كلمة ياسر عرفات في قمة القاهرة 1997
كلمة ياسر عرفات في قمة القاهرة 1997
معالي الأخ الدكتور أحمد عصمت عبد المجيد الأمين العام لجامعة الدول العربية،
سمو الأمير سعود الفيصل رئيس الدورة،
أصحاب المعالي، الإخوة وزراء خارجية الدول العربية،
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
تحية طيبة، وبعد،
يطيب لي أن أتوجّه إليكم، باسم الشعب الفلسطيني، وباسم منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية، وباسمي شخصيًّا بأطيب تحية وأسمى تقدير، معربًا لكم جميعًا عن جزيل شكرنا، وعميق امتناننا لهذا الاجتماع الذي نناقش فيه شؤون وشجون أمتنا، وقضايانا القومية والمصيرية، وفي طليعتها قضية فلسطين، القضية المركزية لأمتنا العربية.
وإنه لمن دواعي اعتزازنا أن نكون بينكم في هذا اليوم، في هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها عملية السلام، والمأزق الخطير الذي تواجهه على كافة المسارات، وبخاصة المسار الفلسطيني والمسار اللبناني والمسار السوري؛ بفعل السياسات التعسفية، والممارسات القمعية، والإجراءات العقابية الجماعية الجائرة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني، وضد الشعب اللبناني، والتي تم تتويجها بالانتهاكات والعدوان بهذه الحرب ضد لبنان وشعب لبنان، وخاصة في الجنوب، وبالخروقات الإسرائيلية للاتفاقات المعقودة. ولقد بدأت الحكومة الإسرائيلية الحالية حملتها -كما تعلمون- من خلال فتح النفق في مدينة القدس الشريف تحت المسجد الأقصى، وما رافقه من هبّة جماهيرية، دفع شعبنا الفلسطيني فيها ضريبة الدم، دفاعًا عن القدس الشريف، مقدمًا الشهداء من خيرة أبنائه.
وإن ما تتعرض له مدينتكم مدينة القدس الشريف اليوم، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومهد سيدنا المسيح عليه السلام، من هجمة استيطانية شرسة، وحملة تهويد مبرمجة ومنهجية، ومخططات استيطانية ببناء المزيد والمزيد من المستوطنات والوحدات السكنية فيها وفيما حولها، وفي جبل أبو غنيم، وخاصة هدم البيوت الفلسطينية في المدينة، وتشريد سكانها وأصحابها الفلسطينيين، ومصادرة هويات المواطنين الفلسطينين من أبناء المدينة المقدسة، وإغلاقها وعزلها عن المدن والقرى الفلسطينية المجاورة لها؛ مما يتيح للحكومة الإسرائيلية إحكام سيطرتها عليها، وخلق وتعميق الخلل الديموغرافي فيها؛ رامية من وراء ذلك كله إلى استباق الأمور وفرض سياسة الأمر الواقع فيما يتعلق بمدينة القدس الشريف، وبتاريخها وميراثها الحضاري والروحي والديني الفلسطيني والعربي والاسلامي والمسيحي، وكذلك حصار مدينة بيت لحم، والتضيق عليها، ومحاولة إنشاء بديل لها في جبل أبو غنيم في الاحتفالات الألفية الثالثة لميلاد سيدنا المسيح عليه السلام.
إان الحكومة الإسرائيلية ما زالت ماضية في مخططاتها الاستيطانية، في كافة الأراضي الفلسطينية، وفي كل يوم تصدر قرارات جديدة لمصادرة الأراضي، تدمر من خلالها مئات الالاف من الدونمات الزراعية وحقول الزيتون والممتلكات لمواطنينا الفلسطينيين، ولم تقف سياسة حكومة إسرائيل عند هذا الحد، بل تعدته إلى الاستمرار -وعلى نحو متعمد- إلى تفريغ الاتفاقات الموقعة من مضامينها، وذلك من خلال تنكرها لتلك الاتفاقات، والرفض والتهرب المستمر من تنفيذ الاستحقاقات المترتبة عليها، وفي طليعتها تنفيذ الانسحاب، وإعادات الانتشار، في المرحلتين الأولى والثانية، وفتح مطار غزة الدولي، والشروع في بناء الميناء بغزة، وفتح الممر الآمن والمعابر، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وكل تلك الالتزامات التي عطلتها الحكومة الإسرائيلية بهدف نسف الاتفاقات المبرمة بيننا، وإفراغها من كل معانيها ومضامينها.
