الرئيسية » خطابات الرئيس محمود عباس »

كلمة الرئيس محمود عباس لأبناء شعبنا الفلسطيني في الذكرى 69 للنكبة

15 أيار 2017

"نحيي اليوم وإياكم الذكرى التاسعة والستين للنكبة، نكبة عام 1948 ليست ذكرى من الماضي وانتهت، وإنما هي الذكرى الأليمة والمستمرة في حياتنا، فشعبنا الفلسطيني الذي دفع ثمن تاريخ ليس تاريخه، لا يزال يتعرض للظلم ذاته، الذي بدأ منذ أكثر من مائة عام مع ظهور الصهيونية وروايتها الكاذبة، التي أنكرت وجودنا على أرضنا، ولا تزال تتنكر لحقوقنا الوطنية المشروعة المنصوص عليها في قرارات الشرعية الدولية.

وفي هذه الذكرى الأليمة، لا بد من التأكيد أن الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا وما يزال يتفاقم، وقد بدأ من الناحية العملية مع وعد بلفور المشؤوم، ومن هنا، فإننا ندعو الحكومة البريطانية، إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية، بأن لا تقوم بإحياء الذكرى المئوية لهذا الوعد الباطل والاحتفال به، وإنما عليها أن تبادر بدلاً من ذلك بتقديم الاعتذار لشعبنا الفلسطيني الذي دفع ثمناً باهظاً دماً وتشرداً، نتيجة لهذا الوعد المشؤوم وتنفيذه على حساب أرض وطننا التاريخي وعل حساب شعبنا وحقوقه المشروعة.

إن شعبنا لن يطوي صفحة النكبة، إلا بعد أن يتم الاعتراف بكامل حقوقه الوطنية المشروعة دون نقصان أو استثناء وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

لقد أوضحنا في المناسبات كافة أن السلام هو خيارنا الاستراتيجي، ولكن ليس بأي ثمن، إنما هو السلام العادل و الشامل، على أساس قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، بما يضمن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة والتعويض بموجب القرار 194.

اليوم ونحن نحي ذكرى النكبة فإننا لن ننسى أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال الذين يخوضون معركة الحرية والكرامة متوجهاً إليهم بتحية إجلال وتقدير، ونؤكد لهم أنه لن يهدأ لنا بال حتى ينال جميعهم الحرية ويعودوا إلى أهلهم وأسرهم مرفوعي الرأس، وهنا أدعو المجتمع الدولي للتدخل والضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل تلبية مطالبهم الإنسانية المشروعة والعادلة، تمهيداً لإطلاق سراحهم جميعاً دون شرط أو استثناء.

يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم إن كفاحنا وصمودنا على أرض وطننا، وإصرارنا على التمسك بحقوقنا الوطنية هو العامل الحاسم الذي سيقودنا حتماً نحو الحرية والاستقلال، مؤكدين على استخلاص الدروس والعبر من النكبة خاصة في ظل هذه التحديات الخطيرة التي تواجه القضية الفلسطينية، لذلك نجدد الدعوة إلى ضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الوطني من أجل مجابهة التحديات كافة، لأن وحدتنا الوطنية هي مبدأ مقدس وبها ومن خلالها سيحقق شعبنا آماله وطموحاته وبناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

المجد لشهدائنا الأبرار

الحرية لأسرانا الأبطال

عاشت فلسطين حرة مستقلة

كلمة الرئيس محمود عباس خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الروسية موسكو 11 أيار 2017

فخامة الرئيس فلاديمير بوتين،

السيدات والسادة،

أسعدني اللقاء بكم اليوم، يا فخامة الرئيس، وقد عقدنا جلسة محادثات طيبة معكم، بهدف تطوير العلاقات الثنائية بين بلدينا وشعبينا الصديقين؛ وهي علاقات تاريخية ومتينة؛ فروسيا ظلت على الدوام صديقًا كريمًا وداعمًا لفلسطين في المحافل والهيئات الدولية كافة.

