما يشاء الأعداء أو كما تشاء الأهواء .

 

قطع العلاقات مع النظام الأردني

وفيما يتعلق بجمهورية مصر العربية فإننا الآن تقوم بمشاورات واسعة بغية تحديد مواقف موحدة تجاه هذا الخروج على الخط العربي، وحتى يتم ذلك ونجد الوسائل والأخطاء التي يجب أن نتحرك من خلالها فإن جمهورية مصر العربية قد قررت قطع كل علاقاتها مع النظام الأردني .

إن هذا الإجراء ليس موجهًا ضد الشعب الأردني فهو دائمًا الصديق والشقيق، ولكن هذا الإجراء موجه بالدرجة الأولى إلى خروج لا شك فيه على أبسط ضمانات وحقوق النضال العربي .

أيها الأخوة :

إننا اتخذنا هذا القرار وما يترتب عليه من إجراءات مكرهين، ويعلم الله أننا الأكثر حرصًا على شعب الأردن، والأكثر اهتمامًا بجبهته مع العدو، وهي جبهة تمتد على أكثر من ٥٠٠ كيلو متر، لكننا لا نستطيع أن نترك التآمر يصل إلى غايته، وتتحول أرض الأردن إلى ثغرة، وتتحول خطوطه التي أردناها جبهة من جبهات قتالنا، إلى بوابة تسلل وإلى جسور مفتوحة .

هدفنا : حق عربي مردود إلى أصحابه

أيها الاخوة :

ليس أمامنا إلا تحمل مسؤولياتنا وليس أمامنا إلا تقبل المخاطر، وليس  أمامنا إلا الرضى بالطريق الصعب، لكنه ليس أمامنا أيها الأخوة  بديل من الوصول إلى هدفنا، وهدفنا أيها الأخوة :

  • أرض عربية حرة
  • وحق عربي مردود إلى أصحابه.

 والسلام عليكم ورحمة الله .

وبعد انتهاء الرئيس السادات من إلقاء كلمته رفعت الجلسة لمدة ربع ساعة لتوديع سيادة الرئيس .

رئاسة المؤتمر الشعبي الفلسطيني

بدأ المؤتمر الشعبي الفلسطيني أعماله بعد أن وافق المجلس الوطني على اقتراح قدمته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بعقد المؤتمر الشعبي، وانتخب المؤتمر هيئة رئاسته على الشكل التالي :

السيد خالد الفاهوم (رئيسًا)

 الدكتور نبيل شعث (نائبًا للرئيس)

 

السيد مجدي أبو رمضان (نائبًا للرئيس)

 السيد صبري جريس (أمينا للسر)

 السيد أحمد اليماني (أمينا للسر)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 كلمات الوفود المشاركة في المؤتمر

استمع المؤتمر في بداية أعماله إلى كلمة یاسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية :

كلمة المناضل ياسر عرفات :

الإخوة ممثلو الدول العربية الشقيقة

الإخوة ممثلو الدول الصديقة

الأصدقاء والرفاق ممثلو حركات التحرير في العالمالإخوة أعضاء المؤتمر الشعبي الفلسطيني

يطيب لي باسمي وباسم منظمة التحرير أن أرحب بكم أجمل ترحيب وأشكركم على تلبيتكم لدعوتنا هذه.

ففي هذه اللحظات تقف قضيتنا وثورتنا اليوم على مفترق الطرق، فإما أن تصمد وتقاوم وتتجمع وتتوحد في قافلة واحدة تقطع المسيرة الدامية الصعبة، وإما أن نتخاذل ونتواكل ونخون الأمانة التي حملتنا إياها الأجيال، وما أظن شعبنا العظيم الذي قدم آلاف الشهداء والضحايا يقبل منا أن نفرط أو نساوم، وهو الذي علمنا عبر ثوراته المتتالية كيف يكون الصمود، وكيف تكون التضحية، ونحن اليوم أمام تحديات مصيرية تفرض علينا مواجهة أنفسنا بصدق وأمانة ومواجهة شعبنا بالحقائق كاملة بدون مغالاة تدفع إلى اليأس والتشاؤم، أو انفعال يدفع إلى التفاؤل والأمل الخادع، فخطورة الموقف تفرض تحليلًا علميًا لمرحلة مضت بكل ما لها وما عليها وتفرض تصورًا لمرحلة قادمة، يستمد خطوطه العريضة من التجربة الماضية بكل مراراتها وقسوتها، وأيضًا بكل ما فيها من صور حية تكشف من الجانب المشرق في حياة هذا الشعب وفي مسيرة هذه الثورة الصعبة .

 

 

أيها الأخوة والأصدقاء :

لم تكن ثورتنا التي فجرتها الطلائع الفلسطينية في عام ١٩٦٥ حدثًا طارئًا عفويًا، وإنما كانت امتدادًا طبيعيًا لثورات هذا الشعب المستمرة، وتعبيرًا صادقًا عن تطلعات هذا الشعب نحو بلاده المحتلة، والسعي الجاد لتحريرها والعودة إلى ربوعها، ولكن المحزن والمؤلم أن كل ثورة لهذا الشعب كانت تتقاذفها الأمواج الخارجية عربية وأجنبية، وتسعى جهدها لخنقها في أزمة تلو أزمة ثم تصفيتها وبالتالي يكون التنازل عن الحق والتنازل عن الأرض، والتفريط بالشعب، وقبل أن أتناول الأزمة الراهنة للثورة الفلسطينية، لا بد أن أشير بوضوح إلى الأهداف المرحلية التي ناضلت ثورة شعبنا في عام ١٩٦٥، من أجل تحقيقها ويمكن إيجازها بما يلي :

أولًا: تحريك القضية الفلسطينية من الجمود الذي أحاط بها والانتقال بها من قضية لاجئين فلسطينيين يريدون المأكل والمشرب إلى قضية تحرر وطني، تطالب بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني بالنضال بمختلف أشكاله وصوره وخاصة الكفاح الشعبي المسلح .

ثانيًا: تحقيق وحدة وطنية لشعبنا من خلال الثورة المسلحة، باعتبار أن المرحلة التي تمر بها جماهيرنا هي مرحلة التحرر الوطني التي تجمع في صفوفها كافة طبقات وفئات الشعب، صاحبة المصلحة في التحرير والعودة.

 ثالثًا: انتزاع شرعية عربية ودولية لكفاحنا المسلح بحيث يعترف العالم بشعبنا ضمن كيانه الغالي في منظمة التحرير الفلسطينية، وتطل الشخصية النضالية للإنسان الفلسطيني المكافح على العالم من خلال ثورته المسلحة وبالتالي تكون قيادة منظمة التحرير والثورة هي الممثلة لشعبنا والناطقة باسمه والمعبرة عن إرادته.

رابعًا: خلق مناخ ثوري متفاعل حول الأرض المحتلة وعلى الأرض العربية يتيح للقوى الثورية أن تترابط وتتجمع وتعبر كافة الجهود والإمكانات العربية، من أجل معركة التحرير الشعبية ، والتي تكفل القضاء على الكيان الصهيوني الدخيل على وطننا وأمتنا، ولا تحكم أن نضال الثورة المرير خلال ثماني سنوات دامية استطاع أن يجسد بعض هذه الأهداف على أرضية صلبة، تستمد خصوبتها من دماء شهدائنا وتضحيات ثوارنا، ولكن بعض هذه الأهداف قصرت الثورة في إنجازها، ولعل بعضًا من أزمة الثورة الراهنة مرتبط بشكل مباشر بعدم تحقيق هذه الأهداف .

أيها الأخوة والأصدقاء:

اسمحوا لي، وأنا انتقل بكم إلى أزمة الثورة الراهنة أن أقدم لحديثي بملاحظتين :

 أولًا: إن أزمة الثورة الفلسطينية ليست راهنة ولا طارئة ولكنها ولدت مع التكية منذ البداية؛ لأن حقيقة الأزمة تكمن في القضية التي تقاتل من أجلها الثورة، فالقضية الفلسطينية على مدى أكثر من نصف قرن كانت تحمل معها تناقضات وتداخلات عربية ودولية، بحيث لم يكن لهذا الشعب يومًا إرادة محررة من التأثير والتداخل، إن هذه الحقيقة لم تكن خالية من الطلائع التي فجرت الثورة، لذلك شددت على رفض الوصاية والاحتواء من موقع الالتزام القومي، وليس من منطلق إقليمي ضيق، كما يحلو للبعض أن يبسط الأمور .

ثانيًا: نحن نفهم الأزمة الراهنة للثورة بأن التحديات التي تواجهها أكبر من قدراتها الذاتية وبما أن طبيعة الأزمة في القضية، وبما أن القضية كانت دائمًا وستظل قضية عربية فإننا لا نعتبر التحدي الذي نواجهه تحديًا لثورتنا وشعبنا فحسب، إنما هو تحد تاريخي وحضاري للأمة العربية كلها، أنظلمة وأحزابًا وقوى ثورية وجماهير منظمة، لقد كانت المعجزة أن تبقى الثورة الفلسطينية صامدة ومقاتلة رغم قسوة الظروف التي مرت بها ورغم المؤامرات التي تعرضت لها، ورغم كل العوامل السلبية التي تكمن في القضية ذاتها وفي الأنظمة العربية والقوى الخارجية ولكن ذلك كله لا يمنعنا من الحديث عن الجانب الذاتي في الأزمة مع التعرض للجوانب الأخرى بصورة سريعة .

الجانب الذاتي في الأزمة، يجعلنا نشير بإيجاز إلي واقع شعبنا قبل الانطلاقة الثورية، فالصورة العامة لهذا الشعب تتمثل في تنظيمات سرية متعددة تعبر عن نفسها بالكلمة والفكرة، وسعي عربي رسمي لتجميد تحرك الشعب الفلسطيني، وكادت بعض الأيادي أن ترمي بالوقيعة بين الكيان والثورة، إلا أن وعي هذا الشعب والهامة جمع بين البندقية والتمثيل وجمع بين الكفاءة والممارسة الثورية، وبين المقاتل الثوري في وحدة وطنية، أخذت عدة أشكال وأساليب كانت كلها ترمي إلى أن يحكم تعلمنا إلى الوحدة الوطنية الحوار الديموقراطي، بعيدًا عن التصفيات والمشاحنات الدموية، وإن كان السعي إلى الوحدة بهذا الأسلوب قد أثر على المسيرة وأسهم في كثير من عثراتها إلا أن الأسلوب الأخير كان يمكن أن ينهي المسيرة كلها، وبأيدي أبنائها.

ومع ذلك كله تبقى الحاجة الملحة إلى وحدة أداة الثورة وبشكل عملي ضمن وحدة وطنية شاملة، تعبئ قوى الشعب الفلسطيني وكفاءاته العاملة والثورية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، والتي أستطيع أن أعلن أمامكم أن توجهنا لهذه الوحدة مفتوحًا بغير شروط ولا قيود، ولعل مؤتمركم هذا يكون بداية مرحلة جديدة و أسلوب فعال على هذا الطريق لاستكمال النضال من أجل تحقيق الوحدة الشاملة .

وفي الجانب الذاتي للأزمة لا بد أن نتعرض للأخطاء التي وقعت سواء على صعيد الممارسة أو النظرية، ورغم أننا جلدنا أنفسنا بالنقد الذاتي إلا أننا هنا مطالبون بتفسير هذه الأخطاء وليس تبريرها.

 فعلى الساحة الفلسطينية نعترف بأن كثيرًا من الكفاءات الثورية والعاملة لم نستطع تعبئتها والاستفادة منها، وأن خطواتنا في سبيل الوحدة الوطنية من تطورها بخطوات بطيئة، وأن شعاراتنا في كثير من المراحل كانت تتضارب وتتعارض، وكان حجمها أكبر من تأثيرها، وأن بعض القضايا الملكية كانت بحاجة إلى حسم واضح ومحدد.

وعلى الساحة العربية كانت علاقاتنا في بعض الأحيان مع الأنظمة أكبر من علاقاتنا مع الجماهير العربية، وأن العلاقة بيننا وبين هذه الجماهير لم تكن منظمة التنظيم الكافي الذي يسمح بالاستفادة من قدراتها وإمكاناتها، علمًا بأن ثورتنا لم تطرح في يوم من الأيام نفسها بديلًا عن حركة التحرر العربي، بل طليعة من طلائعها الثورية، وإن كنا نقرر هنا أن الجماهير العربية أعطتنا من الدعم المادي والمعنوي بل من المشاركة النضالية ما يحتم علينا الإسراع الفعلي باتجاه تنظيم هذه العلاقة حتى نستطيع بناء الجبهة العربية الواحدة .

ورغم حديثنا الموجز عن الجانب الذاتي في الأزمة والذي تناولناه في أكثر من حديث وتصريح، إلا أننا نتمنى ألا نخلط بين الأخطاء والخطايا، وألا يدفعنا الاهتمام بالشكل عن تحليل المحتوى وبالتالي نكتفي بتعذيب أنفسنا حتى نريح الآخرين ممن أسهموا في خلق الأزمة بصمتهم،  أو ممن تآمروا علينا في وضح النهار .

أيها الإخوة والأصدقاء :

لقد واجهت ثورتنا مؤامرات عدة سنمر عليها مرورًا سريعًا، لنصل إلى المؤامرة المستمرة والتي خلق النظام الهاشمي كأداة منفذة لها، ولا يمكن أن نرسم الصورة المتكاملة للأزمة دون الحديث عنها؛ فلقد واجهنا قبل حزيران مؤامرات التشكيك والحملات النفسية والإرهاب الفكري، وواجهنا بعد حزيران تحديات الحلول السياسية والمبادرات

الأمريكية والتي كانت تستهدف تمييع قضية التحرير، ودفع بعض الأنظمة العربية إلى تصفية الثورة، أو احتوائها وفرض الوصاية عليها.

ولقد قابلنا على أكثر من جبهة وعلى أكثر من أرض عربية، من أجل أن تظل هذه الثورة تقاتل وتناضل لكي تظل إرادة هذا الشعب محررة من كل القيود، ولكن الذين لا يريدون لمسيرة هذا الشعب وثورته أن يستمرا تآمروا بمختلف الأساليب لإجهاض حركتنا الثورية وطعنها من الخلف وذلك بالأساليب التالية:

أولًا: تضخيم إعلامي لعملياتنا وصل إلى الحد الذي دفع الجماهير العربية إلى الاعتقاد بأن النصر يأتي قاب قوسين أو أدنى، ثم عاد الصمت الإعلامي للمؤامرة ليدخل في روع المواطن العربي أن العمل الفدائي قد فشل وأنه لا يملك القدرة على التحرير وبالتالي تيأس الجماهير وتفقد إيمانها بكل شيء وتكون جاهزة لأي مشروع إمبريالي استعماري صهيوني بفرض التسوية على حساب القضية والوطن والشعب والأمة العربية.

 ثانيًا: محاولات جادة لفرض الوصاية على الثورة و فرض مواقف عليها بالضغط المادي أو المعنوي، وبإشاعة العداء للعمل الفدائي وتشجيع ظاهرة النقد لمسلكية الفدائيين، وتضخيم الأخطاء بشكل يحفر هوة بين الجماهير والثورة .

ثالثًا: خلق محاور داخل صفوف الشعب الفلسطيني تكون بمثابة احتياط لبعض الأنظمة العربية، تحركها متى شاءت ضد وحدة الشعب والثقافة حول ثورته، هذا فضلًا عن محاولات العدو الصهيوني والحكم الهاشمي لخلق محاور دائمة من العملاء الذين يبيعون أنفسهم لكل من يدفع الثمن.

رابعًا: المؤامرات الأمريكية عبر النظام الهاشمي، وهنا لا نريد أن نتوقف كثيرًا عن ظروف نشأة هذا النظام ودوره المنتظم في خلق الجماهير وضرب أهدافها، ولا نريد أن نستعرض سلسلة الجرائم التاريخية التي اقترفها ضد شعبنا في الأردن، ولكننا سنشير إلى مؤامراته الأخيرة على الثورة الفلسطينية عبر المذابح والمجازر الدموية التي ارتكبها في حق شعبنا وحق جيشنا العربي الأردني، الذي دفع ليرتكب أبشع جريمة إنسانية عرفها التاريخ منذ نيرون وهولاكو، ولكن الثورة الفلسطينية استطاعت أن تصمد في وجه هذه المؤامرة خير صمود بطولي أسطوري دام أكثر من عشرین شهرًا، استطاع خلالها النظام الهاشمي وعبر تآمر أمريكي استعماري أن يصفي الوجود العلني للثورة، ولكن الوجود الحقيقي بين الجماهير يشكل الأزمة الدائمة للنظام والتي يعبر عنها عمليًا بحالة الإرهاب المفروضة على الشعب ،بوسائل القمع الهاشمية المعروفة، والتي بصددها أعلن أمامكم أن الساحة الأردنية ليست ملكًا للعائلة الهاشمية وسنظل نناضل بمختلف الأشكال لعودة مقاتلينا إلى الأردن الوطني إلى الأردن الثورة، وإن دماء شعبنا التي سفكت في أيلول وفي جرش وعجلون ستظل وصمة عار في جبين النظام الهاشمي، وستظل هاديًا وحاديًا لتصل مع الشعب الأردني إلى القصاص العادل لكل الخونة والمتآمرين والعملاء .

 

أيها الأخوة والأصدقاء، أيها الأخوة أعضاء المؤتمر الشعبي :

لقد جئنا هنا لنستطلع أفاق الماضي بحيث نضع أمامكم تجربة مريرة عشناها بكل أبعادها ولنضع أمامكم مهام المرحلة الراهنة، حيث هناك قضايا نملك فيها حرية أخذ القرار وإمكانية تنفيذه وفي جوانبها الأخرى متروك لكم أن تقرروا ما تشاؤون دونما وصاية أو إرهاب من أحد، فالمؤتمر لكل الشعب الفلسطيني ومن حق كل إنسان أن يقول رأيه في قضاياه المصرية.

و أستأذنكم في أن أضع بين أيديكم برنامجًا لوحدة أداة الثورة الفلسطينية في إطار وحدته الوطنية سيوزع عليكم ضمن اللجان المختصة، وهو لا يمثل نصوصًا جامدة بقدر ما يمثل توجهًا صادقًا لوحدة حقيقية تتناسب مع مهام المرحلة الراهنة، كما ستجدون معه برنامجًا لوحدة كافة القوى العربية الثورية والقوى التحررية الوطنية والثورية في العالم، يمثل قاعدة صلبة وتلاحمًا من أجل قضايا النضال الوطني لكافة هذه القوى، ليتبقى بعد ذلك أمامنا القضايا الراهنة، التي أقترح مناقشتها ضمن جدول أعمالكم ووضع الخطط اللازمة لإحباطها وإفشالها وهي كما يلي :

  1. محاولات العدو الصهيوني والحكم الهاشمي لإحداث انقسام وطني في صفوف شعب فلسطين وتمييع قضية التمثيل السياسي للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة .
  2. الحقوق الوطنية التاريخية لشعب فلسطين وتثبيت الحقوق الراهنة لشعبنا المكافح.
  3. بحث كيفية إحباط مشروع الملك حسين الأخير والتنازلات التي يكشف عنها مشروعه عبر تصريحاته المتكررة .
  4. الانتخابات البلدية وما تمثله من خطورة في أن تكون مقدمة الحكم الذاتي تحت الاحتلال الإسرائيلي أو العرش الهاشمي .
  5.  الموقف من التسوية والحلول السياسية والمشروعات المشبوهة.

كما أن الباب مفتوح لكافة القضايا التي ستطرحونها لتسود الأساليب الديموقراطية في حوارنا ولتعلو قدسية القضية على كل شكل أثناء نقاشنا .

أيها الإخوة والأصدقاء:

الإخوة أعضاء المؤتمر الشعبي

كنا نود أن يكون بيننا أهلنا الصامدون في أرضنا المحتلة يحتلون أماكنهم في هذا المؤتمر، كما كنا نود أن يشاركنا أهلنا الصامدون في وجه الحكم الإرهابي الفاشي في عمان، ولكننا هنا نمثل إرادتهم واختيارهم السليم، وإن غيابهم من هذا المؤتمر يؤكد صورة الإرهاب للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية وللحكم الهاشمي العميل ويفضح كل محاولاتهم لتزوير إرادة الشعب وعقد صفقات مشبوهة باسمه.

وأخيرًا أرحب بكم في هذا المؤتمر آملا أن تسود أجواء الأخوة والمحبة بينكم وأن تظل روح الثورة وشهداؤها هاديًا لنا لتستمر المسيرة ولتنتصر هذه الأمة العربية المناضلة على التحديات التي تواجهها والمؤامرات التي تتعرض لها وإننا من هذا نحيي الصامدين من أهلنا في وجه الاحتلال ونحيي الصامدين في وجه الإرهاب الهاشمي، ونحيي كل مقاتل يعانق بندقيته على أية أرض وفي أي موقع ليحمي بإيمانه وروحه مسيرة هذه الثورة الظافرة، ومصير أمتنا العربية الخالدة ومصير الشعوب المتطلعة للحرية والتحرر .

إننا نحيي باسم مؤتمركم النضال البطولي الفيتنامي وشعوب كمبوديا ولاوس و موزمبيق وغينيا وبيساو وأنجولا وأريتريا وحركات التحرر في أمريكا اللاتينية، وكافة حركات التحرر في العالم أجمع.

 وإنها لثورة حتى النصر، والسلام عليكم.

 ثم استمع المؤتمر إلى كلمات الوفود العربية والصديقة التالية المشاركة في المؤتمر:

  1. كلمة  الرئيس العقيد (معمر القذافي)، ألقاها الرائد (مختار القروي) عضو مجلس قيادة الثورة الليبي.
  2.  كلمة السيد الرئيس (أحمد حسن البكر)، ألقاها سعادة السفير (ناصر الحديثي).
  3. كلمة السيد الرئيس (هواري بومدين)، ألقاها (محمد شريف سعدية).
  4. كلمة-صاحب السمو-أمير دولة الكويت (صباح السالم الصباح)، ألقاها سعادة السفير (حمد الرحيب).
  5. كلمة اللواء (جعفر النميري)، ألقاها السيد (مهدي مصطفى الهادي) عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي السوداني ووزير شئون الرئاسة.
  6. كلمة السيد (شوان لاي) رئيس مجلس الدولة الجمهورية الصين الشعبية، ألقاها سعادة سفير الصين بالقاهرة.
  7. كلمة جبهة التحرير الوطني والحكومة الثورية الإقليمية لجمهورية جنوب فيتنام.
  8. كلمة مجلس الأمة الكويتي، ألقاها (جاسم إسماعيل الجمعة) عضو مجلس الأمة الكويتي.
  9. كلمة لجنة التضامن التشيكوسلوفاكية مسح شعوب آسيا وأفريقيا.
  10. كلمة لجنة التضامن البولندي مع شعوب آسيا وأفريقيا.
  11. كلمة اللجنة السوفياتية للتضامن مع شعوب آسيا وأفريقيا، ألقاها الدكتور (كلتشروف).
  12. كلمة يوغسلافيا، ألقاها الرفيق (ميركويوشكو فيتش) عضو هيئة رئاسة المؤتمر الاتحادي للتحالف الاشتراكي البرغلاق.
  13. كلمة لجنة التضامن بالمانيا الديمقرطية مع شعوب آسيا وأفريقيا، ألقاها الدكتور (شارف).
  14. كلمة الاتحاد الاشتراكي في جمهورية مصر العربية، ألقاها  (لطفي الخولي) عضو اللجنة المركزية للاتحاد.
  15. كلمة الحزب الشيوعي العراقي، ألقاها السيد (كريم الداود) عضو المكتب السياسي.
  16. كلمة الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ألقاها الأستاذ (أبو بكر القادري) الأمين العام للجمعية

وعضو الكتلة الوطنية .

