كلمة الرئيس محمود عباس بالمؤتمر الصحفي مع رئيس وزراء روسيا الاتحادية (ديميتري ميدفيدف)
دولة رئيس الوزراء الصديق ديميتري ميدفيدف، نرحب بكم ضيفاً عزيزاً وصديقاً على فلسطين وشعبها، معبرين لكم عن سعادتنا البالغة باستقبالكم هنا في مدينة أريحا، ذات التاريخ العريق، التي حظيت باهتمام روسيا الصديقة وبالعديد من إسهاماتها الكريمة.
كما ونعرب لدولتكم عن اعتزازنا بعمق علاقات الصداقة التاريخية، التي تربط بين بلدينا وشعبينا، والتي نتطلع على الدوام للمزيد من التنمية والتطوير لها، من خلال استمرار الدعم السياسي للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وعبر الزيارات المتبادلة، وعلى أعلى المستويات؛ وكذلك بتواصل انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، والاتفاقيات الموقعة سابقاً، والتي تم توقيعها اليوم. هذا بالإضافة إلى مواصلة إقامة العديد من المشروعات.
وفي إطار العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين، فإننا نثمن دور الجمعية الإمبراطورية الروسية الفعال، بقيادة الصديق السيد ستيباشن، ونعتز بالتعاون البناء مع الكنيسة الروسية، وعلى رأسها غبطة البطريرك كيريل.
دولة الصديق السيد ميدفيدف، نتقدم لكم بشكر خاص لتمويل تأهيل شارع في مدينة أريحا، وتقديراً لكم، فقد تقرر أن يطلق اسمكم عليه، ويسعدنا أن نقوم سوياً بعد قليل بافتتاحه.
لقد اغتنمت فرصة اللقاء بدولة السيد ميدفيدف لإطلاعه على مجمل الظروف الصعبة، التي يعيشها شعبنا جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، ومواصلة النشاطات الاستيطانية التي تقوض فرص صنع السلام، إضافة لممارساتها المستمرة لتغيير طابع وهوية مدينة القدس. هذا في الوقت الذي ندعو فيه لأن تكون القدس مفتوحة لجميع أتباع الديانات السماوية الثلاث للعبادة فيها.
وأطلعت دولته على استعدادنا الدائم لصنع السلام مع إسرائيل، وتطبيق حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
وهنا لابد أن تقوم إسرائيل بتطبيق الاتفاقيات الموقعة معنا، وإن اعترافنا بدولة إسرائيل، لا يمكن أن يكون مجانياً؛ إذ لابد أن يقابله اعتراف إسرائيلي بدولة فلسطين. هذا وقد أكدت لدولته، بأننا نؤيد المؤتمر الدولي للسلام، الذي يجري الترتيب لعقدة مع نهاية هذا العام؛ وقد رحبنا بدعوة الرئيس بوتين لعقد لقاء ثلاثي في موسكو؛ إلا أن الجانب الإسرائيلي قد طلب التأجيل! ونحن على ثقة بأن روسيا سيكون لها دور فاعل وداعم في أي عملية سياسية في منطقتنا.
ومن جانب آخر، فقد تداولنا معاً مجمل الأوضاع، التي تعيشها منطقتنا، بسبب العنف والإرهاب، وما تعانيه شعوب ودول عديدة في المنطقة، وقد أكدت لدولته تأييدنا لكل جهد إقليمي ودولي يبذل لمكافحة واجتثاث جذور الإرهاب والتطرف والعنف، الذي هو محل إدانتنا، أياً كانت مصادره وأشكاله.
مرة أخرى أجدد التحية والترحيب بدولتكم، راجياً لكم دوام الصحة والسعادة؛ ولبلدكم وشعبكم الصديق دوام الرخاء والتقدم.
وعاشت الصداقة الفلسطينية – الروسية.