هذا إلى جانب العديد من الخروقات والاستحقاقات الأخرى التي لا حصر لها، والتي ما زالت إسرائيل ترفض تنفيذها.
وتعملون يا معالي الأخ الأمين العام، ويا سمو الأمير رئيس الدورة، ويا أيها الإخوة أصحاب المعالي، ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من عقوبات جماعية، وإغلاق وحصار اقتصادي جائر، وحجز وتجميد للأموال المتسحقة للسلطة الوطنية الفلسطينية من الضرائب والجمارك، ومنع حرية الحركة والتنقل بين غزة والضفة والغربية، وإغلاقهما وعزل القرى والمدن الفلسطينية عن بعضها البعض، فيما يسمى بالإغلاق الداخلي، ومنع عمالنا من العمل، والحيلولة دون مرور منتوجاتنا للتصدير للخارج؛ الأمر الذي يسبب لنا خسائر يومية تقدر بما يزيد على تسعة ملايين دولار أمريكي، وفي الأيام الأخيرة نشهد جميعًا مسرحية احتلال بيوت فلسطينية في رأس العامود من قبل المستوطنين، وتلكؤ الحكومة الإسرائيلية في معالجة هذا الأمر. كان كل ذلك يتم بهدف إذلال شعبنا وتركعيه وكسر شوكته، ولكن خاب فألهم وخابت مخططاتهم؛ فشعبنا يأبى الإملاءات والإجراءات المجحفة، وسيبقى عصيًّا على كل المؤامرات، رغم كل هذه الانتهاكات الصارخة والفاضحة التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية، ضاربة عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية، وشرعة حقوق الإنسان، وباتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين، وبالاتفاقات الموقعة بيننا وبينهم، وبمرجعية عملية السلام المتفق عليها في مؤتمر مدريد، وهي الأرض مقابل السلام، هادفة من كل ذلك إلى تقويض العملية السلمية برمتها في منطقة الشرق الأوسط.
إن المفهوم الإسرائيلي للأمن وللوضع الأمني، كما تطرحه الحكومة الإسرائيلية، ما هو إلا ذريعة واهية لإيقاف عملية السلام. وإن مفهومنا للأمن والتنسيق الأمني هو كما نص عليه الاتفاق، ولقد كان هذا التنسيق قائمًا ثلاثيًّا، مع الحضور الأمريكي، إلى أن وجدت الحكومة الإسرائيلية الفرصة المناسبة، من خلال عمليات القدس، لتقدم مفهومها المشوّه للسلام والأمن، فأخذت تعتبر أن الموضوع الفلسطيني برمّته وكل أسس الحل والاتفاقيات بيننا وبينهم هو مجرد مشكلة أمنية، وليس مشكلة سياسية. ولا بد من أن نوضح هنا أن الأمن الحقيقي هو ثمرة السلام الحقيقي، وليس بديلا عنه، ولا يمكن أن يتحقق الأمن بدون تقدم العملية السياسية، وتنفيذ كافة الالتزامات المعقودة بيننا، ولا بأي حال تغليبه على الجانب السياسي، وهذا ما دلت عليه كل تجارب الشعوب وتجربة الصراع في منطقتنا، طوال العقود الماضية.
