كلمة الرئيس محمود عباس في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قصر الرئاسة بمدينة بيت لحم
فخامة الرئيس الصديق العزيز دونالد ترامب، يسعدني الترحيب بكم في فلسطين مهد المسيح، والتي انطلقت فيها رسالة المحبة والسلام والتسامح إلى أرجاء العالم.
اسمحوا لي أن أدين العمل الإرهابي البشع في مدينة مانشستر البريطانية، والذي راح ضحيته العشرات من القتلى والجرحى. أتقدم بالتعازي الحارة إلى رئيسة وزراء بريطانيا وأسر الضحايا والشعب البريطاني.
إن لقائي بكم في البيت الأبيض مطلع الشهر، منحنا والشعب الفلسطيني، وبعث الكثير من الأمل والطموح في إمكانية تحقيق حلم طال انتظاره، ألا وهو السلام القائم على العدل.
إن نيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله هو مفتاح السلام والاستقرار في منطقتنا والعالم، حتى ينعم أطفال فلسطين وإسرائيل بمستقبل آمن مستقر مزدهر. نجدد التأكيد على التزامنا بالتعاون من أجل صنع السلام وعقد صفقة سلام تاريخية بيننا وبين الإسرائيليين، كما ونجدد التأكيد على استعدادنا على مواصلة العمل معكم كشركاء في محاربة الإرهاب في منطقتنا والعالم.
وفي هذا السياق، أشيد بأهمية انعقاد القمة العربية الإسلامية الأميركية، وما توصلت إليه من نتائج.
فخامة الرئيس،
نؤكد لكم مرة أخرى على موقفنا باعتماد "حل الدولتين" على حدود 1967، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وأمان وحسن الجوار، وحل قضايا الوضع الدائم استنادا إلى القانون الدولي والشرعية الدولية، واحترام الاتفاقيات الموقعة؛ الأمر الذي يمهد الطريق لتطبيق مبادرة السلام العربية، وفق ما تم إعادة التأكيد عليه في القمة العربية الأخيرة في الأردن.
فخامة الرئيس،
كما شاهدتم، فبالأمس خلال زيارتكم التاريخية للأماكن المقدسة في القدس الشرقية المحتلة، واليوم في بيت لحم، فإن الصراع ليس بين الأديان، فاحترام الأديان والرسل جزء أصيل من معتقداتنا، ونحرص على فتح باب الحوار مع جيراننا الإسرائيليين بأطيافهم كافة، وذلك من أجل تعزيز الثقة، وخلق فرصة حقيقية للسلام.
مشكلتنا الحقيقية مع الاحتلال والاستيطان، وعدم اعتراف إسرائيل بدولة فلسطين، كما اعترفنا بها؛ الأمر الذي يقوض تحقيق حل الدولتين.
وعلى قضية أسرانا الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ أكثر من شهر، على بعد أمتار من هنا بجوار كنيسة المهد وفي كل مكان في فلسطين، تعاني أمهات وعائلات الأسرى من عدم تمكينهم من زيارة أبنائهم، فمطالبهم إنسانية وعادلة، وإنني أطالب الحكومة الإسرائيلية بالاستجابة لهذه المطالب الإنسانية المشروعة.
إن تحقيق السلام يا فخامة الرئيس، سيفتح الأفق واسعًا أمام النهوض باقتصادنا واستكمال بناء مؤسساتنا الوطنية، على أساس سيادة القانون في ظل روح التسامح والتعايش، ونشر ثقافة السلام، ونبذ العنف والتحريض، وبناء الجسور بدلا من الأسوار داخل أراضينا.
مرة أخرى، أحييكم أطيب التحية، فخامة الرئيس والوفد المرافق لكم، أرحب بكم في فلسطين، الأرض المقدسة، متمنيا لكم النجاح في جولتكم الهامة التي ستقودكم للقاء قداسة البابا فرانسيس، الذي نقدر جهوده المتفانية من أجل السلام، راجيا لكم النجاح وللشعب الأميركي الصديق دوام الصحة.
سيدي الرئيس، نتمنى أن يسجل التاريخ أن الرئيس دونالد ترامب، هو الرئيس الأميركي الذي حقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
سيدي الرئيس، أنا أمد يدي لك لأكون شريكا في هذا المسعى النبيل.