  1. كلمة الجبهة القومية وحكومة جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية، ألقاها (أحمد عبد الله).
  2. كلمة حزب العمل الاشتراكي العربي.
  3. كلمة الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي .
  4. كلمة الاتحاد العام لعمال الأردن، ألقاها الأمين العام المساعد (فتحي الناجي).
  5.  كلمة الأستاذ (أحمد الشقيري).
  6. كلمة المناضلين الأردنيين، ألقاها (نايف حواتمة).
  7.   كلمة الحركة الوطنية اللبنانية، ألقاها الدكتور (كلوفيس مقصود).
  8.  كلمة الحركة الوطنية الأردنية ألقاها (محمود الروسان).
  9. كلمة الأردنيين الأحرار، ألقاها السيد (فرحان اشبيلات) الوزير والسفير سابقًا في الأردن.
  10. كلمة الاتحاد العام لطلاب الأردن، ألقاها (صالح خلاب).
  11. كلمة جبهة التحرير الوطني الأنبوبية (اللجنة المركزية).
  12. كلمة جبهة التحرير الأريترية، ألقاها (عثمان صالح) الناطق الرسمي باسم الثورة الأريترية.

رسائل وبرقيات واردة للمؤتمر :

وقد تلقى مكتب رئاسة المؤتمر مئات البرقيات والرسائل التي تحيي المؤتمر ونتمنى له النجاح والتوفيق في أعماله، وتتمنى للثورة الفلسطينية المزيد من الانتصارات ضد الإمبريالية والصهيونية العالمية وعميلتهما إسرائيل، كما تشجب هذه البرقيات والرسائل مشروع ملك الأردن الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتؤكد دعمها المطلق لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب العربي الفلسطيني.

ولا يسعنا إلا أن نؤكد على أهمية الرسائل الواردة من الإخوة في كل من الضفة الشرقية وقطاع غزة والضفة الغربية، الذين حالت دون مشاركتهم في المؤتمر سلطات الاحتلال الصهيوني في الوطن المحتل، وقوات السلطة في الضفة الشرقية .

رسالة الأخوة في الضفة الشرقية :

عمان في ٣-٤-۱۹۷۲

الأخ رئيس المجلس الوطني الفلسطيني المحترم

تحية واحترامًا وبعد،

 إننا إذ نعرب لكم عن أسفنا-لأسباب اضطرارية-لعدم استطاعتنا حضور اجتماعات المجلس الوطني والمؤتمر الشعبي المقرر عقدهما في القاهرة بتاريخ ۱۹۷۲، فإننا نود أن نطلع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية على دأبنا في المشروع الذي طرحه الملك حسين بالخامة المملكة العربية المتحدة، نظرًا لتعلق المشروع بالشعب الفلسطيني ومستقبله خصوصًا، ولما لهذا المشروع من تأثير على قضية ومستقبل حركة التحرر العربي عمومًا.

 لا نرى بأن المسألة المحورية في المشروع هي إعادة تنظيم العلاقة بين الضفتين بإحلال الاتحاد الفدرالي محل الوحدة، فهذه قضية يمكن اعتبارها في ظروف عادية، في مقدمتها عدم وجود الضفة الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي، قضية داخلية يجري بحثها إقرارًا أو رفضًا في ضوء توفر أو عدم توفر الأسباب الموجبة، وفق القواعد الدستورية، وعلى أساس استفتاء شعبي حر الشعب في الضفتين، في جو ملائم من الحرية والديموقراطية.

 أما وأن الوضع على ما هو عليه في هذه المرحلة من الصراع العربي الإسرائيلي، وأخذًا بعين الاعتبار حقيقة الأوضاع العربية الرسمية وحالة الجزر المسيطرة على مجموع حركة التحرر العربية، و المساعي المحمومة التي تبذلها الإمبريالية الأمريكية و إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية، ولفرض الاستسلام على الأمة العربية وفق مفهوم السلام الإسرائيلي الأمريكي، فإن طرح هذا المشروع وإعلانه في الظروف الراهنة ينطوي على أمور بالغة الخطورة وفي مقدمتها ما يلي :

  • التنازل نهائيًا وباسم الشعب الفلسطيني عن معظم فلسطين، واعتبار أن معظم فلسطين هي إسرائيل واقعيًا وحقوقها، والانطلاق من أن فلسطين هي في أحسن الحالات مكونة من الضفة الغربية وقطاع غزة، وما يترتب على ذلك من إلغاء حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرض وطنه، وإلغاء منظمة التحرير الفلسطينية، وتبعًا لذلك ما يترتب من الالتزام بمنع مواصلة النضال الفلسطيني حاليًا ومستقبلًا .
  • نعتقد أن إسرائيل لن تنسحب مما يسميه المشروع القطري الفلسطيني ما لم تتبنى أمريكا المشروع، ويقترن بموافقة إسرائيل وفي هذه الحالة فإن الانسحاب سوف یبني أسس مسبقة في مقدمتها ليس فقط إنهاء حالة  الحرب بين الأردن-المملكة العربية المتحدة، وبين إسرائيل، وإنما فرض إسرائيل شروطها الإقليمية والسياسية انطلاقًا من مفهوم أمريكا وإسرائيل لمسألتي الحدود الآمنة والسلام الواردتين في قرار مجلس الأمن رقم (٢٤٢)، بحيث تتجاوز هذه الشروط مفهوم قرار مجلس الأمن المذكور، تضع فيها إسرائيل ما تخطط له من تحقيق مشاركتها الإقليمية في المنطقة العربية، والخطوات العملية الأولى لخلق سوق شرق أوسطية، لتكون في المرحلة الأولى من إسرائيل والأردن لتتوسع في المرحلة الثانية بإدخال مناطق عربية أخرى فيها كل ذلك ليكرس ويعزز السيطرة السياسية والاقتصادية القائمة الإسرائيل وللإمبريالية العالمية ولأمريكا خصوصًا على المنطقة العربية .
  • وإن طرح هذا المشروع في الوقت الحاضر من شأنه أن يفسح المجال لإسرائيل بتشكيل حكومة محلية لما يسمى الحكومة الفلسطينية تحت ظل الاحتلال، ويتم مع هذه الحكومة ظاهريًا وصوريًا، الاتفاق على الشروط السياسية والإقليمية للتسوية النهائية، بدعوى ومبررات للعناصر التي سوف تتشكل منها هذه الحكومة، وإنه من الأفضل الإقدام على ذلك للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفي هذه الحالة يحمل الشعب الفلسطيني مسؤولية ما يترتب على ذلك، ثم إن تجربة انتخابات المجالس البلدية وما أحاطها من ظروف وأوضاع وضغوط تضاعف من مخاوفنا بالنسبة لهذه الحكومة .
  • وينتج عن طرح هذا المشروع أيضًا وقوع الشقاق والانقسام والعداء داخل صفوف الشعب الفلسطيني، واحتمال أن يكون رد فعل تشکیل الحكومة القطرية المشار إليها، هو المبادرة إلى إنشاء حكومة فلسطينية في المنفى، مما ينافي مصلحة الشعب الفلسطيني ويؤدي إلى إغراقه في محيط مظلم من الفرقة والانقسام وتحويل حركة المقاومة عن أهدافها.
  • ومن شأن طرح هذا المشروع الآن، أيضًا، إثارة الحساسية بين الفلسطيني والأردني، مع أن المصلحة العامة تقتضي الالتحام التام والوحدة الكاملة بين أفراد الشعب الواحد، على أساس الثقة والنضال من أجل التحرير.
  •  إدخال الدول العربية جميعها في دوامة جديدة من الصراعات والخلافات مما يشيع المزيد من البلبلة واليأس وإضعاف المجهود الحربي العربي وسلب الأمة العربية إرادة القتال .

ليست لدينا الحلول المتكاملة لإفشال هذا المخطط ومواجهة هذا المشروع، غير أننا نرى أن ردود الفعل الانفعالية، وما رافقها من شعارات وإجراءات وتسعير حملة التجريح والمهاترات، هنا وهناك ليست هي الحلول، ولا بد من العودة إلى الأصول المتعارف عليها قديمًا وحديثًا من الدراسة الشاملة والعميقة التي تساعد على إعادة النظر في كل أساليب العمل السابقة والسائدة حتى الآن، بقصد الوصول إلى مخطط وطني سليم، فلسطينيًا وعربيًا، والالتزام به ووضعه موضع التنفيذ.

وفي هذه الأثناء، كإجراءات مستعجلة، نرى أنه لا بد مما يلي :

  1. تغيير الخط الإعلامي الانفعالي والتخلي عن الأسلوب الحالي.
  2. التحقق من صحة ما يصلكم من وقائع وعدم الانجرار لما يريده أعداء المقاومة من إيجاد هوة بينها وبين قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني في داخل الوطن المحتل وخارجه وتعميق هذه الهوة.
  3. إبقاء خلافات فصائل المقاومة في النطاق الداخلي لها ووضع حد لنشر وإذاعة أخبار الانقسام والفرقة.
  4. ضرورة العمل على التقاء فصائل حركة المقاومة، على برنامج وطني والالتزام به وتطبيقه قولًا و فعلًا بشكل مخلص.
  5. المحافظة على القوى الذاتية المقاومة وعدم التفريط بها .
  6. توثيق علاقة منظمة التحرير بجماهير الشعب الفلسطيني بداخل الوطن المحتل وخارجه تنظيميًا، ومخاطبة الجماهير موضوعيًا، وتقديم دليل العمل لها فيما يواجهها بدون تهديد أو وعيد.

رسالة من غزة الصامدة :

الأخوة في المؤتمر الشعبي الفلسطيني

هذه كلمات قليلة نبعثها لكم من خلف طوق الحصار المضر بالحياة، الذي يحاول أن يكتم عنا كل نسائم الحياة، ولكننا رغم كل شيء أقوى من كل المحاولات وأصلب من كل قيود الخنق التي يحاولون قذفنا بها.

 أولًا:ود ما يمكن أن تسمح به ظروفنا التقينا لنكتب لكم هذه الرسالة وأنتم متلاقون في جمعكم الكبير انتظروا في قضيتنا وثورتنا وما يجب علينا، وما ينبغي لنا أن نواجهه من تحديات ومؤامرات، إننا إذ نؤكد يقينًا من عمق الحكم الوطني وصدق حدسكم الثوري القادر على أن يضعكم في مستوى المسؤوليات الضخمة التي تحملون عبءها.

 نرغب في التأكيد على ما يلي:

 أولًا: تجديد عهدنا لثورتنا على مواصلة النضال والقتال مهما قست الظروف ومهما عزت التضحيات.

 تاليًا: رفضنا لكل المحاولات التي يقوم بها العدو الصهيوني ومؤامراته لتفريغ القطاع وتقسيم جزء منه واستعمار الجزء الآخر في نطاق المشروع الخائن (مشروع حسين–ألون).

 ثالثًا: إن فدائيينا هم نبات هذه الأرض ينبتون فيها ولا تنقطع البذور ولا الجذور.

 رابعًا: إننا في غزة البطولة والفداء قلب واحد ينبض بالثورة ويد واحدة في مواجهة العدو وكل محاولاته ومؤامراته. وعلى هذا،فإننا نطالعكم باسم كل قطرة دم زكي، وباسم كل روح طاهرة أن تشدّوا العزائم لتحقيق الوحدة الوطنية في وجه المحتل، والأداة الثورية الواحدة التي نعطيها كل ثقتنا ونجدد لها أصدق مبايعتنا وأعمق عهودنا بالاستمرار في دربها حتى تحقيق الانتصار بالتحرير الشامل لكامل ترابنا المحتل .

إن هذا مطلب لنا نصر عليه، ونؤكده ونحن نشاهد ونعيش كل يوم تجاربنا القاسية في مواجهة حراب الاحتلال .

خامسًا: إننا نؤكد لكم يا إخواننا أن صلابة صمودنا وقوة إيماننا لا يمكن أن تتأثر بأي حال مما يمارس ضدنا من ضغط في الداخل أو تآمر في الخارج، ضغوط صهيونية ثقيلة ومؤامرات صهيونية يأخذ فيها ملك عمان دورًا بارزًا.

 سادسًا: وقد أعلنا ذلك مرارًا ضد مشروع (حسين-ألون)، وضد كل مشروعات التصفية الخائنة لهذا المشروع لأننا نرفض أن نساق إلى الجلاد الذي ذبح الآلاف من أبنائنا وقتل المقاتلين من شعبنا.

سابعًا: إننا نشعر رغم الحصار الحديدي ورغم الإرهاب الدموي بأننا طليعة مقاتلة من أجل شرف هذه الأمة وعزتها ومصيرها ومصير أجيالها .

وفي الوقت نفسه.فإننا نحمل هذه الأمة مسؤولياتها تجاه هذا القطاع الباسل الصامد الذي قدم وما يزال يقدم الانتصارات وأغلى التضحيات.

وفي ختام هذه الكلمات التي نبعث لكم بها من جوف غزة الملتهبة، نؤكد من جديد رفضنا لكل مشروعات التسوية الهزيمة وعلى رأسها مشروع الملك حسين، كما نؤكد مطالبتنا بتحقيق الوحدة الوطنية كما تريدها جماهيرنا، ونجدد لكم العهد بالاستمرار على درب الصمود والنضال والقتال والثورة حتى يتحقق لشعبنا ولأمتنا الانتصار.

رسالة من الضفة الغربية :

الأخوة أعضاء المؤتمر الشعبي الفلسطيني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

كنا نريد أن نشارك في مؤتمر شعبنا الفلسطيني، لكن سلطات الاحتلال حالت دون تمكننا من حضور هذا المؤتمر الذي نرى فيه مؤتمر الشعب الفلسطيني الذي يتطلع إلى هذا المؤتمر بكثير من الأهمية والاهتمام، في رسالتنا إليكم نرجو أن نوضح لكم رأيًا واضحًا ومحددًا في القضايا التالية :

1- الانتخابات البلدية.

2- مشروع البلدية.

3-  الوضع في الضفة الغربية.

4- الوحدة الوطنية .

  1. الانتخابات البلدية :

استعملت سلطات الحكم العسكري كل وسائل الضغط والإرهاب لإجبار المرشحين والمنتخبين على المشاركة في هذه الانتخابات، ومنذ البداية ناضلنا بمختلف الوسائل لإفشال الانتخابات، وبالمقابل ألقت سلطات الاحتلال بكل ثقلها لتمريرها كما دفعت عمان بعملائها المساعدة في تمرير الانتخابات وأنفقت مئات الألوف من الدنانير المحاولة شراء الناس ولم يكن أمامنا إلا أن نعمل على إبطال الهدف السياسي الذي تسعى سلطات الاحتلال وعمان لتحقيقه، فخرجت في الانتخابات نفس المجالس البلدية السابقة تقريبًا؛ وذلك لإبقاء الانتخابات في إطارها البلدي، وستعمل بكافة الوسائل على عدم إعطاء هذه المجالس البلدية أية صفة سياسية .

ونود أن نؤكد أن نسب المنتخبين التي أعلنتها السلطات العسكرية غير صحيحة فبرغم كل وسائل الإرهاب كان الإقبال على الانتخابات ضئيلًا خصوصًا في نابلس ولا يمثل رأيًا عامًا لنا .

  1. مشروع الملك حسين :

إننا ننظر إلى مشروع الملك كمشروع إسرائيلي هاشمي أشرفت على إعداده الولايات المتحدة الأمريكية، وقد مارست سلطات الاحتلال علينا الضغط الموافقة على هذا المشروع من طريق المدعو (إبراهيم سيلع) رسول (موشى دايان) الذي أبلغنا على لسان دایان ضرورة قبول مشروع الملك حسين وإلا ندمنا-على حد تعبيره-وقال إن إسرائيل ستعارض المشروع لمدة أسبوع فلا تنخدعوا، وهذا التهديد من قبل سلطات الاحتلال بقبول المشروع يعطينا مبررًا قويًا لرفضه إلى تاريخ الأسرة الهاشمية الأسود والحافل بخيانة شعبنا وأمتنا، إن الملك حسين لا يحق له أن يتحدث باسمنا أو يمثلنا وهذا موقف قاطع سنلتزم به تحت أقسى الظروف فالمشروع مرفوض، وأي صلة بين شعبنا والأسرة الهاشمية مرفوض كليًا .

  1.  الوضع في الضفة الغربية :

وتحاول سلطات الاحتلال أن تصور الوضع في الضفة الغربية بأنه وضع طبيعي، وأن هناك انفراج وبحبوحة، وهذا تصوير خاطئ لوضعنا في ظل الاحتلال؛ فالاحتلال يريد إجهاض كل مؤسساتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية كما يعمل على تحويلنا إلى عبيد نعمل لخدمة اقتصاد مؤسساته وتطويره، ورغم كل القهر والتعسف فنحن نناضل من أجل المحافظة على أصالة شعبنا ونصمد في وجه كل مؤامرات العدو، ونطلب إلى مؤتمركم وإلى كافة الأنظمة والجماهير العربية أن تقدم لنا الدعم والمساندة عبر الثورة الفلسطينية حتى نتمكن من البقاء فوق أرضنا ونقاوم محاولات تفريقها و تهويدها.

  1.  الوحدة الوطنية :

نحن نؤمن بأننا شعب واحد ونرفض كل محاولة لتقسيم شعبنا إلى شعب في الداخل وآخر في الخارج؛ فالأسرة الصغيرة الواحدة جزء منها هذا وجزء آخر منها هناك، وأسرتنا الكبيرة الواحدة كذلك، وأمام هذه المحاولات المستمرة نطلب إلى مؤتمرنا الفلسطيني أن يكون على مستوى مسؤولياته التاريخية فيحقق وحدة وطنية كاملة تجمع شعبنا تحت قيادة واحدة تتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية التي تعبر عن إرادتنا وتمثل شعبنا، ولسنا نعتقد أمام هذه الأخطار أن هناك مبررًا واحدًا يحول دون تحقيق الوحدة الوطنية الكاملة، والتي لن تتم إلا بتوحيد أداة الثورة توحيدًا متكاملًا وصحيحًا، وإن مؤتمرنا الشعبي الفلسطيني مطالب على الفور بتحقيق هذا.

 وأخيرًا: تمنياتنا لمؤتمرنا بالنجاح، وعلى الثورة الفلسطينية أن تستمر إلى النجاح، وتحافظ على خط الكفاح المسلح وأن تشدد النضال في سبيل تحقيق أهداف شعبنا .

ملاحظة: تحمل هذه الرسالة العديد من التواقيع لأبناء شعبنا في الضفة الغربية، ولكن حرصًا على سلامة وأمن هؤلاء الأخوة لم تذكر الأسماء هنا.

 كما ونورد بعض برقيات التأييد الواردة من الهيئات والمؤسسات العالمية والعربية والفلسطينية:

1- برقية من جبهة التحرير الوطني البرتغالي.

2- برقية من لجنة التضامن الهنغارية مع شعوب آسيا وإفريقيا.

 3- برقية من الرئيس (فان فان دونغ) رئيس وزراء جمهورية فيتنام الديموقراطية.

 4- برقية من نقابة المعلمين في الجمهورية العراقية.

 5- برقية من السيد (يوسف السباعي) السكرتير العام لمنظمة التضامن مع شعوب آسيا وإفريقيا.

6- برقية من المؤتمر الإفريقي لازانيا-جنوب إفريقيا.

7- برقية من (المحجوب بن صديق) رئيس الاتحاد المغربي للمسيحيين، اتحاد عمال إفريقيا.

 8- برقية من حركة التحرير الوطني البرتغالي بمدنية الجزائر .

9- برقية من اللجنة البلغارية للتضامن مع شعوب آسيا وأفريقيا.

10- برقية من السكرتارية الفرنسية للمؤتمر العالمي للمسيحيين.

11 - برقية من أمانة سر الحزب الشيوعي الفرنسي.

12 - برقية من مجلس السلام العالمي.

13- برقية من الجالية الفلسطينية في الأرجنتين.

 ۱4- برقية من اتحاد عمال فلسطين في ألمانيا الغربية.

15- برقية من الاتحاد العام لطلاب فلسطين في المملكة المتحدة.

16- برقية من الفلسطينيين العاملين بالجزائر.

17- برقية من الجالية الفلسطينية بأمريكا اللاتينية.

18- برقية من رابطة المعلمين الفلسطينيين بولاية القبائل بالجزائر .19- برقية من أبناء فلسطين في مراكش.

20- برقية من أبناء فلسطين العاملين بولاية قسطنطينية بالجزائر21- برقية من أبناء فلسطين العاملين بولاية وهران بالجزائر.

22- برقية من رابطة عمال فلسطين بالمحافظة الشرقية من جمهورية مصر العربية .

23-برقية من رابطة عمال فلسطين في بغداد .24-برقية من عشائر بئر السبع.25- برقية من رابطة المعلمين الفلسطينيين بالكويت.26-  برقية من الأحزاب والقوى التقدمية في لبنان.

27- برقية من الاتحاد العام لعمال فلسطين بسوريا. 28 - برقية من الاتحاد العام لطلبة فلسطين بغداد.

29 - برقية من رعاية الشباب الفلسطيني بغداد.

 30 - برقية من رابطة المعلمين الفلسطينيين بالمغرب.

31-  برقية من أبناء فلسطين العاملين بالسودان.

32 - برقية من أبناء فلسطين بالزقازيق-جمهورية مصر العربية.

33 - برقية من اتحاد عمال فلسطين فرع صور-لبنان .

34 - برقية من الطلبة الفلسطينيين والأردنيين بكلية الهندسة-بغداد .

35 - برقية من اتحاد عمال فلسطين فرع بيروت-لبنان .

36 - برقية من اتحاد عمال فلسطين فرع البقاع-لبنان .

37 - برقية من اتحاد عمال فلسطين باللاذقية-سوريا.

38 - برقية من أبناء فلسطين العاملين بجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية.

39- برقية من أبناء فلسطين العاملين بالبرازيل .

40-  برقية من اتحاد عمال فلسطين بحماة-سوريا.

41-  برقية من الجماهير الفلسطينية بمخيم الرمولد-سوريا .

42- برقية من اتحاد عمال فلسطين بالجزائر.

43 - برقية من رابطة المعلمين الفلسطينيين بالجزائر.

44 - برقية من رابطة المهندسين الفلسطينيين بالجزائر .

45 - برقية من الرابطة الإسلامية بالجزائر.

46 - برقية من رابطة المعلمين الفلسطينيين بولاية عنابة بالجزائر .

47 - برقية من الجمعية الفلسطينية في ريو دي جانرو.48-برقية من أبناء فلسطين مخيم خان الشيخ-سوريا.

49- برقية من لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني في طوكيو .

 

إقرار جدول أعمال المؤتمر

بعد الانتهاء من الاستماع إلى كلمات الوفود العربية والصديقة، ننقل المؤتمر إلى دراسة مشروع جدول الأعمال المقدم من رئاسة المؤتمر، وبعد نقاش شارك فيه بعض الأخوة الأعضاء، تم إقرار جدول الأعمال على الشكل التالي :

  1. مناقشة عامة حول الدراسات المقدمة من مركز التخطيط التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية.
  2.  تحديد لجان المؤتمر الشعبي وتوزيع الأعضاء عليها.
  3. مناقشة توصيات اللجان.
  4.  الجلسة الختامية والبيان الختامي للمؤتمر.