إن الحملة الإسرائيلية على السلطة الوطنية الفلسطينية، وعلى الشعب الفلسطيني، باسم الأمن، ليست إلا ذريعة وشعارًا زائفًا وكاذبًا، تهدف الحكومة الإسرائيلية من ورائه إلى رفض إعادة الانتشار، والتخلي عن اتفاق أوسلو برمته، والذي وُقّع في البيت الأبيض الأمريكي، وتحت إشراف الرئيس كلنتون، وبمشاركة وتوقيع روسيا وأمريكيا والاتحاد الأوروبي والنرويج، وحضور اليابان، وتوقيع مصر والأردن؛ مما يجعله اتفاقًا دوليًّا، وليس ثنائيًّا.
إن إسرائيل لم تفِ بأي من الاستحقاقات المترتبة عليها، وتتنكر لجميع قرارت الشرعية الدولية، بما فيها 242 و338 وقرار 425 الخاص بالجنوب اللبناني، كما تحاول تثبيت مفهومها القديم الذي ينكر وجود شعبنا من حيث الأساس ويتجاهل قضيته، باعتبارها قضية شعب من حقه نيل واستعادة وممارسة حقوقه الوطنية العادلة والثابته والمشروعة، وفي طليعتها حقه في الحرية والعودة وتقرير المصير، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إن هذه المواقف -أيها الإخوة- تشكل أكبر تهديد وتحدٍّ لعملية السلام برمتها، وللإرادة، وما أحوجنا في هذه الظروف أمام هذه المعطيات إلى المزيد من التضامن، ووحدة الصف العربي، وإن أمتنا -ومن خلال توحيد كلمتها وطاقاتها وجهودها وإمكانياتها، وتضافر قدراتها، ورص صفوفها- لقادرة ولا ريب على تحقيق السلام العادل والمشرف والمتكافىء الذي نسعى إليه، والذي يحفظ لأمتنا كرامتها وأمنها ومصالحها وحقوقها، ويعيد لها مقدساتها، وإننا لعلى ثقة ويقين راسخَيْن بأنكم لن تدّخروا جهدا في سبيل تحقيق هذا الهدف النبيل، وبدعمكم لصمود شعبنا الفلسطيني في وجه التعنت والغطرسة والتعسف الإسرائيلي ما يصاحب ذلك من هجمة شرسة على شعبنا الفلسطيني، وأرضنا وسلطتنا الوطنية، وعلى الشعب اللبناني وأرضه، وكذلك بالنسبة للمسار السوري.
إن خير دعم ومساندة ومؤازرة تقدمونها في هذه المرحلة الحرجة والدقيقة والخطيرة لأشقائكم في فلسطين هو إعادة التأكيد على قرارات القمة العربية الأخيرة في القاهرة، والتي ركزت على ربط التطبيع والعلاقات السياسية والاقتصادية مع إسرائيل بمدى التقدم الذي يحرز على صعيد العملية السلمية، وعلى كافة المسارات العربية.
إن الرط بين مساري المفاوضات الثنائية والمتعددة يشكل اليوم النقطة المركزية في الصراع والمفاوضات. والعلاقات العربية مع إسرائيل يجب أن تكون نتاجًا لتقدم عملية السلام على المسارات التفاوضية الفلسطينية والسورية واللبنانية. إننا نقول هذا -أيها الإخوة والأخوات- انطلاقًا من إيماننا بما لكم ولبلادكم من دور ومكانة، وعلى كافة الصعد، وإيمانا منّا بالتكامل العربي، وإن أمتنا وبلادنا، مثلها مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، فنحن نستمد عناصر صمودنا وثباتنا من قوة أمتنا وتماسكها وتضامنها، ومساندتها لنا، ومن أملنا الكبير بشعوبها وقياداتها، وإلى أن تلتزم إسرائيل بالعملية السلمية، ويتم تحقيق تقدم ملموس وواضح، وعلى كافة المسارات العربية، وحتى تحترم إسرائيل قرارات الشرعية الدولية، ومرجعية عملية السلام، ومبدأ الأرض مقابل السلام، سلام الشجعان الذي آلينا على أنفسنا صنعه، وليس سلام الخنوع والتنازل والإذلال.
