الرئيسية » خطابات الرئيس الراحل ياسر عرفات »

خطاب للسيد ياسر عرفات أمام مؤتمر القمة الإسلامي الثالث.

15 كانون الأول 2024

خطاب للسيد ياسر عرفات أمام مؤتمر القمة الإسلامي الثالث.

مكة المكرمة، 27/1/1981

بسم الله الرحمن الرحيم

ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.

 قال الله تعالى في كتابه العزيز : سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير »  (صدق الله العظيم).

الإخوة الملوك والرؤساء والأمراء،

أيها الإخوة والأشقاء،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بمشيئة الله سبحانه وتعالى يلتئم مؤتمرنا هذا، في رحاب الكعبة المشرفة، فوق الأرض الطاهرة التي انبثق منها نور الرسالة المحمدية لينير بإشعاعة كل بقاع الدنيا بالهداية والحق والعدل، وأن يبدأ الإعداد لهذا الاجتماع في ذكرى مولد الرسول العظيم محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وسلامه؛ لنستمد من هذه الذكرى هدى ونفعًا للمؤمنين، إذ يقتدون بالرسول الكريم وصحبه في الجهاد ضد أعداء أمتنا والطامعين فيها، وأن ينعقد اجتماعنا في مطلع القرن الهجري الخامس عشر، تاريخ تودع فيه أمتنا العظيمة أربعة عشر قرنًا،  فتتأمل الماضي العظيم وتستلهم الدروس والعبر وتستشرف مستقبلا جيدا بإذن الله. واسمحوا لي -أيها الإخوة والأشقاء- أن أستذكر معكم  حقيقة  الدلالة تتعلق باجتماعنا هذا، وهي أن فكرة المؤتمر الإسلامي ولدت من أحشاء مأساة أفجعتنا جميعًا، وفطرت قلوبنا جميعًا، وهي مأساة حرق المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، حين وصل البغي الصهيوني إلى حد العمل على إزالة أقدس مقدساتنا ليقطع الصلة بين العرب والمسلمين وبين أولى القبلتين القدس الشريف عاصمة فلسطين. عندئذ تداعى الملوك والرؤساء العرب لمؤتمرهم الأول، ومنذ ذلك التاريخ والعالم كله والعرب والمسلمون بشكل خاص يعتبرون أن المؤتمر الإسلامي إذا انعقد فإنما هو مؤتمر للقدس الذي بدأ اجتماعه يوم حريق الأقصى، ولن ينفرط بإذن الله.

ومن هنا فإن شعوبنا العربية الإسلامية تقدر أجلّ التقدير تسميتكم لهذا المؤتمر بمؤتمر فلسطين؛ وذلك دلالة على أن المؤتمر يقدّر مركزية قضية فلسطين، وفي ذلك بلاغ للعالم أجمع إلى هذه الحقيقة الأساسية في وجداننا وجهادنا، ولعل اجتماع هذه المناسبات مع بعضها بعضًا يوضح لماذا يكتسب اجتماعنا هنا أهمية أولى، ولماذا تتعلق أنظار العالم كله بما سنقرره ونتفق عليه؛ فأمتنا العربية والإسلامية ليست بالأمة الضعيفة، وإنما هي أمة قوية أغناها الله بالعقيدة وبالناس وبالأرض بما حملت على ظهرها وباطنها وبالتاريخ الحي والحضارة المشرفة. والعالم كله يعرف أننا أمة قوية، ويتوقع منا نحن هنا أن تكون قراراتنا على قدر ما يتوقعه منا. وإنها لمسؤولية كبيرة، ندعو الله أن يوفقنا جميعًا على حملها. وهنا لا بد أن أشكر المملكة العربية السعودية وملكها جلالة الملك خالد، وولي عهده الأمير فهد، وشعب المملكة؛ على المشروع الاقتصادي وعلى تبرعهم بألف مليون دولار لهذا المشروع لصالح أمة المسلمين، أمام ما نراه من تضخّم مالي، ومن صعوبات اقتصادية بحاجتها إخواننا في إفريقيا.

