كلمة الرئيس محمود عباس في مستهل اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح
هناك مجموعة من القضايا نريد أن نتناولها؛ وأهم هذه القضايا الانتخابات التشريعية والرئاسية التي أخذنا قرارًا بعقدها في أقرب فرصة ممكنة، والتي بدأنا المساعي والإجراءات بشأن الوصول إليها من خلال لجنة الانتخابات التي بدأت مساعيها مع الفصائل من أجل تحقيق هذا الهدف.
الانتخابات الرئاسية والتشريعية نقصد تمامًا أنها يجب أن تجري في كل من القدس وغزة والضفة الغربية. قام الأخ حنا ناصر بالاتصال بالقوى جميعًا، وأبلغنا أن كل القوى، بما فيها "حركة حماس" قد وافقت على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية؛ وبقي أن نصل إلى موافقة الحكومة الإسرائيلية لعقد الانتخابات في القدس، كما جرى في عام 1996، وفي عام 2005 و2006، وأرسلنا رسالة رسمية للحكومة الإسرائيلية؛ وأبلغنا جميع الأصدقاء، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي بأن يتكلموا مع إسرائيل من أجل هذا الموضوع، وإلى الآن لم يأت جواب من الحكومة الإسرائيلية. نحن يهمنا جدًا أن نجري الانتخابات؛ لأننا نريد أن نستكمل مؤسساتنا التشريعية بكل ما أوتينا من قوة، ولكن في نفس الوقت يجب أن تجري في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ونحن بانتظار هذه الموافقة؛ وسنعمل جهدنا لنصل إلى هذه النتيجة، ويجب أن نستعد لهذه الانتخابات، استعدادنا لأي أمر هام من الأمو التي تواجه حركتنا.
القضية الثانية هي قضية الانتخابات الإسرائيلية وهي أيضًا أمر مهم؛ فهي تأثر علينا، ونأمل أن تأتي بوجوه تؤمن بالسلام وتقبل السلام معنا، وأن نسير بعملية سلام إلى النهاية.
هناك قضايا أخرى، وهي العلاقة مع أمريكا.. هي قضية مهمة جدًا. وكما تعلمون، نحن موقفنا من صفقة العصر ما زال كما هو.. نحن نرفض صفقة العصر سواء ما طرح منها أو لم يطرح إلى الآن؛ نحن نعرف أن الذي لم يطرح قد يكون أسوأ مما طرح؛ ولكن مع ذلك نقول: إن موقفنا من "صفقة العصر" ثابت لا محالة، وبالتالي تتبعه المواقف الأخرى الخاصة التي جرىت في وارسو والبحرين وغيرها.
هناك قضية جديدة، وهي قضية المستشفى التي قررت أميركا أن تبنيه في غزة. طبعا هذه المستشفى (كما قالوا) سيتبعه المطار والميناء. علما أنه كان لدينا مطار وميناء؛ ولكن دمرتها إسرائيل. الآن عندما يبحثون عن المستشفى والميناء والمطار، فإنهم يستكملون صفقة العصر من أجل فصل غزة عن الضفة الغربية، وإقامة كيان لا ندري ما هو.. ولكن يريدون إقامة كيان في غزة؛ ومن هنا هذه الأمور التي يعملون على تحقيقها وهي: المستشفى، والمطار، والميناء، وغيرها تصب في هذه الخانة.
هناك قضايا أخرى تتعلق بأميركا (قضايا إيجابية) يجب علينا أن نذكرها، من أبرزها يوم أمس: صدر مشروع قرار في الكونغرس كان من المتوقع أن يصيبنا بكثير من الأذى، لكنه لم يصبنا، وهذا قرار جيد وجهد مشكور للذين بذلوا جهدا في سبيل ذلك. وهذه قضية مهمة جدا يجب أن نتابعها بقوة؛ لأنها من أبرز الطرق التي ستؤدي إلى تغيير الموقف الأميركي نحو القضية الفلسطينية؛ وهنا نذكر قرار الكونغرس الأميركي الذي أعلن سياسة ضد حكومة ترمب وبومبيو فيما يتعلق بالاستيطان وحل الدولتين وتطلعات الشعب الفلسطيني، وكان هناك 226 نائبًا، بمن فيهم خمسة (وهذا مهم) من الحزب الجمهوري؛ وهذا يعني أن هناك اختراقا في الحزب الجمهوري لصالحنا في الوقت الذي كان مقفلاً بوجهنا، وهذا القرار الذي اتخذ نعتبره جيداً؛ ولكن يجب أن يبنى عليه.