رسالة ياسر عرفات في الذكرى السادسة لانطلاقة الثورة الفلسطينية (1971/1/1)
18 كانون الأول 2024
من القائد العام إلى جميع قطاعات الثورة
"عندما حملنا السلاح أقسمنا أن لا نلقيه حتى النصر … ونحن شعب لا ينكث بالعهد ولا القسم"
إلى جميع قطاعات الثورة،
أيهاالإخوة الاحرار،
تحية الثورة وبعد، يأتي ذكرى انطلاق ثورتكم هذا العام، والثورة تجتاز واحدة من أخطر المراحل التي مرت بها حتى الآن، والتي تستدعي من الجميع نضالًا شاقًّا ومريرًا؛ حتى نتمكن من تجاوز كل الأخطار التي تحيط بالثورة، ودحر كل المؤامرات التي تحاك ضدها، لتستمر الثورة في انطلاقها، وتتمكن من تصعيد نضالها، وتخطو المزيد من الخطوات على درب النصر، ودروب التحرير والعودة. لقد كان العام الذي طويناه الليلة الماضية، عام المؤامرات الدولية والمحلية على ثورتنا، فلقد تعرضت الثورة خلاله إلى سلسلة متصلة من المؤامرات، وصلت إلى شن حرب إبادة ضدها وضد جماهيرها.
ولكننا بعون الله، وبثقة جماهيرنا واستعدادها للبذل والتضحية إلى أقصى الحدود، وبنضالكم المستميت وببطولاتكم العظيمة؛ استطعنا أن نصمد أمام كل مؤامرات التصفية، وأن ننتصر على كل محاولات القضاء على الأمل الذي انطلق مع رصاصات الأوائل من ثوارنا في مطلع عام 1965 ليشق ظلام الهزيمة، ولينير في سماء فلسطين فجر النصر الأكيد .
أيهاالإخوة الثوار،
إن الجماهير التي وقفت من ورائكم، تقدم لكم من ثقتها وتأييدها ودماء أبنائها، ما مكنكم من المحافظة على الثورة والاستمرار في المسيرة، إنها تطالبكم -وإرادة الجماهير أمر ملزم لكل ثائر_ بالمحافظة على البنادق مشرعة في أيديكم، وبالإيمان يعمر قلوبكم، وبالثقة تمنحكم الصلابة والإصرار والصمود، وبالمزيد من العمل الدائب المتواصل؛ حتى نصل بثورتنا إلى مرحلة حرب التحرير الشعبية، لنرفع في يوم لا بدّ آتٍ أعلام العزة والحرية والكرامة فوق كل شبر من أرضنا المقدسة.
أيهاالإخوة الثوار،
إننا ونحن نقف على عتبة العام السابع للثورة، لنذكر تاريخًا مجيدًا لشعبنا على مرّ السنين، ومنذ بدأت المؤامرة الاستعمارية الصهيونية لسلب أرضنا وتشريد شعبنا، نذكر ثورات شعبنا منذ عام 1921، ونذكر أبطالًا علمونا الثورة، وأعطوا دروسًا في التضحية والجرأة والوطنية.
نذكر المعلم الثوري الشيخ عز الدين القسام، وعبد الرحيم الحاج محمد، وعبد القادر الحسيني، وغيرهم الكثير من حملة المشاعل الأولى لنضال شعبنا .
ونذكر رفاقاً لنا سبقونا على درب الشهادة، ورووا بدمائهم تربة الأرض التي طالما اشتاقت لدماء أبنائها، لتنبت فوقها زهرة الحرية الحبيبة.
ونذكر إخوانًا لنا هم الآن في سجون الاحتلال، سواء في سجنهم الكبير، أو في المعتقلات والزنازين، يصمدون في وجه كل محاولات الإرهاب والإذلال، ويتطلعون إلينا لنجدد لهم العهد والقسم بأن هذه البنادق لا يمكن أن تسكت إلا بعد أن تتحرر كل فلسطين .
إننا عندما حملنا السلاح في الفاتح من عام 1965 أقسمنا بأنه سيظل مشرعًا، وأننا لا يمكن أن نلقيه حتى النصر، ونحن شعب لا ينكث بالعهد ولا بالقسم.
أيهاالإخوة الثوار،
تحية لكم في كل مواقعكم، تحية لكل بندقية تعطي لشعبنا هوية الثورة، هوية الميلاد الجديد.
تحية لكل قذيفة تنير لنا شبرًا في درب العودة.
وإلى المزيد من العمل،
إلى المزيد من النضال،
والنصر للرجال الرجال.
عاشت الثورة،
وعاش الشعب.
والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
وإنها لثورة حتى النصر.
أخوكم
ياسر عرفات
القائد العام لقوات الثورة
1/1/1971