أيها الإخوة والأشقاء،

يقـول الله تعالى: «انفـروا خفافًـا وثقـالًا وجاهـدوا في سبيل الله بأموالكـم وأنفسكـم ذلك خيـر لكم إن كنتـم تعلمـون» ( صدق الله العظيم )، إن مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. يتفق موعد اجتماعنا مع مناسبة عزيزة علينا هي دخول جهاد شعب فلسطين عامه السابع عشر، هذا الجهاد الذي بدأه منذ ستة عشر عامًا، فتية آمنوا بربهم ووطنهم وأمتهم وحق أهلهم وشعبهم في الحياة الحرة الكريمة، على أرض الوطن الحر المستقل. وقد جزانا الله كل خير إذ ضاعف هذا النفر القليل، ليصبح شعبنا كله شيوخًا ونساءً وأطفالً،ا وعزز من جهادنا، ليتحول إلى ثورة شاملة مع انتفاضات مستمرة لجموع شعبنا، تعمّ أرضنا المحتلة كلها. ولقد أكد شعبنا ويؤكد بجهاده الصادق والمستمر تمسكه بحقوقه العادلة غير القابلة للتصرف، ومن بينها حق العودة إلى دياره التي طرد منها، وتقرير مصيره بحرية كاملة، وممارسة سيادته الوطنية، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني الفلسطيني. وفي مواجهة هذا الجهاد البطولي ضاعف العدو الصهيوني إجراءاته الإرهابية، واعتداءاته الوحشية، بحيث لا يكاد يمضي يوم واحد دون أن يتعرض أهلنا في المخيمات والقرى داخل فلسطين المحتلة وخارجها -وبالذات في جنوب لبنان- إلى غارات جوية وبرية وبحرية، يستخدم فيها جيش العدو أحدث ما سلحته به الولايات المتحدة الأمريكية من أسلحة للإبادة، حتى المحرمة منها دوليًّا. وينتهك بها العدو كافة الأعراف والمواثيق الدولية، دون وازعٍ أو رادع، مستندًا ومحتميًا بمواقف الحكومة الأمريكية التي كلما زاد العدو من عدوانه، زاد حجم مساعداتها له اقتصاديًّا وعسكريًّا، فضلًا عن حمايتها ودفاعها في المحافل الدولية متحدّين بذلك الأمة العربية والإسلامية، لم يعد هذا خافيًا على أحد. العالم كله شهد كيف أطلق جنود الاحتلال الصهيوني النار عمدًا على فتياتنا وفتياننا، والقوات الدولية شهدت كيف يمثل العـدو بجثث مجاهدينا بعد استشهادهم، فينسفها على مرأى منها، ويمنع مواراتها التراب أو تسليمها لذويها، والعالم كله سمع رئيس وزراء العدو مناحم بيغن يعلن أنه سيحارب منظمة التحرير الفلسطينية والمجاهدين في الثورة الفلسطينية بأساليب لم يفكر فيها حتى الشيطان.  كما صرح رئيس أركان العدو علنًا أنه سيستمر في هذه الحرب حتى انتهاء أحد الطرفين، فإن ظن أحد أن ذلك هو موقف فئة من الصهاينة دون أخرى، فإننا نحيله إلى ما أعلنه حزب العمل الذي يعد نفسه لتولي الحكم في الكيان الصهيوني عن عزمه تصفية منظمة التحرير الفلسطينية والفلسطينيين فكريًّا وسياسيًّا وجسديًّا. إنها حرب إبادة يومية، شنّها على شعبنا عدو مغتصب تحميه وتسانده وتسيّره الولايات المتحدة الأمريكية.  

