الهيئة العربية العليا لفلسطين
الهيئة العربية العليا لفلسطين:
هي لجنة شكلت بموجب قرار من جامعة الدول العربية عام 1946 م تولى رئاستها الحاج أمين الحسيني.
كان من الأعضاء البارزين في الهيئة محمد عزة دروزة، الذي كان ممثلاً لها في بيروت ودمشق والدكتور داود الحسيني الذي
كان مسوؤلا عن الشوؤن الادارية كما اتهم فيما بعد باغتيال عبد الله الأول بن الحسين.
من القرارات المهمة التي اتخذتها الهيئة:
في الرابع والعشرين من اذار ( مارس ) رفعت الهيئه العربيه العليا لفلسطين مذكره الى وزارات خارجيه الدول
العربيه، اتهمت فيها وكاله غوث اللاجئين بتسريح عدد من صغار موظفيها، وتخفيض جزء من الخدمات الضروريه متذرعه
بالعجز المالي، مشيره الى ان تخفيض ميزانيه الوكاله ( يحمل الكثير من المخاطر، ويثير المزيد من الشكوك والمخاوف ). وقد
اكدت الهيئه فيها بيانها الحاجه الى تعيين قيم دولي على ممتلكات العرب في فلسطين المحتله.
وفي عدد نيسان ( ابريل ) / ايار ( مايو ) من مجله ( فلسطين) التي تصدرها الهيئه، اعلنت الهيئه في بيان لها معارضتها
للنظام الانتخابي الذي وضعته منظمه التحرير الفلسطينيه. وقد تناولت اعتراضات الهيئه اعتبارات اهمها ان الكيان الفلسطيني
المقترح في النظام الانتخابي المذكور، لا يمثل الشعب ( تمثيلا صحيحا) وان هذا التمثيل ( لا يتم الا عن طريق انتخابات حره
نزيهه تنتظم فيها جميع فئات الشعب) وان حق الانتخاب والترشيح يجب ان يكون عاما لجميع الفلسطينيين الذين تتوفر فيهم
الشروط الانتخابيه) وقد دعا بيان الهيئه لالغاء مبدا التعيين الذي نص عليه النظام الانتخابي. على ان الهيئه اكدت ان لالغاء
المبدا التعيين نص عليه ضم الانتخابي على ان الهيئه اكدت ان ( اعاده انشاء كيان فلسطيني امر مبرم لتحرير الوطن السليب)
وذلك في بيانها الصادر في 15 ايار ( مايو ).
وفي من 28 ايار وجهت الهيئه مذكره اخرى الى وزارات خارجيه الدول العربيه ابدت فيها وجهه نظرها حول الاتفاقيه
المعقوده بين المانيا الغربيه واسرائيل، ودعت الحكومات العربيه الى ( وضع خطه حكيمه لمواجهه هذه الخدمات) ومواجهه
اتفاقيه القرض الالماني ( مواجهه حازمه عملا بالقرارات السابقه لحكومات الدول العربيه الخاصه بمعامله الدول الاجنبيه على
اساس مواقفها من قضيه فلسطين، واتخاذ الاجراءات السياسيه والاقتصاديه التي تفرضها خطوره التحدي الاجنبي للامه
العربيه).
كما انها الحقت هذه المذكره باخرى في اليوم ذاته، حول تقديم الاسلحه الامريكيه لاسرائيل، اتهمت فيها الولايات المتحده
الامريكيه بانها ( تحتضن السلطات الصهيونيه الاستعماريه، وتقـــــدم اليها كل تاييد وعون)، وانها ( تواصل اليوم تنفيذ سياسه
التحيز وتمضي في تقديم المساعدات العسكريه للصهيونيين، متذرعه بضروره حفظ توازن القوى بين السلطات الصهيونيه
من جهه والعالم العربي من جهه اخرى). واضافت ان الولايات المتحده بعد ( تحديها المتوالي لمصالح الامه العربيه، قد
اصبحت مطمئنه الى ضعف ردود الفعل المحتمله من الجانب العربي). واكدت الهيئه في هذه المذكره ايضا ضروره تطبيق
مبدا معامله الدول الاجنبيه بحسب مواقفها من قضيه فلسطين.
