الرئيسية » خطابات الرئيس محمود عباس »

كلمة الرئيس محمود عباس في إضاءة شعلة الانطلاقة

31 كانون الأول 2014

بسم الله الرحمن الرحيم

إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3) صدق الله العظيم.

إن نصر الله والفتح آت لا محالة بإذن الله، لا يمكن أن يخذل الله عباده المؤمنين الصامدين الصابرين المضحين المقدمين كل ما هو غال ونفيس، لا يمكن أن يخذلكم الله، فلا بد أن تصلوا إلى الحرية والنصر، وهو قريب بإذن الله.

خمسون عاما أتذكرها كأنها اليوم، خمسون عاما كانت البداية فيها مستحيلة لألف سبب وسبب، لكن إخوتكم الذين صمموا على رفع صوت شعبنا عاليا، الذين قرروا أن يمسكوا الأمر بأيديهم لا بأيدي غيرهم، انطلقوا في ثورة سموها المستحيل، ولكن لا مستحيل مع الله في هذه الحياة.

خمسون عاما قدمنا عشرات آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى، ومئات آلاف الأسرى، هنا وفي اغلب الأماكن المحيطة، ومع ذلك صمدنا وسنصمد ولن نخرج من بلدنا هذا، سنبقى على أرضنا حتى نحقق النصر والتحرير بإذن الله.

لا ننسى شهيدنا القائد البطل أبو عمار الذي قرأنا له الفاتحة وروحه ترفرف فوقنا وتقول استمروا ناضلوا اصبروا حتى تحققوا نصركم.

ولا ننسى شهداءنا بالعشرات والمئات من القادة أبو جهاد الذي لحقوا به إلى تونس، وأبو إياد، وأبو الهول وماجد أبو شرار والقائمة تطول من قيادات الشعب الفلسطيني، الذين استشهدوا هنا أو استشهدوا في أماكن الغربة فيما مضى.

وأخيرا الشهيد زياد أبو عين، هذه الفتاة ابنته ستكمل المسيرة، ذهب ليزرع شجرة في ترمسعيا فقتلوه، وذهب شهيدا، في اليوم التالي ابنته حملت نفس الشجرة وزرعتها هنا في مقر الرئاسة، من ظن أننا نحبط من ظن أننا نيأس أو نخذل شعبنا فظنه خائب، نحن مستمرون في موقفنا في سياستنا رائدنا الأساس هو مصلحة شعبنا، لا نلتفت يمينا ولا يسارا.

ما حصل في الأيام الماضية دليل على ذلك، أخدنا ليلة أمس فيتو ليس أول فيتو ولا آخر فيتو، ولكننا صامدون مستمرون حتى الحصول على حقنا، لا يريدون أن يعطونا حقنا، الحق لا يعطى، الحق يؤخذ ولا بد لنا أن نعمل لأخذ حقنا.

مجلس الأمن ليس آخر الدنيا، وهذه الجلسة أمس ليست آخر المطاف، عندنا ما نقول وعندنا ما نفعل اعتبارا من هذه الليلة.

خمسون عاما، وكل عام وانتم بخير، وأولادكم بخير وأحفادكم بخير، وسنستمر نحن وأولادنا وأحفادنا ولن نكل ولن نمل حتى نصل إلى القدس عاصمة دولة فلسطين، بالمناسبة يقولون نحن ممكن أن نوقف الاستيطان بالضفة، لكن ليس في القدس، نحن نقول لهم: القدس أولا وأخيرا، القدس التي احتلت عام 1967 عاصمتنا الأبدية وستبقى كذلك، وبدونها وبدون غزة والضفة لا توجد دولة فلسطينية.

يجب أن نستعيد الوحدة الوطنية، سنعمر غزة، ونحن مصممون على ذلك مهما كلفنا من ثمن ومهما وضعوا من عقبات في طريقنا، سنعمر غزة هؤلاء أهلنا إخواننا يجب علينا أن نبذل لهم كل غال وكل نفيس.

مرة أخرى، كل عام أنتم وبخير، كل عام وانتم بخير في نهاية السنة الميلادية، كل عام وأنتم بخير في المولد النبوي الشريف، كل عام وأنتم بخير في عيد الميلاد، ميلاد السيد المسيح عليه السلام الذي مضى قبل أيام والقادم بعد أيام، نهنئ أنفسنا لا نهنئ المسيحيين فقط، نحن نهنئ المسيحيين والمسلمين والعالم كله بمناسبة عيد الميلاد المجيد، سيكون العام القادم عاما مختلفا بإذن الله، ونحن صامدون مستمرون، الله معكم سيوفقكم.

والسلام عليكم.