ولو اقتصر على البشر لتحملناه، فداء لبقية العرب والمسلمين، ولكن أطماع الصهاينة وأحقادهم قد تعدت المجاهدين من أبناء شعبنا لتتطاول على قدسنا الشريفة، عاصمة فلسطين، فقد شهد العام الماضي أيضا قرار الحكومة الصهيونية بضم القدس العربية إلى كيانها واعتبارها عاصمة أبدية لهم، وقد مهدوا لذلك، وما يزالون، بعمليات متواصلة من مصادرة للأملاك، وهدم للمنازل والبيوت، والقيام بحفريات حول المسجد الأقصى المبارك تقويضًا لبنيانه، وسعيًا للتخلص منه وما يرمز إليه في وجدان المؤمنين جميعًا. إن شعبنا الفلسطيني في غمرة نضاله وتضحياته وجهـاده يتساءل: ألسنا نجاهـد في سبيل الله ووطننـا وقدسنا؟ أوليست القدس هي مسرى محمد ومهد المسيح عليهما السلام؟ أوليست فلسطين من أقطار الإسلام وقلب العروبة ؟ أوليس الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة، أليس عقاب المعتدي واجبًا على الأشقاء؟ أيعقل أن تكون ثروات العرب والمسلمين هي أحد اهم مصادر الخير للعالم كله، ثم لا يكون موقف هذا العالم -وبوجه خاص العالم الصناعي وزعيمته الولايات المتحدة- مؤيدًا ومعترفًا بعدالة قضية فلسطين التي هي قضية العرب والمسلمين جميعهم؟ وإلى متى تظل الولايات المتحدة الأمريكية حامية المعتدي الصهيوني الذي تموّله بأسباب الحياة والعدوان بعيدة عن أي مواجهة منا مقابل هذا الدعم غير المحدود للعدو الصهيوني المغتصب لمقدساتنا والذي يحتل ديارنا.

وينبغي لنا في هذا المقام أن نؤكد، ما أكدناه دائما أن جهادنا ليس موجهًا ضد اليهود، كما يدعي الصهاينة وبعض المفكرين الذين يساندونهم، إن التعصب العنصري أو الطائفي ليس من شيمنا ولا من تعاليم ديننا الحنيف، إن جهادنا المظفر -إن شاء الله- سيحرر اليهود أنفسهم من ابتزاز الصهاينة الذين جعلوا من أرضنا قاعدة للسيطرة الأجنبية وترسانة للأسلحة الأمريكية، لاستخدامها منطلقًا للعدوان على أمتنا، والسيطرة على منطقتنا، وممارسة التدخل والنفوذ فيها.

أيها الإخوة والأشقاء،

إن موقف فلسطين وشعبها المجاهد مع الأشقاء في البلاد العربية الإسلامية هي كموقف المهاجرين من الأنصار، ونحن على ثقة من أن فلسطين وشعبها سيلقيان ما لقيه المهاجرون من الأنصار، يقول الله تعالى: « والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض » (صدق الله العظيم).

 أيها الإخوة والأشقاء،

لم يكن من الممكن أن يقرر العدو الصهيوني إعلان مدينة القدس عاصمة أبدية له لولا أننا لم نزل بعيدين عن الموقف الفعلي والمؤثر في مواجهته. إننا مطالَبون أن نجتمع وأن تجتمع كلمتنا وأن نتداعى للمزيد من رصّ صفوفنا، وعدوّنا يدرك تمامًا هذه المعاني  وخطر اتحادنا وتضامننا على مخططاتهم التوسعية الاستعمارية. لقد سعت الولايات المتحدة الأمريكية أول ما سعت إلى شل صفوف العرب وإضعافهم؛ فدبرت اتفاقات كامب ديفيد التي أخرجت مصر العربية من ساحة المعركة ضد المعتدي الإسرائيلي، بل تمادت الولايات المتحدة فتبنت في هذه الاتفاقات خطة الإرهابي مناحم بيغن، لفرض ما سموه بالحكم الذاتي على شعبنا داخل فلسطين المحتلة؛ بغية تثبيت الاحتلال، وتفتيت المجاهدين، وإيقاع الفرقة بين الأهل. ولكن شعبنا وأمتنا أفشلا هذه الخطة بالإجماع، ولم يجد مبعوثو الولايات المتحدة الأمريكية، كما لم تجد سلطات الاحتلال من يتعاون معها في هذا المشروع الخطير.  وها هم يتحدثون عن خيار آخر غير خيار الحكم الذاتي، يتحدث الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية، ويجاوبه كالصدى الرئيس المحتمل لحكومة العدو.