وفي 29 حزيران ( يونيو ) وجهت الهيئه مذكره الى الحكومه البولونيه بخصوص موقفها من اسرائيل، لفتت فيها نظرها الى
ان ( جهود الصهيونيين تضاعفت في المده الاخيره لاجتذاب السلطات البولونيه... مما يسيء الى علاقات الصداقه المنشوده
بين الشعب البولوني وشعوب الامه العربيه).
وقد جاء وقع هذه المذكره اثر انعقاد مؤتمر السفراء الاسرائيليين في الدول الشرقيه برئاسه ابا ايبان، وزير خارجيه اسرائيل ،
بين 8 - 16 ايار ( مايو ) في وارسو، ورفع درجه التمثيل الدبلوماسي بين بولونيا واسرائيل الى درجه سفاره في سنه
1965، وزياده التبادل التجاري بينهما، كما جاء في المذكره.
وهي تطورات اعتبرتها الهيئه ( مظاهره تاييد ودعم للوضع السياسي غير الشرعي القائم على الغزو والتامر والاغتصاب
العسكري).
وعادت الهيئه فوجهت في 29 حزيران ( يونيو ) مذكره الى الدول العربيه حول الدعوه التي وجهها السيناتور ادوارد كنيدي،
رئيس اللجنه الفرعيه الامريكيه لبحث مشكله اللاجئين، بقطع المساعدات عن اللاجئين الذين يتلقون تدريبا على حمل السلاح .
وقد دعت الهيئه حكومات الدول العربيه الى القيام بالمساعي ( السياسيه اللازمه... لقطع الطريق على هذه المحاولات لتصفيه
قضيه اللاجئين). و ( السعي لدى بعض النواب الامريكيين... لافهامهم وجهه النظر العربيه).
نشر عدد حزيران ( يونيو ) في مجله فلسطين حديثا اجراه رئيس الهيئه، الحاج محمـد امين الحسيني ، لمراسل وكاله الصحافه
الالمانيه بالشرق الاوسط . وقد دعا رئيس الهيئه في حديثه الى ( حل سلمي دائم..... يقوم على اساس الحق والعدل )، كما انه
ابدى شكوكه في ( ارسال متطوعين فلسطينيين للقتال في فيتنام) معتبرا النبا الذي صرح به رئيس منظمه التحرير بهذا المجال
( غير جدي)، مشيرا الى ان فلسطين المحتله احق بجهاد ابنائها، وهي اولى من اي وطن اخر بان يسفكوا دمائهم في سبيل
انقاذها وتحريرها من العدوان الصهيوني والاستعماري).
كما اكد رئيس الهيئه في حديثه ان بين الهيئه العربيه العليا ومنظمه التحريـــــــــر الفلسطينيه ( اختلاف جوهري اساسي على
المبادئ التي يقوم عليها الكيان الفلسطيني). وقال ان وجهه نظر الهيئه هي ان يكون كيانـــــــــــــا شعبيا مستقلا)، وان يظل (
بمعزل عن الاختلافات العربيه). وقد اتهــــــــــم المنظمه بالمقابل بانها ( مفروضه فردا على الشعب الفلسطيني، ومنقادة الى
بعض الجهات العربيه). ووجهت الهيئه العربيه العليا لفلسطين في 21 تموز( يوليو ) مذكره الى رئيس مجلس الامن الدولي،
بمناسبه مناقشــه الشكويين السوريه والاسرائيليه، دعت فيها مجلس الامن الى ( ان يطبق على فلسطين التصريح الخاص بمنح
الاستقلال للاقطار المستعمره وشعوبها الصادر في 14 كانون الاول ( ديسمبر ) 1960. كما دعته الى تبني خطه عمل تقوم
على اعلان ( ان الوضع القائم في فلسطين يشكل تهديدا للسلام) واعتبار ( الوضع في فلسطين يشكل عدواء عملا عدوانيا).
ودعته الى فرض عقوبات اقتصاديه ( ضد نظام الاقليه الصهيونيه العنصري في فلسطين المحتله، والامر بقطع جميع العلاقات
مع هذا النظام).