هذا وقد كانت رئاسة المؤتمر قد وزعت على الأخوة الأعضاء دراسات حول القضايا الهامة التي سيبحثها

المؤتمر، قدمها مركز التخطيط التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، حول الأمور التالية:

ا - مشروع البرنامج التنظيمي لتوحيد فصائل الثورة الفلسطينية.

ب - مشروع البرنامج السياسي لتوحيد فصائل الثورة الفلسطينية.

ج ـ ورقة عمل حول مهام النضال على الساحة الأردنية.

د- ورقة عمل حول مهام النضال على ساحة الوطن المحتل.

هـ ـ ورقة عمل حول مهام النضال الموحد على الساحة العربية.

هذا وقد أسهمت هذه الدراسات في تسهيل سير أعمال المؤتمر وبشكل خاص أعمال اللجان التي اعتبرت هذه الدراسات أساسًا في مناقشاتها العامة .

 

 

 

المناقشة العامة

شارك في المناقشة العامة العشرات من الأخوة الأعضاء متناولين المسائل الأساسية التي جاءت في الدراسات التي أعدها مركز التخطيط، وقد كان لآراء الأعضاء ومناقشاتهم الأثر العامل والإيجابي في أعمال وتوصيات اللجان المختلفة، وقد تركز النقاش بصورة خاصة حول المسائل التالية:

1 - الوحدة الوطنية وضرورة تحقيقها خلال فترة زمنية محددة، لأن الإسراع في إنجاز هذه المهمة يجنب ثورتنا كثيراً من المخاطر.

 2- مشروع ملك الأردن وإنشاء ما يسمى بالمملكة العربية المتحدة، وأنجع الوسائل لإحباطه.

 3- الانتخابات في مدن وقرى الضفة الغربية.

4- ضرورة العمل على قيام الجبهة العربية المشاركة.

 5 - تعميق الصلات بين الثورة الفلسطينية وحركات التحرر العالمية.

٦ - المهمات الراهنة أمام ثورتنا وبصفة خاصة في الوطن المحتل والأردن .

 

لجان المؤتمر الشعبي

وبعد الانتهاء من المناقشة العامة تألفت لجان المؤتمر التالية:

  1. اللجنة السياسية.
  2. لجنة الوحدة الوطنية .
  3. لجنة الجبهة العربية المشاركة .
  4. لجنة الصياغة .

وقد باشرت لجان المؤتمر اجتماعاتها التي استغرقت يومين كاملين عقدت خلالهما عدة جلسات نوقشت فيها جميع المواضيع المتعلقة بالعمل الفلسطيني في مجالاته المختلفة، ورفعت كل لجنة توصياتها إلى مكتب رئاسة المؤتمر تمهيدًا لعرضها على المؤتمر بهيئته العامة لمناقشتها وإقرارها .

ومن الجدير بالذكر أن ممثلي الأحزاب وحركات التحرير العربية ساهموا بشكل فعال في أعمال هذه اللجان وبشكل خاص في لجنة الجبهة العربية المشاركة.

 كما أن كافة الأحزاب وحركات التحرر العربية التي ساهمت في أعمال المؤتمر عقدت اجتماعًا فيما بينها حضره بعض الأخوة من أعضاء المؤتمر بمقر اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي في جمهورية مصر العربية، وقد تدارس المجتمعون أفضل السبل لدعم الثورة الفلسطينية، وإحباط كافة مشاريع التصفية كما أصدر المجتمعون البيان التالي :

بيانللقوى الوطنية والتقدمية العربية المشاركة في المؤتمر الشعبي الفلسطيني بالقاهرة

بناء على دعوة من أمانة الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية بالاتحاد الاشتراكي العربي، اجتمع بمقر الأمانة العامة بالقاهرة في مساء السبت الموافق: إبريل ۱۹۷۲، ممثلون عن الأحزاب والمنظمات العربية الوطنية والتقدمية التي تشارك في أعمال المؤتمر الفلسطيني الشعبي؛ وذلك لمناقشة الموقف الراهن لحركة التحرر الوطني العربية من الإمبريالية الأمريكية وإسرائيل ومشروع الملك حسين المسمى بالمملكة العربية المتحدة.

وقد أسفرت المناقشات من وحدة إرادة جميع الأحزاب والتنظيمات المجتمعة وتبلور إجماعها حوله المواقف المشتركة الآتية :

أولًا: إن مشروع الملك حسين لإنشاء ما يسمى بالمملكة العربية المتحدة، ليس إلاحلقة جديدة في مخطط التآمر الأمريكي-الصهيوني الذي يستهدف ضرب حركة التحرر الفلسطيني خاصة، وحركة التحرر العربي عامة وحرف اتجاههما النضالي الموحد في التحدي السياسي والعسكري لقوى العدوان.

ذلك أنه :

  1. يقدم دعمًا سياسيًا مباشرًا -ونحت علم عربي الصورة-لإسرائيل كقاعدة استعمارية وعنصرية توسعية في المنطقة.
  2. يقدم مساعدة لإسرائيل على الخروج من عزلة الإدانة السياسية من قبل الرأي العام العالمي.
  3.  يفتح الطريق لتجسيد مكاسب جديدة سياسية وتوسعية لإسرائيل نتيجة هزيمة ١٩٦٧.
  4. يمثل ضربة موجهة لنضال كل الشعوب العربية ضد العدوان الإسرائيلي، ويسعى إلى القضاء نهائيًا على إمكانية قيام جبهة شرقية.
  5. يصوغ هياكل دستورية تزيف التمثيل الفلسطيني فتكشف بذلك من العلاقة العضوية القائمة بين مشروع الملك ومسرحية الانتخابات الصورية في الضفة الغربية؛ وذلك بهدف اصطناع کیان عميل للنظام الأردني ولإسرائيل يحل محل حركة التحرر والثورة الفلسطينية الممثلة لإرادة الشعب الفلسطيني .
  6. يلتقي مع مشاريع إسرائيلية معلن عنها منذ عام ١٩٦٧ وبصورة خاصة مشروع ايجال الون.
  7.  مشروع حسين، شكلًا وموضوعًا، هو استمرار للسياسة الأمريكية ولمشاريع التصفية وسياسات الاستسلام، في مرحلة يقصد من ورائها ضرب فصائل حركة التحرر العربي بعضها ببعض في اتجاه وضع الأردنيين ضد الفلسطينيين من ناحية، والفلسطينيين ضد الفلسطينيين من ناحية أخرى، تمزيقًا لوحدة الثورة الفلسطينية والنضال المشترك للشعب العربي في الأردن وفلسطين، وإغراقًا للكفاح العربي كله في هوة من الانقسامات الداخلية، وذلك على أساس اتباع الأسلوب الأمريكي بفتنمة الحرب في الشرق الأوسط.

والأحزاب والمنظمات الوطنية والتقدمية المجتمعة اليوم في القاهرة إذ تشجب بكل قوة مشروع الملك حسين-كمشروع إمبريالي صهيوني-وتدعو للتعبئة الشاملة والمسؤولة لكل الطاقات الفلسطينية والعربية لإحباطه، وتعلن:

  1. دعمها الكامل ودون تحفظ للنضال الشعبي الفلسطيني من خلال ثورته الوطنية المسلحة من أجل تحرير كامل تراب فلسطين واستعادة حقوقه القومية المنتصبة.
  2. تؤكد أن المقاومة الفلسطينية ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية هي وحدها الممثل الشرعي الشعب الفلسطيني، وأنه لا يحق لأي كان أن يقرر مصير فلسطين أو الشعب الفلسطيني بمعزل عنها.
  3. التأييد الكلي لوقف منظمة التحرير الفلسطينية والمؤتمر الشعبي الفلسطيني المنعقد بالقاهرة .
  4. الإشادة بالقرار الحازم الذي أعلنه الرئيس أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية ورئيس الاتحاد الاشتراكي العربي، بقطع كل العلاقات مع النظام الأردني كخطوة إيجابية أولى ستتلوها خطوات، وهو القرار الذي لا يعبر فحسب عن إرادة الشعب المصري الصامد، وإنما عن كل الأمة العربية .
  5. الإشادة أيضًا بالمواقف الحازمة التي سبق و اتخذتها عدد من الدول العربية (الجزائر-العراق-سوريا-لیبيا-اليمن الديموقراطية) ضد النظام الأردني بما في ذلك قطع العلاقات وموقفها الإيجابي الحاسم من المشروع .
  6. مطالبة الحكومات العربية التي لم تتخذ حتى الآن موقف الإدانة من مشروع الملك حسين بأن تبادر إلى إعلان إدانتها لهذا المشروع، وإلى الاقتداء بمواقف الدولة العربية العامة ضد النظام الأردني.
  7. مطالبة جميع الحكومات العربية باتخاذ مزيد من الخطوات التي من شأنها أن شدد الحصار حول الحكم الأردني وتساعد الجماهير العربية على تحقيق إرادتها في إحباط المشروع (المؤامرة).

ثانيًا: يؤكد ممثلو الأحزاب والمنظمات الوطنية والتقدمية العربية في وقت يشتد فيه تآمر الاستعمار والصهيونية والرجعية، وتزداد المخاطر التي تواجه شعوبنا ووحدة حركة التحرر العربي، على ضرورة العمل الموحد لمواجهة هذه المؤامرات والمخاطر.

 وفي هذا الإطار يؤكدون ضرورة اتخاذ كافة التدابير العاجلة لتحقيق الدعوة لعقد مؤتمر لكافة القوى الوطنية والتقدمية العربية لتوحيد النضال ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية، وهم إذ يعلنون ذلك يحيون الخطوات الإيجابية في اتجاه تحقيق وحدة القوى الوطنية والتقدمية التي أنجزت في عدد من الأقطار العربية .

ثالثًا: تقديرًا من ممثلي الأحزاب والمنظمات الوطنية والتقدمية المجتمعة في القاهرة على خطورة وشراسة المؤامرات التي تتعرض لها المقاومة الفلسطينية، وتعبيرًا عن تأييدهم العالم لنضال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وانطلاقًا من ضرورة تطوير المساندة والدعم للكفاح الفلسطيني.

يقررون تكوين لجنة عربية لمساندة الثورة الفلسطينية من الأحزاب والتنظيمات الوطنية والتقدمية، على أن يجري توسيعها بحيث تشمل كافة الأقطار العربية وأوسع أوساط الرأي العام العربي .

الموقعون

حزب جبهة التحرير الوطنية (الجزائر)-حزب البعث العربي الاشتراكي (العراق)-الاتحاد الاشتراكي العربي (مصر)-حزب البعث العربي الاشتراكي (سوريا)-الحزب الشيوعي التقدمي الاشتراكي اللبناني-الكتلة الوطنية بالمغرب-الجبهة المستقلة بالأردن-الحزب الشيوعي الأردني-جبهة تحرير عمان-الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني-الحزب الشيوعي العراقي-الجبهة القومية باليمن الديموقراطية الفلسطينية-اتحاد عمال الأردن-الاتحاد العام لطلبة الأردن-الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني-اتحاد الحقوقيين الفلسطينيين-حزب العمل الاشتراكي العربي-منظمة العمل الشيوعي بلبنان-لجنة مساندة فتح بلبنان-اتحاد الشيوعيين بلبنان-منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي (لبنان)-مجموعة من الهيئات والشخصيات الوطنية المستقلة وأعضاء مجلس الأمة بالأردن والكويت .

 

توصيات المؤتمر الشعبي

أولًا: توصيات لجنة الوحدة الوطنية :

إن لجنة الوحدة الوطنية المنبثقة عن المؤتمر الشعبي الفلسطيني التي اجتمعت يومي ۹۸-۱-۹۷۲ برئاسة الدكتور يوسف صابغ، إيمانًا منها بأن الظروف الراهنة والخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية الحلم، أكثر من أي وقت مضى، ضرورة الوصول إلى صيغة متقدمة للوحدة الوطنية الفلسطينية يبدأ تنفيذها فورًا وعلى مراحل .

وبعد أن ناقشت موضوع الوحدة الوطنية مناقشة مستفيضة تعرب عن أسفها واستيائها من عدم تنقية معظم قرارات المجالس الوطنية السابقة المتعلقة بالوحدة الوطنية، ومن عدم تحقيق أية خطوات فعالة في هذا المجال.

وبالنظر إلى ما لمسته من توجه جدي ومخلص لتحقيق الوحدة الوطنية لدى جميع المشاركين في أعمالها، و من تأكيدات جازمة من ممثلي المنظمات الفلسطينية المقاتلة على التزامها بتحقيق خطوات جدية وفورية على

طريق الوحدة الوطنية .

توصي بما يلي :

أولًا: اعتبار الخطوط الأساسية التي تضمنها مشروع البرنامج التنظيمي لتوحيد فصائل الثورة الفلسطينية الذي أعده مركز التخطيط، والذي انطلق من البرنامج السياسي والتنظيمي الذي أقره المجلس الوطني الثامن، ووالاه المجلس الوطني التاسع أساسًا لوضع برنامج عملي ومرحلي لتحقيق وحدة فصائل الثورة وقوى الشعب الفلسطيني (منظماته الجماهيرية وشخصياته الوطنية) في منظمة التحرير الفلسطينية، وفق الأسس التالية على ألا يتعارض هذا البرنامج مع الميثاق الوطني الفلسطيني والنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

 أ- تشكيل الهيئات القيادية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهي اللجنة التنفيذية، والمجلس الوطني، على أسس جبهوية.

ب-توحيد جميع القوات المسلحة لفصائل الثورة الفلسطينية الغدالية[PC1]  وشبه النظامية والنظامية، والأجهزة والنشاطات المرتبطة بها، في مؤسسة عسكرية واحدة وكذلك قوات الميليشيا تحت قيادة واحدة بصلاحيات مخولة، ولا يحق تشكيل أية قوات، عسكرية نظامية أو غير نظامية خارج نطاق إشراف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ج- يتم التوحيد الكامل الجميع مصادر الجباية وجميع مجالات الصرف ضمن الصندوق القومي الفلسطيني وتحت اشرافه على أن تعدل اللجن التنفيذية اللوائح المالية للصندوق القومي بحيث تكفل الانسجام مع متطلبات العمل الثوري الفلسطيني.

 د- يتم توحيد أجهزة الإعلام ووسائلها لدى فصائل الثورة الفلسطينية في جهاز مركزي واحد و وسائل موحدة على اساس البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية .

هـ- يتم توحيد جميع أجهزة العلاقات الخارجية مختلفة المنظمات، ولكون الجهة المختصة في منظمة التحرير الفلسطينية هي المسؤولة من العلاقات الخارجية للثورة الفلسطينية بما في ذلك التمثيل السياسي في البلاد العربية والصديقة والأجنبية .

و-تشكل اللجنة التنفيذية لجنة لدراسة الأوضاع التنظيمية في الوطن المحتل والأردن لوضع الصبغة الملائمة للتوحيد ضمن الظروف النضالية والأمنية، يحتفظ كل فصل باستقلاله الأيديولوجي والتنظيمي الداخلي ضمن البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

 ثانيًا: تعلن فصائل المقاومة فورًا الوحدة الوطنية وفق الأسس العامة الواردة إملاء، ويكلف المجلس الوطني اللجنة التنفيذية بوضع التفاصيل العملية لتنفيذ هذه الأسس ضمن برنامج محدد على أن يتم التحقق للمراحل الأساسية من هذا البرنامج خلال فترة الثلاثة أشهر يصار على الرها [PC2] إلى تقديم تقرير بذلك إلى المجلس الوطني في دورته العادية القادمة لتحاسب على ضوئه .

ثالثًا: تطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تكون أكثر قدرة على تحقيق الوحدة الوطنية وعلى تنفيذ مهمات المرحلة القادمة.

رابعًا: تشكيل لجنة تحضيرية بالاشتراك مع اللجنة التنفيذية لتوسيع المجلس الوطني.

خامسا: ينتخب المؤتمر الشعبي الفلسطيني من بین أعضائه لجنة لمتابعة تنفيذ القرارات الوحدوية .

سادسا: تكلف اللجنة التنفيذية مرحليًا بالإشراف على تنفيذ هذه القررات ابتداء من سنة ۱۹۷۲ علی أن يستكمل التنفيذ قبل انعقاد المجلس الوطني الموسع في تموز / يوليو / ۱۹۷۲.

 سابعا: يتم انتخاب لجنة تنفيذية جديدة لقيادة العمل الفلسطيني الموحد من المجلس الوطني في دورة تموز (يوليو) ۱۹۷۲.

رئيس اللجنة                                                                   مقرر اللجنة

الدكتور يوسف صابغ                                                         إبراهیم عبید

 

تانیا: توصيات اللجنة السياسية:

تقرير أعمال اللجنة السياسية

المؤتمر الشعبي الفلسطيني بالقاهرة

اجتمعت اللجنة السياسية المنبثقة من المؤتمر الشعبي الفلسطيني وانتخبت السيد محمد بصل رئيساً لها والسيد سعيد حمود مقررًا لها، وتدراست اللجنة البرنامج السياسي المقدم إليها من مركز التخطيط التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومشروع الملك حسين بإقامة المملكة العربية المتحدة، ومجريات الانتخابات البلدية في الضفة الغربية، وبعد مناقشة المواضيع الثلاثة المطروحة شكلتلجنة صياغة من (۹) أعضاء وقامت بوضع مشروع القرارات للمؤتمر الشعبي الفلسطيني، وفيما يلي قرارات اللجنة السياسية :

مشروع

البرنامج السياسي

كما قدمته اللجنة السياسية إلى المؤتمر الشعبي الفلسطيني

هناك أزمة عامة تأخذ بخناق الأمة العربية في الوطن العربي الكبير، حيث تهجم الإمبريالية العالمية، وعلى رأسها الإمبريالية الأمريكية بمخطط واسع تستهدف به إحكام الطوق حول حركة التحرر الوطني العربي والإجهاز عليها .

لقد بدأت المرحلة الراهنة من الأزمة بالهجمة الإمبريالية الصهيونية في حزيران ۱۹۹۷، واستطاعت الإمبريالية والصهيونية تحقيق نصر في هذه الهجمة على ثلاثة أنظمة عربية في الأقطار العربية المحيطة بالكيان الصهيوني .

وغير عديد من المناورات والمؤامرات تحت لافتات ما يسمى بالحلول السلمية والتسويات الجزئية استطاع الإمبرياليون والصهيونيون بمساعدة نشطة من قوى انهزامية عربية لها علاقاتها القوية، اقتصاديًا وفكريًا وسياسيًا بالإمبرياليين، أن توجه ضربات متتالية للقوى العربية المعادية للإمبريالية والصهيونية، وفي مقدمتها الثورة الوطنية الفلسطينية المسلحة، وغيرها من فصائل النضال الوطني العربي، وحيثما تلقت القوى الوطنية العربية تلك الضربات، كان الوجه المقابل دائمًا هو المزيد من التوجه نحو الغرب، ونحو الإمبريالية الأمريكية بشكل خاص.

وفي بؤرة أزمة النضال العربي نجد الشعب العربي الفلسطيني وقضيته الوطنية يواجه المؤامرات تلو المؤامرات من أجل تصفية وجوده الوطني الموحد، وتصفية قضيته الوطنية تصفية كاملة، ويبدي الإمبرياليون، والصهاينة، وأشيامهم من العرب اهتمامًا نشطًا بتصفية الوجود الوطني الموحد للشعب الفلسطيني ولقضيته الوطنية عبر مشروعات أمريكية مثل مشروع آلون، ومشروع الدويلة الفلسطينية التابعة، ومشروع حسين-الون ومخطط الانتخابات البلدية في الضفة الغربية ومشاريع الاستيطان والضم والتهويد ومحاولات الاستيعاب والتذويب للشعب الفلسطيني في المجتمعات التي يعيش فيها في الشتات.

 إن القضاء على الوجود الوطني الموحد للشعب الفلسطيني وطمس قضيته الوطنية يعني بالنسبة للإمبرياليين والصهاينة وأشياعهم من العرب تصفية بؤرة نضاله طوال أكثر من عشرين عامًا، ويمكن أن تظل مركزًا للاشعاع النضالي والثوري في منطقة يريد الإمبرياليون والصهاينة أن يفرضوا عليها سيطرتهم الكاملة، وفي القلب من بؤرة هذه الأزمة العامة نجد الثورة الوطنية الفلسطينية المسلحة تواجه سؤالًا مصيريًا حول أن تكون أو لا تكون، إن الإمبرياليين والصهيونيين يلاحقون مواقع الثورة بهجماتهم، وتلقى هذه الهجمات الإمبريالية والصهيونية دعمًا مباشرًا من القوى العربية المعادية للثورة وعلى رأسها النظام العميل في الأردن، ومما لاريب فيه أن الضغوط والقيود الرسمية العربية على الثورة والانشقاقات المقامرة، والتشرذم الذي لا يعبر إلاعن اليأس وفقدان الاتجاه، كل ذلك من الناحية الموضوعية يوفر مناخًا مواتيًا للهجمات الإمبريالية والصهيونية واليمينية على الثورة.

 وفي الإطار العام للأزمة فإنأركانا مختلفة من الوطن العربي بدأت تشهد تحركات جماهيرية شجاعة ند الطريق على الاتجاهات الانهزامية والاستسلامية، وترفع عاليًا راية الرفض للمناورات الإمبريالية والصهيونية التي تتخذ صورة مشاريع التسوية السياسية شاملة كانت أو جزئية، وتشير بقوة إلى الطريق الوحيد الصحيح، طريق الكفاح المسلح، وطريق الجماهير المنظمة المسلحة، وطريق رفض الارتباط بالمعسكر الإمبريالي، ورفض مشروعاته التآمرية، وطريق الالتحام بالثورة المسلحة الفلسطينية .

وفي بؤرة الأزمة نجد شعبنا الفلسطيني يتحرك بتصميم وثبات دفاعا عن وجوده الوطني الموحد، ومن حقه في تحرير وطنه كاملا، ونجد جماهيرنا في الوطن المحتل، تتحرك ببسالة وجراة في تحد لقوات الاحتلال العنصرية الاحباط مشروع حسين ـ آلون لتصفية الشعب والقضية .

وفي القلب من بؤرة الأزمة، فإنقواعد الثورة، ومقاتليها، ومنظماتها الجماهيرية تدفع بقوة، وبحسم تجاه الوحدة الوطنية، كمنطلق أساسي لشن هجوم مضاد، وكسر طوق الأزمة الخالق.

إن تحرك جماهيرنا العربية، وتحرك جماهير شعبنا وخاصة في الوطن المحتل والتوجه القوي نحو الوحدة الوطنية في صفوف الثورة، والعطف والدعم العالميين اللذين يتمتع بهما نضالنا التحرري، كل ذلك يوفر الشروط الموضوعية المبادرة ناجحة تخرج الثورة و تخرج شعبنا، و تخرج نضال أمتنا من تلك الأزمة العامة.

إن فصائل الثورة الفلسطينية المسلحة، والقوى الوطنية المجتمعة في المؤتمر الشعبي الفلسطيني التزامًا منها بمسؤوليتها التاريخية، إزاء شعبنا وقضيته العادلة في تحرير وطنه من الاغتصاب الصهيوني-الإمبريالي، ووفاء منها لأمتنا العربية التي لا نجاح لقضيتنا إلافي إطار الانتصار العام لقتالها الوطني التحرري، والذي يعتبر نضالنا الوطني فصيلة صدام طليعية ضد عدوها الرئيس، الصهيوني-الإمبريالي. وتعلمنا منها  أن تكون عند حسن ظن أصدقاء نضال شعبنا وأمتنا في العالم كله ...