خيار يريدون فيه تخطّي إرادة شعبنا الفلسطيني، ويريدون بطرحه شق الصف العربي، وهم يعلمون مسبقًا أن لا خيار أمام العالم من أجل سلم عادل ودائم في منطقتنا إلا الحل والخيار الفلسطيني، وإلا بالاعتراف والتسليم بحق شعبنا الثابت في وطنه و دیاره؛  لأنه هو سبيل السلام الحقيقي الدائم والقائم على العدل والحق.

وكذلك يحاول أعداء أمتنا العربية والإسلامية صب  الزيت على النار، وإذكاء نار الخلاف بين الأشقاء.  ولعله ليس خافيًا على أحد تلك المحاولات المشبوهة لاستغلال واستثمار الحرب المؤسفة بين بلدين إسلامیَّیْن عزیزین هما إیران والعراق، وإذا كان من الأمور البديهية، في أعراف وقوانين المتربّصين بنا، استغلال الثغرات في بنائنا العربي والإسلامي، فإن من سداد الرأي بالنسبة لنا أن نقطع الطريق على محاولاتهم؛ لسد هذه الثغرات. إننا نعتقد أنه قدة آن الأوان لأن يكون للمسلمين سبلهم لحل الخلافات فيما بينهم، حلًّا سلميًّا دون اللجوء إلى تحكيم السلاح، تثبيتًا لما يوصينا به رب العالمين حين يقول في كتابه الكريم: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم تُرحمون) (صدق الله العظيم). وفي هذا المجال فإن تشكيل محكمة عدل إسلامية، تفصل في الخلافات بين البلدان الإسلامية، سيكون خطوة هامة نحو تنظيم العلاقات بين هذه البلاد، ولحل كافة القضايا والمشاكل العالقة التي يمكن أن تعلق بينها.

واسمحوا لي أن أناشد، باسم جميع المجاهدين في الثورة الفلسطينية، وباسم كل الشهداء وذوي الشهداء، وباسم جميع المقدسات، أن يتوقف إطلاق النار وتتوقف الحرب فورًا بين البلدين الشقيقين العراق وإيران؛ لأن في هذا تطمينًا للقلوب النازفة  تحت الاحتلال الصهيوني.

أيها الإخوة والأشقاء،

العالم من حولنا مليء بالتحديات والأطماع، وأمتنا تملك من الإمكانات ما يسمح لها -إن تعاونت شعوبها وبلادها، وتضامنت قياداتها ودولها، وتضافرت جهود أبنائها- لأن نلحق ما فاتنا من إنجازات في مجال العلوم والصناعة والإبداع،  ونصل ما انقطع من تاريخنا عندما قدمنا للعالم أجمع أسس ما يحدث من تقدم الآن في هذه المحاولات، واتكلنا على الله واعتمدنا على أنفسنا، وحررنا إرادتنا واتحدنا أمام الأخطار الخارجية، التي تتهدد البلاد العربية والإسلامية.  وفي هذا الإطار أرى من الضروري أن نبحث بعناية ودقة الاقتراحات والإجراءات والمبادىء التي من شأنها ضمان حياد وعدم انحياز البلاد العربية والإسلامية وتضامنها وتعاونها وتطورها المستقل.

هنا لا بد من التأكيد أن لدى العالم العربي والإسلامي ما يوفر الحماية لاستقلال بلدانه، بعيدًا عن الأساطيل والجيوش والقواعد العسكرية التي ما تحركت إلى هذه المنطقة إلا من أجل إحكام الطوق عليها، وإخضاعها لإرادتها ومصالحها الأنانية الخاصة، كما أن لدى العالم العربي والإسلامي من القوة والإمكانيات التي إذا نُسّقت ووُحّدت لأمكن أن توجه، وهو ما نطالبكم به، من أجل تأمين وضمان اعتراف من لم يعترف بعد من الدول بمنظمة التحرير الفلسطينية، وبحقوق الشعب العربي الفلسطيني في تحرير فلسطين.