تابعت الهيئه العربيه العليا لفلسطين مناقشتها لمنظمه التحرير الفلسطينيه في 6 ايلول ( سبتمبر ) حينما رفعت الهيئه مذكره
الى الحكومات الدول العربيه، بمناسبه انعقاد مجلس الجامعه الدول العربيه، حول ما اسمته بـ ( تجربه منظمه التحرير
الفلسطينيه خاصه، واوضاع الدول العربيه من الضعف والتفكك ) وقد اتهمت المذكره الدول العربيه بتجاهل مطالبها المتعلقه
بانشاء كيان فلسطيني ( وامعنت في تاييد الخطوات الفرديه الديكتاتوريه التي ادت الى تشكيل منظمه التحرير الفلسطينيه بشكلها
الحاضر). وجاء في المذكره ان ثلاثه اعوام مرت على المنظمه كانت مليئه بالعبث والمشاكل، كما كانت حافله بالتخبط والدجل
السياسي والتبعيه، وبالانحدار بالقضيه الفلسطينيه الى مستوى المهاترات والمعارك الجانبيه ، والزج بها في النزاعات
والاختلافات العربيه، واقحامها في التيــــــــارات العالميه والخصومات العقائديه). و قد دعت المذكره في النهايه الى (
ضروره اتخاذ ما يقتضي من اجراءات فعاله سليمه لاصلاح الوضع القائم).
وفي 21 ايلول ( سبتمبر) وجهت الهيئه مذكره اخرى الى حكومات الدول العربيه، حول افتتاح الكنيست اليهودي بالقدس،
الامر الذي ( يعتبر.... تحديا خطيرا للامه العربيه، ودليلا اكيدا على اعتزام الاعداء مواصله تنفيذ مخططاتهم الاستعماريه
العدوانيه ). وقد دعت المذكره الاردن الى جعل القدس ( عاصمه للنشاط السياسي لاطول فتره ممكنه سنويا).
والحقت هذه المذكره باخرى في 12 تشرين الاول ( اكتوبر ) حول مخاطر شق قناة منافسه لقناه السويس، معتبره ( شق هذه
القناه واجراء تجارب ذريه تطورين يؤديان الى كارثه جديده لا تقل عن كارثه اغتصاب الاعداء لمياه الاردن العربيه وايصالها
الى النقب). ثم الحقتها بمذكره ثالثه في 19 تشرين الاول ( اكتوبر ) على اثر الاعتداء الذي قامت به عناصر صهيونيه على
مكاتب الوفد السوري في الامم المتحده، طلبت فيها نقل مقر الامم المتحده الى ( بلاد محايده كسويسرا ومدينه جنيف..... او
غيرها من المدن التي لا يسيطر عليها النفود الصهيوني ).
وفي الذكرى التاسعه والاربعين لوعد بلفور، اذاعت الهيئه بيانا دعت فيه ( ابناء فلسطين الى وضع انفسهم تحت تصرف كل
قطر عربي يتعرض للعدوان الاجنبي، لان في ذلك دفاعا عن مصير قضيتهم ومستقبل امتهم) ؟
واعقبت ذلك ببيان اخر ، بمناسبه الذكرى التاسعه عشرة لقرار التقسيم، دعــــت فيه الدول العربيــــــــــــــه الى ( وضع حد
فاصل لسياستها الحاضره القائمه على القبول الضمني بالامر الواقع، والسكوت على الوجـــود الصهيوني).
وعلى اثر العدوان الاسرائيلي على السموع، اذاعت الهيئه بيانا اعربت فيه عن ( اهميه مبادره السلطات المسؤوله لمضاعفه
الجهود في تحصين الحدود وتزويد الشعب الفلسطيني المتعطش الى الجهاد بالسلاح والعتاد، ولا سيما في القرى الاماميه....
وهي تقدر اعلان الحكومه الاردنيه للتجنيد الاجباري). كمان ناشدت الدول العربيه ( تقديم التسهيلات الضروريه للشعب
الفلسطيني للدفاع عن وطنه).
الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، بيروت. ص 119، 120، 121، 122، 123،