ونحن لا ننسى أبدًا أن روسيا كانت من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين على المستوى الدولي.  ونحن نحرص كل الحرص على المزيد من التنمية والتطوير لعلاقاتنا الثنائية، وتنشيط عمل اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين.

وبهذه المناسبة، نتقدم بالشكر الجزيل على كل ما تقدمه روسيا من برامج لدعم بناء قدرات مؤسساتنا الوطنية؛ وأتقدم اليوم بشكل خاص للرئيس بوتين بالشكر والتقدير على تقديم أكبر مبنى مجهز متعدد الأغراض في بيت لحم، افتتحناه عبر الفيديو كونفرانس اليوم، لخدمة الثقافة والرياضة ورجال الأعمال.

لقد أطلعت فخامة الرئيس على تطورات الأوضاع في فلسطين، جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي المفروض على شعبنا وأرضنا، والاستيطان، وسياسات الخنق الاقتصادي، واستمرار احتجاز آلاف الأسرى في السجون الإسرائيلية؛ الأمر الذي من شأنه تدمير فرص صنع السلام في منطقتنا؛ بل ويقوض فكرة "حل الدولتين".

وأود هنا أن ألفت النظر لضرورة تحقيق المطالب الإنسانية لآلاف الأسرى المضربين عن الطعام، والذين نبذل كل الجهود من أجل إطلاق سراحهم جميعًا؛ وهذه قضية هامة يجب الاستجابة لها.

فخامة الرئيس،

إن أيدينا ما زالت ممدودة لصنع السلام الشامل والعادل والدائم، القائم على الحق والعدل، وقرارات الشرعية الدولية.  وقد سبق أن رحبنا بالدعوة منذ سنوات لعقد مؤتمر دولي للسلام في موسكو، وكذلك رحبنا بدعوتكم لعقد اجتماع ثلاثي، في موسكو؛ وعلى استعداد لتلبية هذه الدعوة في أي وقت؛ لما لروسيا الاتحادية من دور محوري على الساحة الدولية، وفي جهود السلام في منطقتنا.

ومنذ أسبوع، قد لبيت دعوة الرئيس الأميركي ترامب لزيارته في البيت الأبيض، وأبديت استعدادنا الكامل للتعاون معه، وبذل كل الجهود من أجل عقد صفقة سلام تاريخية تنهي الصراع بيننا وبين الإسرائيليين، ونحن نرحب برغبة الرئيس ترامب المساعدة في إيجاد حل للصراع بيننا وبين الإسرائيليين.

وقد تداولت مع فخامة الرئيس بوتين في مجمل الأوضاع في المنطقة.  ونحن نثمن جهود روسيا لمحاربة الإرهاب، والمساعدة في إرساء الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وبما فيها سوريا؛ ونحن منذ البداية دعونا لحل أزمات المنطقة بالحوار من أجل الحفاظ علـى وحدة وسلامة أراضي تلك الدول.

إننا نتطلع، يا فخامة الرئيس، وبما لكم ولروسيا الاتحادية من مكانة وتأثير في الدفع بجهود السلام قدمًا إلى الأمام، وتمكين شعبنا الفلسطيني من التمتع بحريته وسيادته في دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، إلى جانب دولة إسرائيل، الأمر الذي سينهي الاحتلال الذي وقع علينا منذ خمسين عامًا.

وإننا نؤمن بأن محاربة الإرهاب والتطرف هي مسؤولية دولية، ونحن من جانبنا ملتزمون بها، ونعتقد أن نيل شعبنا لحريته واستقلاله سيسحب الذرائع من المتطرفين، وسيساهم في إرساء قواعد الأمن والسلام في منطقتنا.

مرة أخرى، أجدد التعبير لفخامتكم عن شكرنا الجزيل، وتقديرنا العميق على حفاوة الاستقبال، متمنين لكم موفور الصحة والسعادة، ولروسيا الاتحادية وشعبها الصديق دوام الرخاء والتقدم، ولعلاقات الصداقة الفلسطينية– الروسية التاريخية والعميقة المزيد من النمو والازدهار.

وعاشت الصداقة الفلسطينية– الروسية".