كلمة الرئيس محمود عباس بعد انتخابه قائدًا عامًا لحركة "فتح" في المؤتمر السابع المنعقد
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات، أيها الإخوة، يا أبناء "فتح" ومناضليها وثوارها، نجتمع اليوم لنسطر فصلًا جديدًا من مسيرة حركتنا الرائدة؛ نجتمع مع من خاضوا معارك الدفاع عن الثورة في الكرامة وبيروت والشقيف، ومن خاضوا ملحمة المقاومة ضد الاحتلال، وفجروا انتفاضة الحجارة، وسطروا ملحمة الصمود.
أيتها الأخوات والإخوة، ها أنتم اليوم، وفي هذه اللحظات التاريخية، تعيشون كتابة الحاضر انطلاقًا من نور الماضي الذي كتبه القادة المؤسسون الشهداء، الذين قضوا نحبهم على طريق الحرية والاستقلال، وما زالوا ينتظرون أن تكتحل عيون الوطن بالقدس (العاصمة الأبدية). أنتم اليوم تؤسسون بمؤتمركم هذا لحقبة أكثر قوة، وأكثر رسوخا في مسيرة حركتنا الرائدة، وتؤكدون ذات مبادئ الانطلاقة الأولى، تلك التي كانت لفلسطين وحدها؛ فلسطين التي هي أكبر من كل شيء، وقبل كل شيء، وفوق كل شيء.
أنتم الآن تؤكدون، بوجودكم هنا وبإصراركم الملتزم، على التشبث بـ"فتح" والتمسك بها وببرنامجها الوطني. إن "فتح" ستبقى غَلَّابة؛ ولن يتوقف تيارها الهادر قبل أن تتحقق أهدافها بالتحرر والاستقلال والدولة المستقلة ذات السيادة.
أحييكم جميعا أيها الأعزاء؛ أحيي أبناء "فتح" في القدس العاصمة، في غزة الأبية، والضفة الصامدة، ومخيمات الشتات المتقدة بروح العودة الوثابة، وفي كل شبر في هذه المعمورة؛ أولئك الذين عيونهم ترحل كل يوم إلى زهرة المدائن (عاصمتها الأبدية) التي لن نرضى عنها بديلًا. وإنني على ثقة أيها المناضلون الأحباب أنكم ستكونون في مؤتمرنا الذي نبدأه اليوم، كما كنتم دومًا، على قدر المسؤولية، وعلى قدر "فتح"؛ لكي تكون مخرجات مؤتمرنا هذا تأسيسًا لمواصلة الانطلاق نحو سماء أهدافنا الوطنية.
شكرًا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله.