الرئيسية » خطابات الرئيس الراحل ياسر عرفات »

خطاب ياسر عرفات بمناسبة الذكرى السنوية الثانية للانتفاضة

15 كانون الأول 2024

خطاب ياسر عرفات بمناسبة الذكرى السنوية الثانية للانتفاضة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) صدق الله العظيم

يا أهلي، يا ربعي، يا كل أهلي، أحييكم من هذا الحصار، ولكننا كفلسطينيين لا يهمنا حصار، ولا تهمنا محاولات تآمرية هنا أو هناك، لأننا شعب الجبارين، كما قال فيهم نبينا الكريم "لا تزال فئة من أمتي على الدين محافظين لعدوهم ظاهرين لا يضرهم من عاداهم وإنهم لمنتصرون بحول الله"، قيل يا رسول الله أين هم ومن هم؟ قال في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس، وهم في رباط إلى يوم الدين.

 

هذه هي المسيرة، وهذا هو الطريق، وهذا هو الهدف، لنقوم به جميعًا بعونه تعالى.

يا شعب الجبارين، لنقوم جميعًا حيث يقوم طفل من أطفالنا، زميل فارس عودة، وزهرة من زهراتنا ترفع علم فلسطين فوق أسوار القدس، ومآذن القدس، وكنائس القدس، (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا)، (وإنا لصادقون)، (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)، (إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ).

نعم، إن الله لا يخلف وعده. فيا إخوتي يا أحبتي، يا شعب الجبارين،

ليعلم القاصي والداني أن هذا الشعب لا يمكن إلا أن ينفذ هذه الإجراءات والمطالبة المنبعثة من إيمانه بالله العلي القدير، هنا ندافع، من بيت هنا ومن بيت هناك، ولكننا في أرض الرباط ندافع عن مقدساتنا المسيحية والإسلامية والقدس الشريف، وندافع عن كل بقعة من أرضنا ومن تاريخنا ومن حضارتنا ومن مقدساتنا، هذا عهد قد قطعناه، ليس كأفراد ولكن كشعب الجبارين، رفعناه إلى كل العالم أجمع من أقصاه إلى أدناه، ومن أدناه إلى أقصاه، أن هذه الثورة باقية ومنتصرة بعونه تعالى. يأتون ويدفعون الآن بكل ما لديهم من قوات ومن أسلحة ومن ذخيرة، وإنني أقول لهم: لا يمكن لأحد أن يكسر إرادة الجبارين، فإرادة الجبارين أن القدس عاصمة دولة فلسطين، شاء من شاء وأبى من أبى، نحن نقول هذا، ولكنها إرادة العلي القدير الذي يقول (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا). نعم المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، مسرى نبينا محمد صلوات الله عليه وسلم، ومهد سيدنا المسيح عليه السلام. نعم يا إخوتي، نعم يا أحبتي، نعم يا شعب الجبارين، معًا وسويًا حتى النصر، حتى النصر، حتى النصر. (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَاد)

ومعًا وسويًا حتى القدس عاصمة دولة فلسطين.

يا اخوتي يا أحبتي،

معًا وسويًا حتى النصر، حتى النصر.

والسلام عليكم