واستنادًا إلى منجزات غير هينة، حققها نضالنا برغم كل النكسات، وعلى رأسها تجسيد الوجود الموحد لشعبنا، وتعميق الروابط المصرية بينه وبين النضال العربي التحرري العام، وغرس تقاليد حرب الشعب طويلة الأمد لطريق لا طريق سواه للتحرير .

و إدراكًا منها لسلبيات كثيرة شابت عملها السابق لعل أبرزها عدم التوجه الجدي لإنجاز الوحدة الوطنية، والتقليل-في الممارسة-من ضرورة الالتحام بالجماهير العربية وطلائع نضالها الوطني، والمبالغة أحيانًا في تقدير دور الأنظمة العربية، وفوق كل ذلك وسببًا له، عدم التقيد ببرنامج عملي وواقعي واضح لنضالنا السياسي والعسكري، وتصميمًا منها على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلة بروح المبادرة الثورية، وبروح الهجوم الثوري .

فإنها تعلن لمقاتلينا ومواطنينا وجماهير أمتنا، ولأصدقاء نضالنا في العالم كله إنفاقها على توحيد صفوفها ونضالها وأهدافها، وأساليب عملها في جبهة وطنية فلسطينية متحدة هي منظمة التحرير الفلسطينية، التزامًا بالميثاق الوطني الفلسطيني، وفي برنامج نضالي لهذه المنظمة، وفي لائحة داخلية تنظم أساليب النضال والعلاقات النضالية لكل أطراف هذه المنظمة.

وتفاديًا لكثير من سلبيات محاولات الوحدة الوطنية السابقة، فإنمنظمة التحرير الفلسطينية تطرح كل مكوناتها على القواعد السياسية والعسكرية والجماهيرية والنقابية للثورة، وعلى جماهير أمتنا العربية، وعلى كل أصدقاء نضالنا التحرري، حتى يكون الالتزام بها من جانب الأطراف المتحدة داخل إطار منظمة التحرير التزامًا مسؤولًا أمام القواعد وأمام الجماهير، وحتى لا يكون ثمة انحراف أو تخل عنها، أو خلاف حولها إلاوتكون القواعد والجماهير طرفًا فيه وحكمًا عليه.

إن منظمة التحرير الفلسطينية ستركز نضالها حول أربعة محاور إستراتيجية رئيسة :

1 - مواصلة تعبئة وتنظيم كل طاقات شعبنا داخل الوطن وخارجه في حرب شعبية طويلة المدى من أجل التحرير الشامل وإقامة المجتمع والدولة الديمقراطيين

 2 - لحم نضال شعبنا بنضال الشعب الأردني الشقيق في جبهة تحرير فلسطينية-أردنية تقوم إلى جانب مهامها على الساحة الفلسطينية بالنضال لتحرير الأردن من النظام الملكي العميل وإقامة حكم وطني ديموقراطي قاعدة مؤخرة قوية لجبهة النضال على الساحة الفلسطينية .

3- ربط النضال الفلسطيني، والفلسطيني-الأردني بالنضال العربي العام من خلال جبهة لكل القوى الوطنية والتقدمية المعادية للإمبريالية والصهيونية والاستعمار الجديد .

4- التفاعل مع حركة النضال العالمية ضد الإمبريالية والصهيونية، من أجل التحرر الوطني.

 أولًا: إن منظمة التحرير الفلسطينية تحدد مهامها على الساحة الفلسطينية فيما يلي:

1.  مواصلة النضال بلتحرير كامل تراب الوطن الفلسطيني ولإقامة المجتمع الديموقراطي الفلسطيني الذي يتوفر فيه حق العمل والحياة الكريمة لكل المواطنين، وتتوفر فيه الضمانات لمصالح كل الفات الاجتماعية التي شاركت في الثورة أوساندتها، أوحتى اكتفت بالعطف عليها دون أن تتعاون مع العدو أوتسهل له مهمته في احتلال أراضينا وقمع مواطنينا، ودون أن تمثل هذه المصالح استغلالًا أو عدوانًا على مصالح الأغلبية الساحقة من الجماهير العاملة، أو تشكل فيفًا على تنمية ورفع مستواها المعيشي والحضاري، كما تتوفر في هذا المجتمع حرية الرأي، والتعبير، والاجتماع، والتظاهر، والإضراب، وتشكيل المؤسسات السياسية والنقابية الوطنية، وحرية ممارسة العقيدة لكل الأديان، وبحيث يكون هذا المجتمع الفلسطيني الديموقراطي جزءًا من المجتمع الديموقراطي العربي الشامل.

2-  النضال ضد كل مشروعات التسوية التي تستهدف تصفية قضية شعبنا في تحرير وطنه، أو مسخ هذه القضية بمشروعات الكيانات أو الدولة الفلسطينية، على جزء من أرض فلسطين .

3-  تعزيز روابط الوحدة الوطنية بين جماهير مواطنينا في الأرض المحتلة عام ١٩٤٨ وفي الضفة الغربية وقطاع غزة وفي خارج الوطن المحتل.

4 - مقاومة سياسة تفريغ الأرض المحتلة من سكانها العرب واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإحباط محاولات إفراغ الأرض المحتلة من الطلاب الجامعيين الذين يسافرون للدراسة في الخارج والتصدي بالعنف لبناء المستوطنات وتهويد أجزاء من الوطن المحتل.

 5 - معيشة الجماهير في الضفة وفي القطاع وتسليحها للدفاع عن أراضيها التي يحاول العدو انتزاعها.

6 - العناية بتنظيم الجماهير في مؤسسات نقابية للدفاع عن مصالحها اليومية، ومساعدة هذه المؤسسات على مقاومة محاولات الهستدروت لاجتذاب العمال العرب لعضويته، وتعزيز ودعم اتحادات عمال فلسطين والأردن لتحقيق هذا الهدف ومقاومة محاولات بعض الأحزاب الصهيونية لإقامة فروع عربية لها في الأرض المحتلة .

7- دعم وصمود العمال الذين يعملون في أراض ومؤسسات عربية وتوفير الضمانات لحمايتهم من إغراءات العمل في مشاريع العدو، وتشجيع وتنمية مشاريع إنتاجية وطنية لاستيعاب العمال الذين يستخدمهم العدو، ومقاومة محاولات العدو للاستيلاء على المشاريع الإنتاجية الوطنية أو تحطيمها.

 8- دعم جماهير الفلاحين وتنمية المؤسسات الاقتصادية والثقافية الوطنية القائمة حاليًا في الوطن المحتل لتثبيت المواطنين في الأرض، ووقف تيار النزوح منها ومقاومة الغزو الاقتصادي والثقافي الصهيوني ان دعم صمود شعبنا في الأرض المحتلة الذي هو مسؤولية فلسطينية عربية مشتركة يحتم على الدول العربية الوفاء بالتزاماتها المقررة في مؤتمر الخرطوم، يدفع المبالغ المخصصة لهذا الغرض.

 9- العناية بأوضاع مواطنينا في الأرض المحتلة عام ١٩٤٨ ودعم نضالهم من أجل الحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية وتبني قضاياهم، ومساعدتهم على الالتحام بالنضال التحرري .

10 - العناية بمصالح جماهير شعبنا العاملة في مختلف أنحاء الوطن العربي والعمل على الحصول لها على حقوق اقتصادية وقانونية متكافئة مع مواطني المجتمعات العربية طالما أنها توظف طاقاتهم الإنتاجية عملًا او فكرًا في خدمة تلك المجتمعات، وخاصة فيما يتعلق بحق العمل، والمكافات، والتعويضات، وحرية العمل السياسي والثقافي، وحرية السفر والتنقل ضمن المحافظة على شخصيتها الفلسطينية.

11 - مساواة المرأة مع الرجل في الساحة الفلسطينية وإعطاؤها العناية ذاتها التي توفر للرجل اجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا لإشراكها في كل مجال نضالي

12 - العناية بأوضاع مواطنينا في المخيمات، والعمل على ترقيتها اقتصاديًا واجتماعيًا وحضاريًا، وتدريبهم على الإدارة الذاتية لشؤونهم من خلال لجان شعبية منتخبة تقوم إلى جانب أجهزة منظمة التحرير برعاية شؤون المخيمات.

13 - اعتبار كل متعاون مع العدو، أو مشارك له في جرائمه ضد الشعب والوطن، أو متهاون في حقوق الشعب والوطن هدفًا، بشخصه وبممتلكاته: مالًا، أو عقارًا، أو أرضًا، من أهداف الثورة .

14 - العناية بأوضاع جماهيرنا في المهاجر الأجنبية، و العمل على ربط هذه الجماهير بقضيتها وبثورتها.

 15- تتشكل منظمة التحرير الفلسطينية من كل فصائل الثورة السياسية والعسكرية، ومن المنظمات الفلسطينية الجماهيرية، نقابية، أو ثقافية، وباب العضوية في تشكيلاتها مفتوح لكل الفئات والشخصيات الوطنية.

 ١٦ - تقوم على توجيه نشاطات منظمة التحرير قيادة موقتة سياسية وعسكرية تتشكل بالاتفاق بين الفصائل المكونة للمنظمة، وتقوم من بين مهامها الأساسية، بالإعداد لمؤتمر عام للمنظمة يكون هو السلطة العليا فيها، وينتخب لجنتها المركزية، ويعتمد استراتيجيتها وبرنامجها النضالي التحريري، ولائحتها المنظمة لعلاقاتها الداخلية والخارجية، (راجع الجانب التنظيمي اللاحق).

۱۷- تقوم القيادة المؤقتة بالإشراف على توحيد ودمج الأجهزة الوظيفية للثورة طبقًا لبرنامج زمني تتفق عليه الأطراف المشاركة في المنظمة. (راجع الجانب التنظيمي).

۱۸ - تمارس منظمة التحرير علاقاتها الرسمية العربية في اتجاه رعاية مصالح المواطنين الفلسطينيين في الوطن العربي، والتعبير عن الإرادة السياسية للشعب الفلسطيني، وتظل منظمة التحرير الفلسطينية هي القيادة السياسية العليا للشعب الفلسطيني، وهي وحدها الناطقة باسمه في كل القضايا المصيرية، وهي وحدها ومن خلال أجهزتها النضالية المسؤولة من كل يتعلق بحق تقرير المصير بالنسبة للشعب الفلسطيني.

ثانيًا: في الساحة الفلسطينية-الأردنية :

إن السياسات التي ينتهجها نظام الحكم الحالي في عمان لا تهدد بتسليم الضفة الغربية والقدس رسميًا للعدو، وهي لا تحمل المخاطر لقضية الوجود الوطني الفلسطيني الموحد، ولقضية التحرير الوطنية الفلسطينية فحسب، ولكنها بالإضافة إلى ذلك تمدد بوضع الضفة الشرقية عمليًا تحت الوصاية والحماية الإسرائيلية سياسيًا، واقتصاديًا وعسكريًا .

كما أن تغلغل النفوذ الإمبريالي الأمريكي، والألماني الغربي، مضافًا إلى النفوذ البريطاني التقليدي، وذلك من خلال المعونات المشروطة، وفتح الباب على مصراعيه أمام الاستثمارات الأمريكية والألمانية الغربية، كل ذلك يحول شرق الأردن إلى مستعمرة أمريكية-ألمانية اغربية-إسرائيلية .

والسياسات الداخلية للنظام العميل في عمان القائمة على قمع الجماهير الأردنية-الفلسطينية تمكن الزحف الاستعماري الجديد، الأمريكي والألماني الغربي من تثبيت اقدامه، ونهب موارد الأردن، واستغلال قوة عمل الجماهير، وتعطيل نمو الاقتصاد الوطني، كما تؤدي إلى الافقار المتزايد للجماهير الأردنية-الفلسطينية، وخلق فئة منتفعة تحول الأردن الي قاعدة خلفية للقاعدة الإمبريالية-الصهيونية في الوطن الفلسطيني المحتل، ولكي تعمل القاعدتان معًا في خدمة المخططات الإمبريالية المعادية للثورة الوطنية العربية .

إن هجمة أيلول وما تلاها من عمليات تصفية في جرش وعجلون والتي كانت تجسيدًا دمويًا لتآمر الإمبريالية ضد حركة التحرر الوطني العربية، تؤكد أن هجمة النظام في عمان على المقاومة الفلسطينية، كانت بداية هجمة شرسة على الشعب الأردني، وبداية دور يلعبه الحكم الهاشمي ضد الدول العربية الأخرى.

ورغم أن المقاومة قد أخرجت من قواعدها في الأردن فإن٤٥٪ من ميزانية الأردن تنفق على فراش الأمن، أي لتعزيز أجهزةووسائل قمع الجماهير التي سرعان ما بدأ النظام يكشر لها عن أنيابه، فلقد حل اتحاد نقابات العمال في الأردن، وفرض النظام قانون عمل معقد فاشي يلقي بلصوص صريحة حتى المكاسب الجزئية التي تضمنها القانون السابق، ويضع الحركة العمالية والنقابية تحت وصاية الدولة وأجهزة الأمن، كما زيدت الضرائب على صغار الفلاحين، وبدأت السلطات في اتخاذ إجراءات تعسفية في تحصيلها، وفرضت شروط جديدة على المعاملات، كما فرضت ضرائب في شكل رفع الرسوم الجمركية على كثير من الواردات مما أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار وفي النفقات المعيشية، وحظرت الأحزاب الوطنية والتقدمية وفرض بدلًا منها حزبًا واحدًا هو ما يسمى بالاتحاد الوطني، السلطة المطلقة فيه للملك سياسيًا وتنظيميًا وفرضت قيوداً كارثية على حرية الضمير وأصبح ثمن الحصول على وظيفة في جهاز الدولة هو نشر استنكار من طالب الوظيفة في الصحف لما يسمى بالأفكار والأحزاب الهدامة والتخريبية، وعطلت الصحف الوطنية، والمنابر الثقافية الوطنية، وانهالت أموال الدعم على الصحف العميلة والمأجورة، وحلت الاتحادات الوطنية للطلاب، وفرضت بدلًا منها اتحادات بوليسية واتسعت عمليات إتلاف الضمائر بإرهاب المواطنين أو شرائهم لإشاعة النجس والعمالة لأجهزةالأمن، كما فتح النظام أبواب سجونه ومعتقلاته للمناضلين الوطنيين من الشعبين، وإن اللقاءات والاتفاقات السرية والتي سمح العدو نفسه بإعلانها بين الملك ورجاله وبين العدو والتي كان أهمها لقاء وادي عربة بعد أيلول ۱۹۷۰ بين الملك وبيجال الون نائب رئيس وزراء العدو ويؤكد أن هجمة أيلول على المقاومة كانت أيضًا بداية مؤامرة بين الملك وبين العدو على معركة التحرير العربية.

وإذا كان النظام الهاشمي يعتدي على قوات المواطنين الأردنيين والفلسطينيين لتعزيز جهاز القمع الموجه ضدنا، فإنالمعونات الأمريكية تنفق على إعادة بناء الجيش الأردني لكي يوجه ضد سوريا والعراق كما اعترفت بذلك مجلة الجيش الأمريكية في كانون الثاني ۱۹۷۲.

إن هجمة أيلول على المقاومة كانت أيضًا بداية دور يلعبه النظام الهاشمي ضد الأقطار العربية المجاورة بهدف فرض السيطرة الإمبريالية عليها، إن الافقار والقهر اللذين يعانيهما الشعب الأردني والفلسطيني على أايدي نظام الملك حسين في الضفة الشرقية هما بنفس درجة الافقار والقهر اللذين يعاني منهما الشعب في الضفة الغربية وبقية الوطن المحتل على أيدي المحتلين الصهيونيين، حيث إلى جانب الإرهاب، تعاني جماهير الضفة الغربية من الغزو الاقتصادي الصهيوني الذي يحطم المشاريع الاقتصادية الوطنية ويدمر الزراعة والتجارة المحليتين، وحيث ينتزع المحتلون أراضي الفلاحين وحيث الأسعار في ارتفاع مستمر، كذلك يضع المحتالون أصابع غزوهم الثقافي على المؤسسات التعليمية والثقافية في الضفة الغربية.

إن الجسور المفتوحة بين الضفة الغربية والشرقية تهدد أيضًا بغزو اقتصادي و تجاري لا يمكن أن تصمد أمامه المشروعات الإنتاجية والتجارية للمنتجين والتجار المتوسطين، خاصة إذا أضفنا إلى ذلك البعد الذي سيواجه هؤلاء من جراء الهجمة الاقتصادية الأمريكية والألمانية الغربية.

إن كثرة الأموال المتداولة في مثل هذه الظروف ليست أبدًا وليدة رفاه، وإنما هي أعراض التضخم النقدي المقرون بارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض المداخيل الفعلية للمواطنين، هذا إلى جانب أن مصدر الأموال المتداولة هو قطاع شيق من المجتمع يرتبط برؤوس الأموال الإمبريالية وبالنظام العميل .

إن النضال للإطاحة بالنظام العميل في الأردن بحكم كونه خطًا دفاعيًا أماميًا عن الدولة الصهيونية وفي ارتباط عضوي معها أصبح ملحًا على نفس مستوى مواصلة النضل ضد الاحتلال الصهيوني، وإن المصالح الحيوية المشتركة لشعبنا الفلسطيني-الأردني، وطنية كانت، أو اقتصادية، أو ثقافية أو حضارية، مضافًا إلى ذلك أن  40% من شعبنا الفلسطيني يقيم منذ زمن في شرق الأردن، ويمثل 60% من مجموع سكان الضفة الشرقية، ويسهم إسهاما رئيسًا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فيها.

 كل ذلك يتطلب تلاحم ودمج نضال الشعبين في جبهة تحرير وطنية أردنية-فلسطينية.

 1- إن هذه الجبهة مطالبة بتوجيه نضال التعيين نحو الأهداف الإستراتيجية التالية:

 أ- الإطاحة بالنظام العميل في الأردن، وتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني وإقامة دولة ديموقراطية على أرض فلسطين والأردن، تؤمن صون السيادة الوطنية للشعبين، وتؤمن التطور الوطني المشترك لهما اقتصاديًا و اجتماعيًا، وحضاريًا وتعزيز علاقات الأخوة والمساواة بين الشعبين عن طريق وضع موارد كل من الإقليمين بشريًا واقتصاديًا وحضاريًا في خدمة نمو الإقليم الآخر.

ب-لحم نضال الشعبين الفلسطيني والأردني بنضال الأمة العربية من أجل التحرر وضد المشاريع الإمبريالية لفرض حلول وأوضاع استسلامية على الوطن العربي، ولتصفية كل أشكال الوجود الإمبريالي، الاقتصادية، والعسكرية، والثقافية، وكل القوى المرتبطة بها والتي تقوم بدور الوسيط لتسلسل سياسات الاستعمار الجديد.

٢-وعلى مستوى المهام المباشرة فإنهذه الجبهة مطالبة بتوجيه النضال الشعبي على الساحة الأردنية من أجل :

أ-  تعبئة وتنظيم الجماهير من أجل الإطاحة بالنظام الهاشمي في الأردن بكل وسائل النضال العسكري والسياسية الجماهيرية.

 ب - إشراك الشعب الأردني في الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني باعتبار ذلك حقًا وطنيًا وقوميًا، وباعتبار ذلك ضرورة لحماية شرق الأردن ذاته .

ج النضال من أجل إطلاق الحريات السياسية والنقابية، ورفع الحظر عن الأحزاب الوطنية والتقدمية، وتشكيل النقابات والاتحادات المهنية والطلابية بحرية ودون تدخل السلطات، والإفراج عن المناضلين المعتقلين والمسجونين، وإطلاق حرية التعبير والاجتماع والتظاهر والإضراب، وإلغاء كل القوانين التي تشكل قيدًا على حريات الجماهير، وإلغاء قانون عقد العمل المعدل والمطالبة بإعادة المكتسبات التي انتزعها العمال طوال السنوات الثلاث الماضية، وإلغاء قرار حل اتحاد نقابات العمال في الأردن .

إن منظمة التحرير والجبهة الوطنية الفلسطينية-الأردنية مطالبتان بدعم اتحاد نقابات عمال الأردن سياسيًا وماديًا.

د. حرية الثورة الفلسطينية في العمل السياسي في الأردن، وإقامة قواعد انطلاقها العسكرية على أرضه

 هـ - إلغاء كل القوانين والاتفاقيات التي تسمح بتغلغل رؤوس الأموال الإمبريالية وتمكن الاستعمار الجديد في الأردن.

و - توجيه موارد الدولة نحو تنمية الاقتصاد الوطني على مستوى الصناعة والتجارة والزراعة، و حماية الاقتصاد الوطني من الغزو الاقتصادي الصهيوني والغربي .

ز- العناية بأوضاع البناء المادية والاهتمام بتنمية وتوسيع الخدمات المقدمة لهم تعليميًا وطبيًا وثقافيًا، والعمل على تثبيت توطينهم وإسكاتهم، وتوفير العمل الإنتاجي الثابت والمجدي لهم بالعمل على إعمار الصحراء، وتحسين التربة، وإيصال الماء والكهرباء إليهم حتى يأخذوا مكانهم اللائق بهم في المجتمع، ويتحرروا من الأوضاع المفروضة عليهم بهدف استخدامهم لإلغاء السياسات القمعية ضد قطاعات الشعب الأخرى .

ح- إلغاء الضرائب المبالغ فيها على الفلاحين وتقديم القروض والتسهيلات لهم من أجل رفع مستوى الإنتاج الزراعي، ولتسهيل عملية تسويق منتجاتهم، ومساعدتهم على تكوين اتحاد الفلاحين يدافع من مصالحهم اليومية .

ط - وضع سياسة تموينية وتسعيرية ثابتة، تستهدف التخفيف عن المواطنين ، وحمايتهم من المضاربين بألوانهم، وإلغاء الضرائب غير المباشرة الإضافية وإلغاء الزيادات الجديدة في رسوم المعاملات و مساعدة المواطنين على تشكيل منظماتهم وجمعياتهم التي تتولى الدفاع عن مصالحهم المعيشية اليومية.

 ي - إلغاء كل القوانين واللوائح التي تبار روح: التفرقة والتمايز بين المواطنين من الشعبين.

 ك - التوقف عن الاعتماد على المساعدات الإمبريالية، واتباع سياسة عربية سلمية بتلقي المعونات العربية غير المشروطة، وتوجيه هذه المعونات نحو أغراض: إنسانية إيجابية .

ل- تحويل الجيش الأردني إلى جيش وطني قادر على المشاركة في معركة التحرير إلى جانب قوات الثورة الفلسطينية، وتطهير هذا الجيش من كل العناصر المعادية لمعركة التحرير والمعروفة بولائها للاستعمار، والتوقف عن الاعتماد على المعونات الإمبريالية في تسليحه، والتوجه إلى الدول الصديقة في التسليح والتدريب، وتعميق الوعي الوطني بين صفوف الجيش و تثقيفه بروح الأخوة النضالية والمصيرية بين الشعبين الفلسطيني والأردني .

م- تهيئة البلاد ماديًا ومعنويًا لقتال ومواجهة كل احتمالاته وذلك باتباع اقتصاد حرب تركز على احتياجات المعركة، والاحتياجات الأساسية للمواطنين، ووقف استيراد الكماليات، والتوقف عن المشروعات ذات الطابع غير الإنتاجي، وغير الضروري، والتوسع في إجراءات الدفاع المدني بإشراك المنظمات والهيئات الشعبية فيها، وتنظيم فرق المنظمين لها، وبناء الملاجئ في المدن والقرى، ورفع كفاءة الخدمات الطبية والإسعافات الأولية .