وإننا نتوجه إليكم من هنا، من على هذه الأرض العربية الأصيلة، أرض الكنانة، الحصن الحصين والدرع الواقي والمتين لأمتنا العربية، أرضًا وشعبًا، ورئيسها المبارك حسني مبارك، ومن خلالكم إلى حكوماتكم للعمل على بلورة موقف عربي موحد في الأمم المتحدة، والتقدم إليها بمشاريع قرارات تحفظ الحق العربي عامة، والفلسطيني خاصة، والعمل على إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وخاصة القرارين 242و338 والقرار 425، والالتزام بمرجعية عملية السلام، وبمبدأ الأرض مقابل السلام.
ولا يفوتني، في إطار تحديد أسس تحركنا السياسي اللاحق، أن أشير إلى أننا ننظر بإيجابية للمواقف السياسية التي عبرت عنها السيدة مادلين أولبرايت باسم الرئيس كلنتون، وخاصة تعهد الإدارة الأمركية بمواصلة رعايتها لعملية السلام، على أساس تنفيذ قراري مجلس الأمن 242 و338، ومبدأ الأرض مقابل السلام، والالتزام باتفاق أوسلو بنصه وروحه، وجميع الاتفاقيات الأخرى المنبثقة عنه، غير أننا نؤكد على أن زيارة السيدة أولبرايت يجب أن تتابع بجهد أمريكي مكثف ومركز، وعلى أعلى المستويات؛ لكي يتواصل هذا العمل، ويقطع الطريق على المعوقات التي تعترض العملية السلمية والتي تضعها إسرائيل، وقد قررنا أن يتوجه وفدان فلسطينيان، خلال أسبوعين لواشنطن لمواصلة الحوار مع السيدة أولبرايت والإدارة الأمريكية، وكذلك حركنا وفودًا إلى أوروبا وروسيا والصين واليابان، وقمنا بالاتصال برئاسة دول عدم الانحياز، والدول الإسلامية، والدول الإفريقية والصديقة.
ونحن على ثقة أن موقفنا العربي الواضح والموحد، والمستند إلى قرارات القمة العربية، وإلى توجهنا بأن بناء العلاقات في منطقتنا يتم من خلال تكامل العناصر السياسية والاقتصادية مع بعضها البعض، وليس خلال الفصل التعسفي بينها، إن ذلك سوف يساعد على تطوير المواقف الدولية لصالح السلام العادل والشامل في منطقتنا.
إننا نأمل من الجانب الأمريكي أن يبدي وضوحًا قاطعًا لا لبس فيه، فيما يتعلق بموقفه من عدالة قضية شعبنا الفلسطيني وحقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة، وأن هذا الوضوح الأمريكي تجاه الحق العربي والفلسطيني يكون في الإعلان عن تأييد الإدارة الأمريكية لقيام دولة فلسطينية، والوقوف الفعلي والجاد لدعوة حكومة نتنياهو من أجل إنهاء أسلوب وسياسة العقوبات الجماعية المفروضة على شعبنا بشكل كامل، ورفع الحصار عن القدس الشريف وعن بيت لحم وبقية الأراضي الفلسطينية، ووقف مصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني في القدس وجميع الأراضي الفلسطينية، وهي أعمال نشهد مزيدًا منها كل يوم، وذلك علاوة على القيام بسابقة لا مثيل لها، تتمثل في حجز مواردنا المالية التي هي مستحقات لنا كضرائب وجمارك؛ لتجويع شعبنا وضرب اقتصاده ومقومات حياته. إن الصبر والحكمة التي يبديها شعبنا وأمتنا العربية في وجه التعنت الإسرائيلي لا بد أن يقابلا بتحرك أمريكي ودولي عاجل لإنقاذ العملية السلمية من الانهيار، وعلى جميع المسارات العربية، وإلا فإن المنطقة برمتها ستواجه حالة خطيرة لا يمكن السيطرة على نتائجها.
