الرئيسية » خطابات الرئيس الراحل ياسر عرفات »

خطاب للسيد ياسر عرفات بمناسبة يوم الشهيد يشيد فيه بدور الحركة الوطنية اللبنانية في خدمة القضية الفلسطينية

15 كانون الأول 2024

خطاب للسيد ياسر عرفات بمناسبة يوم الشهيد يشيد فيه بدور الحركة الوطنية اللبنانية في خدمة القضية الفلسطينية

8/1/1981.

لقد ضحت الحركة الوطنية بآلاف الشهداء، وضحت بقائدها الشهيد البطل كمال جنبلاط، إن هذا التلاحم بين الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية هو تلاحم ثوري فريد من نوعه، إنه أسطورة في تاريخنا العربي المعاصر، وقال أبو عمار في هذا الوقت الرديء الذي تتراجع فيه أمتنا العربية -ويا للأسف- على أكثر من جبهة سياسية وعسكرية، يقف هذا الفارس من القوات المشتركة، لا ليدافع عن الثورة الفلسطينية، ولا ليدافع عن قلعة الشقيف، ولا عن الجرمق، ولكنه يدافع في هذا الخندق المتقدم عن أمتنا العربية، وعن كل الأحرار والتقدميين والديمقراطيين في العالم أجمع، وأضاف القائد ابو عمار، نعم نقاتل وندافع عن أمتنا العربية ضد هذا العدو الصهيوني الذي يحاربنا بأحدث الأسلحة الأمريكية، ويهدد كل يوم بحرب إبادة وبعملية إبادة، ولكن أقول باسم هذه الجماهير اللبنانية في الجنوب اللبناني الصامد، باسم القوات المشتركة، أتحدى كارتر القديم، وريغان الجديد أن إرادة الجماهير لا يمكن إيقافها.

إن أبطال القوات المشتركة لم يحققوا هذه الانتصارات لأن عددهم كبير وأسلحتهم كثيرة، بل انتصروا بإيمانهم بأمتهم وبالله وبقضيتهم. وليس صدفة أن يشاركنا فرسان الجو السوريون المعركة في أرنون والشقيف والريحان والجرمق، ومن هنا فإن هذه الأمة لا يمكن أن تركع، أقول هذا ليسمع ريغان، لا يستطيع أحد أن يفرض إرادته على الذين يقاتلون ويناضلون، وسنبقى نقاتل حتى يرفع شبل وزهرة من زهرات فلسطين العلم الفلسطيني فوق ربانا المقدسة. وحول مؤامرة التوطين قال ابو عمار إن الذين يتكلمون عن التوطين والذين يقبلونه هم الذين يقفون مع كامب ديفيد، هم الذين يتحالفون مع العدو الصهيوني، ويتعاملون مع الإدارة الأمريكية ضد الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية.

مرة أخرى أقول: لا استقرار ولا أمن، ولا أي تحرك في المنطقة ممكن أن ينجح بالقفز عن الرقم الفلسطيني، الرقم الأساسي، وليتحرك كيسنجر كيفما شاء؛ فليس هناك إرادة لهذه المنطقة إلا من خلال فوهة البندقية اللبنانية - الفلسطينية، التي ستحدث التغيير الأساسي والإستراتيجي، ليس هنا فقط ولكن في كل منطقتنا العربية ومنطقة الشرق الأوسط كلها، ومهما ضاعفوا المؤامرات وكثفوها فالخيار وحيد هو الخيار الفلسطيني؛ لانه قدر أمتنا العربية، لا خيار غير ذلك. وأضاف القائد العام قائلا إنني أرى النصر كما أراكم أمامي، ونحن في سباق مع الزمن، ولذلك مزيدا من الجهد والتضحيات لاختصار الطريق الصعب، وليعرف الجميع أن القدس عاصمة فلسطين، وفلسطين بدايتها القدس، أقول هذا الكلام ليفهمه ریغان الجديد. ومن الشقيف سنخلق حطين أخرى، ومنها إلى القدس. وثورة حتى النصر.

المراجع:

وفا، بيروت  9/1/1981

الوثائق الفلسطينية العربيه للعام 1981، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ص19، 20.