كلمة الرئيس محمود عباس أمام اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بمقر الرئاسة
بتاريخ 6 تشرين الأول 2015
في هذه الأيام الصعبة التي تصعّد فيها حكومة إسرائيل الهجوم الشديد على الشعب الفلسطيني في كل مكان ولا تكتفي بالهجوم بل بالقتل، بقتل طفل عمره 13 عاما بحجة انه يلقي الحجارة، وغيره من الشهداء، إضافة لهدم البيوت، والحواجز، وفوق كل هذا هجمات المستوطنين على أبناء شعبنا وممتلكاتهم في كل مكان في الضفة الغربية.
بصراحة لا ندري لذلك سببا لان الجانب الفلسطيني لم يعتد ولم يقم بأي عمل ضد الإسرائيليين، إذا كانوا يعتقدون أن الناس في القدس تقف للدفاع عن نفسها فهذا حقنا، نحن يجب أن ندافع عن مقدساتنا جميعا المسيحية والإسلامية، أما أن يفكروا بتقسيم الأقصى فهذا بعيد المنال ولا يمكن أن يتحقق لهم.
نحن نعرف إن الحكومة الإسرائيلية وسياساتها تزداد عزلة وخاصة ما حصل مؤخرا في الأمم المتحدة عندما تقرر بأغلبية ساحقة من قبل دول العالم أن يرفع العلم الفلسطيني في كل مؤسسات الأمم المتحدة سواء في نيويورك وجنيف وفينا وغيرها، وبذلك يردون علينا بهذه الهجمات الوحشية.
نحن نقول لهم أوقفوا الاستيطان وتعالوا للمفاوضات، أطلقوا سراح 30 أسيرا الذين وافقتم انتم عليهم مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونحن مستعدون للمفاوضات، نحن مستعدون أن نبحث الاتفاقات التي هدرت ونقضت منذ أوسلو حتى الآن من قبل الجانب الإسرائيلي، متمسكون بالاتفاقات، لكن لا يمكن أن نبقى وحدنا متمسكين، إذا لم تعد إسرائيل إلى رشدها فنحن أيضا من واجبنا أن نقوم بما يمليه علينا واجبنا، إذا إسرائيل لا تريد هذه الاتفاقات فنحن لا نريد تنفيذ هذه الاتفاقات.
نحن لا نريد تصعيدا عسكريا وأمنيا بيننا وبينها، لا نريد هذا، وكل تعليماتنا إلى أجهزتنا وتنظيمنا وشبابنا وجماهيرنا أننا لا نريد التصعيد لكن نريد أن نحمي أنفسنا، نحن لسنا الذين نبدأ ولسنا الذين نبادر وعلى إسرائيل أن تتوقف وتقبل اليد الممدودة لها، نريد الوصول إلى حل سياسي بالطرق السلمية وليس بغيرها إطلاقا.
أرجو أن تكون الرسالة واضحة للإسرائيليين، وان يفهموها تماما وان يفهمها العالم، والعالم فهمها حتى نجنب هذه البلاد المخاطر التي ستعود على كل الأطراف بالويل والثبور وعظائم الأمور.