ص - العمل على أن تسهم الجبهة الوطنية الفلسطينية-الأردنية إسهاما نشطًا في تجميع القوى الوطنية والمعادية للإمبريالية في الوطن العربي كله في جبهة نضالية واحدة، وعلى تعميق العلاقات التضامنية بين النضال الوطني الفلسطيني-الأردني، والقوى الثورية العالمية

.

ثالثًا- العلاقة مع الجماهير والقوى الثورية العربية:

إن المرحلة التي تمر بها الثورة العربية الآن هي مرحلة إنجاز الثورة الوطنية الديموقراطية التي يمكن إیجاز مضمونها فيما يلي:

  • تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي الكامل والقضاء على كل شكل من أشكال التجزئة والتبعية للاستعمار والإمبريالية.

ب - القضاء على كل أشكال الوجود الإمبريالي: نفوذًا سیاسيًا، وقواعد عسكرية، واستثمارات اقتصادية، ومؤسسات ثقافية، وعلى كل القوى المحلية المرتبطة بها.

ج- تحرير فلسطين من الكيان الصهيوني-الإمبريالي، الذي لم يغتصب أرض فلسطين ويشرد شعبها الأصلي منها فحسب، وإنما أثبت طوال وجوده أنه أداة رئيسة للإمبريالية لضرب الثورة العربية وحماية الوجود الإمبريالي في المنطقة.

إن تحرير فلسطين ليس واجبًا وطنيًا فلسطينيًا وحسب، وإنما هو أيضًا ضرورة قومية، حيث لن يستطيع النضال لإنجاز الثورة الوطنية الديموقراطية العربية أن يتحد ويتعمق ويتسع وينجز مهامه إلاإذا أمن نفسه ضد القاعدة الصهيونية الإمبريالية التي تتحرك لقربه كلما أحرز تقدمًا تستشعر منه الإمبريالية خطرًا على وجودها ومخططاتها .

د- تحرير الجماهير العربية العاملة في الريف والمدينة من كل أشكال الاستغلال التي تمارسها القرى الأجنبية أوالقوى المحلية المعادية للثورة وإطلاق حرية هذه الجماهير لتمارس دورها في الحياة السياسية ولتكون قاعدة صلبة لوحدة عربية ديموقراطية نامية.

هـ - وضع موارد الأمة العربية، الاقتصادية والذهنية في خدمة تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية تستهدف تعزيز الاستقلال السياسي والاقتصادي، وتحقيق التكامل الاقتصادي والحضاري العربي، والقضاء على التخلف الذي فرضه الاستعمار على الأمة العربية، فترفع المستوى المعيشي والحضاري للمواطنين، ثم إن النضال الوطني الفلسطيني، والنضال الوطني الفلسطيني-الأردني، بحكم الحتمية التاريخية والمصيرية، وبحكم الضرورة الموضوعية لا يمكن إلاأن يكون جزءًا لا يتجزأ من الثورة الوطنية الديموقراطية العربية، بل ومحورًا استراليجيا من محاورها الرئيسة.

 بذلك فإنمهام الثورة الفلسطينية وقيادتها (منظمة التحرير الفلسطينية) والجبهة الوطنية الفلسطينية-الأردنية أن تسعى للالتحام بكافة فصائل النضال الوطني الديموقراطي العربي أينما كانت، وأن تهيئ بنضالها المناخ القتالي المساعد على بروز هذه القوى حيث يعترض الصعوبات بروزها، وأن تفتح صفوفها للمناضلين العرب لأن النضال على الساحة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني الإمبريالي هو نضال إستراتيجي رئيس لثورة العربية في مجموعها. وإن القوى الوطنية والتقدمية العربية التي ينبغي أن تتجمع في جبهة وطنية عربية مطالبة بأن تعمل وفق برنامج يفترض أن تكون منطلقاته الأساسية هي ما يلي:

  1.  الدعم الإيجابي للثورة الوطنية الفلسطينية، والنضال الوطني الديموقراطي الفلسطيني الأردني.
  2.  النضال ضد كل مشاريع ما يسمى بالحلول السلمية أو التسويات الجزئية سواء كانت بمبادرات خارجية أو عربية، ليس فقط لا ينطوي عليه من تكريس للاغتصاب الصهيوني، وتصفية القضية الوطنية الفلسطينية، ولكن أيضًا لتأكد من أنها مدخل المناورات ومؤامرات الإمبريالية والقوى العربية الموالية لها لتمزيق وحدة القوى الوطنية العربية، وتصفية الثورة الوطنية العربية، ومحاولة فرض السيطرة الإمبريالية الكاملة على المنطقة .
  3. النضال لتصفية أشكال الوجود الإمبريالي الراهنة في الوطن العربي نفوذًا  سیاسيًا، وقواعد عسكرية، واستثمارات، ومؤسسات ونشاطات ثقافية) والنضال ضد التسلل الاقتصادي الإمبريالي في الاقتصاد الوطني العربي، وضد ربط الاقتصاد العربي بالاقتصاد الغربي والأمريكي، والنضال ضد القوى العربية، السياسية أو الاجتماعية، التي تروج لذلك، وتنشطه. وإن استمرار أرباح المصالح الأمريكية على الأرض العربية والعلاقة العضوية لهذه المصالح يقتضيان التصدي للغرب وتصفية هذه المصالح الأمريكية الإمبريالية.
  4.  تشجيع ودعم كل المؤسسات والنشاطات التي تعمل على بعث وحماية التراث القومي العربي، وعلى دعم ونشر القيم والفضائل القومية والثورية، والتي تتولى مهمة التصدي للغزو الثقافي الإمبريالي والقيم المتحللة والمتدهورة التي يروج لها .
  5. التضامن مع المناضلين الوطنيين والتقدميين العرب ضد أي اضطهاد بدني، أوإداري، أوفكري أوسياسي يتعرضون له .

رابعًا-العلاقة مع قوى التحرر في العالم :

إن النضال الوطني الفلسطيني، والنضال الوطني الديموقراطي العربي هما جزء لا يتجزأ من حركة النضال ضد الإمبريالية العنصرية، ومن أجل التحرر الوطني، وإن التضامن والدعم المتبادلين بين النضال الوطني العربي والنضال الوطني الثوري على النطاق العالمي هو ضرورة وشرط موضوعي لنجاح نضالنا العربي، والقوى الوطنية والتقدمية العربية تنطلق في علاقاتها التضامنية العالمية من المبادىء التالية:

 1- إن النضال الوطني العربي، هو بشكل حاسم وثابت إلى جانب وحدة كل قوى الثورة العالمية، وهو ضد كل النزاعات جانبية أو غير مبدئية بين صفوفها والتي يمكن أن تهدد وحدتها، كما أنه ليس طرفًا في هذه الالتزامات .

2 - إن إسهام النضال الوطني العربي في حسم أي خلافات في الحركة الثورية العالمية هو في المحل الأول بمعالجته لقضاياه وللتحديات التي تواجهه بشكل فعال وبنجاح.

 3- إن أهداف النضال العربي وأساليبه الآخذة بالقوانين العامة للثورة التي هي خلاصة تجارب حركات التحرر الوطني العالمية هي من شأن القوى الوطنية والتقدمية العربية، وإن ذلك لا يمنع الاستماع لمنظمي الملاحظات ونصائح الأصدقاء، ولكن يظل القرار النهائي دائمًا للمناضلين العرب، وفق مصالح قضيتهم وشعوبهم، وفي إطار المصلحة العامة لقضية تعزيز ودعم النضال العالمي ضد الإمبريالية .

أبعاد مشروع حسين-الون

وخط مواجهته

بتاريخ –15.2.1972 أذاع الملك حسين (ملك الأردن) بيانًا في مؤتمر صحفي تضمن مشروعًا لما سماه المملكة العربية المتحدة، والتي تتكون من قطرين: أحدهما أردني في الضفة الشرقية من الأردن، والثاني فلسطيني في الضفة الغربية منه، يمكن أن تنضم إليه أية أراض فلسطينية تتحرر ويرغب أهلها في الانضمام إليه، وهناك من حيث المبدأ عدد من القضايا تجعل هذاالمشروع مرفوضًا من جانب الشعب الفلسطيني:

 ا- إن ملك الأردن نصب نفسه وصيًا على الشعب الفلسطيني يصدر القرارات فيما يتعلق بمصير الشعب متجاهلًا، بل ومنكرًا حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه ومن خلال مؤسساته الشرعية التي تحظى بثقته في التعبير عن إرادته الوطنية الموحدة والتي تملك وحدها حق الحديث باسم الشعب الفلسطيني .

٢ ـ إن ملك الأردن في مشروعه هذا حصر قضية الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية للأردن حيث يريد أن يبني مستقبل الوجود الوطني للشعب الفلسطيني، وبالنسبة للشعب الفلسطيني فإنالوطن الفلسطيني هو كامل تراب فلسطين: الضفة الغربية وقطاع غزة والأرض المحتلة عام ١٩٤٨، والشعب الفلسطيني هو ساكن الضفة الغربية، وقطاع غزة، والأرض المحتلة عام ۱۹۷۸، وأولئك المواطنون الدين أجبروا على ترك أرض الوطن والعيش في الخارج، إن مشروع الملك الأردني على هذا النحو يصفي القضية الوطنية الفلسطينية تحت اسم ما يسميه بقطر فلسطيني في الضفة الغربية.

3- إن حق تقرير المصير بالنسبة للشعب الفلسطيني يعني تحرير كامل الوطن وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية عليها، هذا هو معنى حق تقرير المصير علميًا وقانونيًا .

أما المصير الذي يريده الملك للشعب الفلسطيني فهو الاعتراف نهائيًا للعدو بأن ما اغتصبه من وطننا قد أصبح حقًا له غير منازع فيه، وهو الاعتراف بأن قدر الشعب الفلسطيني هو أن يبقى جانب منه تحت الاحتلال الصهيوني، والجانب الآخر مضيعًا في الشتات، وأما القطر الفلسطيني الذي يتحدث عنه الملك قائمًا هو كيان زائف وهزيل، تكون السيادة الاسمية فيه للملك ومجموعة من المتعاونين معه، والسيادة الفعلية إداريًا واقتصاديًا، وحضاريًا للمحتلين الصهاينة. إن الملك بمشروعه هذا يتحدى الحق التاريخي المقدس للشعب الفلسطيني في تحرير أرضه، وهو تخل صريح عن مسؤوليته في المطالبة حتى بانسحاب المحتلين من الضفة الغربية .

4- إن الملك بمشروعه هذا يخرج على جامعة الدول العربية التي تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًا لشعب فلسطين، والتي تتمتع بعضوية الجامعة، كما يخرج على مقررات مؤتمر قمة الخرطوم ١٩٦٧ التي نصت صراحة على عدم التصرف بالقضية الفلسطينية إلابموافقة الشعب الفلسطيني.

وهناك من الناحية العملية بعض النقاط تدعو إلى رفض هذا المشروع واعتباره صفقة خيانة بين الملك من ناحية وسلطات الاحتلال الصهيوني، والإمبرياليين الأمريكيين :

ا - لقد أعلن الملك في أكثر من تصريح له آخرها تصريحه في واشنطن بتاريخ ۱-۲-۱۹۷۲ قبوله بتوحيد القدس، أي: بالإجراءات الإدارية التي اتخذها العدو لضم القدس، كما أنه يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وبرغم بعض التحفظات المغطية، فإنجوهر تصريحات الملك هو الاعتراف للعدو بالسيادة الرسمية والفعلية على المدينة المقدسة بكاملها وهو بذلك لا يتحدى الشعب الفلسطيني صاحب الحق الوحيد في عاصمته الوطنية، وهو لا يتحدى مشاعر الأمة العربية ومشاعر جميع المسلمين والمسيحيين في العالم ومن تتعلق قلوبهم بالمدينة التي تضم مقدساتهم وحسب، وإنما هو أيضًا يتحدى قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن التي ترفض رفضًا مريحًا أي إجراء من جانب العدو الصهيوني لقسم القدس العربية أو تغيير طبيعتها، وترفض القبول بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما تدعو إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧.

ب - إن الملك بعدم تعرضه لمشاريع الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية، ولما يعلنه العدو من أن نهر الأردن ليس فقط حدوده الأمنية بل حدوده السياسية، إنما يعترف في الواقع للعدو بحقه في دوام احتلاله للضفة الغربية .

چ- إن الملك بمشروعه هذا يريد أن يستدرج جانبًا من الفلسطينيين، عن طريق انتخابات البلدية التي بدأت تحت تهديدات وضغوط معلنة من جانب العدو، أو بأية وسيلة أخرى، وتحت ستار ما يسمى بحكومة أو برلمان القطر الفلسطيني إلى توقيع وثيقة الخيانة والاستسلام للعدو، حتى يرمي بمسؤولية الخيانة والتسليم على الشعب الفلسطيني، ويحصر مسؤوليته في أنه مجرد موافق على ما وافق عليه الفلسطينيون. إن شعبنا يرفض بقوة هذه الخدمة الحقيرة التي يراد بها إلصاق صفة الخيانة به وإلقاء مسؤولياتها عليه، والتي استهدفت غالبية الشعب الفلسطيني ودفعته إلى مقاتلة بعضه بعضًا .

د- إن الملك بمحاولته تصفية هذا الجانب من صراع الأمة العربية مع عدوها الصهيوني-الإمبريالي، إنما ينحاز إلى معسكر العدو الصهيوني ويخرب معركة الأمة العربية ضده، وهو يشجعه على التمسك بسياساته التوسعية، وعلى المضي في مخططاته لفرض إرادته الكاملة على الأمة العربية كلها.

ولقد حدث هذا فعلًا فقد ازداد العدو تشددًا في مطالبه الإقليمية والسياسية بعد إعلان مشروع الملك وبعد تنازله  عن القدس وتصريحه بأنها يمكن أن تكون عاصمة مشتركة لفلسطين وإسرائيل وهو بذلك يتفق تمامًا مع مشروع الون في طرحه صيغة الاتحاد القذر الذي بين إسرائيل والضفة الغربية والضفة الشرقية، وقد سارع الون بتأييد خطرة الملك ولكنه اضاف لتأييده مطالب إقليمية جديدة تبلغ ثلث أراضي الضفة الغربية وغزة كلها .

إن مشروع (الملك حسين-الون) يعطي عدونا الغاصب رخص سياسة جديدة لتهويد وطننا المحتل وبسط سيطرته على شعبنا في الوطن المحتل وفي الضفة الشرقية .

إن التصدي لمخططات (حسين-الون) يتطلب فهمًا واضحًا لمهام النضال على الساحة الفلسطينية، الأردنية ينبع من فهم واضح لأهداف ومخططات الإمبريالية والصهيونية وحليفهما النظام العميل في الأردن، وهو ما سنتعرض له فيما يلي:

 أولًا: تحقيق وحدة وطنية فلسطينية حقيقية، ولديهم القوة الدامية لحركة المقاومة وتصعيد الكفاح اللمبي المسلح .

ثانيًا: تحقيق جبهة وطنية فلسطينية-أردنية ذات برنامج سياسي وتنظيمي مهمتها المركزية إسقاط النظام الهاشمي وإقامة حكم وطني ديموقراطي وتوفير قاعدة رئيسة آمنة للثورة الفلسطينية.

 ثالثًا: إقامة جبهة عربية تقدمية لقسم الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية العربية تلتحم بنضال الثورة الفلسطينية وبالجبهة الوطنية الفلسطنية-الأردنية.

 رابعًا : يعلن المؤتمر الشعبي الفلسطيني ما يلي:

1- الرفض الكامل لمشروع القمة لما دعي له بالمملكة العربية المتحدة، والذي أعلنه الملك حسين امتدادًا للرفض الفلسطيني القاطع والمستمر لكل مشروع يرمي إلى تصفية القضية الفلسطينية والتخلي عن أي جزء من الأرض الفلسطينية أو أي جزء من حقوق الشعب الفلسطيني والاستسلام للاقتصاد الصهيوني.

 2- ويوصي المؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني بأن يوجه جميع أجهزة البحث والإعلام التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية نحو تخصيص كل ما يلزم من نشاطها ومواردها لفضح حقيقة ذلك المشروع، وبواعثه، ومنطوياته، ونتائجه، وذلك من أجل زيادة الوعي الفلسطيني والعربي بأخطار المشروع، وخلق مزيد من المناعة لدى الجماهير الفلسطينية والعربية والحصول على أقصى حد ممكن من التفهم والمناصرة للموقف الفلسطيني من المشروع لدى الجماهير والهيئات والحكومات الشقيقة والصديقة للشعب الفلسطيني والوفية لحقوقه.

٢ - إن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، للتعبير عن أمانيه وإرادته، وإنه لا يحق لأي كان أن يقرر بشأن فلسطين ارضًا وشعبًا، غير ما يقرره الشعب الفلسطيني نفسه ممثلًا في منظمة التحرير الفلسطينية، ووفقا لميثاقها والتزاما بتحرير كامل التراب الفلسطيني، وأن أي إجراء أو ترتيب أو اتفاق يصدر عن أي مصدر آخر إنما هو خال من الشرعية كليًا ويظل كذلك دومًا .

وبناء على ذلك، يوصي المؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني بأن يذيع هذا الإعلان على الملأ بجميع الوسائل، وبأن يبلغه إلى جميع الدول والمنظمات والهيئات الوطنية والدولية التي يهمها الأمر.

ويوصي المؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني بأن يبلغ هذا الإعلان إلى الأمم المتحدة، لافتًا نظرها في الوقت نفسه إلى القرارات الصادرة عن أعلى سلطة فيها، أي: الجمعية العامة، في كانون الأول ١٩٧١، والتي أكدت فيما بعد حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره على قدم المساواة مع كل شعب آخر، وحقه في الصراع من أجل ممارسة هذا الحق ومن أجل التحرير، كما طالبت جميع الدول بتقديم العون للشعب الفلسطيني في نضاله هذا، وأدانت كل من يحاول عرقلة هذا النضال، مؤكدة في الوقت عينه أنه لن يقوم في منطقة الشرق الأوسط سلام عادل ودائم ما لم يتوافر الاحترام الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره .

ويوصي المؤتمر أيضًا المجلس الوطني الفلسطيني بأن يطالب جميع الدول العربية بإعلان التزامها الكامل بهذه المبادئ، ومقاومتها لكل تطاول على حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره رفضها لأي إجراء أو ترتیب أواتفاق بشأن فلسطین أوشعبها يصدر عن أي طرف آخر و اعتبارها إياه خاليًا من الشرعية .

3-  إن المشروع القاضي بإنشاء ما دعي بالمملكة العربية المتحدة، الذي أعلنه حسين، يجب ألا يمر إعلانه أوتمر محاولة تحقيقه دون عقاب، وذلك لأن العقاب على الجرم في حد ذاته عدل وواجب، ولأن في العقاب ردعًا وفي عدم المعاقبة تشجيعًا .

وبناء على ذلك فإنالمؤتمر يوصي المجلس الوطني الفلسطيني باتخاذ القرارات الآتية :

  • دعوة مجلس جامعة الدول العربية إلى الانعقاد في جلسة طارئة على أرفع مستوى ممكن وفي أقرب وقت مستطاع للنظر في ما ينبغي اتخاذه من إجراءات صارمة وحاسمة بحق النظام الهاشمي.
  •  مطالبة مجلس الجامعة بطرد النظام الهاشمي من عضوية جامعة الدول العربية وذلك انسجامًا مع روح قرارات المجلس الخاصة بضم الضفة الغربية إلى شرق الأردن في إطار المملكة الأردنية الهاشمية، تماشيًا مع روح قرارات مؤتمرات القمة المتعاقبة، وعقابًا للنظام الهاشمي على خروجه على الإجماع العربي وبتقديمه وعد بلفور جديد وتفريطه بأرض عربية في فلسطين وبالحقوق القومية للشعب الفلسطيني،-على أن يكون واضحًا أن الطرد يتناول النظام الحاكم في الأردن وليس الشعب الأردني، الذي يجب أن يظل متمتعًا بعضويته في الجامعة من خلال الجبهة الوطنية الأردنية أسوة بالشعب الفلسطيني، إلى أن يسقط النظام الحاكم في الأردن ويستعيد الشعب الأردني وضعه الطبيعي فتستعيد حكومته الوطنية المرجوة مقعدها في الجامعة
  •  المطالبة بإلغاء قرار مؤتمر الخرطوم بتقديم المساعدات المالية للنظام الأردني لتعزيز قدرته على الصمود، وذلك بعد أن كشف ذلك النظام عن خلوه من العزم على الصمود، وتحويل المساعدات التي كان مقررًا تقديمها للنظام الأردني إلى الجبهة الوطنية الأردنية لتعزيز قدرتها على إسقاط النظام الحاكم في الأردن والمساعدة على مقاومة الاحتلال الصهيوني في ظروف النضال المستجدة والتي زاد مشروع حسين في تعقيدها وصعوبتها .
  • الاتصال بالجمهورية الليبية ودولة الكويت وإمارات الخليج العربي الأخرى، من أجل تحويل المبالغ التي قطعت عن الملك حسين إلى الجبهة الوطنية الأردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية، ولمقاطعة اقتصادية شاملة للنظام الهاشمي، كما هو الحال تمامًا مع العدو الإسرائيلي
  • إنشاء محكمة خاصة، تعرف بمحكمة الشعب الفلسطيني، وتكون هيئة قضائية تتمتع بالاستقلال الكامل وظيفتها محاكمة من يقدم أمامها من أعداء الشعب الفلسطيني، وأن تقدم حسين أمامها بتهمة التطاول على حقوق الشعب الفلسطيني والتآمر عليها وانتحال صفة تمثيل إرادة الشعب الفلسطيني في سبيل خيانة تلك الإرادة، وتكليف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتعبئة الطاقات الفلسطينية وحشدها من أجل تنفيذ أي حكم قد يصدر عن تلك المحكمة، بالكامل وفي اقرب وقت ممكن .
  •  الطلب الصريح إلى المسؤولين الفلسطينيين والأردنيين في النظام الهاشمي الاستقالة، إعرابا عن شجبهم لمشروع الملك، ورفض أي شكل من أشكال التعاون العسكري أو السياسي معه.
  • الطلب من الدول العربية اعتماد مكاتب للجبهة الوطنية الأردنية، بدلًا من السفارات الأردنية التي تقام في عواصمها .

انتخابات المجالس البلدية والمحلية في الضفة الغربية المحتلة

يعلن المؤتمر الشعبي الفلسطيني ما يلي:

 أولًا: بدأت السلطات الإسرائيلية بإجراء انتخابات المجالس البلدية والمحلية في الضفة الغربية المحتلة بهدف الانتقال إلى مرحلة أعلى في تكريس الاحتلال الصهيوني، والعمل على تصفية قضية شعب فلسطين والاستيلاء على حقوقه التاريخية .

وهي حلقة في سلسلة المشاريع الرجعية والصهيونية والإمبريالية التي تستهدف احأداث شق في وحدة الشعب الفلسطيني ودفعه إلى التقاتل فيما بينه من أجل القضاء على شخصيته الموحدة ووجوده الوطني وثورته الشعبية المسلحة .