كما لا يفوتنا أن نشيد بموقف دول الاتحاد الأوروبي، وندعوها لممارسة ضغوط مقترنة بإجراءات سياسية واقتصادية وأخلاقية ملموسة، لإعادة الحكومة الإسرائيلية إلى جادة الصواب، ولدفع المجتمع الإسرائيلي إلى إدراك الأخطار الحقيقية التي تترتب على سياسة الحكومة الإسرائيلية المعادية للسلام.
وإنه لمما يسعدني في هذا المقام -أيها الإخوة أصحاب المعالي- أن أعبر لكم جميعا باسم شعبنا الفلسطيني الصابر الصامد المرابط في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، ومن خلالكم، إلى الإخوة قادة الدول العربية، وإلى شعوبها وحكوماتها، عن مشاعر العرفان الكبير والامتنانا العميق، على كل ما بذلتموه، ولا زلتم تبذلونه وتكرسونه، من عون ومساندة وتضامن أخوي، ومن دعم مادي ومعنوي ومؤازرة صادقة صلبة، وعلى كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية لقضية شعبنا الفلسطيني العادلة، ونضاله الوطني المشروع في سبيل استعادة حقوقه ونيل استقلاله، وممارسة سيادته على أرضه ومقدساته، فكنتم -ومنذ عقود خلت وما زلتم- نعم الأهل، وفي السراء والضراء. وفقكم الله وحفظ بلادكم وشعوبكم، ودمتم سندًا ظهيرًا لشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية.
واسمحوا لي أن أوكد على أن الأولوية اليوم هي لبذل جهدنا جميعًا من أجل إنقاذ كل ذرة تراب في القدس، وأن محاولات بعض المغامرين بدعم وتنسيق مع منظمات يهودية متطرفة للسيطرة على أجزاء من أراضي القدس الشريف في رأس العامود، وليس سوى نموذج واحد من نماذج عديدة تمر بها القدس يوميًّا. إننا في حاجة إلى جهد عملي سياسي واقتصادي عربي وإسلامي لحماية هذه البقاع المقدسة من مخاطر التهويد والتوسع والسيطرة التي تلجأ إلى أحط الوسائل؛ من أجل تحقيق أهدافها، بما في ذلك تزييف وثائق الملكية لتبرير هذه الأعمال، إن ذلك -كما تعرفون- يتناقض كليًّا مع الشرعية الدولية، ومع القانون الدولي الذي يعتبر كل إجراء من هذا النوع لتغيير معالم الأرض تحت ظل الاحتلال باطلًا ولاغيًا.
وفي الختام، اسمحوا لي أن اتوجه بالتحية والتقدير الخاص إلى سمو الأمير سعود الفيصل، متمنيًا له التوفيق والنجاح في رئاسته ومهامه المباركة، واثقين من أن خبرته العريقة سوف تكون عونًا لنا في تنفيذ المهام الكبرى أمامنا، ومن أن المملكة العربية السعودية الشقيقة التي يمثلها ظلت على الدوام سندا قويا لفلسطين وشعبها وكفاحها. كما أتوجه بالتقدير إلى معالي الأخ الدكتور أحمد عصمت عبد المجيد، الأمين العام لجامعة الدول العربية على جهوده الدؤوبة والقيمة التي يبذلها لتعزيز عرى التواصل والتلاحم الأخوي بين الدول العربية الشقيقة وتجنيد وحشد بل واستنفار لكل الطاقات والهمم؛ من أجل توفير الدعم والعون اللازمين لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة ماديًّا ومعنويًّا، وفي كافة المحافل الدولية، ضمانًا لاستقلاله الوطني، وسيادته على أرضه ومقدساته، وخدمة للسلام والعدل والحرية، كما لا يفوتني أن أثني وبالكثير من الإكبار والاحترام على جهود الأمناء العامين والمساعدين والطواقم الفنية والخبراء والعاملين في كافة أجهزة الجامعة العربية، على ما يبذلونه من جهد، وما يقدمونه من تفانٍ وعطاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
"إنا لننصر رسلنا والذين آمنو في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"
صدق الله العظيم