الرئيسية » خطابات الرئيس محمود عباس »

كلمة الرئيس محمود عباس خلال مهرجان أقيم بمقر الرئاسة في مدينة رام الله لمناسبة الذكرى الـ14 لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات

11 تشرين الثاني 2017

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نحيي شيخ الشهداء، زعيم الشهداء، أب الشهداء، زعيم هذه الأمة، زعيم هذا الشعب ياسر عرفات.

قد ينسى الناس جهاده الطويل، ولكنه لن يُنسى؛ وقد ينسون تضحياته العظيمة، ولكنها لن تنسى؛ قد ينسون جهوده الجبارة منذ الأربعينيات إلى الخمسينيات إلى الستينيات إلى أن استشهد ورفع إلى السماء، ولكنها أيضًا لن تُنسى. إذا نسوا هذه الأشياء فلا ينسى أحد أبدًا من شعبنا أنه صاحب القرار الفلسطيني المستقل الذي حافظ عليه رغم كل العقبات والمؤامرات والدسائس التي أحاطت بنا منذ القرن العشرين إلى يومنا هذا.

 

قد ينسون كل شيء ولكن لا ينسى أحد أبدًا أن ياسر عرفات هو الذي قال: منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.  قد يستهين البعض بهذه الكلمات؛ لكنها هي التي حافظ عليها ياسر عرفات، وهي التي أبقتنا إلى يومنا هذا، وهي التي حافظت على نضالنا إلى يومنا هذا، وهي التي أبقتنا صامدين صابرين إلى يومنا هذا. ورحم الله ياسر عرفات، ورحم كل الشهداء، ولن ينساهم أحد؛ فهم في عقولنا.

 

أيتها الأخوات أيها الإخوة

 

نحن في هذه الأيام نتعرض إلى مخاطر ومؤامرات كثيرة وصلت ذروتها عندما أعلنوا "صفقة العصر"، هذه الصفقة التي وردت في ثنايا وعد بفور والتي استمروا على العمل عليها إلى يومنا هذا؛ واليوم كُشفت الأوراق جميعًا، وتبين ما كانوا يخفون ويحضرون لنا؛ لا يريدون لهذا الشعب أن يكون له كيان ودولة. هذا كل ما حضروه؛ نسمعه ونلمسه ونراه اليوم؛ ولكن لن نسمح له أن يمر؛ فإذا مر "وعد بلفور" لن تمر "صفقة العصر" نحن هنا صامدون، نحن هنا أشواك في حلوقهم وعيونهم، ولن نسمح لهم أن يمرروا هذا؛ سنبقى نناضل حتى آخر الدنيا من آجل الوصول إلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

 

ومن هنا أقول لكم: في الأيام الاخيرة اجتمع المجلس المركزي لمنظمة التحرير، وهو في حال انعقاده أعلى سلطة، وقال: هناك مؤامرة أميركية تتمثل بـ"صفقة العصر"، وهناك مؤامرة إسرائيلية لتنفيذ الصفقة. ومع الأسف هناك مؤامرة أخرى من "حماس" لتعطيل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة؛ وبناء عليه فقد قرر المجلس اتخاذ أجراءات حاسمة في الأيام القليلة القادمة بما يتعلق في علاقتنا مع هذه الجهة أو تلك؛ ولن نخاف، ولا يلومنا أحد؛ فقد بذلنا كل جهد ممكن من أجل أن نحافظ على هذه المسيرة؛ لكنهم أَبوا إلا أن يعطلوها. لن ولن يعطلوها؛ سنستمر.

هناك قضية أخرى أيها الإخوة والأخوات هي قضية "الضمان الاجتماعي" هذه قضية نحن  فكرنا كيف نحمي حقوق عمالنا وأولادنا وصغار الكسبة والفقراء، وهذا موجود في كل بلاد الدنيا، وأقول لكم: هناك ملايين الدولارات محفوظة لدى الإسرائيليين يريدون أن يأكلوها؛ لكن بهذا القانون، لن يسمح لهم بأخذها.

 

هناك ملاحظات كثيرة عليه. وهذا حق؛ لأنه ليس قرآنًا وليس انجيلًا وليس توراةً؛ وليس من عند الله؛ هو من عند البشر؛ فيمكن أن يحصل فيه خطأ وتجاوز، ولا بد من تصحيحه؛ لذلك قلنا لأصحاب العلاقة: تعالوا إلى حوار لنسمع ملاحظاتكم ومواقفكم ونأخذها بعين الاعتبار والاحترام؛ وعندما نصل إلى نقاط لا بد من تعديلها، تعدل؛ لانه كما قلت لكم: هذا كلام البشر؛ ويمكن أن نخطئ ويمكن أن نصيب؛ وبالتالي أي ملاحظات نشعر أنها مفيدة لكم - وهنا (بين قوسين) انتبهوا للداسين والمدسوسين؛ أنا أريد الحديث أن يكون من القلب، وحسب المصلحة؛ وليس من أولئك الذين لهم مصالح خاصة، وانتم تعرفونهم، وأنا لا أريد أن أذكرهم، عندما نصل إلى  حل لهذه الملاحظات الحقيقية التي تفيدكم وتأكد على مصالحكم والتي تلغي كل المثالب في هذا القانون يمشي، وعندما يتم التعديل، يتم بمفعول رجعي، بمعنى أن المواد التي وردت، والتي اتفق على إلغائها، ستلغى وكأنها لم تكن.

 

إخوتي الأعزاء، في هذه الأيام نمر فعلًا بظروف صعبة جدًا، وكما قلت الأيام القادمة ستكون هناك إجراءات شديدة، ومع ذلك سنبقي الأبواب مفتوحة، نحن متفتحون على كل شيء؛ إنما لسنا متفتحين على "صفقة العصر"؛ لأنها تنهي آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا، ولم يولد كما قال المرحوم من يخون القضية أو يقبل بالمؤامرات.

 

وسلام عليكم