ثانيًا: إن توقيت إعلان مشروع الملك حسين بإقامة المملكة العربية المتحدة، يشير إلى علاقته بالمخطط الإسرائيلي لإجراء الانتخابات البلدية المرجوة، خصوصًا وأنه دفع للمتعاونين مع الاحتلال والمغرر بهم إلى الاشتراك في هذه الانتخابات، مما يؤكد أن مشروع حسين وهذا المخطط الإسرائيلي إنما هما وجهان لعملة واحدة .

ثالثًا: إن المشتركين في الانتخابات البلدية لا يشكلون أكثر من نسبة 5% من مجموع السكان باعتراف مصادر العدو الصهيوني ذاتها، نظرًا لمنعها عن المرأة ومن هم دون ٢١ عامًا من العمر والذين لا يدفعون ضريبة لا تقل عن ٨٠ ليرة إسرائيلية سنويًا لكل منهم، وبالتالي منعها الغالبية العظمى من جماهير الشعب تحت الاحتلال.

 وبالرغم من ضآلة عدد المشاركين في الضفة الغربية والشرقية، واللجوء إلى كافة وسائل الضغط والإرهاب البوليسية والاقتصادية والانتقامية في عملية شاملة لإجبار هذه الفئة القليلة على المشاركة في هذه الانتخابات .

إن تظاهرات جماهير شعبنا في نابلس استنكارًا لهذه الانتخابات وما صحبها من إجراءات مقاومة ضد المرشحين للاشتراك فيها، عبرت عن الموقف الحقيقي لأهلنا في الضفة الغربية تجاه هذه المؤامرة.

 رابعًا: على الرغم من أن رؤساء وأعضاء المجالس البلدية والمحلية ليست لهم أي صفة تمثيلية سياسية، فإنالاحتلال الصهيوني يعهد لإعطائهم صفة تمثيلية تتجاوز مهام صلاحياتهم، بل تتجاوز حدود الضفة الغربية أيضًا. والهدف من ذلك هو تأمين غطاء للمتعاونين مع الاحتلال، وإقامة تمثيل مزيف للشعب الفلسطيني وخلق بديل فلسطيني لتمرير مشاريع تصفية قضية فلسطين والحقوق التاريخية لشعب فلسطين.

خامسًا: إن أي إجراءات تتم تحت الاحتلال لیست لها بحكم القانون الدولي أي صفة شرعية، وعندما يقع الاحتلال فإنالشرعية تنتقل إلى المقاومة الشعبية .

سادسًا: يرفض المؤتمر الشعبي الفلسطيني نتائج انتخابات البلدية في الضفة الغربية ويكرر التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثلة الوحيدة للشعب الفلسطيني المعبر عن إرادته بالكفاح المسلح وإرادة القتال لدى الأمة العربية كلها، كما يؤكد المؤتمر على وحدة الشعب الفلسطيني وشخصيته الوطنية، وحقه في مقاومة ودحر العدوان والاحتلال على كامل تراب فلسطين .

ثالثًا-توصيات لجنة الجبهة العربية المشاركة:

 درست من قبل هذه الجنة ورقة العمل التي أعدها مركز التخطيط حول مهام النضال الموحد على الساحة العربية، التالي نصها:

العلاقة مع الجماهير والقوى الثورية العربية

هناك جملة من الحقائق الأساسية تحكم القضية الفلسطينية بشكل عام، وتحكم مسيرة نضالنا الحالية بشكل خاص، وقد بقيت هذه الحقائق لفترة طويلة، كلامًا يتردد على الألسنة، دون أن تجد طريقها إلى التطبيق والممارسة العملية اليومية، وكل محاولة لإعادة النظر في مجرى النضال الفلسطيني، فقد اضطرت سلطات الاحتلال إلى إغلاق الجسور بين الضفتين لدفع هذا النضال حتى يأخذ مجراه الثوري السليم، والتي لا يمكن أن تتم بدون خطة واعية ومدروسة تضع هذه الحقائق الأساسية موضع التنفيذ .

وهذه الحقائق الأساسية هي:

1 - الوعي الكامل لكون معركتنا مع إسرائيل معركة من الإمبريالية ومصالحها وأدواتها في المنطقة العربية، والعمل الجاد الدؤوب لترجمة هذه الحقيقة بحيث تنعكس في مجمل المواقف الإستراتيجية والتكتيكية لنضال الفلسطيني، فما دامت الصهيونية حليفًا للإمبرياليات العالمية منذ أن وجدت، وما دامت إسرائيل حليفًا للإمبرياليات المعاصرة، والإمبريالية الأمريكية منها بشكل خاص، وما دامت الإمبريالية الأمريكية، تعمل يوميًا وباستمرار، لدعم قوة إسرائيل العسكرية، وتزويدها بالمساعدات والقروض التي تمكنها من دعم آلتها العسكرية باقتصاد قوي متين، فإن أي مواجهة لإسرائيل، لا تأخذ بعين الاعتبار مواجهة مصالح الولايات المتحدة، إنما هي مواجهة جزئية وفاشلة سلفًا، لأنها تتغاضى عن موقع القوة الأساسي الذي يدعم إسرائيل، ويمكنها من التفوق المستمر على قوى الثورة العربية .

ومواجهة الإمبريالية الأمريكية في بلادنا، ليست قضية لفظية ولا تتم بالحملات الإعلامية، كما أنها لیست قضية: وهمية، لا نعرف فيها أين يكمن النفوذ الإمبريالي الأمريكي، وأين يجب تسديد الضربات له. فالمعركة مع الإمبريالية الأمريكية، هي أولًا وبالدرجة الأولى معركة مع مصالحها الاقتصادية المنتشرة في المنطقة العربية، سواء في ميدان النفط، أو التجارة أوالاحتكارات البنكية، كما أن المعركة مع المصالح الاقتصادية للإمبريالية الأمريكية، لا تنفصل مطلقًا عن المعركة مع القوى الاقتصادية والسياسية العربية، المتحالفة معها والتي تلعب إزاءها دور الحامي والشريك، سواء كانت هذه القرى في مواقع السلطة السياسية، أو في مواقع التحكم بالسوق الاقتصادية .

وبمقدار ما تستطيع القوى الثورية العربية أن توجه ضربات ناجحة لهذه المواقع الإمبريالية، تضعف من نفوذها وتعهد القضاء عليها، بمقدار ما يستطيع النضال الفلسطيني، أن يرفع من كفاءة قتاله المباشر ضد العدو الصهيوني، وضد الكيان الإسرائيلي، ذلك أن ضرب إسرائيل والقضاء عليها هو أولًا وبالأساس ضرب لمصالح القوة الإمبريالية التي تدعمها .

2-  ولأن المعركة مع إسرائيل، هي أصلا معركة مع الإمبريالية الأمريكية وركائزها الاقتصادية والسياسية في المنطقة العربية، فإندور إسرائيل لم يقتصر مطلقًا على ضرب شعب فلسطين وتشريده، بل كان لها دائمًا وأبدًا، دور تنفيذي في  إنشاء دولة إسرائيل، وهو دورها في ضرب حركة التحرر الوطني العربية، كلما بدا أن هذه الحركة تحاول أن تقف على قدميها، بادلت معركة مواجهة مع النفوذ الاستعماري والإمبريالي. ومن حرب عام ١٩٥٦، إلى حرب عام ۱۹۹۷، مارست إسرائیل، دور الحركي الذي يتحرك في اللحظة المناسبة، لتوجيه الضربات ضد القوى التحررية العربية، بحيث تبقى القوى الرجعية العربية، الحامية المصالح الإمبريالية، هي القوى المسيطرة وصاحبة النفوذ الأول في المنطقة .

و من خلال هذه الخدمات المباشرة التي تقدمها إسرائيل للإمبريالية الأمريكية، كانت تتلقى الدعم الاقتصادي والعسكري، وتتلقى التأييد السياسي، لتحقق أهدافها الخاصة بالتوسع، الذي يمكنها من استيعاب أفواج جديدة من المهاجرين، على طريق بناء إسرائيل الكبرى، ومن خلال روتين هذه العملية احتلت إسرائيل أراضي فلسطين أولًا، ثم أخذت باحتلال أراض عربية، بحيث تعدى الحديث عن التوسع الإسرائيلي صعيد التنبؤ والتحليل إلى صعيد الوقائع العاملة، بناء على هذا الواقع تواجه القوى الوطنية العربية مهمة مزدوجة:

 أولًا: مهمة النضال لتحرير أراضيها العربية المحتلة .

ثانيًا: مهمة النضال لإزالة الكيان الإسرائيلي: ليس بهدف تحرير أرض فلسطين فقط، بل التخلص من  الهراوة  التي تهدد كل قوة تحررية عربية، تناضل لتطوير مجتمعها وتخليصه من دوامة التخلف ورفع كابوس الهيمنة الإمبريالية على ثرواته.

 وبناء على هذا الواقع يستحيل على أي قوة عربية أن تناضل داخل حدود بلدها، ما لم تضع في جدول أولوياتها، مواجهة التسلط الإمبريالي ومواجهة أداته الضاربة إسرائي،. كما يستحيل على أي قوة عربية، أن تفصل فصلًا شكليًا بين النضال لتحرير أراضيها، والنضال لإزالة الكيان الإسرائيلي؛ إذ إن احتلال أراضيها ليس حدثًا طارئًا، بل هو جزء لا يتجزأ من المخطط الإسرائيلي الواسع، الذي يجد طريقه للتنفيذ المرحلي من خلال التحالف الدائم مع الإمبريالية الأمريكية والدفاع عن مصالحها، ضد حركة التحرر العربية .

3-  وفيما يخص شعب فلسطين، فإن نضاله المسلح لمواجهة إسرائيل، لا يشكل من خلال هذا التصور الواقعي لتشابكات القضية الفلسطينية أكثر من أداء الدور المطلوب منه في ساحة عمله الأساسية، ولهذا الدور بدون شك أهمية خاصة، باعتباره يتصدى لمواجهة حلقة مركزية من حلقات القوى المضادة، ولكن كل تطوير نوعي لهذه المواجهة، وكل محاولة للارتفاع بمستواها، مرهونة دائمًا، بمقدار الدعم العربي الثوري الذي يتهيأ ليس دعم المال والسلاح، بل الدعم المتمثل في تهيئة الظروف الداخلية في كل بلد، والتي تمكنه من بناء قوة عسكرية واقتصادية قادرة على الإسهام في الحركة، والتصدي لإحباط شريك إسرائيل في البداية، ثم وضع هذه القوى كلها في خدمة معركة التحرير في النهاية .

وما دمنا نقول دائمًا إن تحرير فلسطين، ليس مهمة شعب فلسطين وحده، بل هو مهمة الشعوب العربية كلها، فإن هذا الكلام لا يزال يحتاج إلى ترجمة عملية، وأدنى درجات هذه الترجمة الدعم بالمال والسلاح، وأعلاها وأرقاها بدون شك، تغيير بنية الانظمة العربية، وتحريرها من سيطرة القوة الإمبريالية، وتحضيرها لمعركة مواجهة شاملة مع القوى الداعمة لوجود إسرائيل، أم مع إسرائيل نفسها.

بهذا المعنى يتحقق التلاحم النضالي الفلسطيني والعربي، وبهذا المعنى تكون المواجهة مع إسرائيل مواجهة عربية شاملة وبدون ذلك يبقى كل حديث عن الواجب العربي تجاه تحرير فلسطين حديثًا إنشائيًا لا معنى له .

الوقائع العملية :

ضمن هذا الإطار الذي تتبلور فيه حقيقة أن المعركة مع إسرائيل معركة مع الإمبريالية الأمريكية. وحقيقة أن لإسرائيل دورًا بارزًا في ضرب حركة التحرر الوطني العربية، لضمان سيطرة القوى الرجعية الشريكة والحامية للمصالح الإمبريالية، ضمن هذا الإطار تشهد المنطقة العربية منذ حزيران حتى الآن سلسلة من التحركات لتكريس هذا الواقع وجني الثمار السياسية لهزيمة حزيران، ضمانًا لمزيد من السيطرة الإمبريالية وضمانًا لمزيد من التوسع الإسرائيلي، والهيمنة الإسرائيلية المباشرة على مناطق عربية بأكملها عسكريًا أولًا، واقتصاديًا وسياسيًا في المرحلة اللاحقة،. وأبرز التحركات التي تمت حتى الآن :

  1.  الضغط الإمبريالي المتواصل لجعل قرار مجلس الأًمن أساس النظرة السياسية العربية إلى إسرائیل کواقع مسلم به، ثم دفع الأمور باتجاه تقديم التنازلات المتلاحقة لصالح إسرائيل، بحيث تصبح التسوية السياسية في النهاية استسلامًا كاملًا لشروط إسرائيل، وتكريسًا كاملًا للسيطرة الإمبريالية في المنطقة العربية .
  2. إغراق القوى الرجعية العربية بكميات ضخمة من الأموال تفوق قدرتها على الصرف داخل بلادها، حتى تكون الأداة التي تستعملها هذه القوى للامتداد الاقتصادي في المنطقة العربية، ومن خلال هذا الامتداد الاقتصادي تتكرس هيمنتها السياسية، فتقف کالجدار العازل أمام نضالات الحركة الجماهيرية للتغيير الأوضاع في بلادها .

و من أجل تنفيذ هذه الخطة تحولت شركات النفط الاحتكارية بقدرة قادر من شركات تمثل رمز الاستغلال والتسلط، إلى شركات تقدم المزيد من الأرباح والتنازلات، وتحت ستار هذا الكرم المفاجئ، وتحت ستار التغطية الإعلامية الواسعة له، تم إنشاء المزيد من القواعد العسكرية الجوية والبرية والبحرية في أكثر من منطقة عربية كما تم تحريك إيران، لا لتحتل الجزر الثلاث في الخليج العربي فحسب، بل لتمثل أيضًا دور القوة العسكرية العامية لمصالح بريطانيا وأمريكا في الخليج العربي، مكملة بذلك دور إسرائيل في منطقة الشرق .

  1. وجنبًا إلى جنب مع توفير ظروف السيطرة الاقتصادية ثم السياسية للقوى الرجعية في المنطقة، جرى تدبير المجازر المتلاحقة لتخلص من القوى الأكثر فتوة وحيوية في الحركة الوطنية العربية، فقام النظام الأردني أولًا بمجازره المتواصلة للقضاء على حركة المقاومة الفلسطينية بدءًا من معركة أيلول ۱۹۷۰ وانتهاء بمعركة جرش في تموز ۱۹۷۱، ثم قامت عواصم عربية أخرى بتدبير مجازر مماثلة للقوى الوطنية فيها، وحين كانت بعض هذه العواصم تعجز عن أداء هذا الدور، كانت إسرائيل تتقدم بنفسها لتقرب وتحتل وتنسحب في تمثيلية مدروسة ومكشوفة ومعدة سلفًا. إن هذه الوقائع العملية تكشف بوضوح ثلاث نقاط أساسية :

تكشف أولًا: أن الإمبريالية الأمريكية تستخدم كافة الوسائل المتاحة لها لتوسيع إطار نفوذها وسيطرتها على المنطقة العربية، سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.

وتكشف ثانيًا: الدور الذي تلعبه القوى المحلية العميلة كأداة في يد الإمبريالية لرعاية مصالحها وحمايتها من جهة، ولتدبير المجازر للقوى الوطنية من جهة أخرى.

کما تكشف ثالثًا: عن أن هذا الدور الذي تلعبه الرجعية المحلية في خدمة النفوذ الإمبريالي يلتقي ويكمل الدور الذي تلعبه إسرائيل.

وهكذا تتبلور أمامنا من خلال الوقائع، نفس الحقائق التي تتبلور أمامنا من خلال استعراض الحقائق الأساسية التي تتحكم بمصير القضية الفلسطينية. فحين نقول أن الممر الليلي هي معركة مع الإمبرياليةـ وأن المعركة مع الإمبريالية هي معركة تسد مصالحها الاقتصادية، وركائزها السياسية المحلية، فإنالوقائع نفسها تقدم لنا يوميًا الأدلة الدامغة على ذلك، ولهذا فإنالنضال الفلسطيني لا يستطيع أن يأخذ أبعاده الإستراتيجية من خلال نضاله فوق أرض فلسطين فقط، إلا أن ذلك مرهون بتحرك القوى الوطنية العربية الفعالة، لإكمال حلقات المعركة مع الصهيونية، بمعركة مفتوحة وشاملة مع ركائز النفوذ الإمبريالي في المنطقة العربية، وحين يتبلور هذا الواقع بأوسع آفاقه يتمكن النضال الفلسطيني من الاندفاع نحو مرحلة التأثير النوعي على الوجود الإسرائيلي.

 إن هذا الفهم بواقع إسرائيل وبواقع ارتباطاتها مع الإمبريالية، والدور الذي تلعبه في خدمتها، يرتب مهمات مباشرة على النضال الفلسطيني من جهة، وعلى القوى الوطنية العربية جهة أخرى .

فعلى الصعيد الفلسطيني: يرتب هذا الواقع وضع خطة عمل تقوم على أساس التحالف الوثيق، والدعم المتبادل، مع القوى الوطنية العربية، آخذين بعين الاعتبار أن التحالف مع هذه القوى هو الذي يمكنها من النضال لتطوير أوضاعها الداخلية، وهو الذي يمكنها من تأمين الحماية اللازمة لحركة المقاومة حتى لا تضرب من قبل الرجعية المحلية .

وإذا كانت هناك آراء تقول بأن القوى الوطنية العربية قوى ضعيفة لا تستطيع أداء هذه المهمة، فإنما يجب أن يكون واضحًا بالمقابل، هو أن وجود حركة المقاومة ونطلاقها من أي بلد عربي مرهون بحماية القوى الوطنية لها، وحجم تواجد حركة المقاومة، هو في النهاية حجم القوى الوطنية نفسها وحجم الحماية التي تستطيع تقديمها، وتجاهل ذلك من أجل التفتيش عن حماية القوى الرجعية تحت شعار تحييدها أو غير ذلك من الشعارات ليس إلا تكتيكًا مرحليًا ينتهي أوانه في اللحظة التي تشعر فيها هذه القوى أن النضال الفلسطيني قد نما أكثر مما كانت تتوقع، أو أكثر مما كانت تريد، ومن جانب آخر فإن القوى الرجعية المحلية تحمي نفسها من ضغوط القوى الوطنية بتقديم دعم جزئي للنضال الفلسطيني، وتشجيعها على ذلك ضرب للقوى الوطنية العربية، التي تشكل مهما كانت ضعيفة الآن، الطيف الإستراتيجي للنضال الفلسطيني.

إن التحالف الإستراتيجي بين قوى النضال الفلسطيني وحركة التحرر العربية هو الأساس وبعده وعلى ضوء مصلحة هذا التحالف، يتم البحث في تحييد أي طرف وفي تجنب خوض المعارك مع أي طرف، حسب ما تقتضيه الظروف.

أما على الصعيد العربي: فيترتب على هذا الواقع فهم الأمور التالية :

1- فهم المرحلة التي تمر بها الثورة العربية الآن، والتي هي مرحلة إنجاز الثورة الوطنية الديموقراطية التي يمكن إيجاز مضمونها فيما يلي :

  • تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي الكامل والقضاء على كل شكل من أشكال التبعية للاستعمار والإمبريالية .
  •  القضاء على كل أشكال الوجود الإمبريالي من قواعد عسكرية، واستثمارات اقتصادية، ومؤسسات ثقافية، وعلى كل القوى المحلية المرتبطة بها .
  • تحرير فلسطين من الكيان الصهيوني-الإمبريالي، الذي لم يغتصب أرض فلسطين ويشرد شعبها الأصلي منها وحسب، وإنما أثبت طوال وجوده أنه أداة رئيسة للإمبريالية الغربية ضد الثورة العربية، وحماية الوجود الإمبريالي في المنطقة، إن تحرير فلسطين ليس واجبًا وطنيًا فلسطينيًا وحسب، وإنما هو أيضًا ضرورة قومية، حيث لن يستطيع النضال لإنجاز الثورة الوطنية الديموقراطية العربية دون أن يتحد ويتعمق ويتسع وينجز مهامه إلاإذا أمن نفسه ضد القاعدة الصهيونية الإمبريالية التي تتحرك لضربه كلما أحرز تقدما تستشعر منه الإمبريالية خطرًا على وجودها ومخططاتها .
  • تحرير الجماهير العربية العاملة في الريف والمدينة من كل أشكال الاستغلال التي تمارسها القوى الأجنبية أوالقوى المحلية المعادية للثورة وإطلاق حرية هذه الجماهير لتمارس دورها في الحياة السياسية ولتكون قاعدة صلبة لوحدة عربية ديموقراطية نامية .
  • وضع موارد الأمة العربية، الاقتصادية والذهنية في خدمة تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية تستهدف تعزيز الاستقلال السياسي والاقتصادي، وتحقيق التكامل الاقتصادي والحضاري العربي، والقضاء على التخلف الذي فرضه الاستعمار على الأمة العربية، فترفع المستوى المعيشي والحضاري للمواطنين .

إن النضال الوطني الفلسطيني، والنضال الوطني الفلسطيني-الأردني، بحكم العلمية التاريخية والمصيرية، وبحكم الضرورة الموضوعية لا يمكن إلاأن يكون جزءًا لا يتجزأ من الثورة الوطنية الديموقراطية العربية، بل ومحورًا إستراتيجيًا من محاورها الرئيسة؛ لذلك فإن على مهام الثورة الفلسطينية وقيادتها منظمة التحرير الفلسطينية) والجبهة الوطنية الفلسطينية-الأردنية أن تسعى للالتحام بكافة فصائل النضال الوطني الديموقراطي العربي أينما كانت، وأن تهيئ بنضالها المناخ القتالي المساعد على بروز هذه القرى حيث تعترض الصعوبات بروزها، وأن تفتح صفوفها للمناضلين العرب من حيث النضال على الساحة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني الإمبريالي هو نضال إستراتيجي رئيس للثورة العربية في مجموعها .

إن القوى الوطنية والتقدمية العربية التي ينبغي أن تتجمع في جبهة وطنية عربية مطالبة بأن تعمل وفق برنامج يفترض أن تكون منطقاته الأساسية هي ما يلي:

 1- الدعم الإيجابي للثورة الوطنية الفلسطينية، والنضال الوطني الديموقراطي الفلسطيني-الأردني.

2 - النضال ضد كل مشاريع ما يسمى بالحلول السلمية أو التسويات الجزئية سواء كانت بمبادرات خارجية أو عربية، ليس فقط لما تنطوي عليه من تكريس للاغتصاب الصهيوني، وتصفية القضية الوطنية الفلسطينية، ولكن أيضًا لما تأكد من أنها مدخل المناورات والمؤامرات الإمبريالية والقوى العربية الموالية لها لتمزيق وحدة القوى الوطنية العربية، ولتصفية الثورة الوطنية العربية، ومحاولة فرض السيطرة الإمبريالية الكاملة على المنطقة.

٣ - النضال لتصفية أشكال الوجود الإمبريالي الراهنة في الوطن العربي.

  1. تشجيع ودعم كل المؤسسات والنشاطات التي تعمل على بعث وحماية التراث القومي العربي وعلی دعم ونشر القيم والفضائل القومية، والتي تتولى مهمة التصدي للغزو الثقافي الإمبريالي وللقيم المتحللة والمتدهورة التي يروج لها .

 5- التضامن مع المناضلين الوطنيين والتقدميين العرب ضد أي اضطهاد سواء إداري، أو فكري أوسیاسي يتعرضون له .

