الرئيسية » خطابات الرئيس محمود عباس »

كلمة الرئيس محمود عباس خلال افتتاح المنتدى الأول للمبدعين في فلسطين

12 أيلول 2015

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأخوات والإخوة الأعزاء،،،

يسعدني أن أكون معكم في هذه المناسبة التي أعادتني 20 عاما للوراء عندما كنا في طريق العودة لأرض الوطن أتيحت لي الفرصة لأتحدث بين إخواني أعضاء المجلس المركزي لنشرح لهم ماذا حصل وما نحن قادرون على عمله، وقلت في حينه نحن كفلسطينيين أبدعنا وبنينا وتميزنا في كل العالم العربي والإقليمي والدولي تميزنا كأفراد، عملنا قصص نجاح كأفراد، ونحن نعود اليوم للوطن هل نستطيع أن نكرر تجربتنا في الخارج في أرض الوطن؟ يدي على قلبي كنت خائفا ومترددا، الآن أرفع يدي عن قلبي وأنا مطمئن لأن الإبداع والتميز يسودان أرض الوطن.

الإبداع والتميز ليس غريبا علينا، وكثيرون يعلمون أنه منذ أن قامت ثورتنا أنشأنا اللجنة العلمية - اللجنة التطويرية، لأنه من واجبك وأنت تعمل في أي مجال أي محفل يجب أن تبدع فيه وتتميز فيه، وتفكر كيف تطور هذا العمل الذي تعمله من حسن لأحسن للأحسن، وأنشأنا عام 1968 اللجنة العلمية، وكان يترأسها عدنان سمارة.

الحاجة أم الاختراع، وعندما شاهدت المعرض في الأسفل شاهدت شبابا وشابات يبحثون في المحيط ما هي الحاجة، وكل منهم يفكر في محيطه وكيف يبدع فيه ويطور فيه، لذلك لاحظت تباينات كثيرة في إبداعاتهم هذه هي الحياة أنك تبدع حيث تحتاج عندما تكون الحاجة لأمر ما فأنت تبدع في هذا العمل؛ لماذا المعاق يمشي بهذه الطريقة لا بد أن يمشي بطريقة أخرى وهذا هو العقل.

نحن لا نملك مالا ولا بترولا ولا غازا ولا ذهبا، نحن دولة فقيرة ومن سوء الحظ نعيش على المساعدات بسبب الاحتلال، لكن نملك شيئا واحدا هو العقل نفكر وننجح، كثيرون من دول العالم سبقونا بهذا، إذا كان لديك العقل واستعملته في الطريق الصحيح ستصل إلى ما تريد وتطور بلدك.

إن هؤلاء المبدعين الصغار يحتاجون لمن يرعاهم ويسوق أفكارهم، يجب أن يكون هناك تناغم بين هذا المبدع والجهات التي تدعم وتسهل طرقه وعمله بكل مناحي الحياة، وهنالك من يتلقف من هنا وليس من الخارج هذه المشاريع التي تستفيد منها البشرية، هذه هي خلاصة المشروع الذي اسمه الإبداع والتميز.

علينا أن نفكر جميعا كيف نطور هذا المجال والعمل، إن كنا نعمل في مجالات أخرى سياسية أو دبلوماسية أو مفاوضات أي كان، هذا العمل يجب أن يأخذ الحيز الأكبر والاهتمام الأكثر، لأنه من هنا نستطيع بناء دولة فلسطينية مستقلة معاصرة تضاهي دول العالم، لا بد من الاهتمام بهذا العمل علينا دعمهم ليس فقط من قبل مجلس التميز والإبداع والشركات والبنوك بل كل إنسان قادر أن يقدم شيئا ما لهذا المشروع عليه أن يقدمه له.

اليوم هو يوم الإبداع والتميز، وأمس كان يوم رفع العلم الفلسطيني على منظمات الأمم المتحدة، عمل علمي وعمل سياسي هذا يسير وهذا يجب أن يسير، لا نريد أن نضخم ما عملنا في الأمم المتحدة وإنما نقول هو لبنة في بناء الوطن مهمة وهي أن دول العالم تتفهم الآن شؤون ومتطلبات الشعب الفلسطيني، كان هناك شبه إجماع على رفع العلم، الذين اعترضوا الآن 8 والذين اعترضوا على إقامة الدولة 9 يعني هم في تناقص، ربما ستبقى في النهاية دولة واحدة هي التي تعترض.

العالم بدأ يتفهمنا، كان هناك إجماع على رفع العلم الفلسطيني، فهناك 8 دول فقط رفضت القرار من أصل 194 دولة، والباقي الممتنع عن التصويت هو مؤيد لأنه غير محسوب على الرفض، إضافة إلى غياب 22 دولة عن التصويت لعدم تمكنها من دفع الاشتراك في الأمم المتحدة فلا يحق لها التصويت للأسف.

في الأمس، الاتحاد الأوروبي ثبت اسم فلسطين في التعامل معها، وثبت أيضا أن الاستيطان غير شرعي ومنتجاته غير شرعية، وعلى إسرائيل أن تميز بين منتجات المستوطنات ومنتجاتها، لتستطيع أوروبا التعامل مع الموضوع. لنتصور أوروبا كيف كان موقف أوروبا في الماضي، والآن تبينت الحقيقة واكتشفت أن هناك شعبا مظلوما ويجب إنصافه، لذلك تركز على مشروع الدولتين وتقول إن الاستيطان غير شرعي ومنتجات المستوطنات غير شرعية، هذا الكلام لم يأت من دول عدم الانحياز أو القمة الإسلامية أو الإفريقية أو الجامعة العربية بل من الاتحاد الأوروبي.

نحن لا نريد أن نضخم ما نقوم به حتى لا نعطي أوهاما للناس، حتى لا نبيع هذه الأوهام ونقول بعد لحظات ستأتيكم دولة فلسطين، لكن نقول إننا نسير على الطريق الصحيح في مختلف مناحي الحياة، عندما نتكلم بالسياسة ونتكلم بالمفاوضات، وبالمناسبة عندما نتكلم بالمفاوضات هم المخطئون لأنه عندنا ما نقول وليس عندهم ما يقولون، وثبت منذ أكثر من 10 سنوات أنهم لم يقدموا شيئا وإننا لم نخطئ في شيء.

نحن ماضون في الإبداع والتميز شدوا على ذلك بالنواجذ شدوا عليه بالقوة لبناء دولة صحية متقدمة وعاصمتها القدس الشريف.

وكما رفعنا العلم فوق الأمم المتحدة سنرفعه في القدس.