كلمة الرئيس محمود عباس خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإيطالي الرئيس سيرجيو ماتاريلا
فخامة الرئيس سيرجيو ماتاريلا، نرحب بكم ضيفًا عزيزًا على فلسطين وشعبها، معبرين لكم عن سعادتنا البالغة باستقبالكم هنا في مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح، عليه السلام، رسول المحبة والسلام.
لقد تابعنا يا فخامة الرئيس، بقلق وباهتمام بالغين، أنباء الزلازل التي ضربت بعض المناطق في بلدكم الصديق؛ ونود هنا أن نعبر لكم، ومن خلالكم، لحكومة ولشعب إيطاليا الصديق، عن صادق تعازينا وتضامنًا معكم، واثقين من قدرتكم على تجاوز هذه المحنة، ومتمنين لإيطاليا ولشعبها كل خير وتقدم وازدهار.
كما نعبر لكم عن اعتزازنا بعلاقات الصداقة التاريخية، التي تربط بين بلدينا وشعبينا، والتي نتطلع على الدوام للمزيد من التنمية والتطوير لها؛ من خلال اللجنة الوزارية المشتركة؛ وكذلك العلاقة بين رجال الأعمال في البلدين، والتعاون والتوأمة بين المدن الفلسطينية والإيطالية؛ شاكرين لإيطاليا مساعدتها ومساهمتها في العديد من المشروعات، التي تهدف لبناء مؤسسات الدولة، وكذلك المساهمة في ترميم كنيسة المهد؛ مثمنين موقف البرلمان الإيطالي الذي أوصى لحكومة بلادكم بالاعتراف بدولة فلسطين.
أيها السادة، لقد اغتنمت فرصة اللقاء بفخامة الرئيس ماتاريلا لإطلاعه على مجمل الظروف الصعبة، التي يعيشها شعبنا جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين؛ وأطلعت فخامته استعدادنا الدائم لصنع السلام مع إسرائيل، وتطبيق حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وأكدت لسيادته أننا نؤيد المؤتمر الدولي للسلام، الذي تعمل فرنسا على عقده مع نهاية هذا العام، ونحن على ثقة بأن إيطاليا سيكون لها دور فاعل وداعم في هذا الإطار.
من ناحية أخرى، أود هنا أن أوضح بأن دور منظمة اليونسكو وقراراتها تهدف للحفاظ على التراث الإنساني العالمي، وبما فيها عدم المساس به، وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية التي تحاول تغيير طابع وهوية مدينة القدس الشرقية. وإن الادعاءات الإسرائيلية الأخيرة التي حاولت الخلط بين الدين والتراث غير صحيحة، وليست في مكانها.
ونؤكد هنا مجددًا موقفنا باحترام الديانة اليهودية، والدعوة الدائمة لتكون القدس مفتوحة لجميع أتباع الديانات السماوية الثلاث (المسيحية، واليهودية، والاسلام) للعبادة فيها؛ وإن ما ندينه هو الانتهاكات الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين والمتطرفين على شعبنا ومقدساته. من جانب آخر، فقد تداولنا معا في مجمل الأوضاع، التي تعيشها منطقتنا على وقع العنف والإرهاب، وما تعانيه شعوب ودول عديدة في الإقليم.
وقد أكدت لفخامته تأييدنا لكل جهد إقليمي ودولي يبذل لمكافحة واجتثاث جذور الإرهاب والتطرف والعنف، والذي هو محل إدانتنا أيًا كان مصدره وطبيعته.
هذا، ونجدد القول، بأن السلام هو هدفنا الاستراتيجي، وهو مصلحة للجميع، وأن مفتاح السلام هو في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ورفع الظلم التاريخي الواقع على شعبنا، لتعيش الدولتان (فلسطين، وإسرائيل) بأمن واستقرار وسلام وجوار حسن.
مرة أخرى، أجدد التحية والترحيب بفخامتكم، راجيا لكم دوام الصحة والسعادة؛ ولبلدكم وشعبكم الصديق دوام الرخاء والتقدم.
وعاشت الصداقة الفلسطينية– الإيطالية".