أيها الإخوة والأشقاء،

ثمة أطراف تتقدم بالاقتراحات والمبادرات لحل ما أُطلق عليه بمشكلة الشرق الأوسط، وفي هذا المجال ( فإننا نطالب إخواننا في هذا المؤتمر لتحذير أصحاب هذه المبادرات من أي محاولة للقفز عن منظمة التحرير الفلسطينية أو تخطّيها، وإنكار حقوق الشعب العربي الفلسطيني أو انتقاصها، ونناشدكم الوقوف أمام هذه المحاولات، ومواجهتها باسم هذه المقدسات). إن النظرة الغربية للقضية الفلسطينية والشرق الأوسط تنطلق من مركزية وضع دولة اسرائيل ضمن خططها، وهو ما يجعلها تتصرف وتخطط بما يناقض مصالحنا، بل وعلى حساب شعب فلسطين.  يجب أن يكون واضحًا لهم أن السلام المطلوب هو القائم على العدل، وليس الأمن القائم على القوة،  ولن يتحقق العدل إلا بضمان حقوق شعبنا الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف التي اعترفت لنا بها القرارات الدولية، والتي كان آخرها ما صدر عن الدورة الأخيرة للأمم المتحدة. ومن هنا، أيها الإخوة، يزداد الإلحاح على ضرورة حشد القدرات لمنع أية قوة من المساس بمصير بلادنا أو التدخل فيها، وأن نميز في تعاملنا في كافة المجالات بين الذين يتعاملون معنا على أساس موقعهم من مصالحنا وقضايانا، وخصوصًا قضيتنا المركزية؛ قضية فلسطين.  من الضروري أن تكون قرارات مؤتمركم هي قياس التعامل مع المجموعات الدولية المختلفة.

أيها الإخوة والأشقاء،

إن أنظار العالم الإسلامي كله تتجه نحو هذا المكان الشريف، في كل ركعة يصليها مؤمن أو مؤمنة، وهي اليوم تتجه إلى ربها وقبلتها، داعين لكم بالتوفيق والرشاد، متمنين عليكم أن يكون نداؤكم أن حيَّ على الجهاد. إن صفوف مجاهدينا مفتوحة، ترحب بكل الإخوة الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة، ولقد ودّع مجاهدونا في العام الماضي عشرات من إخوانهم المجاهدين من البلاد العربية والإسلامية، استُشهدوا فداءً ودفاعًا عن الثورة الفلسطينية، وعلى الدرب لتحرير فلسطين، وما تزال شعوبنا تنتظر أن تترجم قراراتكم بإدانة السياسة التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية بشأن قضية فلسطين وباستمرارها في دعم العدو الصهيوني إلى إجراءات عملية، وأن تترجم قرارات الدفاع عن القدس والتصدي للمعتدي الصهيوني إلى جهاد فعليّ، ولتكن دعوتنا إلى الأخوّة والتضامن؛ من أجـل عقيدتنــا السـامية، ومبادئنـا النبيلــة، وقضايانــا الأساسية، وفي مقدمتــها قضيـــة فلسطيـن والقدس الشريف « واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا » (صدق الله العظيم).  ولنجعل من بداية القرن الخامس عشر بداية الانتصارات والتقدم لأمة العرب والإسلام والمسلمين.

 (( أُذِن للذين يقاتَلون بأنهم ظُلموا وأن الله على نصرهم لقدير الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله))  (صدق الله العظيم).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المراجع:

(  مجلة فلسطين الثورة، بيروت،  28/1/1981 )

الوثائق الفلسطينية العربيه للعام 1981، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ص 58، 59،60،61.