تقرير لجنة الجبهة العربية المشاركة

بدأت اللجنة اجتماعاتها في الساعة العاشرة من صباح يوم السبت ٨ نیسان واختارت الأخ (محمد الشريف مساعدية)رئيس لها، كما اختارت توفيق صفدي مقررًا.

تليت ورقة العمل المقدمة لها والتي تتناول مهام النضال الموحد على الساحة العربية، وبعد الانتهاء جرت المناقشة واتفق على التوصيات التالية:

 إن لجنة العمل مع الجماهير العربية بعد أن اطلعت على ورقة العمل المقدمة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول ومهام النضال الموحد على الساحة العربية، تقر التوصيات التالية :

أولًا: توافق اللجنة على ما ورد في ورقة العمل من أفکار و مبادئ واتجاهات تجديدًا للعلاقة بين قوى النضال الفلسطيني وحركة التحرير العربية، وهي تشدد في هذا المجال على ما ورد في ورقة العمل حول ضرورة وضع خطة عمل تقوم على أساس التحالف الوثيق والدعم المتبادل مع القوى الوطنية العربية، كما تتبنى اللجنة ما ورد في الورقة المذكورة من تحديد للأهداف المشتركة التي يجب أن ينهض على قاعدتها التحالف الإستراتيجي بين قوى النضال الفلسطيني وحركة التحرر العربية، والتي تشكل أساس العلاقة مع قوى التحرر في العالم.

 ثانيًا: توصي اللجنة بإدخال التعديلات على النص المقدم في ورقة العمل.

ثالثًاا: إن اللجنة بعد أن اطلعت على الدعوة الصادرة من اجتماع ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية المشتركة في المؤتمر الشعبي الفلسطيني تدعو إلى عقد مؤتمر يضمها جميعًا في نطاق العمل على إقامة الجبهة الوطنية التقدمية العربية، قام  المؤتمر الشعبي الفلسطيني بما يلي :

  1. الموافقة على تلك الدعوة وتبنيها واعتبار حركة المقاومة الفلسطينية طرفًا أساسيًا فيها.
  2. تشكيل لجنة اتصال من المقاومة الفلسطينية تتولى البحث مع ممثلي كل الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية العربية في تنفيذ تلك الدعوى على أساس تأليف لجنة تحضيرية هي لعقد مؤتمر شعبي عربي يشكل أساسا لبناء الجبهة الوطنية التقدمية على الصعيد العربي، وعلى أساس وضع جدول زمني تلتزم به اللجنة التحضيرية لتنفيذ مهمتها هذه .
  3. إن اللجنة تؤكد الرفض القاطع لمشروع الملك حسين التصفوي ترى إنه لا يجوز الاكتفاء في مجال مقاومة هذا المشروع الخطير بإصدار مواقف الرفض المبدئية ، بل ينبغي تنظيم عملية مواجهة حاسمة للمشروع المذكور على الصعيد العربي تكفل إحباطه وهي ترى أن يكون من مهام اللجنة التحضيرية لمؤتمر القوى الوطنية والتقدمية العربية المطلوب إنشاؤها، وضع برنامج لمقاومة مشروع الملك حسين على امتداد الساحة العربية والعمل على تنفيذه بالاشتراك مع الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية في كل بلد عربي.
  4. العمل على تشكيل لجنة وطنية لدعم وحماية الثورة الفلسطينية في كل بلد عربي تضم بالإضافة إلى قوى الأحزاب والمنظمات الوطنية والتقدمية والاتحادات والهيئات والجمعيات النقابية العمالية والطلابية ومختلف الأوساط الوطنية.
  5. مطالبة جميع الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية العربية بأن تفتح في وسائلها وأجهزتها الإعلامية منابر منتظمة للثورة الفلسطينية لتأمين تعبئة الرأي العام الجماهيري حولها وفي إطار النضال ضد كل المخططات الهادفة إلى تصفيتها.
  6. - مطالبة الدول العربية بتحقيق مشروع صندوق لدعم الصمود بقصد تصعيد المقاومة السلبية للاحتلال داخل الأرض المحتلة إلى جانب المقاومة لإنشاء الإيجابية عسكريًا وسياسيًا,
  7. مطالبة الدول العربية التي قبلت قرار مجلس الأمن بإعلان  رفضها للقرار المذكور ولكافة المشاريع الاستسلامية التي كان في قبولها تشجيع الحسين للإعلان عن مشروعه التصفوي المشبوه ومطالبة القوى الثورية العربية التي ينبغي أن تتكون منها الجبهة الوطنية التقدمية على الصعيد العربي بمحاربة هذه المشاريع والعمل على إسقاطها .
  8. إن تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية يسهم بصورة أساسية في إرساء الجبهة العربية التقدمية على أسس سليمة، لذلك تشدد اللجنة على أهمية وضرورة تحقيق مثل هذه الوحدة.
  9. مطالبة الحكومات العربية بفتح حدودها العامة للمواطن الفلسطيني لممارسة نضاله حسبما تقتضيه إستراتيجية الثورة الفلسطينية، وبفتحه كافة التسهيلات للتغلب على الصعوبات الناتجة عن عمله ضمن الثورة.
  10. دعوة القوى والأحزاب الوطنية والتقدمية بخط الثورة إلى النضال من أجل وحدة الدول التقدمية في مواجهة المؤامرات الإمبريالية الصهيونية الرجعية وكذلك إحكام الطوق العربي حول العدو .

الرئيس                                                                المقرر

محمد شريف مساعدية                                        توفيق الصفدي

 

هذا وقد عقد المؤتمر الشعبي جلستين صباحية ومسائية استمرت حتى منتصف الليل لمناقشة هذه التوصيات، وقد اقترح بعض الأعضاء إضافة وتعديل بعض التوصيات، وقد أقر المؤتمر هذه التوصيات ورفعها للمجلس الوطني للبت فيها. كما أخر المؤتمر تشكيل لجنة من أعضائه تتألف من ٢٢ عضوًا لمتابعة تنفيذ قرارات المؤتمر المتعلقة بالوحدة الوطنية .

اختتام أعمال المؤتمر الشعبي

في الساعة ١٢  مساء يوم الاثنين الموافق ۱۹۷۲ اختتم المؤتمر الشعبي الفلسطيني أعماله وأصدر بيانه الختامي التالي :

البيان الختامي للمؤتمر الشعبي الفلسطيني

إن المؤتمر الشعبي الفلسطيني، المنعقد في القاهرة في الفترة ما بين السادس والعاشر من نيسان (أبريل) ۱۹۷۲، والذي يضم أربعمئة عضو يمثلون مختلف طبقات الشعب الفلسطيني وقناعاته الوطنية وجميع تنظيماته الشعبية وقواه الثورية المسلحة، ليفخر بالشعب الفلسطيني ونضاله المسلح من أجل تحرير كامل تراب وطنه، الذي عبرت عنه حركات التحرر الوطني في مختلف أنحاء العالم، في البيانات التي ألقاها ممثلوها أمام المؤتمر وفي الرسائل والبرقيات التي وردت من قياداتها إليه .

كما أن المؤتمر ليعتز بالتضامن الوثيق الذي أبدته الأحزاب والمنظمات والقوى العربية الوطنية والتقدمية، التي شاركت في أعمال المؤتمر، وأعلنت بالإجماع في بيان مشترك صدر عنها: دعمها الكامل ودون تحفظ لنضال الشعب الفلسطيني من خلال ثورته الوطنية المسلحة من أجل تحرير كامل تراب فلسطين واستعادة حقوقه القومية المغتصبة، كما أكدت أن المقاومة الفلسطينية ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية، هي وحدها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وأنه لا يحق لأي كان أن يقرر مصير فلسطين أو الشعب الفلسطيني في معزل عنها.

 وإن المؤتمر الشعبي الفلسطيني، إذ يجدد الإعلان عن إيمانه وتمسكه الكامل بالميثاق الوطني الفلسطيني، يؤكد بدوره أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في التعبير عن أمانيه، وفي تحديد إرادته، وفي قيادة كفاحه المسلح ونضاله في جميع الساحات، وأن أي مبادرة لتقرير مصير فلسطين، وطنًا أو شعبًا، أو قضية، في معزل عنها إنما هو تطاول واعتداء على حقوق الشعب الفسطيني، وأن أي إجراء أوترتيب أو اتفاق في هذا الصدد يصدر عن أية جهة أخرى إنما هو خال من الشرعية.

ثم إن المؤتمر الشعبي الفلسطيني، إذ يرحب بالقرار الذي أمنه ممثلو الأحزاب والمنظمات والقوى الوطنية والتقدمية العربية لعقد مؤتمر يضعها جميعًا من أجل توحيد النضال ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية، وقد قرر الموافقة على تلك الدعوة، وتبنيها، واعتبار منظمة التحرير الفلسطينية طرفًا أساسيًا فيها، كما قرر أيضًا تشكيل لجنة اتصال من منظمة التحرير الفلسطينية تتولى البحث مع ممثلي كل تلك الأحزاب والمنظمات والقوى في تنفيذ تلك الدعوة، على أساس تأليف لجنة تحضيرية تهيئ لعقد مؤتمر يكون أساسًا لبناء الجبهة الوطنية التقدمية على الصعيد العربي. ًن هذا كله يؤكد حقيقتين مترابطتين، هما في الواقع وجهان لحقيقة واحدة: أولاهما، أن الحركة الوطنية والتقدمية العربية تعتبر الكفاح الفلسطيني المسلح جزءًا لا يتجزأ منها- حيث حمايته من حمايتها، وأمنه من أمنها، وتحقيقه من صميم تحقيقها، وثانيهما: أن الكفاح الفلسطيني المسلح إنما هو محرك قوى ونقطة التقاء المحركات التحررية والتقدمية في شتى أرجاء الوطن العربي، وجمعها معًا على أرض مشتركة تؤكد وحدة  بقائها جميعًا .

وكذلك فإنالمؤتمر الشعبي الفلسطيني قد حقق خطوة حاسمة على طريق الوحدة الوطنية الفلسطينية، في النظر إلى ما لمسه المؤتمر من توجه جدي و مخلص لتحقيق تلك الوحدة لدى جميع المشاركين في أعماله، وما للقاء من تأكيدات جازمة من ممثلي المنظمات الفلسطينية المقاتلة على التزامها جميعها بتحقيق خطوات جدية وفورية على طريق الوحدة الوطنية-قد تم الاتفاق على توحيد جميع القوات المسلحة لجميع فصائل الثورة في مؤسسة عسكرية واحدة، وتوحيد جميع مصادر الجباية وجميع مجالات الصرف توحيدًا كاملًا ضمن الصندوق القومي الفلسطيني، وتوحيد أجهزة الإعلام ووسائله في جهاز مركزي واحد ووسائل موحدة، وتوحيد جميع أجهزة العلاقات الخارجية لمختلف المنظمات-على أن يستمر تشكيل الهيئات القيادية لمنظمة التحرير الفلسطينية على أسس واضحه.

إن هذا القرار الحاسم، الذي اقترن بالعزم على تنفيذه في وقت محدد وقصير، بحيث تتحقق المراحل الأساسية من برنامجه خلال ثلاثة أشهر، كما اقترن أيضًا بتشكيل لجنة خاصة لمتابعة تنفيذه،-إن هذا كله ليس وحسب تجاوبًا مع مطلب جماهيري فلسطيني شامل، وإنما أيضًا خير ضامن لتعزيز القدرة الفلسطينية الثانية للرد على جميع المشاريع التصفوية والتصدي للسياسات الاستسلامية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية في هذه الحقبة من تاریخها، والتي كان أحدثها مشروع حسين بإقامة ما يدعى بالمملكة العربية المتحدة .

لقد رفض الشعب الفلسطيني رفضًا قاطعًا جميع تلك المشاريع التصفوية والسياسات الاستسلامية، وهو الآن يرفض أيضًا المشروع الهاشمي الجديد رفضًا فوريًا وحازمًا وشاملًا .

ولقد رفضت ذلك المشروع أيضًا جميع الأحزاب والمنظمات والقوى الوطنية والتقدمية العربية، وبعض الحكومات العربية، واتخذت بعض هذه الحكومات خطوات أولية لغرض الحصار على النظام الهاشمي وإحباط المشروع المؤامرة.

 وإن المؤتمر الشعبي الفلسطيني ليتطلع إلى إسراع الحكومات العربية الأخرى بإدانة ذلك المشروع، وإلى اتخاذها الإجراءات المماثلة، ابتداء بقطع جميع العلاقات مع النظام الهاشمي .

إلا أن المؤتمر يؤكد أن الواجب يقضي بعد هذا إلى المضي بسرعة إلى وقف العلاقات الاقتصادية بشتى إنواعها، وإغلاق الأجواء والموانئ وطرق المواصلات العربية في وجه وسائل الانتقال والنقل من الأردن وإليه، وقطع المساعدات المالية عن النظام الهاشمي وتحويلها إلى منظمة التحرير الفلسطينية والحركة الوطنية الأردنية، ومنع الممثلين الرسميين للنظام الهاشمي من حق التنقل وعدم اعتماد ملفاتهم، وطرد النظام الهاشمي من عضوية جامعة الدول العربية، مع بقاء الشعب الأردني عضوًا أصيلًا فيها، وممثله الحركة الأردنية الوطنية، إلى أن يسقط النظام العميل الهاشمي ويقوم بدلًا منه حكم وطني ديموقراطي، فيستعيد الأردن بذلك وضعه الطبيعي في جامعة الدول العربية.

 ان الترابط الوثيق بين طرح مشروع حسين وبين اجراء الانتخابات البلدية في جزء من فلسطين المحتلة يتعدى الناحية الزمنية المتعلقة بالتوقيت، انه يكشف عن الصلة المشبوهة بين المخططات الهاشمية والصهيونية، في اطار الاستراتيجية الاستعمارية .

وغني عن البيان والتأكيد أن تلك الانتخابات، مثلها مثل اية اجراءات أخرى تتخذ تحت الاحتلال، ليست لها أية صفة شرعية، ففي ظل الاحتلال لا شرعية سوى شرعية المقاومة .

و فضلا من ذلك، فإناضطرار سلطات الاحتلال إلى اللجوء إلى كافة وسائل الضغط والارهاب في عملية شاملة لاجبار السكان على المشاركة في الانتخابات، ليفقد تلك الانتخابات أية قيمة سياسية كان العفو الصهيوني يطمح إلى تحقيقها من طريقها.

وإن المؤتمر الشعبي الفلسطيني، إذ يوجه بالتحية إلى الجماهير التي وعت حقيقة تلك الانتخابات فقاومتها وتظاهرت ضدها وامتنعت عن الاشتراك فيها، يطالب الجماهير الفلسطينية بأن تستمر في مقاومة المراحل التالية منها، فتقطع بذلك الطريق على العدو المحتل في محاولته لإعطاء الانتخابات أبعادًا سياسية.

إن المؤتمر الشعبي الفلسطيني يؤكد بأنه لا يحق لأية جهة من أي جيل من أجيال الشعب، مهما نالت منه الظروف، أن يتنازل عن أي حق من حقوقه الثابتة والطبيعية .

إن وحدة مصير الشعب الفلسطيني، المرتبطة عضويًا بوحدة المصير العربي، تتطلب التحامًا جماهيريًا أقوى، وتعاملًا أشد لمواجهة التحديات الاستعمارية والصهيونية والرجعية التي تواجه مسير حركة التحرر الفلسطيني بشكل خاص وحركة التحرر العربي بشكل عام .

وأمام هذه التحديات في هذه المرحلة الراهنة، لا بد من إقامة علاقة عضوية مع الحركة الوطنية الأردنية، وتحديد طبيعة هذه العلاقة والعمل على ترسيخ دعامتها وتطويرها، حتى يتسنى للشعب الأردني والشعب الفلسطيني متابعة المسيرة النضالية لتحقيق الأهداف الوطنية .

فالأردن هو الساحة الرئيسة والمنطلق الأساسي للثورة الفلسطينية، وليس ذلك بسبب طول خط وقف إطلاق النار فحسب، وإنما هو أيضًا بسبب الروابط التاريخية والسكانية والعلاقات الخيرية المشتركة، وطنية كانت أو اقتصادية أو ثقافية أو حضارية، أو لطبيعة النضال المشترك ضد النظام العميل بحكم كونه خط الدفاع الأمامي من الدولة الصهيونية، ولأن ارتباطه العضوي معها يتطلب إقامة بنيان متراص بين الحركة الوطنية الأردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية يتلاحم فيه نضال الشعب الأردني والشعب الفلسطيني ويحدد العلاقة المصرية بينهما.

إن المهمات الراهنة للجماهير الفلسطينية والأردنية في الضفتين تتحدد على أساس إعادة تصحيح وحدة الضفتين التي مزقها النظام العميل، وتجديدها ضمن نظام وطني ديموقراطي يقوم على الآتي: المساواة الإقليمية الكاملة في الحقوق والواجبات في إطار حكم وطني دیموقراطي يوفر قاعدة آمنة رئيسة للثورة، وحق الشعب الفلسطيني في حمل السلاح والتعبئة والالتفاف حول الثورة لمتابعة نضاله حتى تحرير كامل التراب الوطني، وحصول الجماهير الفلسطينية والأردنية على كامل حرياتها الديموقراطية والاجتماعية والاقتصادية، وحق الجماهير الأردنية بالانخراط في الكفاح المسلح للشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه المغتصبة.

ويطالب المؤتمر الشعبي الفلسطيني كافة الدول العربية-وبوجه خاص الدول المتاخمة لفلسطين بإزالة العراقيل والصعوبات أمام الثورة الفلسطينية، واعتبار أرضها قاعدة انطلاق للثورة إلى قلب الوطن المحتل، وقاعدة خلفية للكفاح المسلح فيه. على اعتبار أن ذلك حق شرعي للثورة الفلسطينية، فضلًا عن أنه جزء من الواجب المشترك في مواجهة العدو الواحد.

فإناستمرار الثورة الفلسطينية وتصاعدها ليس وحسب سبيلًا إلى تحرير فلسطين بل هو أيضًا عامل مساند في حماية الأراضي العربية الأخرى التي يستهدفها المخطط الإسرائيلي التوسعي.

كما أن استمرار الثورة الفلسطينية وتظافرها مع الحركة الوطنية التقدمية العربية يعزز القدرة العربية القتالية على الوقوف في وجه الغزو الحضاري والاقتصادي والاجتماعي، الذي ينطوي عليه الكيان الصهيوني .

إن المؤتمر الشعبي الفلسطيني، وهو يدرك أن النضال الوطني الفلسطيني هو جزء من نضال الشعوب والقوى الثورية والوطنية في العالم ضد الإمبريالية العالمية، وانطلاقًا من مواقف حركات التحرر العالمية والبلاد الاشتراكية والعربية المؤيدة لنضال شعبنا ولحقه في تقرير مصيره، يؤكد على ضرورة تطوير وتعزيز علاقة حركة التحرر الوطني الفلسطيني بحركة التحرر العالمي وبقوى التقدم والاشتراكية، ويدعوها إلى منح قضية شعبنا العادلة المزيد من تأييدها ودعمها.

كما يدعوها إلى الوقوف بحزم إلى جانب شعبنا في مواجهة المخططات الاستعمارية والصهيونية والرجعية التي تستهدف إجهاض حركة شعبنا النضالية وتصفية قضيته الوطنية .

على الرغم من قيام سلطات الاحتلال الصهيوني والنظام الهاشمي بمنع ممثلي الشعب الحقيقيين من حضور أعمال هذا المؤتمر، فإن هذا المؤتمر قد عبر عن الطموح الوطني والنضالي لشعبنا في مختلف أماكن تواجده.

ويختتم المؤتمر هذه المناسبة فيوجه تحية إجلال إلى شهداء الثورة الفلسطينية، وتحية إكبار إلى المقاتلين والمناضلين الصامدين في سجون الدولة الصهيونية والنظام الأردني .

ويحيي في الوقت ذاته حركات التحرير الوطنية في العالم، وخصوصًا كفاح شعب فيتنام الذي يلقن في الهند الصينية أبلغ الدروس للإمبريالية الأمريكية .

 

المجلس الوطني الفلسطيني

الدورة العاشرة-استثنائية

بناء على قرار اللجنة التنفيذية في جلستها المنعقدة بتاريخ ۱۹-۲-۱۹۷۲، تقرر دعوة المجلس الوطني لعقد دورة استثنائية يرافقها مؤتمر شعبي فلسطيني استثنائي بتاريخ ٦-٤-١٩٧٢ في القاهرة، وقد تم افتتاح الدورة الاستثنائية في الساعة السابعة من مساء يوم الخميس الموافق 6.4.1972 من قبل السيد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية، وبعد الافتتاح مباشرة وافق المجلس الوطني على مقترح اللجنة التنفيذية بعقد المؤتمر الشعبي وبعدها استمر المؤتمر في جلسات متتالية مدة خمسة أيام .

وفي صباح يوم الثلاثاء الموافق ١١-٤-١٩٧٢، عاد المجلس الوطني للانعقاد وأنفذ القرارات التالية :

أولًا: العضوية:

 1 - اتحاد العمال :

تم استبدال: إبراهيم بلعوم، وغالب فويس، وعيسى محمد، وأحمد أبو عودة، مع التالية أسماؤهم: محمد أبو  القبل، موسی محمد جیاب، موسی أبو  حطب، عوني بطاش.

 2- اتحاد الطلاب: تم استبدال الأخوة، أحمد صخر بسيسو، ويونس جميل الشريف مع الآخرين التالية أسماؤهم: لمى قمبر جي نبیل قليلات، زهدي القدوة.

3- جيش التحرير الفلسطيني: وبخروج ثلاثة من ممثلي جيش التحرير الفلسطيني من المجلس الوطني أضيف كل من السادة: 1- العميد مصباح البديري-2- الرائد طارق الخضراء3 - الرائد فرح مراد.

4- اتحاد المعلمين الفلسطينيين: تم استبدال الأخت هدى عبد الهادي، مع بالأخ عطوة البيوك.

 ثانيًا: قرر المجلس الوطني الموافقة على توصيات لجنة الوحدة الوطنية للمؤتمر الشعبي الفلسطيني، كما قرر الموافقة على:

  1. تشكيل لجنة المتابعة كما وردت من المؤتمر الشعبي وهم السادة:
  1.  خالد الفاهوم (رئيسًا)2٢ - بلال الحسن 3- إبراهيم بكر4٤ - مجدي أبو  رمضان 5- د. نبيل البعث 6-عبد المحسن قطان 7- هاني القدومي:8 - عمر العقاد9۹ - محمد زهدي النشاشيبي 10- د. صلاح الدباغ 11 - د. أحمد الدجاني 12- عبد العزيز الوجيه 13 - د. سعید حمود 14 - محمد بصل 15- عبد الله حوراني 16- د. عبد الوهاب الكيالي 17- رئيس عمال فلسطين 18-  رئيس اتحاد طلاب فلسطين 19- رئيس اتحاد الحقوقيين 20- رئيس اتحاد المعلمين 21- رئيسة اتحاد المراة 22- أليس القاسم.

ب - توسيع المجلس الوطني الفلسطيني على أن يخصص ٥٠٪ من الأعضاء الجدد إلى الاتحادات وعهد بمهمة التوسع إلى لجنة تحضيرية مكونة من رئيس المجلس واللجنة التنفيذية .

ج - تأجيل موعد انعقاد دورة المجلس الوطني العادية  إلى موعد أقصاء ثلاثة اشهر، والعهد إلى رئيس المجلس واللجنة التنفيذية بتحديد الموعد .

ثالثًا: أما بشأن توصيات المؤتمر الشعبي الفلسطيني لمنطقة بالجبهة العربية المشاركة والتوصيات السياسية قرر المجلس الوطني إحالتها مع ملاحظات الأعضاء عليها إلى اللجنة التنفيذية لاتخاذ ما يلزم بشأنها .

هذا وقد اختتمت هذه الدورة في منتصف ليل الأربعاء ١٢-٤- ۱۹۷۲، واكتفى المجلس الوطني بالبيان العام الشامل الصادر عن المؤتمر الشعبي الفلسطيني.

 

 

أسماء أعضاء المؤتمر الفلسطيني

الضفة الشرقية :

  1. إسحق الدردار
  2. إبراهيم البرغوثي
  3. أمين الحسيني
  4. الحاجة تودد عبد الهادي
  5. حنان غوشة
  6. جميل بركات
  7. جمال نجداوي
  8. حماد بن سعيد
  9. حنان طوقان
  10. خليل السلواني
  11. خلوصي الخيري
  12. د. داود الحسيني
  13. روحي الخطيب
  14. رشاد الخطيب
  15. رفعت النابلسي
  16. رفعت الصليبي
  17. الحاج زكي الغول
  18. سلامة توفيق كيالي
  19. سليمان الفراجين
  20. سعيد جودت الدجاني
  21. سهيل خوري
  22. سري ناصر
  23. زياد الجمل
  24. صلاح حميدان
  25. عبد الخالق يغمور
  26. إبراهيم أبو  شلحة
  27. هاشم أبو  حليوة
  28. حسين جفيم
  29. محمد حسن أبو  جعفر
  30. أحمد رشاد
  31. سيد الحميد  أبو  مغيصيب
  32. أحمد المنيعي
  33. عبد الله أبو  سمهدان
  34. مسمح البلوي
  35. العقد سعد صایل
  36. العقيد أحمد عفانة
  37. المقدم سعيد موسى
  38. المقدم عطا الله عطا الله
  39. الرائد موسى العملة
  40. الرائد محمد جهاد
  41. النقيب مطر يوسف
  42. سمير سمارة
  43. حسين الدسوقي
  44. شريف جبارين
  45. محمد مصطفى بدر
  46. خولة عبد الهادي
  47. عبد السلام العوري
  48. نزيه يعقوب قورة
  49. الشيخ عبد الحميد السايح
  50. محمود أبو  نافذ
  51. منذر عنبتاوي
  52. الشيخ سليمان أبو  حمام
  53. عبد الكريم البرغوثي
  54. عبد السلام القمحاوي
  55. علي صقر شنك
  56. عبد المجيد حجازي
  57. ألفت عقل عقل
  58. غازي القواسمي
  59. فؤاد فراج
  60. فؤاد عبد الهادي
  61. كمال الدجاني
  62. كماران طبيل
  63. کارلوس دعمس
  64. الشيخ محمد أبو  شنار
  65. محمد عبد العزيز الفاهوم
  66. موسى غيث
  67. مصباح الزميلي
  68. محمود علاء الدين
  69. محمد السيد
  70. توفيق التميمي
  71. منيب المصري
  72. المنسنيور نعمة السمعان
  73. نجيب الأحمد
  74. نديم الزور
  75. هاشم الجيوسي
  76. هشام نسيبة
  77. د. ياسر عمرو
  78. وائل طوقان
  79. يحيى حمودة
  80. وليد الخياط
  81. فوزي عريقات
  82. محمد العجرمي
  83. فوزي جرار
  84. فتحي الناجي (عمال الأردن)
  85. محمد جاد الله (دمشق)
  86. إسماعيل سالم.
  87. وداد قمري
  88. عبد الكريم الطل
  89. نجيب نصار
  90. إسماعيل النحاس
  91. د. بشير البسطامي
  92. سعيد السبع (بيروت)
  93. عزمي مرار
  94. خضر عبد الله
  95. محمد مطر (بيروت)
  96. أحمد محمود ابراهیم
  97. فؤاد نصار
  98. جميل مرقة
  99. أحمد الناعوري
  100. عصام عبد اللطيف
  101. هاني الدحلة
  102. نافذ العطعوط
  103. عبد الهادي القاسم
  104. إبراهيم الشنطي.
  105. حبيب الوحيدي
  106. محمد عبد الفضيلات
  107. عبد المجيد هديب
  108. محمود عبد الفتاح حيمور
  109. حسن العجوري (مخيم شنلر)
  110. سلطان عمر العرسان
  111. شفيق أبو  ليدة
  112. محمد خالد الطيطي
  113. محمد اسماعيل
  114. الحاج طالب خليل الحيث
  115. الحاج إبراهيم قويدر
  116. سعيد اللهوب
  117. عبدالرحمن صالح العزة
  118. اسماعيل حسين خليل

الجمهورية العربية السورية :

  1. حسن زكاري
  2. فايز سعد الدين
  3. يونس محمد يونس
  4. أحمد الشهابي
  5. نمر حماد
  6. داود أبو  الشكر
  7. أحمد الحسن
  8. يوسف جاد الحق
  9. إبراهيم الشهابي
  10. أنيس الخطيب
  11. يحيي النحوي
  12. عبد المجيد الحصان
  13. محمد سعيد طيراوية
  14. ميشيل غنيم
  15. حسين جوهر
  16. عادل عبهري
  17. موسى البطل
  18. عبد اللحام
  19. عمر عجاج
  20. حسين المعجل
  21. عوني أحمد
  22. يوسف موسى محمد
  23. محمد حسن الشهابي
  24. سعيد إبراهيم الموعد
  25. عبد العزيز أبو  رفيع
  26. محمد علي عودة
  27. إبراهيم الشيخ خليل
  28. عبد الفتاح يونس
  29. محمد الريماوي
  30. حمزة البرقاوي
  31. محمد المحمد
  32. محمد السلطي
  33. عبد الرحمن الشيخ قاسم
  34. محمد بصل
  35. نمر اسكندراني
  36. أحمد عبد الهادي
  37. ظافر الخضرا
  38. عدنان عبد الرحيم
  39. فهمي تميم
  40. يوسف عطا الله
  41. محمد فياض النمر
  42. صلاح الزواوي
  43. منيب المجدوب
  44. محمد علي حديد
  45. يوسف أبو  ادهیس
  46. فخر الدين القلا
  47. حسين السليم
  48. مصطفى الميعاري
  49. ادمون خليف
  50. يونس الكتري
  51. فرسان الماضي
  52. سلمان أبو  زهری
  53. يوسف قطناني
  54. مصطفی قره  جولي
  55. الحاج نمر أحمد نمر
  56. كمال الخالدي
  57. محمد سعيد قاسم
  58. محمود فرج
  59. فيصل الحوراني
  60. محمد الخطيب
  61. عبد المجيد الوجيه
  62. محمد سعيد
  63. أحمد عبد الرحمن
  64. عبد الفتاح ادريس
  65. سمير القدم
  66. عبد الرحيم أبو  جياب

جمهورية مصر العربية

  1. أحمد الشقيري
  2. عبد الله الريماوي
  3. أحمد صدقي الدجاني
  4. سعيد العزة
  5. مصطفى أبو مدين
  6. زكي خيال
  7. سليم السيد أحمد جبارة
  8. سعيد السقا
  9. عصام الآغا
  10. سمر سيسالم
  11. خليل الخطيب
  12. علي هاشم رشيد
  13. رجب يرزق
  14. سعيد الشوا
  15. اسعد زينة
  16. هاشم محمود الشرفا
  17. محمد الغلايني
  18. محمود سعدة
  19. إسحق بسيسو
  20. عادل شراب
  21. عبد الله الفرا
  22. روحي أبو غزالة
  23. شاكر السقا
  24. يحيى كرامة
  25. خليل أبو  غين
  26. محمد يوسف الرمادي
  27. عبد الرحمن على
  28. شفيق نجم
  29. سليم الحمامي
  30. جعفر المصدر
  31. كامل الشوربجي
  32. إسماعيل الريس
  33. عبد الرزاق أبو  لين
  34. خميس عصفور
  35. يعقوب خوري
  36. جبر الأمريكاني
  37. عبد الباري الريس
  38. محمود نعناعة
  39. عبد الله مهنا
  40. جمال عرفات
  41. سليمان بشير
  42. سليمان علي أحمد
  43. هشام السراج
  44. يوسف عليه
  45. حسين الأمريكاني
  46. عزمي عزام
  47. إبراهيم الدعمة
  48. محمد الفرأ
  49. عادل الجراح
  50. يحيي غنام
  51. سعيد كمال
  52. أحمد رباع
  53. هارون هاشم
  54. فؤاد يسن
  55. ربيع الترك
  56. فخري السراج
  57. عزت محمود
  58. احسان سروار
  59. تيسير النابلسي
  60. محمود موسى عبد القادر
  61. موفق المستقيم
  62. نجيب صهيون
  63. ميشيل تادرس
  64. خميس أبو  حصيرة
  65. عائش علي
  66. أحمد باغي
  67. يسرى أبو  طاحون
  68. زكريا أبو  سنينة
  69. أحمد عباس
  70. عودة بطرس عودة

الجمهورية اللبنانية :

  1. محمد بركة
  2. فريد الخطيب
  3. محمد خليل الحاج
  4. عبد الله لاما
  5. أحمد سلامة
  6. خالد شحادة
  7. امين قادري
  8. سميرة صلاح
  9. سليم الموعد
  10. محمد العملة
  11. محمد صبري كتمتو
  12. منال النمري
  13. محمد محمود الصباح
  14. شوقي أرملي
  15. مازن البندك
  16. محمد أحمد عبد المعطي
  17. سليمان حشمة
  18. علي أبو علي
  19. نایف عزام
  20. نقولا نصر الله
  21. بولس عبد الكريم
  22. فایز بپرقجي
  23. عمر الشكعة
  24. فايز فريجي
  25. الحاج عبد المجيد عيسى
  26. طاهر محمد طاهر
  27. علي کعوش
  28. جهاد طلال الحاج
  29. محمد عبد الله قشقوش
  30. منصور ابو شقرا
  31. نعيم العبد معروف
  32. صبحي حسين
  33. ديب بحمدوني
  34. حميد سليمان
  35. سمير الصاحب
  36. أسعد عامر
  37. عبد القادر الظاهر

الجمهورية العراقية :

  1. محمد البرماوي
  2. سليم الأعرج
  3. إبراهيم خديش
  4. خليل ثابت
  5. حسن محمود طه
  6. سعيد جياب
  7. محمد أحمد مرزوق
  8. محمد عبد حسين
  9. فلاح جبر
  10. نصيف عواد
  11. أحمد قاسم
  12. محمد یونس
  13. نمر مصطفى أبو نجم
  14. حسن حمادة
  15. مؤيد قناديلو
  16. منهل عبد الفتاح
  17. مفيد عبد الفتاح
  18. لطف غنطوس-

الكويت :

  1. محمد الشريف
  2. فهيم ناصر
  3. عبد الكريم مراد
  4. سعيد خوري
  5. علي الحسن
  6. عادل رشق
  7. سليم السالم
  8. خليل شاهين
  9. محمد لصوي
  10. داود القطب
  11. هاني القدومي
  12. عبد الكريم الشوا
  13. عابدین بسيسو
  14. محمود سعد الدين
  15. إبراهيم الخطيب
  16. بكر الصديق
  17. حسني زعرب
  18. عبيده الكاظمي
  19. حسام سويد
  20. حسام أبو  شعبان
  21. جميل بديري
  22. رفيق قبلاوي
  23. محمود صفوري
  24. نواف أبو  كشك
  25. هشام النحوي
  26. علي ناصر ياسين

المملكة العربية السعودية :

  1. حسن الشرقاوي
  2. أسامة بسيسو
  3. عبد اللطيف عثمان
  4. محمد عوبمر
  5. شكيب الأموي
  6. عيسى خليل
  7. رمضان كربرة
  8. جابر أحمد شعبان
  9. محمود حسون
  10. جودت البرغوثي
  11. محمد زرقية
  12. إبراهيم الزون
  13. زهير عورتاني
  14. عبد الرحيم الحايك
  15. جعفر زياد
  16. يونس فريحات
  17. جبر ابر حليمة

قطر:

  1. محمد شريح
  2. سيف زعرب
  3. محمد عبد الهادي
  4. صدقي خضر
  5. داود فانوس
  6. ميشيل فرح
  7. حمدان العبادلة
  8. عزیز عقل
  9. مضيوف الفرا
  10. عدنان حلاوة
  11. ياسين الشريف
  12. سعيد مسحال

الجمهورية العربية الليبية :

  1. الدكتور سليمان جاروشة
  2. أنيس القاسم
  3. سميح مكاوي
  4. محمد سكيك
  5. منصور هاشم
  6. محمد یوسف
  7. خالد الجراح
  8. توفيق خليل حوراني
  9. بسام سكيك
  10. عبد الرحمن موسى مشعل

السودان :

  1. عبد اللطيف أبو حجلة
  2. سلمى الخضراء الجيوسي
  3. فواز ياسين

الجزائر :

  1. محمد نجمة الشنطي

جزر كناري ولابلاما :

  1. عوض أبو هادية
  2. جورج هواش
  3. سبيردون

البحرين :

  1. سميح حرز الله
  2. شكيب الجيوسي

ابو طبي

  1. عبد الكريم الرمحي
  2. جميل حسونة :

دبي:

  1. حسن عطایا
  2. معاوية شنار

رأس الخيمة :

  1. محمد عبد العزيز

الشارقة :

  1. القاضي أحمد صالح

مركز الابحاث :

  1. انيس صالح
  2. الحكم دروزة
  3. إبراهيم العابد
  4. أحمد خليفة
  5. حبيب قهوجي
  6. عصام سخنيني
  7. يعقوب العبيدي

مركز التخطيط:

  1. سعيد حمود
  2. رمزي دلول
  3. حسن الشريف
  4. طاهر كنعان
  5. منير شفیق
  6. فوزي تميم

مؤسسة الدراسات :

  1. وليد الخالدي
  2. رندة الخالدي
  3. عوض حنون

اتحاد العمال :

  1. محمد عدوان
  2. حمزة أبو سيف
  3. زهير دویك
  4. حسني مرعي
  5. محمد بدران
  6. موسى جريس
  7. علي خلايلي
  8. فضل سلمان
  9. زهير علم الدين
  10. حسن سليم

المجلس الأعلى لرعاية الشباب :

  1. أحمد القدوة
  2. برهان اليماني
  3. إبراهيم بلعوس
  4. عائشة محمد

اتحاد شيبية الثورة :

  1. محمد عبد العال
  2. زيد مهاوش
  3. محمد عباس
  4. عصام عباس
  5. أحمد بيرومي

اتحاد المعلمين :

  1. علي ادريس
  2. محمد زارع
  3. خالد البرد
  4. اسعد عامر
  5. راتب العتيلي
  6. محمد إبراهيم حور
  7. حسن أبو  حجير
  8. محمد يونس
  9. داود منصور
  10. عايش حرب

اتحاد الطلاب :

  1. غسان ملحيس
  2. يونس الشريف
  3. أحمد الفرا
  4. بهائي قباني
  5. خضر شحادة
  6. عاطف أبو بكر
  7. شفيق حوراني
  8. معين خوري
  9. مصطفى كساب
  10. بديع أبو عبيدة
  11. وائل الشنطي
  12. عودة أبو  حليب
  13. علي محمد الشولي

اتحاد الحقوقيين

  1. عبد الاله الكرزون
  2. هشام السراج

اتحاد الكتاب :

  1. محمد رشدي الخياط
  2. الياس سحاب
  3. علي هاشم رشيد

اتحاد المرأة :

  1. رقية الحوري
  2. ميسر شاهين
  3. ندى يشرطي
  4. مي الصايغ الجبجبي
  5. نجية حمود
  6. سعاد الكيلاني
  7. نهاية محمد
  8. نبيلة النمر
  9. نجلاء سعد الدين
  10. مفيدة الدباغ
  11. هيفاء الحسيني
  12. الدكتورة نادرة السراج
  13. إفلین حمصي
  14. عادلة الدجاني
  15. وصفية الاذقاني

انجلترا :

  1. جميل هلال
  2. دكتور باسل عقل

المانيا الغربية :

  1. شارل رضوان
  2. محمد عودة
  3. عبد الله الافرنجي

المانيا الشرقية :

  1. غازي حسين
  2. علي الكردي

إيطاليا :

  1. محمد صبح

أسبانيا:

  1. أمين شحبير

بلغاريا:

  1. أبو أحمد سلامة

الخدمات الطبية :

  1. اعتدال الخطيب
  2. عبد الله شنار
  3. محمد سعيد

فرنسا :

  1. ناصر عطية

الأردنيون

المدعوون إلى المؤتمر الشعبي الفلسطيني

  1. نبيه معمر
  2. نايف حواتمة
  3. محمود الروسان
  4. حسن خريس
  5. عاكف الفايز
  6. سليمان النابلسي
  7. عادل الحياري
  8. مروان الحمود النمر
  9. جعفر الشامي
  10. عبد الباقي جمو
  11. رزق البطاينة
  12. سعيد المفتي
  13. سليمان الحديدي
  14. نشأت حمارنة
  15. زيد حمزة
  16. سليمان القضاة
  17. صالح المجالي
  18. زهير أبو  السيد
  19. محمود المعايطة
  20. محمد توفيق الروسان
  21. عبد الرحمن خليفة
  22. سمعان القسوس
  23. ضيف الله الحمود
  24. محمد الخشمان
  25. فواز أبو  الغنم
  26. أحمد النجداوي
  27. غانم زريقات
  28. حسن عجاج
  29. فيصل محافظة
  30. أحمد عبيدات
  31. اسماعيل المحادين
  32. نجيب ارشيدات
  33. حسن مجلي
  34. سلطان ماجد العدوان
  35. أحمد زعرور
  36. شاهر يوسف
  37. عبد الحليم الفول
  38. منيف الرزاز
  39. امين شقير
  40. تركي حداد
  41. عبد الكريم خريس
  42. بهجت المحيسن
  43. مشهور حديثة
  44. خزامي الرشيد
  45. يعقوب زیادین
  46. أحمد طوالية
  47. محمود الغرايبة
  48. خالد الطاهر
  49. غطاس جميل الصويص
  50. صالح خلاب
  51. منير يعقوب بقاعين
  52. فايز حوراني

الوطن المحتل

دعي أكثر من مائة من الأخوة أبناء فلسطين لحضور المؤتمر الشعبي، ولكن السلطات الصهيونية منعتهم من المشاركة .

 

أسماء أعضاء المجلس الوطني :

  1. عبد الرحمن أبو  جبارة
  2. حامد أبو  سته
  3. یحیی أبو  شهلا
  4. إبراهيم أبو  عياش
  5. أمين الآغا
  6. أسعد البرغوثي
  7. صالح برغوتي
  8. إبراهيم بكر
  9. صبري جريس
  10. فاروق الحسيني
  11. شفيق الحوت
  12. محمود الخالدي
  13. محمد الخضرا
  14. حسام الخطيب
  15. يوسف الخطيب
  16. إيلياء خوري
  17. صلاح الدباغ
  18. برهان الدجاني
  19. محفوظ الريس
  20. فاضل زيدان
  21. منير سويدي
  22. عبد المجيد شومان
  23. فايز الصايغ
  24. يوسف الصايغ
  25. جمال الصوراني
  26. قصي العبادلة
  27. حمدي عبد المجيد
  28. عزيزي سعيد
  29. ياسر عمرو
  30. صلاح عنبتاوي
  31. رفعت عودة
  32. خالد الفاهوم
  33. محمود فلاحة
  34. عبد المحسن قطان
  35. عبد الوهاب كيالي
  36. عبد الرحمن مراد
  37. كمال ناصر
  38. محمد زهدي النشاشيبي
  39. رفعت النمر
  40. جودت الهندي
  41. فائق وراد
  42. فتحي الراغب
  43. سعيد الخمرة
  44. حيدر إبراهيم
  45. صبري بدر
  46. محمد أبو  الليل
  47. موسى محمد جياب
  48. موسى أبو حطب
  49. عوني بطاش
  50. صلاح صلاح
  51. جميل شحادة
  52. عبد الله حسن
  53. عبد الله الخطيب
  54. حسين الاجرب
  55. عطوة البيوك
  56. عصام عبد الهادي
  57. سميرة ابو غزالة
  58. سلوى أبو خضرا
  59. زهير الخطيب
  60. د. عبد الله أبو  حسان
  61. د. تيسير بركات
  62. اديب عبد ربه
  63. صالح رافت
  64. نبيل حمادة
  65. بلال الحسن
  66. عمر نوفل
  67. توفيق أبو  بكر
  68. عبد الكريم حمد
  69. كمال بقاعي
  70. عوني الحبش
  71. أحمد مرعشلي
  72. محمود اسماعيل
  73. كمال كعوش
  74. حسن عدلوني
  75. محمد جابر نيهان
  76. أسعد عكه
  77. وليد عبد الهادي
  78. ياسر عرفات
  79. فاروق القدومي
  80. صلاح خلف
  81. خالد الحسن
  82. سعد الدين الغندور
  83. سليم الزعنون
  84. سليمان الشرفا
  85. هايل عبد الحميد
  86. يحيى عاشور
  87. محمد الأعرج
  88. رفيق النتشه
  89. هشام الشريف
  90. إحسان سمارة
  91. محمد النجار
  92. کمال عدوان
  93. نمر صالح
  94. محمد صبيح
  95. محمد أبو  ميزار
  96. نبيل شعث
  97. زهير العلمي
  98. توفيق الصفدي
  99. فتحي عرفات
  100. موسى عوض
  101. محمود عباس
  102. عادل سليم عبد الله
  103. ۱۳ - محمد غنيم
  104. محمود حسون
  105. عمر الخطيب
  106. سعيد الحمامي
  107. عمر العقاد
  108. العقيد - محمد الشاعر
  109. هاني الحسن
  110. فواز ناجية
  111. سامي العطاري
  112. يسار عسكري
  113. عزيز خليفة
  114. منهل خطاب
  115. حنا بطحيش
  116. سامي قنديل
  117. زهير محسن
  118. فخري ميعاري
  119. محمود نسيم
  120. فرحان أبو  الهيجاء
  121. محمد ناصر
  122. مصطفى سعد الدين
  123. أحمد اليماني
  124. مصطفى الزابري
  125. وليد قدورة
  126. محمد المسلمي
  127. عبد جبرين جابر
  128. نمر نصار
  129. داود المراغي
  130. تيسير قبعة
  131. یونس طه
  132. حسين القلا
  133. غازي الصعيدي
  134. عصام الصرطاوي
  135. محمد أبو  سمرة
  136. بهجت أبو  غريبة
  137. أحمد جبريل
  138. فضل شرورو
  139. عمر الشهابي
  140. لمعي قمبرجي

 

  1. نبيل قليلات
  2. صادق عزت الشافعي 
  3. زهدي القدرة
  4. العميد - مصباح البديري
  5. العميد. فتحي سعد الدين
  6. الرائد  - طارق الخضرا
  7. الرائد - فرج مراد
  8. المقدم الركن - منصور اديب الشريف
  9. المقدم الركن - نزار مواد
  10. غازي الخليلي
  11. يونس بجيرمي
  12. عبد الكريم الكرمي
  13. مجدي أبو  رمضان
  14. عبد الله حوراني

 

رابط يحتوي على معلومات عن الدورة العاشرة للمجلس الوطني يظهر في الضغط على الوثيقه: